الخميس، ديسمبر 06، 2007

حمدا لله على السلامة .. شارون فى "هداسا"؟

حمدا لله على السلامة .. شارون فى "هداسا"؟

كتب محمود خليل:

كدنا نجن ونحن نتابع حالة الإرهابى الصهيونى شارون المشهور بالبلدوزر ووكالات الأنباء تنقل التقارير الطبية عن حالته مقرونة باسم المستشفى الصهيونى المسمى هداسا والذى تحول إلى قلعة طبية عالمية يتحدث عنها العالم وفى نفس الوقت كنا نتابع حالة الممثلة سعاد نصر التى ترقد فى مستشفى مصرى يسمى الجولف وهى تعانى من غيبوبة بسبب خطأ طبى ولكن ياللهول بين المستشفيين فالأولى صرح طبى وأما الثانية فنعتقد إن المقارنة لغير صالحها وفى غير صالح مستوى الطب والصحة والأطباء فى مصر.
رغم أننا نفتخر ليلا ونهارا بكوننا أحفادا للفراعنة الذين علموا العالم الطب وأول من أجروا عمليات تخدير وأول من أجروا عملية جراحية وأول من عالجوا كافة الأمراض وأول من أجروا عمليات التجميل إلى آخر القائمة, ونحن أيضا أبناء العلماء العرب من أمثال ابن سينا وابن رشد والخوارزمى إلى آخر القائمة أيضا وهؤلاء هم الذين تعلم على أيديهم الأوروبيين فى عصر النهضة وعلى أكتافهم وصلوا إلى ماهم فيه, فلقد استلموا الراية من العرب مرفوعة ومازالوا يرفعونها!!
أما العرب فمازالوا يعيشون على الذكريات والتاريخ المشرف للأجداد والآباء دون محاولة لإحياء ذكرى هؤلاء الأجداد والآباء, وبدلا من استنهاض الهمم ومحاولة استعادة الأمجاد الماضية, كان الأخذ بالسهل هو أسهل طريق لتحقيق ما نصبو إليه, وهو الأستيراد لكل ماتصنعه أوروبا, والذهاب الى مستشفياتهم للعلاج,واستيراد الحلول لكافة مشاكلنا فى كافة مناحى الحياة, سواء كانت ملائمة لنا أم لا, فيكفى أنها مستوردة من الرجل الأبيض!!
لذلك توقفنا عن الابتكار والاختراع وإذا حدث فالأدراج مكانها الطبيعى حتى يأتى حريق من يد عابثة مجهولة أو معلومة لتطيح بهذه الاختراعات الابتكارات وقد يكون السبب سرقة أو بيع لآخرين أو حقدا على المخترعين أو توقيف عمدى لمسيرة الاختراع والابتكار, وهكذا توقفت مسيرة التقدم بسبب انعدام الضمير, أو الطمع أو الجشع أو الحقد.. لا يهم المسمى, فالمهم إن نقف محلك سر, حيث يفصلنا عن الآخرين مسيرة خمسة قرون حتى نصل إلى ما وصلوا إليه, وحينما نصل يكونون قد سبقونا بخمسة قرون أخرى!!
إن شارون لم يتم نقله للخارج للعلاج, ولم يستقدموا له طاقم تمريض من أوروبا أو أمريكا للعناية به, لأنهم ببساطة يراعون ضمائرهم فى أعمالهم, وهم بعيدون تماما عن الفهلوة التى دمرت حياتنا, ومستقبل البلاد والعباد فى مصر, ووصلت الفهلوة إلى مجالات الطب فى كافة فروعه وتخصصاته وأخطاء الأطباء فى كافة مجالاته, يستحق معه غلق المستشفيات والعيادات الطبية وكليات الطب ونقابة الأطباء حتى ينصح الحال, وأيضا يستحق نصب المشانق لكل طبيب مستهتر, ألغى ضميره وأعطى له أجازة, ونحن لا نطلق أحكامنا على عواهنها, ولكننا نتحدث من واقع تجربة شخصية مررنا بها تستحق أن نرويها فلقد أجريت لنا عملية بواسير فى مستشفى خاص بمصر الجديدة, وبعدها بعدة أيام أصبنا بنزيف حاد فقدنا على أثره أكثر من لترين من الدم, وكنا على وشك الموت لولا عناية الله ورحمته بنا وبأسرتنا, حيث سخر لنا الدكتور احمد عبد المقصود أستاذ الجراحة بكلية طب بنات الأزهر وسهر عدة ليال حتى اجتزنا الأزمة بسلام وبتوفيق من المولى عز وجل.
رغم إن الطبيب الذى أجرى لنا الجراحة قام بالكشف علينا قبل الجراحة واكتشف وجود ناسور مع البواسير فانه رأى أن تتم كل عملية على حدة رغم أنه كان يجب عليه إن يجرى العمليتين فى وقت واحد, ولم يكتف بذلك بل انه بعد عملية الناسور, لم يقم بتخييط الجرح, بل تركه مفتوحا!! ولهذا فإننا نحتاج إلى عملية ثانية بعد عودة الناسور مرة أخرى, بسبب أهمال هذا الطبيب, فهل يمكن أن يحدث هذا فى اى مستشفى فى العالم؟ وهل يجرؤ اى طبيب فى دولة من دول العالم, على فعل ذلك؟ أم إن حب جمع المال أعمى رسل التطبيب ؟, أم أنه كما قلنا فى البداية الفهلوة المصرية التى وصلت إلى أخطر مهنة إنسانية على وجه الأرض؟
أننا لم يدهشنا كثيرا أن نرى المسئولين فى مصر يعالجون فى الخارج ويستقدمون من مستشفيات العالم من يعالجونهم, وتستخرج أوامر العلاج على نفقة الدولة بمئات الآلاف من الدولارات سنويا لأناس ليسوا فى حاجة إليها أصلا فهم من كبار المسئولين والممثلين والمطربين وغيرهم, بينما المواطن الكادح الفقير الغلبان يذوق الويلات حتى يتمكن من صرف روشتة دواء من التأمين الصحى لا يتعدى ثمنها عشرة جنيهات!! ويتحول جسده إلى حقل تجارب فى المستشفيات العامة والخاصة والاستثمارية, لأطباء منعدمى الضمير ومن غير المؤهلين علميا للتعامل مع المرضى, ونروى أيضا قصة احد الزملاء من مؤسسة صحفية قومية أجرى عملية فتاق فى مستشفى استثمارى كبير جدا, دفعت له المؤسسة مبلغا كبيرا, وبدلا من شفاء الزميل خلال عشرة أيام على الأكثر, استمر فى السرير أكثر من شهرين يعانى من آثار عملية فتاق..؟!
لقد تواترت الأنباء عن استقبال مستشفى هداسا لكثير من الحكام العرب وأثريائه للعلاج به, كما سمعنا عن سفر كثير من المصريين إلى الكيان الصهيونى للعلاج من أمراض العيون, وبمناسبة أمراض العيون, نروى أيضا واقعة تستحق الرواية فلقد شعرنا ببعض التعب فى عيونى فذهبنا إلى مستشفى عيون شهير جدا تصدم إعلاناته العيون فى كل مكان, وقبل الكشف وضعوا لنا قطرة لتوسيع حدقة العين, وبعد الكشف كان يجب التنبيه علينا بعدم النزول إلى الشارع قبل أنتهاء تأثير القطرة وعودة الحدقة إلى طبيعتها, ولكن ما حدث أنهم لم ينبهوننا لذلك ونزلنا الشارع فإذا بغمامة على عيوننا لا نستطيع معها السير ولا رؤية ما فى الشارع, حتى ظننا أننا فقدنا نظرنا –لاقدر الله- ولولا عناية الله سبحانه وتعالى, ومساعدة المارة لحدث لنا مكروه بسبب هذه القطرة وإهمال طبيب فى واجبه تجاه مريض يعالج لديه؟
إننا ندعو مجلس الشعب الجديد ومعه وزير الصحة الجديد أن يعيد النظر فى النظام الصحى فى مصر برمته, وبصفة خاصة مسألة العلاج على نفقة الدولة, وان تكون له ضوابط يراعى فيها الضمير, ومصلحة المجتمع والوطن, لأنه من غير المعقول أن ممثل أو ممثلة أو مطرب أو مطربة أو رجل أعمال أو وزير أو مسئول كبير كسب من عمله الملايين سواء مازال يحتفظ بها أو أضاعها يستحق العلاج على نفقة الدولة وفى الخارج ؟ أما المواطن الفقير الكادح الذى لا يجد لقمة العيش وعلى أكتافه تبنى البلاد ويثرى الأثرياء لا يستحق ذات العناية ؟..
نعم هناك من يستغل التأمين الصحى استغلالا سيئا ولكن هناك فى المقابل من الأثرياء والمسئولين من يستغل العلاج على نفقة الدولة استغلالا سيئا, فهل من العدل تمتع مريض بفترات النقاهة فى الخارج على حساب الشعب ؟ وهل من العدل اصطحاب مرافق أو أكثر مع المريض الذى يعالج على نفقة الدولة فى الخارج على حساب الشعب؟ وكم تتكلف فاتورة العلاج على نفقة الدولة فى الخارج والداخل ؟.. للمسئولين الكبار والمشاهير مقارنة بالمواطن العادى؟ .. نعتقد إن النسبة لن تتجاوز واحد إلى عشرة لصالح الكبار والمشاهير!!
كما ندعو الوزير إلى إصلاح حال التأمين الصحى بعياداته ومستشفياته ونظام العلاج به, وكذلك تشديد الرقابة على الأطباء والمستشفيات, وغلق اى مستشفى, ووقف اى طبيب يخل بمسئولياته وواجبه, حماية لسمعة الطب والطبيب المصرى والمستشفيات المصرية من المهملين العابثين بأمن مصر الصحى وبصحة الشعب المصرى وبسمعة الطب المصرى.
لقد كانت مصر قبلة المرضى العرب والآن أصبحت هداسا هى قبلتهم !! ولم يشعر أحد من المسئولين فى مصر بالغيرة والنخوة تجاه هذا الأمر الذى ينذر بكثير من الأحداث الجسام المقبلة, فإذا كانت مصر فقدت مكانتها الطبية لصالح هداسا, ومكانتها الاستثمارية لصالح الأردن ومكانتها السياحية لصالح لبنان وإسرائيل, ومكانتها المالية لصالح قطر والأمارات والبحرين, ومكانتها الفنية لصالح سوريا, ومكانتها السياسية لصالح أمريكا والمتحدثين باسمها داخل مصر, ومكانتها التعليمية لصالح بعض المدارس والجامعات الأجنبية فى مصر, وبعض الجامعات العربية, وجميع الجامعات الأوربية والأمريكية, فماذا تبقى لمصر؟..
أيها السادة كفى حديثا عن ريادة كاذبة, فالفهلوة ومطربات العرى كليب, وانعدام الضمير المهنى, والكذب والرياء, ومسح الجوخ, والتهريب, والغش, ومص دم الشعب الغلبان بمزيد من الضرائب والإتاوات, ورفع الأسعار مع تدنى مستوى الخدمات المختلفة المقدمة للشعب من صحة وتعليم ونقل..الخ جعل الجميع يفقدون الأمل وأصابهم الإحباط من إمكانية مجىء يوم يتم فيه إصلاح حقيقى. 

أيها (السادة الكبار) أرحموا الشعب يرحمكم من فى السماء, خففوا عن الشعب يخفف الله عنكم, فلقد أولاكم الله تعالى أمر هذا الشعب للسهر على مصالحه ورفع شأنه ولم يوليكم أمره لتذيقوه مرار العيش, وعذاب الأيام ؟