الحل السحرى لمشكلة التحرش الجنسى
كتب محمود
خليل:
الحل
أيها السادة لمشكلة التحرش يكمن فى كلمتين اثنتين هما (الدين والأخلاق).. إن الإسلام دين لا يقر أي اتصال بين الرجال
والنساء إلا من خلال الزواج الشرعي بشروطه الشرعية المعروفة وهو يحرم كل ضروب
الفحشاء (ما ظهر منها وما بطن) ويطبق عقوبات رادعة على مم يرتكبها.. وقبل العقوبات
يفتح الإسلام كل الأبواب لتيسير الزواج والإحصان كما يغلق كل أبواب الحرام ويضع من
التدابير الوقائية ما يحُول بين المسلمين وبين الرذيلة ابتداء من النظرة إلى
المرأة الأجنبية وحتى الخلوة بها ويحارب الشائعات المغرضة ورمي المحصنات وينظف
المجتمع من كل ما يحض على الرذيلة أو يزينها أو يهون من ارتكابها ثم إنه يسمح
بتعدد الزوجات ويبيح الطلاق وينهى عن "عَضْل" النساء, وعن "تبتُّل"
الرجال.. هذه هي معالم العفة الجنسية في الإسلام وتنعكس هذه "العفة" أو
"العفاف" على مظهر المسلم وملبسه رجلاً كان أو امرأة فالمرأة منهية عن التبرج
ومأمورة بلباس الحشمة والوقار والستر والرجل مأمور بستر العورة..
وفي مواجهة "العفاف والستر" الذى يدعو
إليه الإسلام رجعت أوروبا العلمانية الحديثة إلى التراث اليوناني والروماني الوثني
فكانت دعوتها وممارساتها مضادة للعفاف الذي يفرضه الإسلام.. وكان اليونانيون ضد
"الستر" حيث كان الرياضيون يشاركون في المسابقات المختلفة وهم عُراة تماماً
وزعم أفلاطون أن "الأفضل هو تعرية الجسد" لأن العري لم يعد يثير السخرية
عند اليونانيين.. وكان أفلاطون قد رسم نظاماً مثالياً لدولته الخيالية فى كتابه
"الجمهورية" بجعل النساء فيها "مشاعاً" وعلى هذا التراث بُنيت
علاقات الرجال والنساء فى أوروبا.. وللأسف يسير بعض المصريين المهووسين بتقليد
أوروبا فى كل شيىء على نفس الطريق نابذين شريعة الإسلام.. ووجد المسلمون أنفسهم في
مواجهة هذا التحدي الأخلاقى..
لقد كان المجتمع المصري ملتزماً بالإسلام
وأخلاقياته وكان كل خروج عليها يكون جزاؤه الردع والعقاب وكان الحجاب على رؤوس
النساء جميعاً حتى المسيحيات واليهوديات المصريات ولم تكن هناك امرأة سافرة إلا
زوجات القناصل الأوروبيات ومع انتشار النساء السافرات من الفرنسيات في شوارع
القاهرة (جاء مع نابليون 300 امرأة فرنسية) واستهتارهن الشديد وتبذُّلهن أخذت بعض
النساء -غير المسلمات- في محاكاتهن وبعد حوالي 14 شهراً انقلبت الأوضاع انقلاباً
شنيعاً (حسب وصف الجبرتى للأوضاع فى مصر حينئذ) ووقع تلك الليلة بالبحر (يقصد نهر النيل) وسواحله
من الفواحش والتجاهر بالمعاصي والفسوق ما لا يكيف ولا يوصف وسلك بعض غوغاء العامة
وأسافل العالم (يقصد أسافل الناس) ورعاعهم مسالك تسفل الخلاعة ورذالة الرقاعة بدون
أن ينكر أحد على أحد من الحكام أو غيرهم بل كل إنسان يفعل ما تشتهيه نفسه وما يخطر
على باله وإن لم يكن من أمثاله".. ويصف هذه الأوضاع أيضاً "نقولا الترك"
المؤرخ اليوناني الذي شاهد الأحداث فيقول: "وخرجت النساء خروجاً شنيعاً مع
الفرنساوية وبقيت مدينة مصر (يقصد مدينة القاهرة) مثل باريس في شرب الخمر
والمسكرات والأشياء التي لا ترضي رب السماوات" ويصف رد فعل الشعب المصري
المسلم فيقول: "إن المصريين كادوا أن يموتوا من الغيظ حين كانوا يرون تلك
المناظر" وكان إحلال "الإباحية" محل "العفاف" - أحد
البواعث الأساسية للثورة ضد الفرنسيين.. وكان الثوار هم أئمة المسلمين وطلاب
الأزهر الذين قادوا الثورة ومعهم الطبقة الفقيرة وبعد ثلاث سنوات تم طرد المحتلين الفرنسيين
وعاد الحكم العثماني من جديد وتولى "محمد علي" حكم البلاد باسم الدولة
العثمانية وعاد التوقير لأخلاق العفاف والستر الإسلامية لكن جرثومة الإباحية
والسفور كانت قد أصابت بعض العائلات والأفراد وأخذت تفعل فيهم فِعلها كالمرض
الخبيث..
أرسل محمد على البعثات إلى أوروبا في مختلف
مجالات العلوم وعاد المبعوثون وقد حملوا معهم توجهات ثقافية مجافية للثقافة
الإسلامية وعبر (رفاعة الطهطاوي) عن هذه التوجهات فنفي أن يكون التبرج والاختلاط
من دواعي الفساد فحين تحدث عن تحلُّل الفرنسيين من ضوابط العفاف والستر سمى التحلل
"لخبطة"! فقال: "إن نوع اللخبطة بالنسبة لعفة النساء لا يأتي من
كشفهن أو سترهن بل منشأ ذلك التربية الجيدة والخسيسة"!!..
فلما تقلد إسماعيل منصب الخديوية وكانت تربيته فرنسية
حيث مكث في باريس فترة كطالب بعثة لكنه لم يحصِّل شيئاً من العلوم وأحب الفرنسيين
جداً ففتح لهم البلاد على مصراعيها فجاءوا بكثرة وجلبوا معهم أخلاقياتهم التي لا
تعترف بالعفاف والستر.. وكانت المدارس الأجنبية التى افتتحها إسماعيل تخرِّج
أناساً فقدوا الولاء للدين والوطن "ونال كثير منهم الحماية الأجنبية بواسطة
القناصل فصاروا في حكم الأجانب في انتمائهم للدول الأجنبية وميولهم إليها" بعد
أن طرحوا أخلاق العفاف والستر وحاكوا الأجانب في السفور والتبرج والتحلل بل إن
بعضهم ارتدّ عن الإسلام بحكم المنهج التنصيرى الذى تتبعه هذه المدارس مع طلابها
المسلمين!!..
ومع احتلال بريطانيا لمصر فى عهد الخديوى توفيق سعت
منذ وطئت أقدامها مصر لإحلال نماذج العلاقات الأوروبية بين الرجال والنساء محل
"العفاف والستر" الموجود بمصر وقد أدركت أن هذا الإحلال يمثل شطراً
مهماً جداً في المشروع الأوروبى للقضاء على هوية الشعوب المسلمة واستقلالها العقائدي
والتشريعي والأخلاقي وكانت علاقات الرجال والنساء مدخلاً لذلك فلم يتوانوا عن
استغلاله ووجد المسلمون أنفسهم في مواجهة هذا التحدي والعدو هو المسيطر على شئون
بلادهم فبيده السلطة والمال ومعه الشهوات الحيوانية الفطرية وهو يزين للناس الهبوط
والانفلات من ضوابط العفاف والستر.. وظل الصراع بين شد وجذب حتى بعد رحيل
البريطانيين عن مصر عن طريق العلاقات بين الشعوب بشكلها المباشر (السياحة والبعثات
الدراسية والمدارس الأجنبية) أو الاحتكاكات غير المباشرة عن طريق الفن ووسائل
الإعلام..
لقد
حاولت المسيحية والبوذية وغيرهما من المذاهب التي ترى السمو الروحي مستحيلاً بغير
الاستعلاء على الرغبات وأخطرها رغبة الجسد بالجنس فكانت فكرة الرهبنة وفي الإسلام
حاول بعض الصوفيين سلوك نفس الطريق ولكن عاد الجميع بخفي حنين لأن الفطرة انتصرت وهى
الفطرة التى أسيء استغلالها من طرف الكثيرين فنشأت أوسع تجارة لابتزاز الرغبة
واللعب على أوتارها ليدفع الزبائن ويصبح الجنس بضاعة وتجارة وصناعة لتحقيق منافع
اقتصادية أو منافع استعمارية بينما دين الإسلام بكل ما يحمله من انفتاح ومرونة
واستيعاب في تعامله مع مسألة الرغبة -لأنها من الدين ذاته- وكلاهما من الله "الرغبة
الفطرية وأحكام الشرع" حيث وضع الحلول لكل مشاكل الجنس ولكن أكثر الناس لا
يعلمون.
إن أمريكا اليوم تدعو إلى العفة حيث ظهر في
السنوات الأخيرة تيار واسع ينادي بالعودة إلى الدين وإلى أخلاقياته وكان
"ريجان" قد دعا إلى السماح بأداء الصلاة في المدارس ثم جاء
"بوش" فوضع الدين والأخلاق في برنامجه الانتخابي ويُعزَى فوز الجمهوريين
في انتخابات الكونجرس الأخيرة إلى استجابتهم لذلك التيار الشعبي إذ إنهم وضعوا
عناصر دينية وأخلاقية ضمن برامجهم الانتخابية وقد بيَّن استطلاع للرأي -أجراه معهد
"جالوب"- أن أغلبية الأمريكيين توافق على أداء الصلاة في المدارس لمختلف
الأديان -بما فيها الإسلام- وتكونت مؤسسات تدعو الأمريكيات إلى الحفاظ على عفتهن
والترفُّع على الإباحية الشائعة.. أما نحن فى مصر فما زال البعض من المتأثرين
بنماذج الاحتلال الفرنسى والبريطانى يدعون إلى الفساد الاخلاقى والفاحشة والإباحية
ويحاربون الإسلام ويستنكرون العفة والستر لشبابنا وفتياتنا؟!..
الحل
أيها السادة لمشكلة التحرش يكمن فى كلمتين اثنتين "الدين والأخلاق".. أيها
السادة عودوا إلى الله.. اصطلحوا مع الله.. توبوا إلى الله.. استغفروا الله حتى
يقينا شرور أنفسنا والآخرين فلا ملجأ من الله ألا إليه.. ففروا إليه.. عودوا إلى
الدين.. كفى فسادا.. كفى رشاوى.. وفروا فرص العمل للشباب.. وفروا الشقق والمساكن
للشباب حتى يستطيع أن يعف نفسه.. أمنعوا مهازل الفيديو كليب الداعية إلى الجنس..
ألزموا الممثلات والمغنيات بالاحتشام.. ادعوا الأسر إلى تخفيف أعباء الزواج..
أغلقوا منافذ الجنس والتحرش وساعتها لن تجدوا متحرش واحد..