مصر والمغرب .. "زوبعة فى فنجان الإخوان"
كتب محمود خليل:
|
محمد السادس وقردوجان رئيس تركيا |
فجأة ودون سابق إنذار وعدم ودجود أى خلافات بين البلدين أذاعت قناة مغربية
تقريرا عن مصر أدعت فيه أن ما حدث فى مصر انقلابا وأن الشعب غير راض عن حكم السيسي
للبلاد وصورت لمن شاهد التقرير أن مصر على حافة الهاوية وأن الشوارع تملؤها
المظاهرات المعارضة لحكم السيسي!!!.
كان الملك محمد السادس من أوائل المهنئين للرئيس السيسي بانتخابه رئيسا
لمصر بنسبة تعدت الـ 97 بالمائة ممن أدلوا بأصواتهم فى انتخابات الرئاسة عام 2013,
وسط حضور مصري شعبى كبير لإخنيار الرئيس الجديد لمصر عقب الإطاحة بحكم الإخوانجية
الارهابيين فى ثورة شعبية تعدت الـ 35 مليون مصري خرجوا إلى الشوارع والميادين
يطالبون بإنهاء حكم الإخوانجية الإقصائى الماسونى الارهابي.
لقد كان من المدهش أن يذاع هذا التقرير –دون مقدمات- خاصة ومحمد السادس
خارج البلاد إذ كان فى زيارة خاصة لتركيا, ويبدو أن إخوانجية المغرب أرادوا بذلك
"تدمير" العلاقات المصرية المغربية مستغلين الخلافات الكبيرة بين مصر
وتركيا والتى وصلت إلى حد العداء من جانب "قردوجان" حاكم تركيا, وصراخه
المتواصل ليل نهار منددا بما أسماه بـ "الانقلاب" والسيسي, الذى أعترف
به العالم أجمع شرقا وغربا, من كبرى الدول "أمريكا, روسيا, فرنسا, ايطاليا,
الصين, اليابان, وغيرها", مرورا بالدول الصغري فى أفريقيا وآسيا, كما استقبل
السيسي فى الأمم المتحدة أروع استقبال مما جعل أمريكا ترضخ للشعب المصري ويطلب
أوباما لقاء السيسي, وهى أول مرة يطلب فيها رئيس أمريكا مقابلة رئيس مصري بل رئيس أى
دولة بخلاف الدول الصناعية السبع.
|
الإخوانجى قردوجان يعشق الراقصات! |
استغل بنكيران الإخوانجى فرصة تواجد الملك فى الخارج ودق أسفين التقرير
تنفيذا لمخطط "قردوجان" والتنظيم الدولى للإخوانجية الارهابيين بتدمير
علاقات مصر مع الدول كافة عن طريق أختلاق الأزمات والتوترات والأكاذيب حتى لو كانت
ستضر بالمغرب نفسه, والذى يحتفظ بعلاقات مميزة مع مصر منذ مناهضة الاحتلال الفرنسى
فى الأربعينيات من القرن الماضى –وأسألوا عبد الكريم غلاب وعبد الكريم الخطابى ثم
محمد برادة بعد ذلك, كيف احتضنت مصر الملكية ثوار المغرب وكيف ساعدت مصر الجمهورية
استقلال المغرب عن الاحتلال الفرنسي- وكيف تحملت عبء تحركاتها لتحرير البلاد
العربية من براثن الاحتلال الفرنسي والإنجليزى.
لقد ظن الإخوانجية فى المغرب أن زيارة الرئيس السيسي للجزائر –دون المغرب-
دلالة على دعم مصر للجزائر فى قضية الصحراء المغربية وجبهة البليساريو, وما لا
يعلمه الإخوانجية أن مصر لا تتدخل فى أى شأن من شئون اى دولة مهما كانت, وأنها تقف
على خطوات متساوية من الجميع بما فيها حركات التحرر, وأبرز دليل على ذلك موقفها من
الفصائل الفلسطينية, السودان شماله وجنوبه, فصائل الصومال المتحاربة, فصائل الخراب
السورية والنظام السورى, الأحزاب اللبنانية المختلفة, وتعمل بشكل إيجابي على تدعيم
التصالح والعيش فى سلام داخل الأوطان, وهو ذات الموقف الذى اتخذته من حالة الصراع
فى الصحراء المغربية وأنها سوف تساند ما يتم التوصل إليه أمميا بشأن قضية الصحراء
المغربية, مع العلم أن الخريطة المغربية متضمنة الصحراء تنشر فى وسائل الإعلام المصرية
المختلفة.
|
الإخوانجى بنكيران يعشق الراقصات! |
إذن فزيارة السيسي للجزائر كانت لها أبعاد أخرى تتعلق بالتعاون الاقتصادى
خاصة موضوع الغاز الذى كانت تعانى منه مصر بشدة, كما أن الزيارة لم تستغرق سوى
ساعات قلائل سافر بعدها لحضور القمة الإفريقية, ولم يتم خلال الزيارة التباحث أو
مناقشة قضية الصحراء ولم تطلب الجزائر دعم مصر فيها.
أما ما أثير بشأن ما سمى بالوفد العسكرى والإعلامى الذى عقد اجتماعا مع
أعضاء جبهة البليساريو فهذا الوفد لا يمثل مصر, ومن شارك فيه يرتبطون بشكل أو بآخر
مع الإخوانجية أو مع جهات تعمل ضد مصالح الدولة المصرية, وبعضهم يحققون مكاسب خاصة
وشخصية من خلال إظهار تعاطفهم مع تلك الجبهة وكتابة كتب أو نشر تقارير عنها, وهى
مكاسب مادية فى الغالب الأعم, والوسط الصحفى والإعلامى المصري يعلم هذه النوعية من
الصحفيين والإعلاميين وهم منبوذون بين الزملاء, وبالتالى فهم لا يمثلون الدولة
المصرية بأى حال من الأحوال.
|
إخوانجية المغرب فى مسيرة ضد مصر؟! |
إن مصر لا يمكنها أن تتدخل فى الشأن المغربي أو أى دولة أخرى ولهذا فإن
التقرير الذى يصف السيسي بقائد الانقلاب, ووصف مرسي الجاسوس الإخوانجى عميل
الموساد والسي آى أيه, بأنه الرئيس الشرعى لمصر, وصف غير مقبول من أى شخص أو جهة
أو دولة, ويعد تدخلا غير مقبول من الدولة المصرية شعبا ورئيسا وحكومة, لأن الشعب
المصري وحده هو من يقرر من يحكمه, وإذا غضب على رئيس له الحق فى عزله, ومن هذا
المنطلق فقد كان مسيئا جدا أن يشاهد على شاشات الفضاشيات مسيرة تضم آلاف المغاربة
يتضامنون مع الجاسوس مرسي ويطالبون بعودته للحكم, ويهتفون بسقوط الجيش المصرى
والرئيس السيسي!!, فبأى حق أعطى المغاربة –أو من شارك فى تلك المظاهرة- التدخل فى
شأن مصري داخلى, ويطالبون بعودة جاسوس ليحكم مصر, ويهتفون بسوط جيش مصر!!, بل
والأنكى أنهم يطالبون بسقوط الأزهر وشيخه!, فهل هؤلاء مسلمون أم ماسون وأعداء
للإسلام؟!, هل يمكن لأى مغربي شارك فى المسيرة أو أيدها أن يعطينا تفسيرا لذلك؟.
وما رد فعل المغاربة إن خرجت مسيرة مصرية تطالب بإسقاط ملك المغرب, والدعوة
للجمهورية, أو طالبوا المغرب بتحرير سبتة ومليلة المتحتلتين من قبل أسبانيا ويتم
الدخول إليهما –وهى أراضى مغربية- بتأشيرة وباسبور؟!, أو خرجت مسيرة تطالب بحق شعب
الصحراء فى الاستقلال عن المغرب, ووصف ما يقوم به المغرب تجاه الصحراويين بأنه
احتلال؟!.
|
أكثر من 35 مليون مصري رفضوا حكم الجاسوس مرسي والإخوانجية الارهابيين |
من قال أن مصر حكم انقلابي حتى يطالب المغاربة بإسقاطه وما مصلحتهم فى ذلك,
وبأى حق يطالبون بذلك؟!, وهل خروج أكثر من 35 مليون مصري اسقطوا نظام الجاسوس
الخائن المجرم عميل الموساد والسي آى أيه غير كاف لدى إخوانجية المغرب ليدل على أن
ما قام به السيسي كان تحقيقا وتلبية لرغبة المصريين الشرفاء فى إزاحة الإخوانجية
الارهابيين الماسون أعداء الإسلام ومصر عن السلطة؟.
على أية حال فإن كل ما يقوم به إخوانجية المغرب لا يهمنا فى شىء فهو كزبد
البحر, لا قيمة له, ولا فيه, وقوموا بعشرات ومئات بل آلاف المسيرات فلن تغيروا من
واقع الأمر شيئا, ولتعلموا أن مصر لا يهزها "حنجوريتكم" فقد إعترف
العالم كله بالتغيير الذى قام به الشعب المصري, ونفذه السيسي قائد مصر, فموتوا
بغيظكم وألقموا أفواهكم بكل حجارة المغرب وإن لم تكفى فحجارتنا تكفى بأن تغلق
أفواهكم إلى الأبد, وليسقط الإخوانجية فى مصر والمغرب وكل بلاد الدنيا, وعما قريب
سوف تكون تلك الجماعة من ذكريات التاريخ.
|
الجاسوس الإخوانجى الماسونى الذى يدافع عنه إخوانجية المغرب |
لقد كنت أتمنى من الإعلاميين المغاربة مناقشة الأمر بهدوء ويعلموا أن علاقة
مصر القوية بالمغرب رفضت الأوصاف التى ساقتها إحدى المذيعات فى إحدى القنوات
الخاصة, وتم إقالتها رغم عدم ولاية الدولة المصرية قانونا على الإعلام الخاص فى
مصر, لكن هناك أمن قومى للبلاد يوضع فوق كل اعتبار, وهو ما حدا بالتدخل لدى القناة
وإقالة المذيعة, فلماذا لم يدافع الصحفيون المغاربة "العقلاء" عن
العلاقات المصرية المغربية, ويرفضون تلك المظاهرات "المعادية" من جانب
إخوانجية المغرب وكان بإمكان ملك المغرب منع تلك المسيرة, ومعاقبة رئيس حكومته
الإخوانجى, وإصدار بيان يدين تلك المسيرة ويرفض التظاهر ضد مصر, أو المساس
بالعلاقات بين البلدين مثلما أصدرت وزارة الخارجية المصرية –من منطلق حرصها على
العلاقات بين البلدين- يدين ما قالته المذيعة فى حق المغاربة؟!.
إن العلاقات العربية العربية لا يجب أن يتم التعامل معها بهذا الأسلوب
الغوغائى, بل يجب أن يكون الإعلام عامل مسكن للخلافات ويساعد على عدم تشعبها
وإشعالها, وترك الأمر للقادة والحكومات لإحتواء أى خلافات طارئة أو مزمنة, وهو
الأمر الذى يختلف مع دويلة قطر أو تركيا, فهنا نجد أنفسنا فى مواجهة خطيرة وكبيرة
مع الإخلال بالأمن القومى المصري فالدولة فى الحالتين هى من تهاجم مصر, ولذلك يحق
على الجميع "حكومة, صحافة, معارضة" أن تصد هذا العدوان الصارخ, وتفضح ما
تقوم به هذه الدولة أو تلك تجاه مصر وشعبها وجيشها.
أتذكر فى طفولتى جيراننا من المغرب, وزميلى فى المدرسة الإبتدائية محمد
المغربي, ويبدو أنه أخذ هذا اللقب لكون والده من المغرب, كما أتذكر أن أفضل دخان
فى مصر وحتى وقت قريب ولا أعلم إن كان ما زال ينتج أم لا كان يسمى المغربي, أيضا
لأن صاحب المصنع الذى أنشئىئ منذ الأربعينيات فى مصر كان مغربيا.
|
الخطابى ناضل من مصر لتحرير المغرب |
كما أتذكر صروة للملك الحسن الثانى على طبق قيشانى كان يحتفظ بها والدى –رحمة
الله عليه-, والذى كان يحمل معزة ومحبة خاصة لأهل المغرب ويصفهم دائما بالطيبين,
وما زلت أحتفظ بالطبق حتى اليوم وهو مصنوع فى شركة الخزف والصينى المصرية التى
كانت تصنع تمائيلا وصورا منقوشة على الأطباق الصينى لقادة الدول الصديقة لمصر فى
الستينيات, وأنا على استعداد لإهدائه للملك محمد السادس إن شاء ذلك.
كما يجب أن نتذكر أن الجالية المغربية من أكبر الجاليات العربية فى مصر إذ
تقترب أعداد الزوجات المغربيات فى مصر من نحو 25 ألف زوجة مغربية تزوجت من مصريين,
ولم نسمع يوما عن مشكلات قمن بها أو أثرنها بخلاف الجنسيات الأخري, كما أحتضنت مصر
العديد من المواهب الفنية المغربية ومن أشهرهن عزيزة جلال وسميرة سعيد, وما زال
العديد من المغاربة والمغربيات يدرسن فنون الموسيقى فى مصر, ولا ننسي أن هناك
رواقا فى الأزهر يسمى رواق المغاربة, وباب اسمه باب المغاربة, وأيضا زقاق المغاربة
وهو المكان الذى كان يسكنه طلاب المغرب الأزهريين, حيث كان طلبة المغرب يدرسون
العلوم الإسلامية فى الأزهر الشريف.
إذا عدنا للتاريخ فسوف نجد أن الصلات المصرية المغربية تدب فى أعماق
التاريخ فمنذ فتح المسلمون مصر خرجت منها جيوش الإسلام تفتح بلاد المغرب وكان من بينهم
جنود مصريون منهم من استقر بالمغرب, ومن المغرب انتقل مغاربة لزيارة مصر فى طريقهم
إلى الأراضي المقدسة, ومنهم من استقر بها بعدما ذاق حلاوة العيش تحت ظلالها, كما
تحفل مصر بالعديد من مقامات الأولياء ومنهم شيوخ مغاربة.
|
عبد الكريم غلاب شاهد على دعم مصر للمغرب |
إذن فعندما يأتى بعض الإخوانجية اليهود الماسون من أتباع حسن البنا اليهودى
المغربى الذى قدم إلى مصر بأمر من الجمعية الماسونية ليؤسس جماعته الارهابية بدعم
وتمويل من الاحتلال البريطانى فى مصر
وقتها, ليهدم الإسلام من داخله وبيد المنتمين إليه, تماما مثلما تفعل داعش اليوم
وهى التنظيم اليهودى الماسونى المدعوم من أمريكا سياسيا وماليا, فلابد ان ننتبه
لكل ما يثيره أعضاء هذا التنظيم الماسونى اليوم ومحاولته هدم علاقات تاريخية
وأبدية بين مصر ودولة المغرب, وعلينا أن نتخلص من كل دعاة الفتنة بين الأشقاء فى
مختلف الدول العربية والإسلامية.
وأخيرا فإننا
–من منطلق حبنا للمغرب - نحذر من مخاطر الإخوانجية, فإذا كانوا تولوا الحكومة تحت
ضغط التهديد بالمظاهرات والاعتصامات والعمالة للخارج –كما حدث فى مصر وتونس
وليبيا- فإن رصدنا لتفاعل الشعب المغربي معها نراه سلبيا إذ أن أداء الحكومة
برئاسة بنكيران ليس على المستوى المطلوب الذى كان يأمله المغاربة, ولهذا تشتغل
المظاهرات بين الحين والآخر, بسبب تردى الأوضاع الاقتصادية وخيبة الأمل التى يعانى
منها المغاربة والتى قد تطيح بالحكومة الإخوانجية غير إن دراستنا لهم وردود
أفعالهم تشير إلى أنهم لن يستسلموا للشعب وقد يذيقونه السجون والقتل والتشريد
مقابل الحفاظ على وجودهم فى الحكم, فهم إن تولوا الحكم لا يتركوه إلا بالدماء.
|
محمد برادة لديه الكثير ليقوله لإخوانجية المغرب |
نحذر أيضا أن
الإخوانجية إن وجدوا خطرا يهدد وجودهم فى الحكم قد يلجأون إلى محاولة
"خلع" الملك ذاته وتحويل المملكة إلى جمهورية, وإن كنا نشرنا منذ عدة
أشهر نبوءة قلنا فيها: "نبشر المغاربة بقرب تخلصهم من الإخوانجية بعد الغضب الشعبى المتصاعد تجاه الأداء المتدنى لحكومة الإخوانجى عبد
الإله بنكيران .. سوف يضطر الملك محمد السادس فى أقل من عام إلى إقالة الحكومة
الإخوانجية وتعيين رئيس وزراء جديد ثم إجراء انتخابات جديدة الإخوانجية يتساقطون بعد سقوطهم فى مصر"..
فهل تتحق النبوءة أم يتحقق التحذير؟.. الله تعالى أعلى وأعلم..
حفظ الله تعالى مصر والمغرب وسائر بلاد العرب والمسلمين..
اللهم آمين يا رب العالمين.