الاثنين، فبراير 22، 2021

أنا وتامر أمين والصعايدة

 كتب محمود خليل:

تابعت ما قاله تامر أمين عن بعض الصعايدة وردود الأفعال من بعض الصعايدة على أقواله
تامر أراد اثبات إنه من الجوقة "الشريفة" التى تنفذ دون اعتراض أو فهم فزادت حماسته وزل لسانه وهو من بين المذيعين الذين كتبت عنهم منتقدا إسلوبه وطريقته فى تناول القضايا ..
أى إنه لا يعجبنى ولا ارتاح لبرنامجه ولا أشاهده ولا غيره إلا نادرا فقد أغلقت التليفزيون بـ "الضبة والمفتاح" بعد ارتداء كل البرامج والمذيعين لقميص واحد
كما لم أعد اشترى أية جريدة أيضا منذ انقلاب يناير 2011 نتيجة التناول الخاطىء لما أسموه "ثورة" وكنت حذرت فى مقال لى بعد أحداث تونس ردا على تصريح لـ "صفوت الشريف" أكد فيه إن ما حدث فى تونس لن يحدث فى مصر وقلت وقتها أن ما حدث فى تونس سيحدث فى مصر لشواهد عديدة سردتها فى المقال
رغم معارضتى لم يقبض أحد على ولم يتهمنى أحد بالخيانة أو الانضمام لجماعة محظورة حتى إننى كتبت نصف صفحة فى جريدة الأحرار معارضا رحلة مبارك العلاجية فى ألمانيا وعدت إلى بيتى سالما وعشت آمنا مطمئنا وسط أسرتى وأهلى ولم يطلب منى أحد الاعتذار

أما تامر أمين فاعتذاره – للأسف – كان مذريا ولا ينم عن شخصية سوية فأنا حينما اعتذر اقدم مبرراتى للخطأ الذى وقعت فيه وأعترف به واعتذر عنه دون أن أضع "جزمة" أحد على رأسى فالذى أضع "جزمته" على رأسى هو فقط والدى الذى ربانى أما "جزم" الآخرين فلا اتشرف أن أضعها على رأسى مهما كانوا
أما رد بعض الصعايدة فكنت أتمنى أن يترفعوا عن شتيمة وسب تامر أمين بأقذع الألفاظ وإتهامه فى عرضه ونشر صور له مع ممثلات أو أى من النساء لأن تلك حياته الشخصية فهذه الردود أيضا لا تنم عن شخصيات سوية أيضا فالمسلم "كيس فطن" والصعيدى – المفروض - إنه "جدع وشهم" و"لا تخرج العيبة من فمه" حسبما يتفاخر كثير منهم بأصولهم القبلية من الجزيرة العربية
هذه الألفاظ يمكن لتامر آمين أن يقيم ضد من تلفظ بها دعاوى قضائية ويكسبها ويحصل على تعويض من أصحابها
ألا يعلم بعض الصعايدة أن الله تعالى ورسوله الكريم نهى عن التعصب للقبيلة ونهى عن العصبية القبيلية لأنها عودة إلى الجاهلية بعدما ساوى الإسلام بين جميع الناس وجميع القبائل وجميع العصبيات
يقول تعالى في القرآن الكريم "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"
ويقو أيضا "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"
يقول الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم"مَن قُتِلَ تَحْتَ رايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَدْعُو عَصَبِيَّةً، أوْ يَنْصُرُ عَصَبِيَّةً، فقِتْلَةٌ جاهِلِيَّةٌ"
هل مجتمع الصعايدة أو غيره من المجتمعات مجتمع من الملائكة؟..
هل لا يوجد من الصعايدة ومن البحاروة من لا يعمل فى المنازل "خدما وبوابين وفى الفاعل وغيرها من الأعمال الشريفة"؟
المفروض إن الخادمات يقمن دعاوى ضد كل من رد على تامر أمين بتهمة الإساءة لعملهن.. فالخدمة فى المنازل ليست عيبا لأنهن يأكلن من حلال .. أما العيب فهو أن تعمل المرأة فى الدعارة مثلا
هل يعيب الصعايدة والبحاروة والبدو وغيرهم شخص"مستريح" نصب عليهم وعلى غيرهم؟
هل يعيب الصعايدة أن سامية جمال صعيدية وغيرها من الممثلات والممثلين صعايدة؟
هل يعيب أية مهنة أن يكون فيها منحرف؟ ..
إلا يوجد ضباط شرطة تعانوا مع تجار المخدرات..
ألا يوجد قضاة ضبطوا فى قضايا مخدرات وقضايا جنسية..  
ألا يوجد من الصحفيين نصابين ويبتزون رجال الأعمال ومنهم صعيدى يدعى "مدنى صالح" نصب على البنوك وعلى صحفيين وعلى أناس عاديين بحجة تسليمهم شققا أو توظيفهم وقد تبرأت منه عائلته ولا يستطيع النزول لقريته فى بنى سويف بل إنه يدعى إنه إسكندرانى فيسىء إلى أهل إسكندرية؟! .. وتم تحويل هذا "الصحفى" إلى لجنة تأديب وللأسف لم يتخذ قرار بشأنه فصار يسىء إلى مهنة القلم وإلى الصحفيين وإلى الصعايدة وإلى أهله
رغم ذلك فتلك حالات فردية أو قليلة لا يعنى أن كل الصعايدة نصابين .. بل يجب على الصعايدة أن يلفظوا هذه الشخصيات ويتبرأوا منها وهى لا تعيبهم ولا تقلل من شأنهم ولا تحط من كرامتهم  ..
للعلم ما يقرب من 60 بالمائة من أعضاء النقابة وممن يعملون فى الحقل الإعلامى من الصعايدة وكثير منهم أناس محترمين وأعتز بهم وقليل لا يعبر عن جدعنة وشهامة الصعايدة
هل يعلم الصعايدة أن مقدمى عدد من البرامج من الصعايدة يكرههم أكثر من 95 بالمائة من الشعب المصرى بسبب "تطبيلهم" وأكلهم على كل الموائد وإعلاء رأى وصوت المسئول على مصلحة الأمة ولهذا رأينا كم الفرحة بل والتشفى في ما يتعرضون له من حوادث ومنهم صعايدة يعارضونهم ويعترضون على أسلوبهم؟
هل يعلم الصعايدة أن ما تم هدفه إحداث "فورتينة" وزرع للفتن بين أبناء الشعب المصرى لإلهائه عن واقعه ولقمة عيشه وحريته وأشياء أخرى
لماذا لم يثر الصعايدة بسبب فيلم "البيه البواب" .. أليس هذا النموذج موجود بين ظهرانيكم؟
لماذا لم يثر أمناء الشرطة بسبب فيلم "هى فوضى" .. أليس هذا النموذج موجود وتتعاملون معه كل يوم؟
لماذا لم يثر المحامين بسبب فيلم "الأفوكاتو" .. أليس هذا النموذج موجود بين المحامين ويسىء لهم؟
لماذا لم يثر المسئولين بعد فيلم "الارهاب والكباب" وغيرها من أفلام عادل إمام التى كتبها وحيد حامد وفضح فيها نماذج كثيرة من فئات المجتمع؟
لماذا لم يثر البحاروة والعمد والفلاحين وعلماء الدين "المأذون" و"مدرس اللغة العربية" بسبب تصوير نماذج منحرفة منهم فى الأفلام؟
الشعب المصرى مشهور بالنكتة وحتى السخرية من نفسه ومنها "مرة واحد صعيدى" ومنها "أبو العربى" الشخصية البورسعيدية وغيرها من المهن مثل الحلاق والكهربائى والمدرس ... الخ .. فماذا حدث ليصبح التنمر هكذا بسبب كلمة أو رأى أو نقد أو معارضة
هل تتذكرون "أنا من بلد الريس" التى قالتها فيفى عبده فى برنامج «النادي الدولي" الذى كان يقدمه  سمير صبري فتم وقف البرنامج ورغم ذلك لم يكره  أنور السادات لكن السادات تعرض لحملة تنمر من البعض لإنه أوقف برنامجا لأن راقصة قالت إنها من بلده وخرج المتحذلقون يكيلون الشتائم والسباب والسخرية للسادات بسبب ذلك؟
هل تتذكرون هشام قنديل حينما انتقد الصعيديات والريفيات وقال إنهن لا ينظفن أذدائهن قبل إرضاع أطفالهن ولهذا يصاب أطفالهن بالنزلات المعوية.. ساعتها ثار الصعايدة ضده وأتهموه بالإساءة للمرأة الصعيدية؟!
كيف وهذا بالفعل ما يحدث غالبا من النساء المصريات شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ويكفى أن تذهب إلى الأسواق لتشاهدوا بأم أعينكم البائعات وهن يرضعن أطفالهن دون اتخاذ إجراءات صحية مثل غسل أثدائهن حفاظا على صحة أطفالهن بل يحدث هذا فى الحقول وفى البيوت والمواصلات العامة؟!
ألا تتذكرون كيف هاجم الصعايدة وزير النقل لإنه طالب بأن تكون محطة الصعيد فى الجيزة.. وخرجوا يعايرون مصر بأنهم من بنوا مصر وهم يملكون مصر؟!.. أليس هذا واجب كل مصرى أن يبنى مصر؟
ما قاله كامل الوزير ليس جديدا فقد طالبت فى مقال فى التسعينيات أن تنتهى خطوط الوجه القبلى فى العياط وخطوط الوجه البحرى فى قليوب وإنشاء قطار كهربائى أو مترو بين المحطتين لخدمة المناطق التى يمر المترو والقضاء نسبيا على أزمة المواصلات فى تلك المنطقة المحصورة بين قليوب والعياط والاستفادة من الأراضى فى رمسيس وشبرا لإنشاء حدائق ومتنزهات وكيان ثقافى يخفف من عبء التلوث البيئى
هل يتذكر أحد الدعوة التى أطلقها مصطفى كامل مراد وآخرون بغلق القاهرة الكبرى على أهلها ومنع "ترييفها" فخرج الصعايدة وغيرهم يهاجمون الرجل والمسئولين الذين ايدوا الفكرة فكان رد مبارك بإنشاء مصانع ومدن وقنوات تليفزيونية لتقليل الهجرة إلى القاهرة
ساهمت تلك القنوات الاقليمية فى الدلتا والصعيد ومدن القناة وسيناء والأسكندرية فى فتح مجالات لشباب تلك المناطق فاستقروا فيها واعتبرت كمعمل تفريخ لماسبيرو ومن تلك القنوات الجديدة خرج تامر آمين
ليس القنوات التليفزيونية فقط بل صار لكل محافظة جريدة وأكثر فاستقر شباب الصحفيين فى تلك المحافظات فى محافظاتهم
بعد انقلاب يناير المشئوم 2011 تم غلق تلك القنوات والصحف بل عدد كبير من الصحف الحزبية والخاصة والأهلية فزادت البطالة وزاد النزوح إلى القاهرة بحثا عن فرصة عمل ليس فى الصحافة والإعلام فقط بل فى كل المجالات بعد غلق كثير من المنشآت الصناعية والسياحية وغيرها
لماذا سكت الصعايدة واطبقوا الصمت على تصريح من وزير صحة أن الصعايدة يجب تقليل خصوبتهم وخصوبتهن لأنهم يتناسلون كثيرا؟!
البعض يريد إسكات الشعب عن أى نقد أو معارضة رغم أن صحة المجتمعات والدول والأمم تكمن فى حرية الكلمة والتعبير وطرح الآراء وبالتالى يفتح المجال للآخرين لتوجيه اللكمات إلى بعضهم البعض إشغالا لهم عن الواقع
ليتكم تقرأون الواقع بعين بعيدة عن العصبية القبلية وتعودون إلى الروح المرحة المتسامحة للمصريين والتى تضحك على نكتة تطلق على الصعايدة أو الفلاحين أو أهل القناة أو غيرها من الوظائف والمهن
طهروا مجتمعكم من القتلة والنصابين وعالجوا القضايا المسكوت عنها
كفى تعصبا لقبيلة أو شخص حاكم أو مسئول وليكن تكاتفكم نصرة للحق والحرية والعدل والعدالة والمساواة فى الحقوق والواجبات والحياة بكرامة
فكيف تبيحون لأنفسكم معارضة ونقد شخص وترفضون نقد أو كلمة توجه لكم؟
دمتم مصريين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق