"الأسماك الصينى" و"الأرز المسوس"
كتب
محمود خليل:
* الأم تنظف الأرز الذى حصلت عليه من
البقال التموينى وابنتها تشاهد الأرز فى الصينية أمام والدتها وفى طبق صغير أمامها
تضع السوس والدود الذى تستخرجه من الأرز.
* تسأل البنت أمها: ما هذا يا أمى؟
* الأم: أننى انظف الأرز من السوس
والدود.
* الابنة: وهل السوس والدود الموجود
بالأرز يأكل ويشرب؟
* الأم: نعم يا ابنتى وهى حشرات ضارة
ولذلك أنظف الأرز منها.
* الابنة: وهذا الدود والسوس يعمل
"حماما" فى الأرز؟
* الأم: هيا أذهبى لتذاكرى دروسك؟.
* ذهبت الابنة وبعد دقائق عادت بصحبة شقيقها
الصغير وقالت له: انظر هذا هو الدود والسوس الذى كان يأكل ويعمل "حماما"
فى الأرز.
* قال الابن: أنا لن أتناول يا أمى من
هذا الأرز.
* قالت الابنة: وأنا أيضا يا أمى لن
أتناول هذا الأرز.
* قالت لى الأم: مر على هذه الحادثة عدة
سنوات وأبنائى لا يطيقون رؤية الأرز وامتنعوا عن تناوله تماما فماذا أفعل؟
* قلت لها: اصطحبى أبنائك إلى السوبر
ماركت ودعيهم يشترون كيس أرز وأخبريهم أن وجدوا فيه سوس أو دود فلا يتناولونه وإذا
وجوده بلا سوس أو دود فاخبريهم أن السوس والدود لم يعمل "حماما" فيه
ولهذا فهو نظيف؟!!
* عادت الأم بعد فترة واخبرتنى بنجاح
التجربة ولكن الأبناء يكادون يتناولون الأرز حبة حبة بحثا عن سوسة أو دودة قد تكون
تسللت إلى الأرز فى غفلة من الأم أو منهم!!..
* قلت لها: حاولى بعد ذلك تنظيف الأرز
بعيدا عن الأبناء واحرصى على اصطحابهم معك إلى السوبر ماركت كل فترة وأشترى كيس
أرز ثم اخلطيه بأرز التموين بعيدا عن أعين الأبناء؟!..
* نجحت الخطة والأبناء تأكدوا أن ما
يتناولونه خال من السوس والدود وباقى المخلفات.
هذه الحادثة وقعت بالفعل يا دكتور وكنت
شاهدا عليها ونعتقد أن المقصود من سردها قد وصلك والأمر المحير الذى لا نعلم له
سببا هو لماذا تصر الحكومة على أن تتناول الطبقات الفقيرة والمتوسطة طعاما من اسوأ
الأطعمة فمن السوس إلى الدود المخلوط بالأرز إلى الزيت الغامق الذى لا ندرى
مكوناته إلى السكر الذى يشبه التراب تطعم الحكومة الشعب!!..
يا دكتور قد تقول والحكومة معك أن عدد
السكان كبير فمن أين نطعمهم؟.. وهذه حجة واهية لأن عدد السكان نقمة طالما لم نحسن
استغلالهم وتوظيفهم توظيفا علميا فى جميع المواقع.. أما ما تعانيه مصر فهو سوء
توزيع للسكان أى أننا نعانى من الكثافة السكانية وليس من الزيادة السكانية ونعتقد
أن الفارق بينهما كبير جدا والدليل أن الزيادة السكانية لم تمنع أمريكا والهند
واليابان وكوريا وباكستان وغيرها من التقدم اقتصاديا وعلميا وتكنولوجيا إذن فالعيب
عيب حكومات متتالية لم تستفد من زيادة عدد السكان ولم توظفهم توظيفا حقيقيا وعلميا
لتحقيق التنمية المنشودة!!..
أن ما تفعله وزارة التضامن او الحكومة
بشكل عام بإطعام الشعب طعاما ليس مطابقا للمواصفات (ولا نقول أنه طعام فاسد) ضد
الدين وضد حقوق الإنسان التى تتشدق بها الحكومة فالمفروض أن المواد التموينية
مساعدة واجبة على الحكومة لتلك الطبقات المحدودة والمعدومة الدخل وليس منحة
والمفروض أن من يساعد يعطى أفضل ما عنده كما علمنا ديننا ورسولنا لأن هذه المساعدة
تذهب مباشرة إلى المولى عز وجل.. وهل ننسى الصحابى الجليل الذى كان يعطر الصدقة
قبل أن يعطيها للفقير لأنها تقع أولا فى يد المولى عز وجل.
المقصود أن نحفظ لهؤلاء الذين يحصلون
على المواد التموينية الضرورية من الدولة كرامتهم وماء وجوههم ولا نشعرهم أن
الدولة تمن عليهم وتعطيهم أسوء ما فى المواد الغذائية!!.. أما الأهم من ذلك فأعلم
يا مصيلحى أن تلك الطبقات هى المنوط بها الدفاع عن الوطن فلا الطبقات العليا تدخل
أبنائها الجيش ولا الآخرون يدخلون أبنائهم الجيش حيث يستعينون بالواسطة أو من
يقدسون!!.. والنتيجة أن هؤلاء الشباب ممن ينتمون إلى تلك الطبقات يعانون من الضعف
والهزال وسوء الصحة وكلها أمور هامة ليس فى الدفاع عن الوطن فقط ولكنها تؤثر فى
تحصيل العلم والرياضة وغيرها كثير.
قد تقول أن تلك الطبقات لن يتخرج منها
أحد ممن يحكمون ولكن لتعلم أن جميع من يتولون المناصب العليا كبر أم صغر خرج من
بين تلك الطبقات التى نخجل منها وتمثل عبئا على الحكومة.. وأمامك جميع أصحاب
المناصب أخبرنى عن واحد منهم كانت أصوله أرستقراطية أو ملكية أو أميرية..
لقد نجحت يا مصيلحى فى هيئة البريد
وطورتها وأعدت اسم مصر إليها وتحول اسمها من هيئة البريد إلى البريد المصرى وهو
مما يحسب لك أما ما سيحسب لك عند المولى عز وجل فهو تغيير النمط الحكومى بأن تعطى
الفقراء أفضل طعام وأفضل رغيف عيش.. نعلم أن التحديات أمامك كثيرة والعوائق ليست
بالأمر الهين ولكننا نقول لك اضرب بيد من حديد على المخالفين وخاصة المنوط بهم
الرقابة ونقصد بهم عدد لا بأس به من مفتشى التموين وقد سمعت حكايات عنهم يندى لها
الجبين وأكيد وصلتك تلك المهازل والمخالفات التى يرتكبونها فطهر الوزارة منهم
وليذهبوا غير مأسوف عليهم وإذا بدأت بهؤلاء فسوف يخاف المربوط!!.. ولكن لا تكل ولا
تتهاون مع كل فاسد وساعتها سيرفعك الشعب إلى مصاف أبطاله الحقيقيين الذين حاربوا
الفساد ووفروا له لقمة العيش النظيفة وحفظوا كرامته ووفروا له مواد تموينية تليق
بآدميين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق