الجمعة، ديسمبر 26، 2008

عايز عروسة صينى

عايز عروسة صينى

كتب محمود خليل:
بدأت الصناعات الصينية تغزو الأسواق المصرية عبر التحف والتابلوهات ولعب الأطفال البسيطة ثم تحولت إلى المنتجات الكهربائية البسيطة ثم تنوعت بعد ذلك حتى وصلت إلى الأجهزة الكهربائية والسيارات والتوك توك والكمبيوتر والموبايلات وحتى الثوم والتفاح والأسماك والمفروشات والملابس والتحف ومستلزمات الكتابة والطباعة والأدوات المدرسية.. أى أننا أصبحنا نستورد جميع احتياجاتنا من الصين.. أى أننا نعيش عالة على العامل والفلاح والفنى والمهندس الصينى.. أى أننا سنغلق عن قريب جدا مصانعنا ومزارعنا وورشنا..
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل أن الصينيين والصينيات غزوا سوق "الدلالة" المصرية فأينما كنت تعيش حتى فى أقل المناطق شعبية لم يعد مدهشا لك أن تجد صينية تطرق عليك الباب وتقول لك فى عربية مكسرة "أندك أروسة أهنا مأانا جهاز أروسة".. ويمكنك بعد ذلك أن تدخلها شقتك فتفتح شنطتها أو مخلتها لتجد مفروشات وملابس وأدوات منزلية وأجهزة كهربائية بل وشبكة ذهبية.. ولم يقتصر الوضع على هذا الحد بل يمكنك أن تقص شعرك بخمسة جنيهات أو بعشرة جنيهات أنت وأولادك وبأيد صينية وداخل منزلك ودون أن تدفع الضعف ودون أن تصدع نفسك برغى الحلاق المصرى أو تدفع بقشيشا لصبيه!!..
المشكلة ليس فى المنتجات الصينية ولكن فى المستوردين الذين يستوردون كل شىء من منتجات الدرجة الثالثة وحتى الدرجة العاشرة وما بعدها.. أنها المافيا التى تستثرى على حساب الشعب المصرى.. التى تثرى الاقتصاد الصينى على حساب الاقتصاد المصرى.
أننا لا نفهم أن يكون ثمن السيارة الصينية -مهما كانت حالتها- عشرين ألف جنيه ويعلن أنها ستباع بعشرين ألف جنيه (رغم أن استيرادها تم بقيمة 12 ألف جنيه تقريبا أى أن المكسب فى السيارة الواحدة تعدى الخمسة آلاف جنيه) ومنى كل مواطن نفسه بأمتلاك سيارة بمبلغ فى متناول يده ولكن المافيا رفعت السعر إلى ما بعد الأربعين ألف جنيه!!.. أى أن المكسب بعد الزيادة بلغ أكثر من 25 ألف جنيه!!.. أما عن السبب فأسأل عن المافيا!!..
إذن فأننا نعيش فى مصر ولكن بالصينى؟!.. فالصين أقامت ورشا ومصانع تحت بير السلم فى الدويقة وغيرها والتى تحولت إلى مستعمرات صينية غير شرعية على أرض الوطن!!.. وطالما وصل الحال إلى ما وصل إليه فأننا نطالب الصين أن ترسل لنا وزراء ومحافظين ومسئولين يديرون مرافق الدولة المختلفة؟!

وإذا كانت مصر أصبحت تتكلم صينى وكل المنتجات على أرضها صنعت فى الصين حتى منتجات خان الخليلى أصبحت صينية وأيضا شبكة العروس صارت تأتينا من الصين.. ولذلك ننتظر من الصين أن تصدر لنا فتياتها ليتمكن شبابنا من الزواج.. على شرط أن تقوم بالتصدير حكومة الصين أو مستوردين صينيين حتى لا نقع فى يد مافيا الاستيراد المصريين فيرفعون سعرها أضعافا مضاعفة!!.. وعلى فكرة أنا عايز عروسة صينى من أول مجموعة فتيات صينيات تصل إلى مصر!!.. 

الجمعة، ديسمبر 12، 2008

أطماع الهند فى البلاد العربية والإسلامية

أطماع الهند فى البلاد العربية والإسلامية

كتب محمود خليل:
كشفت المعالجة الهندية لتفجيرات بومباى عن الأسلوب الهندى المدعوم من أمريكا وإسرائيل عن نظرتها لباكستان وباقى الدول الإسلامية المجاورة فأمريكا أتت إلى أفغانستان بطلب ودعم هندى لتمهيد الأرض لسيطرة هندية على الدول الإسلامية المجاورة أو على الأقل تقاسم السيطرة عليها مع أمريكا وإسرائيل مثلما حدث فى العراق وقبلها فى أفغانستان وحاليا يتم تمهيد الوضع فى باكستان.
وتعود المنازعات مع باكستان إلى ما قبل الاستقلال فى منتصف أربعينيات القرن الماضى حيث يقول "جلزار أحمد" في كتابه "باكستان في مواجهة التحدي الهندي":- "أما باكستان فقد اعتمدت سياسة الهند على ما صرح به مؤسس الاستعمار الهندوسي جواهر لال نهرو خلال حديثه مع دبلوماسي بريطاني في عام 1946م أي قبل سنة من إنشاء باكستان حيث قال: نحن سنقوم بالموافقة على مطالبة السيد محمد على جناح لإقامة دولة باكستان المستقلة، ولكن سنقوم فيما بعد بإيجاد السبل التي ستجعل قادة هذه الدولة يأتون إلينا ويطلبون الانضمام إلى الهند"!!..
ويضيف "جلزار أحمد":- "إن الأهداف السياسية للزعماء الهندوس تبدو فجة جدًا لو تم التصريح بها، وتتلخص هذه الأهداف في إقامة إمبراطورية هندوسية تمتد من إندونيسيا إلى تركيا ومصر، ولكي تحقق الهند هذه الأهداف فعليها أن تجد طريقًا عبر جيرانها، مما يعني بالضرورة إلحاق هزيمة بالدول المجاورة مثل باكستان وسيلان وأفغانستان ونيبال"!!..
نهرو 
ويقول زعيم المنبوذين في الهند الدكتور "أمبد كر" في كتابه "باكستان وتقسيم الهند":- "إن القادة الهندوس يريدون إقامة الدولة الهندوسية الجديدة على أربعة أعمدة وهي: التضامن الهندوسي وإقامة دولة هندوسية وهندكة المسلمين الهنود (أي إجبارهم على ترك دينهم واعتناق الهندوسية) والسيطرة على أفغانستان وهندكة أهلها.. ويعتقد القادة الهندوس بأنهم إذا لم يتمكنوا من تحقيق هذه الأهداف الأربعة فسيظل مستقبل الهندوس في خطر مستمر"!!.
إن العداء الهندوسي للإسلام هو امتداد للتاريخ العدائي والعقائدي من الهندوس للمسلمين ومقدساتهم، على خلفية الكتب الهندوسية المليئة بالكره والعداء للعقيدة الإسلامية حيث يزعم كثير من القادة الهندوس أن الكعبة المشرفة كانت معبدًا للإله راما الهندوسي وإنه تحول إلى الكعبة بعد أن جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإسلام، وإنه لا بد وأن يأتي يوم -على حد زعمهم- يعود فيه الهندوس إلى الجزيرة العربية ويقومون ببناء معبد الإله راما على أنقاض الكعبة، وقد استدل الكاتب بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة الهندية حينما تحولت آلاف المساجد إلى معابد وأحياء سكنية، كما منعت الأذان والصلاة في العديد من المساجد الأخرى التي تم تسليمها إلى دائرة الآثار، وما حادثة المسجد البابري الذي تم هدمه في ديسمبر 1992م من قبل الهندوس وبمباركة حكومية إلا دليل واضح على الحقد الهندوسي نحو الإسلام والمقدسات الإسلامية، وكذلك محاصرة مسجد حضرت بال الشهير، وإحراق مسجد شرار شريف، ومسجد شاه همدان وغيرها من مساجد كشمير.
يقول الدكتور إس. آر. باتيل أحد كبار الدبلوماسيين الهندوس في كتابه "السياسة الخارجية للهند":- "بقيت أفغانستان لمدة طويلة جزءًا من الهند، وإيران منطقة مهمة جدًا للهند بسبب حاجتها إلى البترول في العهد الحاضر، وهذه الحاجة للبترول تجعل الهند تهتم بالبلاد العربية أيضًا.. ومن الضروري جدًا بالنسبة للهند أن تسيطر على سنغافورة والسويس اللذين هما بمثابة الباب الرئيس، وإذا تغلبت عليهما قوة معادية أخرى فستعرض الهند واستقلالها للتهديد.
ويقول الفيلسوف الهندى الشهير "بي. إن. أوك" في كتابة "بعض الأخطاء في البحوث التاريخية للهند":- "..وهناك دلائل عديدة يستنتج منها أن الجزيرة العربية خضعت لسلطان الملك الهندوسي فيكراماديتيا كما أن هناك أدلة أخرى تؤكد أن المعبد "الكعبة" يعود في بنائه إلى عام 58 ق.م على يد الملك فيكراماديتيا!! على نفس الدليل يمكن إرجاع وجود شعار المهاديف -أحد ألهة الهندوس- في الكعبة ذاتها وهو ما يطلق عليه اليوم اسم الحجر الأسود عند المسلمين!!
ويضيف تحت عنوان "تجاهل حكومة الملوك الهندوس من جزيرة بالي إلى حدود البلطيق ومن كوريا إلى الكعبة":- "إن هذه الدولة العظمى كان يطلق عليها بهارت ورشا كما أن نفس المصطلح كان يطلق على المعمورة بأكملها، وهذه الدولة كانت تشمل معظم البلاد في قارتي آسيا وأوروبا .. وإن كافة البلاد التي تبدأ بلفظ "هند" أو"إندو" مثل الهند الصينية أو إندونيسيا، وغيرها كانت أجزاء هذه الدولة الهندوسية العظمى.. كما أن كافة البلاد التي تنتهي بلفظ "ستان" أيضًا كانت أجزاء لهذه الدولة الهندوسية العظمى، مثل: أفغانستان، وكردستان، وتركستان، وعربستان".
ولعل من أبرز اعتقادات الهندوس هي التي تقول إن جزيرة العرب كانت جزءًا من الإمبراطورية الهندية من خلال زعمهم بأن اسم الجزيرة العربية كان في القديم "عربستان" وأصله أرفستان وهي كلمة سنسكريتية تتكون من: أرفا: التي تعني الحصان، وستان: التي تعني أرض أو بلاد، فتكون مركبة "أرض الخيول" وتحولت لاحقًا إلى عربستان، وكذلك "مكة" التي تدل بالسنسكريتية على نار التضحية، أو أرض "عبادة النار" كدليل واضح يعتبره الهندوس على أن عبادة النار كانت منتشرة في غرب آسيا قبل الإسلام.
ويعتقد الهنود أن الكعبة معبد هندوسي، وأن الديانة الهندوسية دين العرب حسب أقوال المفكرين الهنود، الذين أثبتوا ذلك في كتبهم، تقول الأدبيات الهندوسية: إن مصطلح الله كلمة سنسكريتية تعني كلمة أم أو إله وكذلك كلمة الكعبة التي لم يجد المسلمون لها تفسيرًا لمعناها الحقيقي باعتبارها كلمة سنسكريتية عندما كانت معبدًا هندوسيًا محاطًا بـ360 تماثلاً هندوسيًا كذلك، منها الصنم "لات" نسبة إلى أحد كبار الفلكيين الهندوس "لات ديف" في ذلك الوقت، على اعتبار أن الكعبة التي يعتبرونها معبدًا هندوسيًا قد بنيت على يد الملك الهندوسي فيكراما ديتيا الذي يعتبر أحد عظماء الملوك الهندوس في العام 58 قبل الميلاد.
ويذهب الهندوس إلى ما هو أبعد من ذلك ليقرروا بأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد ولد على الديانة الهندوسية يقول "بي. أي. أوك" تحت عنوان "تجاهل الأصل الهندوسي للنبي محمد":- "إن محمدًا قد ولد على الديانة الهندوسية، وعندما ادعى لنفسه الرسالة وترك دين آبائه غضبت عشيرته لذلك، وكان عمه من أوائل من نهاه عن ذلك، وتعهد أن يقضي حياته دفاعًا عن الهندوسية"!!..
ويعتبر الهندوس منع دخولهم إلى الكعبة هو أن المسلمين لا يريدونهم أن يستعيدوا معبدهم الذي سيطر عليه المسلمون منذ أمد بعيد. فيما يعتبرون أن شعائر الحج من اللباس إلى الحلق، وكذلك الهلال وبئر زمزم والطواف والأضاحي تمثل طقوسهم الهندوسية!!..
هذه هى الأطماع الهندية فى البلاد الإسلامية والتى لا تقل خطورة عن أطماع أمريكا وأوروبا وإسرائيل كما لا تقل أطماع هؤلاء عن أطماع الفرس فى البلاد العربية ومحاولاتهم المستمرة لإخضاع البلاد المجاورة لسيطرتها السياسية والمذهبية بل أن إيران تسيطر على جزر ثلاث تتبع دولة الأمارات العربية كما تحاول إيران إثارة القلاقل فى دول الخليج بل وامتدت التأثيرات الإيرانية من الخليج والعراق إلى لبنان وفلسطين..

أما عن أكاذيبهم عن الكعبة والنبى محمد صلى الله عليه وسلم فهم يقولون مثلما قال المسيحيون عن أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من المسيحية والإنجيل واليهودية والتوراة ومنها ألف القرآن الكريم حاشا لله ولرسوله الكريم فكلها أكاذيب اختلقوها وصدقوها.    

الأربعاء، ديسمبر 10، 2008

"الأسماك الصينى" و"الأرز المسوس"

"الأسماك الصينى" و"الأرز المسوس"

كتب محمود خليل:
 أما الدكتور على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى فنطلب منه أن يقرأ هذه القصة:
* الأم تنظف الأرز الذى حصلت عليه من البقال التموينى وابنتها تشاهد الأرز فى الصينية أمام والدتها وفى طبق صغير أمامها تضع السوس والدود الذى تستخرجه من الأرز.
* تسأل البنت أمها: ما هذا يا أمى؟
* الأم: أننى انظف الأرز من السوس والدود.
* الابنة: وهل السوس والدود الموجود بالأرز يأكل ويشرب؟
* الأم: نعم يا ابنتى وهى حشرات ضارة ولذلك أنظف الأرز منها.
* الابنة: وهذا الدود والسوس يعمل "حماما" فى الأرز؟
* الأم: هيا أذهبى لتذاكرى دروسك؟.
 * ذهبت الابنة وبعد دقائق عادت بصحبة شقيقها الصغير وقالت له: انظر هذا هو الدود والسوس الذى كان يأكل ويعمل "حماما" فى الأرز.
* قال الابن: أنا لن أتناول يا أمى من هذا الأرز.
* قالت الابنة: وأنا أيضا يا أمى لن أتناول هذا الأرز.
* قالت لى الأم: مر على هذه الحادثة عدة سنوات وأبنائى لا يطيقون رؤية الأرز وامتنعوا عن تناوله تماما فماذا أفعل؟
* قلت لها: اصطحبى أبنائك إلى السوبر ماركت ودعيهم يشترون كيس أرز وأخبريهم أن وجدوا فيه سوس أو دود فلا يتناولونه وإذا وجوده بلا سوس أو دود فاخبريهم أن السوس والدود لم يعمل "حماما" فيه ولهذا فهو نظيف؟!!
* عادت الأم بعد فترة واخبرتنى بنجاح التجربة ولكن الأبناء يكادون يتناولون الأرز حبة حبة بحثا عن سوسة أو دودة قد تكون تسللت إلى الأرز فى غفلة من الأم أو منهم!!..
* قلت لها: حاولى بعد ذلك تنظيف الأرز بعيدا عن الأبناء واحرصى على اصطحابهم معك إلى السوبر ماركت كل فترة وأشترى كيس أرز ثم اخلطيه بأرز التموين بعيدا عن أعين الأبناء؟!..
* نجحت الخطة والأبناء تأكدوا أن ما يتناولونه خال من السوس والدود وباقى المخلفات.
هذه الحادثة وقعت بالفعل يا دكتور وكنت شاهدا عليها ونعتقد أن المقصود من سردها قد وصلك والأمر المحير الذى لا نعلم له سببا هو لماذا تصر الحكومة على أن تتناول الطبقات الفقيرة والمتوسطة طعاما من اسوأ الأطعمة فمن السوس إلى الدود المخلوط بالأرز إلى الزيت الغامق الذى لا ندرى مكوناته إلى السكر الذى يشبه التراب تطعم الحكومة الشعب!!..
يا دكتور قد تقول والحكومة معك أن عدد السكان كبير فمن أين نطعمهم؟.. وهذه حجة واهية لأن عدد السكان نقمة طالما لم نحسن استغلالهم وتوظيفهم توظيفا علميا فى جميع المواقع.. أما ما تعانيه مصر فهو سوء توزيع للسكان أى أننا نعانى من الكثافة السكانية وليس من الزيادة السكانية ونعتقد أن الفارق بينهما كبير جدا والدليل أن الزيادة السكانية لم تمنع أمريكا والهند واليابان وكوريا وباكستان وغيرها من التقدم اقتصاديا وعلميا وتكنولوجيا إذن فالعيب عيب حكومات متتالية لم تستفد من زيادة عدد السكان ولم توظفهم توظيفا حقيقيا وعلميا لتحقيق التنمية المنشودة!!..
أن ما تفعله وزارة التضامن او الحكومة بشكل عام بإطعام الشعب طعاما ليس مطابقا للمواصفات (ولا نقول أنه طعام فاسد) ضد الدين وضد حقوق الإنسان التى تتشدق بها الحكومة فالمفروض أن المواد التموينية مساعدة واجبة على الحكومة لتلك الطبقات المحدودة والمعدومة الدخل وليس منحة والمفروض أن من يساعد يعطى أفضل ما عنده كما علمنا ديننا ورسولنا لأن هذه المساعدة تذهب مباشرة إلى المولى عز وجل.. وهل ننسى الصحابى الجليل الذى كان يعطر الصدقة قبل أن يعطيها للفقير لأنها تقع أولا فى يد المولى عز وجل.
المقصود أن نحفظ لهؤلاء الذين يحصلون على المواد التموينية الضرورية من الدولة كرامتهم وماء وجوههم ولا نشعرهم أن الدولة تمن عليهم وتعطيهم أسوء ما فى المواد الغذائية!!.. أما الأهم من ذلك فأعلم يا مصيلحى أن تلك الطبقات هى المنوط بها الدفاع عن الوطن فلا الطبقات العليا تدخل أبنائها الجيش ولا الآخرون يدخلون أبنائهم الجيش حيث يستعينون بالواسطة أو من يقدسون!!.. والنتيجة أن هؤلاء الشباب ممن ينتمون إلى تلك الطبقات يعانون من الضعف والهزال وسوء الصحة وكلها أمور هامة ليس فى الدفاع عن الوطن فقط ولكنها تؤثر فى تحصيل العلم والرياضة وغيرها كثير.
قد تقول أن تلك الطبقات لن يتخرج منها أحد ممن يحكمون ولكن لتعلم أن جميع من يتولون المناصب العليا كبر أم صغر خرج من بين تلك الطبقات التى نخجل منها وتمثل عبئا على الحكومة.. وأمامك جميع أصحاب المناصب أخبرنى عن واحد منهم كانت أصوله أرستقراطية أو ملكية أو أميرية..

لقد نجحت يا مصيلحى فى هيئة البريد وطورتها وأعدت اسم مصر إليها وتحول اسمها من هيئة البريد إلى البريد المصرى وهو مما يحسب لك أما ما سيحسب لك عند المولى عز وجل فهو تغيير النمط الحكومى بأن تعطى الفقراء أفضل طعام وأفضل رغيف عيش.. نعلم أن التحديات أمامك كثيرة والعوائق ليست بالأمر الهين ولكننا نقول لك اضرب بيد من حديد على المخالفين وخاصة المنوط بهم الرقابة ونقصد بهم عدد لا بأس به من مفتشى التموين وقد سمعت حكايات عنهم يندى لها الجبين وأكيد وصلتك تلك المهازل والمخالفات التى يرتكبونها فطهر الوزارة منهم وليذهبوا غير مأسوف عليهم وإذا بدأت بهؤلاء فسوف يخاف المربوط!!.. ولكن لا تكل ولا تتهاون مع كل فاسد وساعتها سيرفعك الشعب إلى مصاف أبطاله الحقيقيين الذين حاربوا الفساد ووفروا له لقمة العيش النظيفة وحفظوا كرامته ووفروا له مواد تموينية تليق بآدميين.        

الأحد، أكتوبر 26، 2008

باحث اسكتلندي يحذر مصر والعرب من خريطة "حدود الدم" الأمريكية

باحث اسكتلندي يحذر مصر والعرب من خريطة "حدود الدم" الأمريكية

كتب محمود خليل:
أكد الباحث الاسكتلندي توماس براون المهتم بشئون الشرق الأوسط، في مقال نشرته صحيفة "جلاسكو هيرالد" الاسكتلندية أن وكالة الاستخبارات الأمريكية "السى آى أية" ووزارة الدفاع "البنتاجون" أعدتا خطة بعيدة المدى بهدف حصار مصر ثم التهامها عسكريًا.
وقال الباحث إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ المخططً منذ ثلاثة أعوام من خلال سعيها لاحتلال إقليم دارفور (غربي السودان) دوليًا وعسكريًا عبر نشر قوات أمريكية بريطانية مدعومة بقوات من الأمم المتحدة حليفة لواشنطن مشيرا إلى أن هذا المخطط يستهدف تحويل إقليم دارفور إلى قاعدة عسكرية أمريكية تنتشر بها صورايخ بعيدة ومتوسطة المدى موجهة ناحية مصر ودول الشمال الأفريقي ومنطقة الخليج وإيران, وأن الولايات المتحدة تهدف من ضغوطها الحالية على المجتمع الدولي وخاصة الدول الحليفة لها مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا لتكثيف الضغوط على الحكومة السودانية لنشر قوات دولية بالإقليم، على أن يتم لاحقًا نشر قوات يبلغ قوامها من مائة إلى مائتى ألف جندي يتخذون من الإقليم قاعدة عسكرية.
وأوضح الباحث أن المؤتمر الدولي الأخير الذي استضافته فرنسا حول دارفور برعاية الرئيس الفرنسى ساركوزي وحضرته 15 دولة أجمع غالبية المشاركين فيه على نشر قوات دولية بالإقليم وهو ما أكدته كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المؤتمر.
أضاف الباحث أن المخطط الأمريكي يتجه نحو فلسطين أيضا عبر إثارة الفوضى في مناطق الحكم الذاتي هناك والضغط على محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، حتى يعلن أنه بحاجة لنشر قوات دولية بقطاع غزة الموازي للحدود المصرية بهدف حماية السلطة الشرعية من حركة "حماس"، التى فرضت سيطرتها على المؤسسات الحكومية ووضعت يدها على القطاع مؤكدا إن هذا المخطط يهدف إلى الإتيان بقوات أمريكية بدعم من المجتمع الدولي ورئيس السلطة الفلسطينية لكي ترابط في القطاع وتتخذ من أطرافه قاعدة عسكرية جديدة تنصب بها صواريخ ومدافع "هاوتزر" لتطويق الدولة المصرية التي يعتبرها الأمريكيون الدولة العربية التي يجب الحذر منها وتطويقها تحسبًا لأي طارئ يحدث في العلاقات المصرية الأمريكية أو المصرية الإسرائيلية.
وأوضح أن الولايات المتحدة أعدت قائمة كاملة بأنواع الأسلحة الملائمة لطبيعة المواقع التي ستستغلها كقواعد عسكرية جديدة في دارفور وغزة، وأهمها صواريخ توجه بالأقمار الصناعية والليزر تتمتع بدقة عالية جدًا في تدمير الأهداف، وكذلك قذائف ذكية مضادة للتحصينات يمكن أن تحمل رؤوسًا من اليورانيوم, ومادة "التنجستين" وتزن هذه القاذفة 2 طن، ويمكن إطلاقها من طائرات أف 15، بالإضافة إلى عربات هامر الأمريكية وميركافا الإسرائيلية.
وأكد براون أن الولايات المتحدة قدرت سبعة أعوام لتنفيذ مخططها ينتهى عام 2015 مشيرا إلى أن واشنطن تسعى منذ فترة إلى افتعال أزمات سياسية ودينية وعرقية داخل مصر بما يؤدي إلى انقسام الشعب المصري ويجعل النظام عرضة لانتقاد المجتمع الدولي وفرض عقوبات عليها ومن ثم التمهيد لاحتلالها عسكريا بعد التدخل فى شئونها الداخلية عبر بعض الطوائف أو منظمات المجتمع المدنى أو الشخصيات المثيرة للجدل التى تعمل على تفكيك المجتمع المصرى بتنفيذ خطة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية لفرض الديمقراطية على الطريقة الأمريكية عن طريق الفوضى الخلاقة!!.. حيث أعدت أمريكا لها مخطط التقسيم وتعمل على تنفيذه منذ فترة بإثارة الفتن بين المسلمين والمسيحيين وتشجيع المسيحيين على تصعيد حملتهم وهجومهم على النظام المصرى فى الداخل والخارج بل تشجيعهم على المطالبة بتكوين دولة مسيحية جنوب وغرب مصر حتى وأن نفى المسيحيون ذلك فلقد نشرت المواقع الأمريكية خرائط تؤكد هذا التقسيم وتكشف دور بعض المسيحيين ومنظمات المجتمع المدنى فى تنفيذ تلك المؤامرة الخطيرة.
ويؤكد ما ذكره الباحث الاسكتلندي مجلة القوة العسكرية الأمريكية عام 2006 التى نشرت خريطة جديدة للشرق الأوسط ضمن مقال بعنوان "حدود الدم" حددت فيه ملامح جديدة لخريطة شرق أوسطية جديدة حيث يفترض التقرير إن الحدود بين دول المنطقة غير مكتملة وغير نهائية خصوصا في قارة إفريقيا التي تكبدت ملايين القتلى وبقيت حدودها الدولية بدون تغيير وكذلك الشرق الأوسط الملتهب حيث شكلت الحدود أثناء الاحتلال الفرنسي والبريطاني لهذه الدول فى نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وجاء التقسيم بسبب عدم إدراكهم لخطورة تقسيم القوميات على جانبي الحدود (حسب وصف المقال وأن كان التقسيم كما يعلم الجميع أنه كان تخطيطا متعمدا لضمان نشوب الصراعات بين الدول مستقبلا وهو ما حدث حيث فشلت الدول الأفريقية الحديثة فى نزع فتيل الحرب بينها وبين بعض واستنزفت فى ذلك مواردها القليلة وفى النهاية عادت إلى الدول الأوربية التى كانت تحتلها من قبل لفرض النظام والأمن وهو ما يعنى مجددا احتلالا بصورة مقنعة) والتى أصبحت تشكل كتلا قومية كبيرة ومبعثرة على حدود عدة دول ويرى كاتب المقال أن القومية الخالصة يمكن أن تجد مبررا لتغيير الحدود لتشكيل كيان سياسي مستل لكل قومية.
ولهذا أعدت الخرائط على أساس الواقع الديموغرافي للدين والقومية والمذهبية ويرى الكاتب أنه ليتم إعادة تصحيح الحدود الدولية فأن ذلك يتطلب توافقا لإرادات الشعوب ولأن ذلك من الصعب تحقيقه فلابد من سفك الدماء للوصول إلى هذه الغاية.
 طالب المقال بتجميع الفلسطنيين فى كيان مستقل واليهود فى كيان آخر حيث ستنشأ دولة جديدة تضم الأردن القديم وأراضي من السعودية وربما من فلسطين المحتلة تضم كل فلسطينيي الداخل وفلسطيني الشتات وتسمى الأردن الكبير ويستولى الكيان الصهيونى على باقى أراضى فلسطين أما غزة فسيتم ضم أجزاء كبيرة إليها من سيناء وقد تصل إلى منتصف سيناء.
وكذلك سيتم تجميع الأكراد المنتشرين بين ايران وتركيا والعراق فى كيان سياسى واحد باعتبارهم قومية واحدة وهكذا فأن عددا من الدول العربية تقع تحت هذا المخطط الجديد منها بالإضافة إلى العراق السعودية وسوريا والأمارات واليمن والأردن بالإضافة إلى دول إسلامية منها إيران وتركيا وباكستان وأفغانستان و الدول الجديدة التي ستنشأ نتيجة هذا التقسيم الجديد هى كردستان وسنيستان وشيعستان بعد تقسيم العراق وتعد دولة كردستان الكبرى والتى ستشتمل على كردستان العراق وأجزاء من الموصل وخانقين وديالى, وأجزاء من تركيا وإيران وسوريا وأرمينيا وأذربيجان وستكون بالطبع موالية للغرب ولأمريكا أما دولة شيعستان فسوف تضم جنوب العراق والجزء الشرقي من السعودية والأجزاء الجنوبية الغربية من إيران(الأهواز) وستكون بشكل حزام يحيط بالخليج العربي. وستنشأ دولة سنيستان على ما تبقى من أرض العراق وربما تدمج مع سوريا.
وفى أسيا ستنشأ دولة بلوشستان التي ستقطع أراضيها من الجزء الجنوبي الغربي لباكستان والجزء الجنوبي الشرقي من إيران وسيتم ضم جزء من أفغانستان لايران لتكون دولة فارسية خالصة بعد فصل الأكراد والعرب عنها أما أفغانستان فستحصل على أجزاء من باكستان وستعاد إليها منطقة القبائل وهو ما يفسر استمرار الحرب هناك حاليا.
 أما السودان فقد بدأت الخطة مبكرا حيث تم فصل الجنوب عن الشمال ويتم العمل حاليا على فصل الشرق عن باقى السودان لتنشأ بالتالى ثلاث دويلات تتحكم فيها أمريكا ففى الجنوب دولة مسيحية تدين بالولاء للغرب عقيدة واستراتيجية ويمكنها التأثير على المياه التى تصل إلى شمال السودان ومصر وأما شرق السودان فالبوادر تؤكد أنه بحيرة من البترول ولا يمكن للغرب أن يتركه فى أيدى حكومات تناصب الغرب العداء وتعمل على تنشيط علاقاتها مع الصين وروسيا وسيتم تقسيم السعودية إلى دولتين, دولة دينية باسم (الدولة الإسلامية المقدسة) على غرار الفاتيكان تضم جميع المواقع الدينية المهمة لمسلمي العالم (مكة والمدينة وجبل عرفات) ودولة سياسية (السعودية) أما اليمن فسيتم توسعته بعد اقتطاع أجزاء من جنوب السعودية وستبقى الكويت وعمان بدون تغيير.
أما أفريقيا فأن الخطة تقتضى البدء فى تنفيذها بعد الانتهاء من الجزء الأهم منها والخاص بالمنطقة العربية ووسط أسيا وبعدها يبدأ فك وإعادة تركيب دول مهمة مثل نيجيريا والكاميرون وجنوب أفريقيا والصومال وتشاد وموريتانيا.
لقد بدأت الإدارة الأمريكية الترويج لهذا المخطط الجديد منذ حرب أكتوبر على أقل تقدير وأن كان البعض يرجع هذا المخطط إلى الأربعينيات حيث كانت أمريكا قد بدأت فى الظهور كقوة عظمى على الساحة الدولية بينما كانت الدول الاستعمارية تأفل وتضعف وتنسحب من مستعمراتها فى أفريقيا وأسيا وبدأت تنفيذه فعليا فى العراق بالاتفاق مع ايران وأفغانستان وباكستان وبمساعدة من إسرائيل وسواء كان اجتياح الحدود المصرية فى معبر رفح الفاصل بين مصر والأراضى الفلسطينية عفويا أو مدبرا فأننا لا يمكن أن نتغاضى عن العلاقات والصلات بين سلطة حماس والإدارة السورية من جهة وبين ايران من جهة أخرى والتى تستفيد من وضع أمريكا فى العراق وتساوم على تنفيذ الخطة الأمريكية مقابل مفاعلها النووى.
ويتضح أن الهدف من الخطة الأمريكية هو حل القضية الفلسطينية على حساب الدول المجاورة ودون المساس بإسرائيل وضمان ولاء الدول الجديدة لأمريكا وضمان ولاء الدول التى استقطعت أجزاء من الدول المجاورة لأمريكا أيضا وبذلك تضمن شرق أوسط جديد خال من الحروب والمشكلات وتسيطر عليه تماما وتضمن وصول الإمدادات البترولية والغاز أليها دون تهديدات أو مخاوف من قطعه كما حدث فى حرب أكتوبر كما تضمن أمن وأمان إسرائيل بعد عملية الفك وإعادة التركيب للدول المحيطة بها وتخلصها من التغيير الديموغرافي للسكان الذى يميل لصالح الفلسطينيين في حال تطبيق قرارات مجلس الأمن!!



 


الثلاثاء، سبتمبر 09، 2008

همسة فى أذن ذوى المناصب وأصحاب النفوذ من الوزراء والمحافظين ورجال الأعمال



همسة فى أذن ذوى المناصب وأصحاب النفوذ من الوزراء والمحافظين ورجال الأعمال

كتب محمود خليل:

يقول جل شأنه "وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " صدق الله العظيم
كان لى ميونج باك رئيس كويا تبرع بـ 30 مليون دولار هى كل ثروته الشخصية للفقراء و المحتاجين كما تنازل عن مخصصاته الرئاسية منذ 6 سنوات لأطفال عمال النظافة وغيرهم من الفئات الأولى بالرعاية وكان ميونج قد سبق وتبرع براتبه حينما كان عمدة لسول عاصمة كوريا براتبه كله لأطفال عمال الصرف الصحى والمطافىء وكان ميونج قبل أن يصبح رئيسا لكوريا يشغل منصب المدير التنفيذى لشركة هيونداى للانشاءات وقد تعهد وقتها بأن ينفق كل دخله العام على الأعمال الخيرية ولقد أوفى بما وعد أما فى مصر فأن وعود المرشحين فى كافة المجالات والمستويات ما أكثرها ولكن بعد الجلوس على الكرسى تتبخر كتبخر ماء البحار والشاطر من يستطيع إجبار مرشح على تنفيذ وعوده الوردية!!.
 وكان حمزة البسيونى مدير السجن الحربي فى عهد جمال عبد الناصر قد مات ميتة بشعة إذ اصطدمت سيارته بسيارة نقل تحمل أسياخا من الحديد اخترقت مناطق عديدة من جسده وظل ينزف عدة ساعات حتى مات وهو على هذه الحالة دون أن ينجده أحد وبالطبع لو نجا حمزة البسيونى من هذا التصادم وهو مازال فى منصبه لأمر رجاله بحرق السيارة بحديدها وشنق صاحبها واعتقال عائلة وأقارب وجيران صاحب السيارة وسائقها ونالوا على يد زبانيته أشد صنوف العذاب!!.
 كما مات محمد نجم داوود السكرتير الشخصى لعبد الحكيم عامر –وما أدراكم بالطبع من هو هذا الرجل الذى كانت تهتز له الأيدى والكفوف بالتعظيم كلما غدا أو راح- منذ أسابيع قليلة مضت فى شقته دون أن يكون له وريث ودون أن يشعر به أحد وتم توزيع ملابسه وأحذيته على الفقراء وأما شقته بما تحتوى من تحف وسجاجيد فاخرة وصالونات تم نهبها من القصور الملكية بعد قيام مايسمونها بـ "الثورة المباركة" فسيتم بيعها فى مزاد علنى ووضع قيمتها فى حساب ببنك ناصر الاجتماعى للأنفاق على الفقراء وقروض الزواج والإخلاء ونفقات المطلقات!!.
هذه نماذج ثلاثة تمثل رسالة إلى ذوى المناصب وأصحاب النفوذ ومدمنى الاحتكار والتجار ذوى الضمائر الخربة ورجال الأعمال الذين فسدوا وأفسدوا فى البلاد والعباد فهل هم منتبهون وإلى مصيرهم المحتوم مبصرون؟!
تأملنا ما فعله الرئيس الكورى وسألت نفسى كم مسئول يمكن أن يتبرع بدخله كله أو جزء منه للفقراء والمحتاجين؟.. بل كم مسئول أدى الضرائب المستحقة عليه وعلى دخله؟.. بل كم مسئول أخرج الزكاة أو زكاة المال أو عرف أن هناك شعيرة فى الإسلام اسمها الصدقات؟!!
سألت نفسى أيضا كم مسئول لم يستغل منصبه فى أذى عبيد الله وإجبارهم على تأدية أعمال لهم بدون أن يعطوا لهم أجورهم ورسولنا الكريم ينبهنا إلى ضرورة أن يأخذ الأجير حقه قبل أن يجف عرقه.. وهو الذى حذرنا أيضا من استغلال النفوذ أو الوظائف العامة للتربح منها وتكوين ثروات طائلة من مناصبهم العامة.
سألت نفسى عن التجار الذين يغشون المواطن ويبيعونه سلعا فاسدة أو تالفة أو غير مطابقة للمواصفات؟.. وعن الذين يحتكرون السلع الأساسية والاستراتيجية لخنق الأسواق وتعطيشها ثم يطرحون السلع بعد ذلك بأسعار مغالى فيها جدا وليس أمام المواطن سوى الشراء لحاجته إليها بينما المنوط بهم الرقابة يتسلمون مقرراتهم شهريا سواء عينيا أو نقدا وهم فى ذلك ينطبق عليهم المثل القائل "حاميها.. حراميها".
سألت نفسى عن بعض ضباط الشرطة الذين يستغلون مراكزهم فيعذبون المواطنين ويسومونهم سوء العذاب لمجرد أنهم دخلوا قسم الشرطة سواء كانوا متهمين أو مشتبه فيهم فالمفروض أنهم أبرياء حتى تثبت أدانتهم وحتى بعد الإدانة فلا يحق لأحد تعذيب سجين أو ضربه أو أهانته لمخالفة ذلك نصوص الشريعة الإسلامية.
سألت نفسى عن الذين نهبوا أموال البنوك ومن سهل لهم ذلك مقابل حفنة من الأموال وهى أموال عامة أى ملك للشعب كله أى أن كل فرد من أفراد الشعب المصرى سوف يقتص من هؤلاء يوم الحساب وبمعنى أخر سيقيم كل فرد من أفراد الشعب دعوى أمام رب العالمين لاسترداد حقه المنهوب منه يوم القيامة.. فمن يتمنى لنفسه أن يقف متهما أمام ثمانين مليونا من البشر كل منهم يطلب من رب العزة القصاص منه؟.. وسيقبل الله عز وجل الدعوى وسيحكم فيها فورا وبدون تأجيل وبدون رشاوى -جل فى علاه- كما يحدث فى عالمنا الأرضى.
وسألت نفسى عن ذوى المناصب والمراكز والأعمال والمهن (صناع- تجار- لاعبى كرة- فنانين- مطربين- عاملين بالأحياء- مقاولين- رجال أعمال......) الذين أصابتهم الصرعة فراحوا يجمعون الأموال بأية طريقة وبأية وسيلة سواء كانت حلالا أو حراما فتجدهم كالمجانين يبحثون عن أى طريق لجمع المال رغم أن بعضهم جمع الملايين وبعضهم جمع المليارات والمفترض أنهم لن يعمروا حتى ينفقوا كل تلك الأموال ولكنهم ينفقونها فى متع الحياة البالية كالزواج أو مصاحبة النساء أو شراء المغنيات والممثلات والراقصات أو السفر هنا وهناك أو شراء كماليات لا ضرورة لها على الإطلاق ورغم ذلك تجدهم دائما ملهوفين كالجائعين والمحرومين على جمع المزيد وينهبون كل ما تصل إليهم أيديهم وحجتهم فى ذلك تأمين مستقبلهم ومستقبل أولادهم؟! بينما ما جمعوه من أموال يكفى العائلة حتى أحفاد الأحفاد ولكنهم فقدوا إيمانهم بالله سبحانه وتعالى رغم ما يتظاهرون به من صلاة وصوم وزكاة وتقوى وورع وألا ما نسوا أن جميع ما جمعوه سوف يحاسبون عليه بالقرش والمليم بينما يتمتع به الورثة فبينما هو يصلى نار جهنم فى القبر وفى الآخرة إذا بأولاده ينعمون بماله وينفقونه ذات اليمين وذات اليسار غير عابئين بمن فى القبر.
قرأنا قصة فى الأثر تقول أن شخصا أتى أحد العلماء يسأله حاجة وشاكيا الفقر فقال له العالم: أتبيع لى عينيك بمائة ألف دينار؟
قال الرجل: لا
قال العالم: أتبيع لى رأسك وعينيك بمائة ألف دينار؟
قال الرجل: لا
قال العالم: أتبيع لى قدميك ويديك بمائة ألف دينار؟
قال الرجل: لا
قال العالم: أتبيع لى لسانك وأذنك بمائة ألف دينار؟
قال الرجل: لا
قال العالم: هل تملك كل تلك الدنانير وتشكو الفاقة والفقر والعوز وتسأل الناس الحاجة؟
وهى بالطبع قصة تحض على العمل وفى ذات الوقت تحض على القناعة.. فالمال ليس هو ما يحقق الأمن والأمان والستر ولكن نعم الله على الإنسان والحفاظ عليها وشكره عليها هى التى تحقق الأمان والطمأنينة, وهو ما نراه فى قول أحد العلماء: لو أنك فقدت مالك كله فلا تحزن لأنك لم تفقد شيئا وإذا فقدت صحتك فقد فقدت بعض الأشياء فلا تحزن وإذا فقدت دينك فقد فقدت كل شيء فاحزن كثيرا.
ويروى أن رجلا مر برجل وقد بترت ساقيه وذراعيه فسأله: أراك وقد بترت ساقيك وذراعيك ومع ذلك تحمد الله فعلام تحمده؟!
قال الرجل: أحمد الله على أنه أعطانى لسان أحمده به ولم يبتر كما بترت ساقاى وذراعى فأحرم من نعمة حمده!!
فهل بعد ذكر الله وحمده على كل نعمائه فضل؟.. فاخرجوا زكاة أموالكم وتصدقوا وابتعدوا عن نهب المال العام والاحتكار والغش والتجارة الحرام وشراء النساء واحمدوا الله واذكروه يزدكم من فضله وأمنه وأمانه "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".