الخميس، ديسمبر 06، 2007

حمدا لله على السلامة .. شارون فى "هداسا"؟

حمدا لله على السلامة .. شارون فى "هداسا"؟

كتب محمود خليل:

كدنا نجن ونحن نتابع حالة الإرهابى الصهيونى شارون المشهور بالبلدوزر ووكالات الأنباء تنقل التقارير الطبية عن حالته مقرونة باسم المستشفى الصهيونى المسمى هداسا والذى تحول إلى قلعة طبية عالمية يتحدث عنها العالم وفى نفس الوقت كنا نتابع حالة الممثلة سعاد نصر التى ترقد فى مستشفى مصرى يسمى الجولف وهى تعانى من غيبوبة بسبب خطأ طبى ولكن ياللهول بين المستشفيين فالأولى صرح طبى وأما الثانية فنعتقد إن المقارنة لغير صالحها وفى غير صالح مستوى الطب والصحة والأطباء فى مصر.
رغم أننا نفتخر ليلا ونهارا بكوننا أحفادا للفراعنة الذين علموا العالم الطب وأول من أجروا عمليات تخدير وأول من أجروا عملية جراحية وأول من عالجوا كافة الأمراض وأول من أجروا عمليات التجميل إلى آخر القائمة, ونحن أيضا أبناء العلماء العرب من أمثال ابن سينا وابن رشد والخوارزمى إلى آخر القائمة أيضا وهؤلاء هم الذين تعلم على أيديهم الأوروبيين فى عصر النهضة وعلى أكتافهم وصلوا إلى ماهم فيه, فلقد استلموا الراية من العرب مرفوعة ومازالوا يرفعونها!!
أما العرب فمازالوا يعيشون على الذكريات والتاريخ المشرف للأجداد والآباء دون محاولة لإحياء ذكرى هؤلاء الأجداد والآباء, وبدلا من استنهاض الهمم ومحاولة استعادة الأمجاد الماضية, كان الأخذ بالسهل هو أسهل طريق لتحقيق ما نصبو إليه, وهو الأستيراد لكل ماتصنعه أوروبا, والذهاب الى مستشفياتهم للعلاج,واستيراد الحلول لكافة مشاكلنا فى كافة مناحى الحياة, سواء كانت ملائمة لنا أم لا, فيكفى أنها مستوردة من الرجل الأبيض!!
لذلك توقفنا عن الابتكار والاختراع وإذا حدث فالأدراج مكانها الطبيعى حتى يأتى حريق من يد عابثة مجهولة أو معلومة لتطيح بهذه الاختراعات الابتكارات وقد يكون السبب سرقة أو بيع لآخرين أو حقدا على المخترعين أو توقيف عمدى لمسيرة الاختراع والابتكار, وهكذا توقفت مسيرة التقدم بسبب انعدام الضمير, أو الطمع أو الجشع أو الحقد.. لا يهم المسمى, فالمهم إن نقف محلك سر, حيث يفصلنا عن الآخرين مسيرة خمسة قرون حتى نصل إلى ما وصلوا إليه, وحينما نصل يكونون قد سبقونا بخمسة قرون أخرى!!
إن شارون لم يتم نقله للخارج للعلاج, ولم يستقدموا له طاقم تمريض من أوروبا أو أمريكا للعناية به, لأنهم ببساطة يراعون ضمائرهم فى أعمالهم, وهم بعيدون تماما عن الفهلوة التى دمرت حياتنا, ومستقبل البلاد والعباد فى مصر, ووصلت الفهلوة إلى مجالات الطب فى كافة فروعه وتخصصاته وأخطاء الأطباء فى كافة مجالاته, يستحق معه غلق المستشفيات والعيادات الطبية وكليات الطب ونقابة الأطباء حتى ينصح الحال, وأيضا يستحق نصب المشانق لكل طبيب مستهتر, ألغى ضميره وأعطى له أجازة, ونحن لا نطلق أحكامنا على عواهنها, ولكننا نتحدث من واقع تجربة شخصية مررنا بها تستحق أن نرويها فلقد أجريت لنا عملية بواسير فى مستشفى خاص بمصر الجديدة, وبعدها بعدة أيام أصبنا بنزيف حاد فقدنا على أثره أكثر من لترين من الدم, وكنا على وشك الموت لولا عناية الله ورحمته بنا وبأسرتنا, حيث سخر لنا الدكتور احمد عبد المقصود أستاذ الجراحة بكلية طب بنات الأزهر وسهر عدة ليال حتى اجتزنا الأزمة بسلام وبتوفيق من المولى عز وجل.
رغم إن الطبيب الذى أجرى لنا الجراحة قام بالكشف علينا قبل الجراحة واكتشف وجود ناسور مع البواسير فانه رأى أن تتم كل عملية على حدة رغم أنه كان يجب عليه إن يجرى العمليتين فى وقت واحد, ولم يكتف بذلك بل انه بعد عملية الناسور, لم يقم بتخييط الجرح, بل تركه مفتوحا!! ولهذا فإننا نحتاج إلى عملية ثانية بعد عودة الناسور مرة أخرى, بسبب أهمال هذا الطبيب, فهل يمكن أن يحدث هذا فى اى مستشفى فى العالم؟ وهل يجرؤ اى طبيب فى دولة من دول العالم, على فعل ذلك؟ أم إن حب جمع المال أعمى رسل التطبيب ؟, أم أنه كما قلنا فى البداية الفهلوة المصرية التى وصلت إلى أخطر مهنة إنسانية على وجه الأرض؟
أننا لم يدهشنا كثيرا أن نرى المسئولين فى مصر يعالجون فى الخارج ويستقدمون من مستشفيات العالم من يعالجونهم, وتستخرج أوامر العلاج على نفقة الدولة بمئات الآلاف من الدولارات سنويا لأناس ليسوا فى حاجة إليها أصلا فهم من كبار المسئولين والممثلين والمطربين وغيرهم, بينما المواطن الكادح الفقير الغلبان يذوق الويلات حتى يتمكن من صرف روشتة دواء من التأمين الصحى لا يتعدى ثمنها عشرة جنيهات!! ويتحول جسده إلى حقل تجارب فى المستشفيات العامة والخاصة والاستثمارية, لأطباء منعدمى الضمير ومن غير المؤهلين علميا للتعامل مع المرضى, ونروى أيضا قصة احد الزملاء من مؤسسة صحفية قومية أجرى عملية فتاق فى مستشفى استثمارى كبير جدا, دفعت له المؤسسة مبلغا كبيرا, وبدلا من شفاء الزميل خلال عشرة أيام على الأكثر, استمر فى السرير أكثر من شهرين يعانى من آثار عملية فتاق..؟!
لقد تواترت الأنباء عن استقبال مستشفى هداسا لكثير من الحكام العرب وأثريائه للعلاج به, كما سمعنا عن سفر كثير من المصريين إلى الكيان الصهيونى للعلاج من أمراض العيون, وبمناسبة أمراض العيون, نروى أيضا واقعة تستحق الرواية فلقد شعرنا ببعض التعب فى عيونى فذهبنا إلى مستشفى عيون شهير جدا تصدم إعلاناته العيون فى كل مكان, وقبل الكشف وضعوا لنا قطرة لتوسيع حدقة العين, وبعد الكشف كان يجب التنبيه علينا بعدم النزول إلى الشارع قبل أنتهاء تأثير القطرة وعودة الحدقة إلى طبيعتها, ولكن ما حدث أنهم لم ينبهوننا لذلك ونزلنا الشارع فإذا بغمامة على عيوننا لا نستطيع معها السير ولا رؤية ما فى الشارع, حتى ظننا أننا فقدنا نظرنا –لاقدر الله- ولولا عناية الله سبحانه وتعالى, ومساعدة المارة لحدث لنا مكروه بسبب هذه القطرة وإهمال طبيب فى واجبه تجاه مريض يعالج لديه؟
إننا ندعو مجلس الشعب الجديد ومعه وزير الصحة الجديد أن يعيد النظر فى النظام الصحى فى مصر برمته, وبصفة خاصة مسألة العلاج على نفقة الدولة, وان تكون له ضوابط يراعى فيها الضمير, ومصلحة المجتمع والوطن, لأنه من غير المعقول أن ممثل أو ممثلة أو مطرب أو مطربة أو رجل أعمال أو وزير أو مسئول كبير كسب من عمله الملايين سواء مازال يحتفظ بها أو أضاعها يستحق العلاج على نفقة الدولة وفى الخارج ؟ أما المواطن الفقير الكادح الذى لا يجد لقمة العيش وعلى أكتافه تبنى البلاد ويثرى الأثرياء لا يستحق ذات العناية ؟..
نعم هناك من يستغل التأمين الصحى استغلالا سيئا ولكن هناك فى المقابل من الأثرياء والمسئولين من يستغل العلاج على نفقة الدولة استغلالا سيئا, فهل من العدل تمتع مريض بفترات النقاهة فى الخارج على حساب الشعب ؟ وهل من العدل اصطحاب مرافق أو أكثر مع المريض الذى يعالج على نفقة الدولة فى الخارج على حساب الشعب؟ وكم تتكلف فاتورة العلاج على نفقة الدولة فى الخارج والداخل ؟.. للمسئولين الكبار والمشاهير مقارنة بالمواطن العادى؟ .. نعتقد إن النسبة لن تتجاوز واحد إلى عشرة لصالح الكبار والمشاهير!!
كما ندعو الوزير إلى إصلاح حال التأمين الصحى بعياداته ومستشفياته ونظام العلاج به, وكذلك تشديد الرقابة على الأطباء والمستشفيات, وغلق اى مستشفى, ووقف اى طبيب يخل بمسئولياته وواجبه, حماية لسمعة الطب والطبيب المصرى والمستشفيات المصرية من المهملين العابثين بأمن مصر الصحى وبصحة الشعب المصرى وبسمعة الطب المصرى.
لقد كانت مصر قبلة المرضى العرب والآن أصبحت هداسا هى قبلتهم !! ولم يشعر أحد من المسئولين فى مصر بالغيرة والنخوة تجاه هذا الأمر الذى ينذر بكثير من الأحداث الجسام المقبلة, فإذا كانت مصر فقدت مكانتها الطبية لصالح هداسا, ومكانتها الاستثمارية لصالح الأردن ومكانتها السياحية لصالح لبنان وإسرائيل, ومكانتها المالية لصالح قطر والأمارات والبحرين, ومكانتها الفنية لصالح سوريا, ومكانتها السياسية لصالح أمريكا والمتحدثين باسمها داخل مصر, ومكانتها التعليمية لصالح بعض المدارس والجامعات الأجنبية فى مصر, وبعض الجامعات العربية, وجميع الجامعات الأوربية والأمريكية, فماذا تبقى لمصر؟..
أيها السادة كفى حديثا عن ريادة كاذبة, فالفهلوة ومطربات العرى كليب, وانعدام الضمير المهنى, والكذب والرياء, ومسح الجوخ, والتهريب, والغش, ومص دم الشعب الغلبان بمزيد من الضرائب والإتاوات, ورفع الأسعار مع تدنى مستوى الخدمات المختلفة المقدمة للشعب من صحة وتعليم ونقل..الخ جعل الجميع يفقدون الأمل وأصابهم الإحباط من إمكانية مجىء يوم يتم فيه إصلاح حقيقى. 

أيها (السادة الكبار) أرحموا الشعب يرحمكم من فى السماء, خففوا عن الشعب يخفف الله عنكم, فلقد أولاكم الله تعالى أمر هذا الشعب للسهر على مصالحه ورفع شأنه ولم يوليكم أمره لتذيقوه مرار العيش, وعذاب الأيام ؟        

الاثنين، مايو 14، 2007

بعد تسونامى وهايتى.. "الكيمتريل" الإسرائيلى الأمريكى يهدد مصر

استخدم فى أفغانستان وكوسوفو وكوريا الشمالية وعمان وأندونيسيا وأخيرا فى هايتى
بعد تسونامى وهايتى.. 
"الكيمتريل" الإسرائيلى الأمريكى يهدد مصر

نزيف الأنف، ضيق التنفس، آلام الصداع، عدم التوازن، الإعياء المزمن، أوبئة الأنفلونزا، أزمات التنفس، إلتهاب الأنسجة الضامة، فقدان الذاكرة، الزهايمر... أهم الأعراض البشرية
الصواعق, غزو الجراد, الجفاف, الفيضانات, السيول, الزلازل.. أهم الأعراض المناخيةاستمطرت الصين الأمطار على 3 ملايين كيلو متر بتكلفة ‏265‏ مليون دولار ‏ وحققت مكاسب اقتصادية قيمتها‏ 1,4مليار دولارروسيا تحتفل بنصرها فى جو مشمس بعد رش سماء موسكو بالغاز لتشتيت السحبأمريكا تقتل ديب شيلد العالم الكندى الذى كشف خطط واشنطن لاستخدام الغاز فى إخضاع العالم لسيطرتها   التحكم فى الظواهر الطبيعية أهم الأسلحة الأمريكية والإسرائيلية الحديثة لهزيمة جيوش الأعداء


كتب  محمود خليل:
هل كانت الأعاصير والسيول التى تعرضت لها مصر فى أسوان وسيناء والبحر الأحمر أعاصير وسيول طبيعية أم كانت بفعل فاعل؟
هل السحابة السوداء التى تعانى منها مصر من أكثر من عشرة أعوام ظاهرة طبيعية أم أنها بفعل فاعل؟
هل الراوائح الغريبة والكريهة التى نشمها وتحيط بنا فى الهواء والشوائب العالقة فى الجو ظاهرة طبيعية أم أنها بفعل فاعل؟
هل الدراسات التى تحذر من أن الدلتا سوف تغرق خلال سنوات تحت مياه البحر المتوسط دراسات تتنبأ بظاهرة طبيعية أم أنها كارثة بشرية يتم التخطيط لها حاليا بفعل فاعل؟
هل التحذيرات التى تؤكد أن السد العالى مهدد بالتدمير بسبب بحيرة السد التى تؤثر على القشرة الأرضية مما يسبب الزلازل التى تسبب سقوط السد العالى وغرق مصر مجرد تحذيرات مبنية على أسس علمية أم أنها جس نبض وبيان مدى استعداد مصر لمواجهة هذا الموقف إن حدث بفعل فاعل؟
هل الهدوء الذى سيطر على الملفين النوويين الكورى الشمالى والإيرانى يعد من قبيل الانسحاب الأمريكى من المواجهة مع الدولتين أم أن هناك شيئا ما يتم تخطيطه للتخلص من المفاعلين بطريقة غير تقليدية؟
الحقيقة أن كل تلك الأحداث معرضة للوقوع وبفعل فاعل وهذا الفاعل هو أمريكا وإسرائيل اللتان كان لهما اليد الطولى فى أحداث مشابهة مثل أعصار تسونامى فى أندونيسيا منذ أعوام وزالزال هايتى منذ أسابيع باستخدام وسائل علمية متطورة مكنتهما من إحداث اضطرابات فى المناخ أدى إلى كل تلك الكوارث.
  كشف الدكتور منير محمد الحسيني أستاذ المكافحة البيولوجية وحماية البيئة بكلية الزراعة بجامعة القاهرة في تصريحات له لجريدة "الأهرام "المصرية في 7 يوليو 2007حقائق مثيرة وردت في بحث حول إطلاق علماء الفضاء والطقس في أمريكا لغاز "الكيمتريل" سرا في المرة الأولي فوق أجواء كوريا الشمالية وأدى ذلك إلى جفاف الطقس بشكل غير مبرر لم يصب كوريا الجنوبية أو الصين مثلا وهما علي حدودها الشمالية ونتج عن حالة الجفاف مجاعة رهيبة أدت إلي موت الآلاف من البشر ووصلت أرقام الضحايا إلي 6.2 مليون طفل و1.2 مليون بالغ وإتلاف محصول الأرز.
كما تم سرا إطلاق سلاح الكيمتريل على كوريا الشمالية لإضعافها وإشغالها بالجفاف والمجاعة والأمراض وبالفعل هجر الكوريون تلك المناطق بعد التعرض للمجاعات والأمراض والموت جوعا وعطشا ومازال العدوان مستمرا فى حين تتلقي كوريا الشمالية حاليا المعونات من الأرز الذي كان يشكل المحصول الرئيسى حين كان متوافرا له المياه والأمطار سابقا‏.
استخدم هذا السلاح أيضا في منطقة "تورا بورا" الأفغانية لتجفيفها ودفع السكان للهجرة, ودفع المقاتلين الأفغان إلي الفرار والخروج من المخابىء حيث سهل الأمر للطائرات الأمريكية لاصطيادهم.
كما أطلقته مؤسسة "ناسا" عام 1991 فوق العراق قبل حرب الخليج الثانية, ورغم تطعيم الجنود الأمريكيين باللقاح الواقي من الميكروب الذي ينتشر مع "الكيمتريل" فقد عاد 47% منهم مصابون بالميكروب وأعلن حينها عن إصابتهم بمرض غريب أطلق عليه "مرض الخليج".
عانى أيضا إقليم كوسوفو المسلم من آثار الكيمتريل، حيث استخدمته الطائرات الأمريكية خلال الغارات التي شنها الناتو على القوات الصربية في الإقليم في التسعينات، مما نجم عنه برودة شديدة في الشتاء ومات كثيرون بردا.
 يؤكد الدكتور الحسيني أن علماء المناخ الإسرائيليين طوروا هذا السلاح بواسطة عالم كندي حيث استخدم فى جلب إعصار "جونو" الذي ضرب سلطنة عمان منذ سنوات وأحدث تخريبا وتدميرا كبيرا ثم اتجه إلي إيران بعد أن فقد نصف قوته‏ فلم تكن سلطنة عمان هي المقصودة بهذا الدمار وإنما كان الهدف إيران ولكن بسبب خطأ الحسابات ـ لن تستقر قبل ‏ 2025‏ ـ تحول الإعصار إلي سلطنة عمان.
رجح الحسينى أن يكون السبب في ارتفاع درجات الحرارة في السنوات الأخيرة في مصر وشمال إفريقيا وبقية البلدان العربية هو التجارب الأمريكية والإسرائيلية في هذا الصدد، فعند هبوط سحابة الكيمتريل إلي سطح الأرض فوق المدن الكبيرة مثل القاهرة وغيرها حيث تسير ملايين السيارات في الشوارع التي ينبعث منها كم كبير جدا من الحرارة فيقوم أكسيد الألومنيوم بعمل مرآة تعكس هذه الحرارة للأرض مرة أخري مما يؤدي إلي ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير عادي متسببا فيما يسمي موجات الحر القاتل‏ كما حدث في باريس عام ‏2003‏ وجنوب أوروبا في يونيو‏2007‏ وسوف يتكرر ذلك مستقبلا في فصل الصيف المقبل.
يضيف: إذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن أسراب الجراد التي هاجمت مصر وشمال إفريقيا وشمال البحر الأحمر ومنطقة جنوب شرق آسيا فوق السعودية والأردن‏ أواخر عام ‏2004‏ كان السبب الرئيسى فيها هو غاز الكيمترل‏ بعد رش تلك المنطقة بزعم خفض الاحتباس الحراري وقد قمت وغيري بتصوير ذلك‏ واختفت السماء خلف السحاب الاصطناعي الكيمترل خلال عدة ساعات وحدث الانخفاض المفاجيء لدرجات الحرارة وتكون منخفض جوي فوق البحر المتوسط وتحول المسار الطبيعي للرياح الحاملة لأسراب الجراد الصحراوي إلي الجزائر وليبيا ومصر والأردن وغيرها‏ وبهذا لم تتم الرحلة الطبيعية لأسراب الجراد‏.‏
يتابع الحسيني: في هذا الوقت لاحظ الباحثون أن الجراد الذي دخل مصر كان يحمل اللون الأحمر، بينما كان الجراد الذي يدخل مصر علي طول تاريخها يحمل
اللون الأصفر، واختلاف الألوان هنا جاء بسبب أن الجراد الأحمر هو الجراد ناقص النمو الجنسي ولكي يكتمل النمو الجنسي للجراد كان لابد أن يسير في رحلة طبيعية حتي يتحول إلى اللون الأصفر كما تعودنا أن نشاهده في مصر ولكن مع حدوث المنخفض الجوي الجديد، اضطر الجراد إلي تغيير رحلته دون أن يصل إلي النضج المطلوب.
توقع الدكتور الحسيني أن تعرف مصر ظاهرة الموت بالصواعق كما حدث في إبريل عام 2006 عندما قتل اثنان من رعاة الأغنام بالمنصورة صعقا وكذلك في 13 إبريل 2007 عندما قتل ثلاثة مزارعين أثناء عملهم بالحقول في إحدى قرى محافظة البحيرة.
أشار إلى أن الصواعق هي إحدي الآثار الجانبية الخطيرة لرش الكيمتريل من طبقة التروبوسفير واتحاده مع أملاح وأكسيد الباريوم مع ثاني أكسيد الكربون وهما من عوامل الاحتباس الحراري فيؤدي ذلك كله إلي تولد شحنات في حقول كهربائية كبيرة وعندما يتم إطلاق موجات الراديو عليها لتفريغها تحدث الصواعق والبرق والرعد الجاف دون سقوط أي أمطار كما حدث في بازل في سويسرا وفي ولاية الأسكا الأمريكية وفي مصر يوم 18 مايو 2005 وفي ألمانيا يوم 12 مايو 2000.
 يحذر الدكتور الحسينى من أن الصواعق ليست هي الخطر الوحيد الذي يهدد المواطنين في مصر ودول العالم التي ترش في سمائها الكيمتريل، بل سيلاحظ السكان وجود ظواهر جديدة مثل تغير لون السماء وتحولها من الأزرق إلي لون أقرب إلي الأبيض بسبب وجود كمية كبيرة من أملاح الباريوم وجزئيات الألومنيوم بكميات تبلغ 7 أضعاف مثيلاتها في الطبقات غير المتعاملة بالكيمتريل أما تأثير رش الكيمتريل علي صحة الإنسان فقد نشرت مجلات علمية أمريكية لباحثين مثل كريس كورينكوم وجارث نيكولسون بعض أبحاثهم التي أعدوها بعد تجريب الكيمتريل في الولايات المتحدة من واقع سجلات المستشفيات هناك حيث طرأت قائمة بالأعراض الجانبية كالتالي: نزيف الأنف، ضيق التنفس، آلام الصداع، عدم حفظ التوازن، الإعياء المزمن، أوبئة الأنفلونزا، أزمات التنفس، إلتهاب الأنسجة الضامة، فقدان الذاكرة، أمراض الزهايمر المرتبطة بزيادة الألومنيوم في جسم الإنسان.
استعرض الحسيني نماذج أخرى لضحايا الكيمتريل في العالم ومن أبرزها ما حدث في العراق في ‏28‏ يناير‏1991‏ عندما قامت الطائرات الأمريكية بإطلاق غاز الكيمتريل فوق سماء العراق بعد تحميله بالسلالة النشطة من الميكروب المهندس وراثيا لحساب وزارة الدفاع الأمريكية للاستخدام في الحرب البيولوجية بعد أن قامت واشنطن بتطعيم الجنود الأمريكان باللقاح الواقي من هذا الميكروب قبل إرسالهم لميدان المعركة، ورغم ذلك فقد عاد‏47%‏ من الجنود الأمريكان مصابين بالمرض‏ وتغطية علي الحقيقة السابقة، زعمت وزارتا الدفاع والصحة الأمريكيتين أنه مرض غير معروف أطلق عليه "مرض الخليج" وأشيع أنه ناتج بسبب أنواع من الغازات الكيماوية المتولدة عن إطلاق ذخيرة الطلقات الجديدة فائقة الصلابة.
 كشف النقاب عن حقيقة هذا المرض جارث نيكولسون الطبيب الأمريكي الذي قدم بحثا أشار فيه إلى الأمراض التي يسببها غاز الكيمتريل في الأماكن التي تم 
إطلاقه فيها ومنها نزيف الأنف وأوبئة الأنفلونزا وفقدان الذاكرة المؤقت‏‏، مشيرا إلى إمكانية حدوث "الإيدز" بسبب زيادة الباريوم في جسم الإنسان‏.‏
أشار الدكتور الحسيني إلى حرص شركات الدواء الكبري علي الاشتراك في تمويل مشروع "الكيمتريل" بمليار دولار سنويا لأنه مع  انتشار الآثار الجانبية لرش الكيمتريل علي مستوي العالم سوف تزداد مبيعات هذه الشركات العملاقة علي مستوي العالم جراء بيع الأدوية المضادة لأعراضه.
يختتم الدكتور الحسيني: هناك تجارب لاستخدام تكنولوجيا جديدة لإطلاق الكوارث الطبيعية كالأعاصير المدمرة والفيضانات أو الجفاف ضد أعداء أمريكا، أمريكا سوف تقوم بردع إيران وإثنائها عن المضي في برنامجها النووي علي شاكلة ما فعلته في كوريا الشمالية‏‏، لكن ليس بتقنية تجفيف النظام البيئي بل بتقنية استحداث الأعاصير المدمرة من الدرجة الخامسة سرعة‏ 250‏ كم في الساعة‏ ولهذا لم ينجح توجيه إعصار جونو إلي إيران بدقة كافية.
 إذا أردنا ملاحظة تأثير امتلاك هذا السلاح في السياسات الدولية، يمكننا الإشارة إلى تراجع أمريكا عن تهديداتها بمهاجمة كوريا الشمالية عسكريا بالوسائل التقليدية علي نمط ما حدث في أفغانستان والعراق.
إذا لا يمكن التكهن بما سوف يحدث من ظواهر جوية وتأثيرها علي النظام البيئي والبشر والنباتات والحيوانات في مثل هذه الأنظمة الإيكولوجية، و‏الوقاية الوحيدة ضد هذا الاندفاع الأمريكي واستخدامه السيء للتكنولوجيا والطفرات العلمية هي الالتزام الأخلاقي  ولكن في سبيل سيطرتها علي العالم تندفع أمريكا بجنون فى استخدام هذا السلاح‏.
ويعد ما شهدته هايتي بروفة على حروب المستقبل وخاصة تلك التي ستشنها إسرائيل ضد العرب وإيران وسيتم خلالها التغاضي عن المواجهات العسكرية المباشرة والاستعانة بدلا من ذلك بـ "الكيمتريل" الأكثر "براءة وفتكا في الوقت ذاته" وهو ما يفسر إنزواء الملف النووى الكورى الشمالى والملف النووى الإيرانى من السياسة الأمريكية والأوروبية وفى الوقت نفسه يعد رسالة إلى كلتا الدولتين فأما الطاعة وأما الكيمتريل!!.
والخلاصة أنه في ظل الطموح الأمريكي والإسرائيلي المجنون للسيطرة على الكون، فإن العالم أصبح مهددا مستقبلا بحروب تدميرية ولكن هذه المرة ليست من
خلال الغزو والاحتلال والاستعمار التقليدي وإنما من خلال حروب غامضة ستظهر على أنها كوارث طبيعية فهل استعددنا لهذه الحروب الغير تقليدية أم أن الحصول على كأس فى كرة القدم أعمت أعيننا عن الخطر الماثل أمامنا؟.
توصلت أبحاث الكيمتريل التى أجرتها واشنطن إلي قواعد علمية وتطبيقات تؤدي إلي الدمار الشامل يطلق عليها الأسلحة الزلزالية يمكن بها إحداث زلازل مدمرة اصطناعية في مناطق حزام الزلازل وتقنيات لاستحداث ضغوط جوية عالية أو منخفضة تؤدي إلي حدوث أعاصير مدمرة‏.‏
نجحت أمريكا وكأنها تسعى لخدمة البشرية في انتزاع موافقة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في مايو عام ‏2000‏ علي قيامها بمهمة استخدام تقنية الكيمتريل في تخفيض الاحتباس الحراري علي مستوي الكرة الأرضية بعد عرض براءة الاختراع المسجلة عام‏1991‏ من العالمين ديفيد شانج وأي فو شي بشأن الإسهام في حل مشكلة الانحباس الحراري دون التطرق لأية آثار جانبية وأخفت الهدف الرئيس وهو تطوير التقنية للدمار الشامل وبالفعل وحسب التقارير المتداولة في هذا الصدد ، فإن الولايات المتحدة سوف تكون قادرة في عام ‏2025‏ علي التحكم في طقس أية منطقة في العالم عن طريق الكيمتريل, وأعلنت حينها عزمها علي تمويل المشروع بالكامل علميا وتطبيقيا مع وضع الطائرات النفاثة المدنية في جميع دول العالم في خدمة المشروع.
وافق أغلبية أعضاء الأمم المتحدة على إدخال هذا الاختراع إلي حيز التطبيق‏ وبذلك تم تمرير المشروع بموافقة المجتمع الدولي مع إشراك منظمة الصحة العالمية بعد أن أثار كثير من العلماء مخاوفهم من التأثيرات الجانبية لتقنية الكيمتريل علي صحة الإنسان‏.‏
فى محاضرة ألقاها الكولونيل تامزي هاوس أحد جنرالات الجيش الأمريكي ونشرت علي شبكة معلومات القوات الجوية الأمريكية كشف فيها أن الولايات المتحدة سوف تكون قادرة في عام 2025 علي التحكم في طقس أي منطقة في العالم عن طريق تكنولوجيا عسكرية غير نووية يتم إطلاقها من خزانات ملحقة بالطائرات النفاثة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تسعى لاستخدام تقنية الكيمتريل كجزء من أدواتها الرئيسية للحروب المستقبلية.
يمكن لإحدى الطائرات النفاثة أن تطلق غاز "الكيمتريل" في الهواء فتنخفض درجات الحرارة في الجو وقد تصل إلى 7 م بسبب حجب أشعة الشمس عن الأرض بواسطة مكونات هذه السحابة الاصطناعية، كما تنخفض الرطوبة الجوية إلى 30% بسبب امتصاصها مع أكسيد الألمونيوم، متحولا إلى هيدروكسيد الألمونيوم بجانب عمل الغبار الدقيق لأكسيد الألمونيوم كمرآه تعكس أشعة الشمس.
يؤدي ما سبق إلى انخفاض شديد مفاجىء في درجات الحرارة وانكماش في حجم كتل هوائية تغطي مساحات شاسعة تقدر بملايين الكيلومترات مما يؤدي 
لتكوين منخفضات جوية مفاجئة في طبقة الغلاف الجوي "الاستراتوسفير" فتندفع إليها الرياح من أقرب منطقة ذات ضغط جوي مرتفع ثم من المنطقة التي تليها، ويتسبب هذا الوضع في تغيير المسارات المعتادة للرياح في هذه الأوقات من السنة فتهب في اتجاهات غير معتاد الهبوب فيها ويعقب هذا الإطلاق استمرار الحرارة المنخفضة والجفاف لعدة أيام وخلال تلك الفترة تفقد السماء لونها الأزرق المعروف وتصبح أثناء النهار سماء ذات لون رمادي خفيف يميل إلى اللون الأبيض وفي المساء تبدو لون السحب الاصطناعية بلون يميل إلي الرمادي الداكن وهكذا تحدث تغيرات غير مألوفة في الطقس في تلك المناطق مما ينتج عنها صواعق وبرق ورعد وجفاف دون سقوط أي أمطار كما يصاحب ذلك انخفاضا واضحا في مدي الرؤية بسبب العوالق الكيماوية للمكونات الهابطة إلى الأرض حيث تتخذ مظهرا شبيها بالشبورة.
تضمنت المحاضرة إشارة إلي توصية من البنتاجون تشير إلي استخدام سلاح الجو الأمريكي أسلحة التحكم في الطقس لإطلاق الكوارث الطبيعية الاصطناعية من الأعاصير والفياضانات أو الجفاف المؤدي للمجاعات بالإضافة إلي التوصية ببدء نشاط إعلامي موجه لتجهيز المواطن الأمريكي لقبول مثل هذه الاختراعات من أجل طقس مناسب لحياة أفضل ثم إقناع المواطن الأمريكي بعد ذلك باستخدام هذه الأسلحة لحمايته من "الإرهابيين".
 أما غاز الكيمتريل فهو عبارة عن مركبات كيماوية  يمكن نشرها علي ارتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر جوية مستهدفة وتختلف هذه الكيماويات طبقا للأهداف، فمثلا عندما يكون الهدف هو "الاستمطار" أي جلب الأمطار يتم استخدام خليط من أيوديد الفضة علي بيركلورات البوتاسيم ليتم رشها مباشرة فوق السحب فيثقل وزنها ولا يستطيع الهواء حملها فتسقط أمطارا، كما تستخدم هذه التقنية مع تغير المركبات الكيماوية فتؤدي إلي الجفاف والمجاعات والأمراض والأعاصير والزلازل المدمرة
كانت الصدفة وحدها هى التى كشفت عن سر استخدام الكيمتريل كسلاح للدمار الشامل والنوايا الحقيقية لواشنطن من استخدام هذا الغاز، ففي مايو ‏2003‏ وخلال عمله بمشروع الدرع الأمريكي، تمكن عالم من علماء الطقس في كندا كان من العاملين بالمشروع وهو العالم "ديب شيلد" من الاطلاع على هذا بعد أن وقع بصره عن طريق المصادفة البحتة علي وثائق سرية عن إطلاق الكيمتريل فوق كوريا الشمالية وأفغانستان وإقليم كوسوفو أثناء الحرب الأهلية اليوغسلافية والعراق والسعودية في حرب الخليج‏ الثانية .
أضاف في هذا الصدد أنه مقتنع بفكرة مشروع الكيمتريل إذا كان سيخدم البشرية ويقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري ولكنه يرفض تماما أن يستخدم كسلاح لإجبار الشعوب أو قتلها أو إفناء الجنس البشري، مشيرا إلى أنه قرر الانسحاب من العمل بمشروع الدرع الأمريكي لأن هدف واشنطن هو الشر وليس الخير, وبعد حوالي ثلاث سنوات من قيامه بكشف المستور، وجد العالم الكندي ديب شيلد مقتولا في سيارته في عام ‏2006‏ وزعمت الأنباء حينها أنه انتحر‏.‏
بدأت أمريكا معرفة "الكيمتريل" مع انهيار الاتحاد السوفيتي وهجرة العلماء الروس إلي أمريكا وأوروبا وإسرائيل‏، وكانت آخر الاستخدامات السلمية الروسية لهذا
الغاز في مايو ‏2005‏ وأثناء الاحتفال بمناسبة مرور‏60‏ عاما علي هزيمة ألمانيا النازية وانتهاء الحرب العالمية الثانية حيث استخدمت وزارة الدفاع الروسية الطائرات في رش الغاز في سماء موسكو وخصوصا الميدان الأحمر لتشتيت السحب،‏ وإجراء مراسم الاحتفالات في جو مشمس وكان ضيف الشرف في هذا الاحتفال هو الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن وبالتالى فقد كانت رسالة موجهة له ليفهم منها دقة التحكم في الطقس بتقنية الكيمتريل علي مستوي مدينة واحدة مثل موسكو‏.‏
قبل التجربة الروسية السابق، قام السوفيت بإسقاط الأمطار الصناعية "استمطار السحب" برش الطبقات الحاملة للسحب‏ وقد استفادت الصين من ذلك خلال الفترة ما بين ‏1995‏ و‏2003‏ واستمطرت السحب فوق‏ 3 ملايين كيلو متر مربع "حوالي ثلث مساحة الصين" وحصلت على‏ 210‏ مليارات متر مكعب من الماء واستزرعت تلك المناطق التي كانت تعانى من الجفاف وحققت مكاسب اقتصادية قدرت بـ‏ "1,4‏" مليار دولار وكانت التكلفة العملية فقط "‏265‏" مليون دولار‏.‏


السبت، أبريل 07، 2007

هل يحكم الإيرانيون سوريا؟

هل يحكم الإيرانيون سوريا؟ 

كتب محمود خليل:
زكريا شيخو مهنا باحث تركي من أصل سوري من علويي لواء الاسكندرونة، يعمل على إعداد أطروحة الدكتوراة بعنوان "دور الأقليات في الثقافة السياسية العربية". فرضت عليه ظروف الدراسة الدينية أن يتنقل مابين اسطمبول وباكستان وأندونيسيا والهند وبرلين ولندن. يعمل الآن مستشاراً ثقافيا لشؤون الأقليات في "المعهد الهندو الأوروبي" للميث- ثيالوجيا. وهو يعتمد في منهجه كما نرى في هذه المقالة على تفعيل للفرويدية في علم الاجتماع السياسي لذلك يحدث التداخل الشخصي الفيزيائي بالثقافي الروحي في أدواته النقدية. وقد صرح بأن مبدأه هذا هو الذي سيقرأ به في أطروحته.
ونحن حينما ننشر هذا التحليل للدور الايرانى فى سوريا من خلال رئيسها السابق والحالى فأننا نكشف عن مخاطر ومطامع إيران فى العالم العربى وكذلك عن أسلوب بشار الأسد الذى يتحدث بلسانين الأول داعيا إلى العروبة أمام العرب فى مؤتمرات القمة والثانى داعيا إلى التشيع والفارسية من خلال وسائل الإعلام.
لقد كان حافظ الأسد رئيسا –كما يقولون- سياسيا حصيفا مناورا على كافة الجبهات من عينة الملك حسين ملك الأردن الراحل وياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية الراحل وكان يقيم توازنات بين جميع القوى الداخلية والخارجية بينما ابنه بشار الأسد لا يتصف بتلك الصفة المطلوبة فى رئاسة الدول ولذلك خضع للإيرانيين وسلم مفاتيح الرئاسة لهم وصارت الكلمة كلمتهم وأصبحت السياسة السورية تدور فى الفلك الإيرانى وتحقق أهدافها بعيدا عن المصالح السورية والتوجهات العربية.
لقد كانت السياسة المصرية على قدر المسئولية والموقف ولذلك رفضت تلك التوجهات السورية والنهج الشيعى الذى ينتهجه بشار الأسد دون أن يعلم خطورة سياسته ليس على بلده فقط بل على الأمة العربية كلها وهو الأمر الذى جعل العلاقات المصرية السورية تشوبها كثيرا من العقبات والتوترات فى الفترة الأخيرة وجاء زكريا شيخو مهنا ليضع النقاط فوق الحروف وتحقيقا لنهج الحوار العربى "بحثا عن الحقيقة تصحيحا للمفاهيم" ننشر هذا المقال التحليلى لعل الشعب المصرى يعلم إن التوجهات السياسية المصرية تجاه سوريا وباقى الأشقاء العرب توجهات صحيحة وهذا ليس بغريب عن السياسة المصرية التى بلغت سن الرشد منذ زمن طويل ولا مجال لأحد للمزايدة عليها أو على الدور العربى المصرى فى المجال الإقليمى أو الدولى من جانب بعض المزايدين المصريين فى الداخل أو بعض العرب فى الخارج.


انهيار العروبة.. سوريا تتشيُّع
الأسد الأب طلب من أدونيس مدح الخومينى وثورته ووفر له الحماية الأمنية
الأسد الابن يوافق على تشويه صورة العربى فى الإعلام الرسمى لصالح الفرس
أسرار تناول بشار كثيرا من الماء أثناء خطاباته ولماذا "باس" يد مرشد الثورة؟
رئيس المخابرات الأسبق رفض استقبال موفد الخامنئي وقال له:
لقد مات حافظ الأسد وصلّى عليه السنة وأنتم تريدون ألا يصلي على الرئيس الحالي إلا الشيعة
العلويون: نرفض التشيع ونرحب بالتتسنن
خطوات ستة حددها بشار للإسراع بتشييُّع العلويين المنتمى إلى إحدى قبائلها
بقلم: زكريا شيخو مهنا
إنشاء مراكز إعلام في سوريا تمولها السلطة كماهر الأسد وبهجت سليمان وآصف شوكت لتشويه صورة الرجل العربي عبر دوريات تصر على ربط الحيوانات بالعرب. هنا لا يمكن لأي لبيب أن يفوته أن احتقار العربي لن يكون لخدمة مصالح أهل الأسكيمو أو حضارة الإنكا في القارة اللاتينية. احتقار العرب وبهذا الشكل العلني هو لوضع البيْض الأموي كله في السلة الإيرانية.
 أكثرت الدراما السورية من صناعة مسلسلات ذات طبيعة إسلامية عامة دون تحديد الأصل القومي للأبطال محاولة من الأسد الأب إمرار إسلامية الهوية مما يسهل على النفوذ الإيراني التغلغل من هذه النقطة.
انشقاق في صفوف العلويين ما بين الميلاتية والحداديين من جهة والكلابنه والخياطية من جهة أخرى حول تحول العلويين الى ولاية الفقيه.
ماهو رصيد البنك الإيراني للهوية في دمشق؟!
هل تسبب التقارب المذهبي مابين العلويين والشيعة في تحويل دمشق معتقلاً ايرانياً؟
الصفح الفارسي عن عبودية العلويين لعلي ساهم بزيادة عرى التحالف، لكن مسألة عدم اعتراف العلويين بمقتل الحسين يتهدد التحالف.
الإيراينون طلبوا من الأسد الأب إقناع علويّ كبير كأدونيس ليمدح الخمينية.
هل قبِل آل الأخرس أهل السيدة الأولى بتشيع العائلة أم أن الأمر محصور بالرئيس فقط؟
مقدمات عامة
وأدى ارتباك النظام السياسي في سوريا مابين عام 1980 و1987 إثر الحرب المفتوحة مابين الإخوان المسلمين والدولة، إلى ترسيخ نوعٍ من الثقافة التي تقوم على مبدأ التحالف الميكافيللي-الطائفي إلى الدرجة التي أصبحت فيها الدولة السورية منذ أول ثمانينيات القرن الماضي قلعةً متقدمةً للنفوذ الإيراني.
حارب الجيش السوري إلى جانب الجيش الإيراني منذ ثورة الخميني التي اضطر معها النظام العراقي، وقتذاك، إلى التحوّط الأقصى. ما كان يدور بخلد القيادات العراقية في ذاك الوقت أن للجيش الإيراني جزءاً مستعداً لمقاتلته عبر الحدود السورية ومن داخل مؤسسة الجيش وبأمر أعلى من قائد القوات المسلحة الرئيس الراحل حافظ الأسد.
عندما بدأت القوات العسكرية السورية بمقاتلة النظام العراقي بالوكالة عن الإيرانيين، ولحماية الثورة الخمينية، وذلك من طريق أعمال الإرهاب وتدريب قوات كردية وتركية لضرب النظام العراقي من الداخل وإضعاف مؤسسته العسكرية والأمنية، تيقّن أغلب المراقبين أن ثمة شرخاً لن يتغيب عن وجه الهوية السورية منذ ذلك الوقت وحتى الآن، حتى ساعة تحبير المقال هذا، هذا الشرخ هو الفصل الديني الطائفي مابين العلويين والسنة، وكذلك عودة ضمور التعريف العربي للمواطن السوري باعتبار البنك الإيراني للهوية لن يتقبل فتح حساب لهذا العربي الصغير الذي لم تعد سوريا بيته العربي الأوسع.
وبدا أن اللونين اللذين طرأا على الكينونة السورية، منذ تحالف الأسد-الخميني، هما في الأساس مستويان جوهريان:
المستوى الأول، وهو مستوى التقارب المذهبي الممكن مابين العلويين والشيعة، عبر تسوية قام بها العديد من زعماء الاثني عشرية في جبل لبنان والعراق وطهران، تتضمن نوعاً من الصفح على العقيدة التجسيدية العلوية التي ترى في الإمام علي إلهاً للعالم وخالقاً له، وكذلك تأجيل البت باستهتار العقيدة الباطنية بمقتل الحسين، على اعتبار ان العلويين عقدياً لا يقتنعون بمقتل الحسين ويعتبرون قصة الشيعة والسنة عنه ثقافة ظاهرية فانية .
المستوى الثاني، تمثل في استغلال النظام السوري الحافظي لمبدأ الهوية الإسلامية التي لا ترى فضلا لعربي على "أعجمي" –وأعجمي تحديدا– إلا بالتقوى. هذا على الرغم من أن ثقافة النظام تفترض إعلاء للقومية العربية على القوميات الأخرى، كذلك فإن التعريف البعثي للهوية يعتبر الإسلام مجرد مشترك واحد بين مشتركات اللغة والتاريخ والمصير المشترك.
استغلال النظام الحافظي للتعريف الإسلامي أُرِيد منه، وعلى وجه التحديد، عودة إدخال الإيرانيين من بوابة دمشق، على خلفية أن الإسلام في الأساس، طرح معيار تفضيل لا يمنع أن يكون الأجنبي/الأعجمي أكثر فضلاً من العربي. وعند هذه المرحلة أكثرت الدراما السورية من صناعة مسلسلات ذات طبيعة إسلامية عامة دون تحديد الأصل القومي للأبطال محاولة من الأسد الأب إمرار إسلامية الهوية مما يسهل على النفوذ الإيراني التغلغل من هذه النقطة. وهو الذي حصل منذ أول الثمانينيات حتى وصول الأسد الابن إلى السلطة، الأخير الذي أوصل بلاده ليس إلى جيش يحارب بالوكالة كما فعل الأب، بل تحولت مؤسسات الدولة بالكامل إلى خلية عمل لحساب الخارجية الإيرانية والحرس الثوري والعقيدة الخمينية. إلى الدرجة التي تحول فيها الإعلام السوري المحسوب والمقرب من  بشار وماهر الأسد إلى وسيلة إعلام لإهانة العرب وتصويرهم بأبشع الصور إلى درجة ان بعض هذه الوسائل الإعلامية ترسم صورا للحيوانات وتضع عليها شكلاً عربيا شهيرا. وحتى الآن لم ينبس سوري بهذا السؤال: ما سر تصوير العرب كحيوانات في سوريا؟.. لصالح من سيتحول العربي إلى كائن مهانٍ مذلٍ؟ الجواب ببساطة شديدة ان الوقت قد حان لتسريح العروبة من العاصمة الأموية واعتبار قصر هشام مكان انحراف كما تصفه الأدبيات الشيعية الإيرانية والتي ترجمت الى العربية ووزعت في دمشق ولبنان والعراق.
الطلب من أدونيس مدح الخمينية
بعد ضمان التسوية وتجاهل التأليه العلوي لإمام المتقين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإرغام مشائخ العلوية على عدم التصريح بتكفير الشيعة باعتبارهم أهل ظاهر" كالسنة ولا يختلفون عنهم في شيء. وبعد اضمحلال النموذج العربي" وإعلاء الفارسي مكانه، صار على النظام، وإرضاء للعقيدة الخمينية، أن ينتقل تضييقه مابين السنة والعلويين للاعتبار التالي: من جهة ضرورة أن لا يظل العلويين مارقين إلى درجة عبادة علي، وذلك من خلال التدفق الشيعي الثقافي الذي حاصره الأسد الأب واستسلم له ودعمه الأسد الابن. وأيضاً وبسبب السليقة العربية التي تستحكم باللاشعور العلوي من خلال ميلهم الفطري إلى اللغة العربية وتأثرهم الكبير بها، ما عزا به البعض إلى أنه هو سبب كثرة ظاهرة الشعراء العلويين في سوريا من بدوي الجبل إلى نديم محمد إلى أدونيس وسواهم، هنا أرادت الماكينة الخمينية أن تترك بالغ الأثر في هذا السليقة الأقرب للعرب، فطلب الخميني من الأسد الأب، عبر وسطاء فرنسيين لا ينتمون الى الطبقة السياسية الفرنسية بل هم من مثقفي جيل الستينات، طلب الخميني من الأسد أن يقنع الشاعر السوري العالمي أدونيس والذي هو علوي الطائفة، بأن يمدح الثورة الخمينية وبذلك يتم استغلال شهرة أدونيس العربية والعالمية والسورية والعلوية لزيادة التأثير والإقناع خصوصا بين أبناء الطائفة. وهو ما جرى حيث تعهد الأسد الأب لأدونيس عبر وسيط أمني علوي كبير بأن الدولة ستحمي أدونيس في كل تنقلاته ولن يكون عرضة للاعتقال أو المساءلة والتضييق، مقابل أن "يتفهم" قيمة الخمينية ويدعمها بصفتها صديقة العرب والمسلمين. واستجاب أدونيس لذلك وكتب شعرا ونثرا مدحاً بالثورة. لا بل إن الشاعر العراقي الراحل عبد الوهاب البياتي صرح أكثر من مرة بأنه رأى أدونيس في مدينة أوروبية مرافقا للسيدة الأولى ومساعدا لها في تنقلها، وهو ما نفاه أدونيس وأرغم على نفيه الشاعر البياتي خصوصا بعد تقديمه طلب اللجوء السياسي في سوريا.
تدمير النموذج السنّي الجاذب
لم ينته الأمر عند هذه الطلبات غير المنتهية للإيرانيين، فقد وصلت تقارير الى الحرس الثوري الإيراني أن خيارات العلويين اتفقت إلى أنه إذا كان الخيار مابين البعثية والخمينية فإن الحل الثالث هو اليسار والحركة الشيوعية. اعتبرت الخمينية أن توجه النخب العلوية الى  اليسار خصوصا مع تحالف الشيوعيين مع الإخوان المسلمين فقد يكون تمهيدا لـ "تسنين" الطائفة لأن العلويين ليس لديهم زعماء يسار من الحجم الثقيل مما سيزيد من جاذبية اليساري السني وبالتالي فإن احتمالات تحول السني اليساري إلى مثال ونموذج تصبح أقوى، فكان أن أقدمت قوات الأمن السورية على اعتقال كل طلاب قسم الهندسة من جامعة حلب وألقي بهم في السجن في عام 1982 وعذبوا الى درجة أن من خرج منهم عاد مشوهاً الى أهله لا يستطيع رفع ظهره الى الأعلى. في جامعة حلب كان هناك خليط شيوعي من السنة والعلويين وقد اشتهرت هذه المجموعة بأنها الأفضل تعليماً في الجامعة.
بعد تطبيق أجندة الحرس الثوري الإيراني باعتقال اليسار العلوي وتعذيبه على نحو أشد من اليساري السني، وبعد استغلال حجم أدونيس الشاعر العلوي لمكانته العربية والداخلية، خصوصا أن والده شيخٌ في الطائفة العلوية، صار الواقع السياسي السوري ممهدا بالكامل للابتلاع الفارسي، وهو بدأ بالكامل من اللحظة الأولى لوفاة الأسد الأب ووراثة الأسد الابن.حيث هدمت كل آليات الممانعة  السورية أمام هذا الابتلاع ومنذ مباشرة الأسد الابن أعماله رئيسا للدولة السورية تحولت الجمهورية العربية السورية إلى معتَقَل فارسي يضع سجن الباستيل الفرنسي في جيبه الصغيرة.
الانتصار الفارسي وهزيمة الشّوام
الكل يعلم أن الأسد الأب أفاد من العروبة لـ "تعريب" العلويين خصوصا بعيد الضخ التضليلي الذي مارسته فرنسا الاستعمارية أول العشرينيات من القرن الماضي حيث استغلت عزلة جبل العلويين عن الوطن الأم وروجت بينهم معلومات ثبت الآن زيف ادعائها بالمطلق في تطهير عرقي وهي أن العثمانيين قد قتلوا 400 ألف علوي ومذهبي.
فبعد التنقيب في كل التسجيلات العلوية من القرن السادس عشر وحتى قيام دولة العلويين أول العشرينيات من القرن الماضي، فإنه لا يوجد في هذه المدونات أي إشارة تذكر لا إلى مذبحة ولا إلى إعدام بل فقط مجرد جوائح مرضية فيروسية كانت تضرب شمال وشرق أوروبا وانتقلت العدوى مع حروب السلطنة ومع عساكرها الذين كان منهم كثير من العلويين الذين كغيرهم نقلوا المرض إلى الجبال وحدوث وفيات بالآلاف، وهو ما استمر في الشفويات العلوية الدارجة إلى الآن حيث إذا أراد علوي أن يعبّر عن أمر جلل وخطير وهائل فيقول "الموت الأصفر" وهي منطوقة شفوية درجت مع الأطباء اليسوعيين الذين كانوا يعالجون المرضى العلويين المصابين بفيروس قاتل الشعوب: الطاعون. لقد عرف الأسد الأب أن المعلومة الفرنسية قصد منها دفع العلويين الى الانفصال وهو ماحدث في الربعية الأولى من القرن الماضي، ثم حاربها القوميون العرب في سوريا وانقلب دعاة الانفصال الى دعاة وحدة، كالشاعر الكبير بدوي الجبل منظّر الدولة العلوية وكاتبها كما ذكر هاشم عثمان في كتابه عنه "بدوي الجبل وجحيم السياسة"، إلى أهم عروبي قومي في حينه وإلى الآن تتغنى الأجيال قصائده الممجدة للعروبة.
لكن الحق يقال أن آل الأحمد وهم آباء بدوي الجبل "أحمد سليمان الأحمد" لم يتفاهموا مع النظام الحافظي وكانوا معارضين أشداء له خصوصا في مرحلة قصف وتدمير قرى مدينة حماه، لأن آل الأحمد من أعرق وأشهر العائلات العلوية المثقفة حيث كان أب العائلة الشيخ سليمان الأحمد رحمه الله عضوا في المجمع اللغوي بدمشق منذ مطلع القرن وكان صلة الاتصال الأولى مع شيعة لبنان، لم يكن أبناء الشيخ الجليل يوافقون على هذه الحرب المفتوحة على الإخوان المسلمين وأن ضرب السنة بهذا الشكل ماهو إلا إعلان خراب للديار العلوية. فكانوا يجاهرون بانتقاداتهم لمؤسسة المخابرات والجيش وحزب البعث خصوصا منهم الدكتور الراحل علي سليمان الأحمد الذي كان بيته يراقب من قبل أجهزة الأمن طيلة اليوم. حتى انتهت مأساة آل الأحمد بمقتل أحد أبنائهم في باريس حيث قامت المخابرات السورية بتصفية المعارض الذي نعتذر للقراء لنسياننا اسمه بسبب تشابه أسماء آل الأحمد ما بين أحمد ومحمد ومنير. وقامت الدولة إرضاء للعائلة الشهيرة بتعيين أحد احفاد الشيخ المؤسس، عبر تعيين الدكتور أحمد الأحمد رئيسا لمهرجان دمشق السينمائي. وللعلم فإن قرية "السلاَّطة" التي يتشيخها آل الأحمد هي بالقرب من القرداحة مما زاد من أزمة هذه العائلة ولا مجال الآن لذكر كل التفاصيل.
طول الرئيس وانعدام ثقته بنفسه
الأسد الأب عرّب العلويين بالكامل، فأمن بذلك تضييقا على الاكتساح الفارسي الشيعي للطائفة وللسوريين، والحقيقة نجح في إرضاء الخميني والحرس الثوري لكن ليس على حساب عروبة العلويين والسوريين بعامة. لكنه رحمه الله لم يؤسس لثقافة مؤسساتية واضحة المعالم وانصرف أغلب الأحيان إلى التكتيك. وما كان منه إلا أن أورث هذه الضبابية الى ابنه الذي لم يكن معدا لحكم صعب كحكم سوريا بعيد مقتل باسل في حادث سيارة، فتم إعداد بشار للسلطة واستدعاؤه من لندن على وجه السرعة ولم يكن هناك من وقت كاف لإعداده فحُكِمَت سوريا به ولم يتدرب حتى على نطق الحروف العربية في شكل جيد، ولم يتعلم مواجهة الناس بمهابة، كما حصل معه عندما انزلق من على درج الإليزية في باريس، وكما يحصل في خطاباته حيث يجف ريقه من شدة الخجل والارتباك مما يدفعه الى تناول الماء لترطيب حلقه الجاف حتى أنه أصبح أكثر رئيس في العالم يتناول الماء في خطبه كما لو أن الكلمات التي ينطق بها ليست إلا نوعاً من الملح الذي يتطلب مزيدا من الماء، فضلاً عن اضطراب الكلام في لسانه بسبب ضعف الثقة بالنفس والإحساس بعدم المقدرة على إقناع الآخرين. وهو على الرغم من طول قامته (ما يفترض أن يكسبه مزيدا من الثقة بالنفس كما يصر التحليل النفسي) فهو يتصرف كما لو أنه أقصر الناس لأن كل ما يفعله لا ينتمي إلا إلى ما يسمى في التحليل النفسي: الإحساس الدوني بالنفس. وهي من أغرب الأحاسيس على رجل يكاد يكون من أطول رؤساء العالم. ومن المعروف أن صفة الطول من أكثر الصفات الدافعة الى الثقة بالنفس كما تجمع كل مدارس التحليل النفسي. وكما تبين فإن هذه الحيثية لا تنطبق على الأسد الابن.
مع أهمية هذه الظواهر الأخيرة، إلا انها تبقى مجرد تفاصيل أمام الانهيار الدراماتيكي للعروبة في سوريا في زمن بشار الأسد، فهل أثرت سيكولوجيته تلك، كالإحساس بالدونية رغم طول القامة، على طريقة تحالفاته؟ الجواب وفورا وبلا تردد: نعم وحقاً. ومن يلاحظ فإن بشار يستخدم في خطاباته مفردات تنتمي الى عصر العبودية الروماني، كمفردة "العبْد" التي أهان بها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. وكذلك الشعار الذي مرره الى الإعلام بمقولة "سوريا ألله حاميها" وهي تتناقض مع أدبيات مؤسسة الدولة البعثية العلمانية العروبية حيث من المنطقي أن يكون سوريا الشعب حاميها أو سوريا العرب حماتها. أما أن يكون الله تعالى فجأة في أدبيات النظام الشاب غير المتمرن فتلك غريبة عجيبة إلا أنها لها استخدامات تشبه استخدام التعريف غير القومي للهوية في الوعي الإسلامي، فإذا كان الله حاميا لسوريا فهل هذا تسهيل "لألوهيات منتصرة وتنتصر في لبنان وبلاد فارس"؟ الجواب وبالقطع: نعم وحقا..
مع توليه للسلطة أكمل بشار مشوار الأب بالتحالف مع إيران لكن ليس على قاعدة الندية أو التكافؤ، بل عبر بيع مؤسسة الدولة لشوارب حرس الثورة. ولصعوبة إمرار مثل هذا التشييع لمؤسسات الدولة السورية قام الكادر المخابراتي والإعلامي في دمشق وطهران بالخطوات التالية تسهيلا لإمرار تشييع المؤسسات:
 * التركيز على ربط المقاومة بالشيعة زيادة في جاذبية الحزب وأثره في تشييع أنصاره من العلويين في الدرجة الأولى والسنة في الدرجة الثانية.
 * تكبير صورة أمريكا في المنطقة كعدو قائم للعرب وذلك لإضعاف دول الخليج العربي وتشويه صورتها أمام الرأي العام، لطالما كانت دول الخليج حليفة للولايات المتحدة. وفي ذلك خدمة واضحة لإيران التي تتسلل من بوابة شيعة البحرين وشيعة الكويت لتقويض أمن الخليج العربي. والأغرب أن دولة قطر السنية الوهابية تتحالف مع حرس الثورة الآن أكثر من تحالفها مع مفتي الديار السعودية أو الأزهر المصري.
 * إنشاء مراكز إعلام في سوريا تمولها السلطة كماهر الأسد وبهجت سليمان وآصف شوكت لتشويه صورة الرجل العربي عبر دوريات تصر على ربط الحيوانات بالعرب. وهنا لا يمكن لأي لبيب أن يفوته أن احتقار العربي لن يكون لخدمة مصالح أهل الأسكيمو أو حضارة الإنكا في القارة اللاتينية. احتقار العرب وبهذا الشكل العلني هو لوضع البيْض الأموي كله في السلة الإيرانية.
 * الإكثار من زيارة رجال دين شيعة من ايران الى المناطق العلوية وضخ الأموال في القرى وبناء المشاريع ودعم الاستثمارات الخاصة من خلال شراكة بين رجال مال ايرانيين وضباط كبار من الطائفة العلوية كاللواء السابق وقائد القوات الخاصة علي حيدر الذي بلغت استثماراته هو وابنه ياسر مليارات الدولارات في مؤسسات تجارة وزراعة ضخمة يعمل فيها الضباط العلويون المسرحون من الجيش كمدراء أما العساكر الصغار فيعملون في الأراضي أو وظائف صغيرة.
 *تصريح الرئيس السوري بضرورة التركيز على اللغة العربية في وسائل الإعلام وتعليمها للناشئة وذلك لذر الرماد في العيون بعدما اشتكى الكثير من سنّة دمشق وحلب من تعليم الفارسية في السيدة زينب وفي قرى "منّغ" الحلبية ومدينة الزهراء في ضواحيها. وهنا لابد من عودة الى إمارة قطر أيضا حيث أسست صحفاً افتتح فيها ولأول مرة في تاريخ الإعلام العربي أقسام خاصة بالثقافة الإيرانية. ولعلم أهلنا في قطر الشقيقة فإن الاستشراق الغربي يدون في أدبياته بأنه بعيد سقوط بغداد في القرن الثالث عشر الميلادي فإن الإسلام استمر وما يزال لدى الفرس في إيران، ولهذا لا يعتبر الاستشراق بأن دولة الإسلام سقطت في بغداد القرن الثالث عشر باعتبار ايران وريثة لهذه الدولة... وأن الإسلام، كدولة، منذّاك، فارسيٌّ. فهلم يعلم بذلك من يجب أن يعلموا؟!
 *زيادة قبول الابتعاث الى ايران وتحديدا من الطائفة العلوية للتأثير فيهم وتشييعهم حيث بلغ عدد العلويين المبتعثين الى الجامعات الإيرانية أكثر من4000 طالب علمٍ. وعُرِف في هذا السياق أن مشائخ العلويين الآن وتحديدا من ينتمون الى عشيرة "الميلاتية" قد أعلنوا أن بشار شيَّع الطائفة العلوية وانهم لو خيروا بين التشييع والتسنن لاختاروا التسنن لأن أول أعمال الإبادة التي مورست ضد شيعة علي تمت على يد دعاة التشيع وأبطاله من أبي جعفر المنصور حتى آخر السلسلة. وانه ما النفع من تشييع الطائفة العلوية إذا كان الفارق بين عبادة علي علوياً وتقديسه شيعيا هو كالفرق بين التوائم. فالطرفان في النهاية يريان مقدرة تفوق البشر عند علي ورغم ذلك هناك دماء سالت بينهما لم تسل في خصومات أخرى. كما من شأن تشييع الطائفة تحولها عدوا وخصما دينيا وقوميا للسوريين وأن في هذا تضييعا لكل المكاسب التي تحققت أيام الأسد الاب وتهديدا لأمن العلويين الشخصي والثقافي العربي. لذلك فإن الاتصالات بين علي دوبا، الرئيس السابق للاستخبارت السورية، وهو من العشيرة الميلاتية، وبين بشار الأسد انقطعت منذ نحو أربعة سنين وعلم أن الأسد وضع دوبا قيد الإقامة الجبرية ومنع أبناء العشيرة والطائفة من الالتقاء به. ما يشي بأن انقساما حادا حصل في الطائفة وأن احتجاجات معينة ستطال الرئيس الشاب لو تجرأ وزار أي قرية علوية.
قتال السنَّة لولاية الفقيه
هذه هي أهم الخطوات التي ابتدعتها مؤسستا الأمن في طهران ودمشق. وإن كانت طهران استفادت من كل هذه التطورات الى الحد الأقصى فإن الخاسر المباشر هم العلويون الذين ضاقت خياراتهم ما بين قبول قسري للتشيع وقبول ضمني له ما يعني تحول الطائفة عدوا لمسلمي سوريا الآخرين. وما يهدد أمن الطائفة بالكامل في حال صارت جزءا لا يتجزأ من حرس الثروة الإيراني أو تتبع كحزب الله لولايته. هنا لن يتقبل المسلم السني السوري ولاية الخامنئي على أي جزء من تراب سوريا وسيعتبر أن العلويين بسبب بشار الأسد الذي ثبت تشيعه بالكامل وعُمِّد شيعيا في عام2001، قد تحولوا الى طابور خامس لتقويض الدولة.
يتفق الرأي السني على نقطة عالية القيمة في هذا المجال، وهي أن علوية العلويين وحتى عبوديتهم للإمام علي فهي لا تهدد بحال من الأحوال أمن الديار الإسلامية، فمن جهة فإن الله يهدي من يشاء، ومن جهة أخرى يظل العلويون أقلية صغيرة غير جاذبة لأن من قوانينها الداخلية الصارمة هي منع تعليم أبناء الطوائف الأخرى للديانة العلوية. وبالتالي سيظل هذا التدين الأسطوري ما قبل اسلامي في حدوده العائلية الطائفية الضيقة خصوصا لو علمنا بأن هناك كثيرا من العلويين لا يحق لهم هم أن يتعلموا الديانة العلوية فما بالك بالسني أو المسيحي. لذلك لا يرى السني السوري من ضير لا في عبادة علي أو سواه، إنما الخطر الذي يتهدد أمن الدولة السورية هي إن كانت طائفة كالعلويين ستأتمر بأمر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية عبر الولاية له بالأمر. ويقول أكثر من مصدر ديني في جامع النور بدمشق وفي هذا المجال بأن العلويين إذا تحولوا الى ولاية الفقيه فهم بذلك يعلنون الحرب على الدولة وعلى  الإسلام والعروبة ونحن سنرد بالإيجاب على هذا الإعلان، فعباداتكم الله أولى بها ولن نكون أكثر حكمة منه في معالجة أمر كهذا، إنما ديننا يأمرنا بمقاتلة من يزاحمنا في ديارنا أو يخرجنا منها.
انشقاق علويّ علويّ
مصادر من داخل الطائفة العلوية أكدت ان الانشقاق حصل وتم ولم يبق إلا الإعلان عنه، وأن عشيرة الميلاتية والحدادية والمحارزة دخلوا في تحالف مضاد للكلابنة (منهم آل الأسد) والخياطية، الأخيرون الذين يتسيدون التوجه التشيعي في الطائفة بزعامة آل الأسد. وهذا هو سر الاضطرابات التي تحصل في تنقلات ضباط الجيش السوري حيث سحبت من الميلاتية امتيازات السيطرة على المخابرات وأبدلت بطواقم علوية تدربت في ايران وهم من الخياطية والكلابنه. وهو السبب وراء تسريح أقوى ضباط مخابرات من العلويين الميلاتية حيث انضموا الى زعيمهم رئيس المخابرات الأسبق علي دوبا الذي رفض بشكل قاطع استقبال موفد من الخامنئي في الفترة الأخير وتسرب أنه قال للموفد: نحن العلويين قاتلنا بأظافرنا وأسناننا لنأخذ اعتراف الإسلام بنا وأنتم تريدون الآن وضعنا على المشانق لقد مات حافظ الأسد وصلّى عليه السنة وأنتم تريدون ألا يصلي على الرئيس الحالي إلا الشيعة. هذه مجزرة وخيانة أقسم بإيماني أنني سأحاربها حتى لو حساب حياتي الشخصية. ولهذا أعربت أطراف عن قناعتها بأن الإشارة المتكررة في الإعلام السوري الى أن ابن علي دوبا موجود في السجون بسبب اتهامه بسرقة السيارات هي من انتاج جهاز الضخ الإيراني وقصد منه سحب الشرعية عن أبيه كونه يواجه تشييع الطائفة.
ماهو موقف الطائفة
تشيّع بشار الأسد رسميا وتقبيله ليد مرشد الثورة إعلانا بالولاء (لم يعلم بعد إذا ما كان آل الأخرس وهم أهل السيدة الأولى ما إذا كانوا قد تشيعوا هم أيضا مع العلم بأن آل الأخرس من العائلات السنية الشهيرة في مدينة حمص السورية)، في الواقع هو بداية النهاية له كنظام، ولم يعد مطلوبا من أبناء طائفته الكريمة إلا أن يحددوا موقفهم من تشيعه بعد أن حكم باسمهم وغدر بهم. فما هو الموقف العلوي الآن بعدما اختصرنا موقف سنة دمشق من تشيع رأس السلطة بشار واحتمالات تحول العلويين الى ولاية الفقيه وما يهدد أمن سوريا في صميمها الإسلامي والقومي, فهل يريد العلويون ولاية الفقيه أم الدولة السورية؟ وهل انهار تراث حافظ الأسد الى درجة أن خط السير ما بين جبال العلويين وطهران صار يحتاج لشرطة مرور دولية لتنظمه من شدة الازدحام؟.
أسئلة أسألها لنفسي، ولكم، ولله وللتاريخ.