الأربعاء، فبراير 08، 2012

سيف اليزل:الحديث عن احتلال أمريكا لمصر كلام هزلى وتقسيمها لن يتم


الخبير الأمنى سامح سيف اليزل :
الحديث عن احتلال أمريكا لمصر كلام هزلى وتقسيمها لن يتم
ايران لن تغلق هرمز إلا فى حالة واحدة فقط
القمة العربية سوف تعقد فى بغداد رغم تدهور الوضع الأمنى
الغرب فهم تصريحات عمرو موسى بشأن ليبيا خطأ!

الشرق محمود خليل:
اللواء سامح سيف اليزل وكيل جهاز المخابرات السابق, والخبير الأمنى ورئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بدار التحرير, له رؤية خاصة بما يدور حاليا على الصعيد المصرى والعربى, بحكم عمله السابق, التقيناه فى حوار حول الوضع الراهن على الساحة المصرية والعربية ومستقبل مصر والمنطقة العربية فى ظل الاضطرابات السياسية السائدة حاليا فى عدد من الدول العربية, والتدخل الأمريكى والغربى فى الشئون الداخلية للدول العربية, وتأثير ذلك على استقرار المنطقة فى ظل الخطط الأمريكية لتقسيم البلاد العربية إلى دويلات تنفيذا لمخطط قديم منذ التسعينيات, تمهيدا لإسرائيل الكبرى.
سألناه فى البداية عن مستقبل مصر بعد مرور عام على أحداث 25 يناير؟
مستقبل مصر سيكون الأفضل خاصة بعد استكمال الانتخابات وانتخاب رئيس الجمهورية وسوف يتحقق الاستقرار, وسوف يكون أفضل من الانفلات الحالى, وأنا متفائل بالمستقبل فهناك نور قوى فى نهاية النفق بصرف النظر عن ما سوف يحدث يوم 25 يناير.
ولكن هناك تهديدات بحرق مصر فى هذا اليوم, كيف ترى الوضع؟
من حق من قام بالثورة أن يحتفل بمرور عام على قيامها, وهناك بعض الإئتلافات التى تريد القيام بأعمال عنف وتفجيرات ضد أهداف القوات المسلحة والشرطة وغيرها وقد أعلنوا عنه وليس إشاعة, والدولة أخذت تلك التهديدات مأخذ الجد, ووضعت الخطط التأمينية الكاملة والكافية لكل الأهداف, ومن سوف يقوم باى تجاوز أو أعمال عنف سوف يواجه بقوة.
ولكن بعض التنظيمات أعلنت أنها سوف تقوم بتلك الحرائق والتفجيرات لتكون سندا لهم لدعوة أمريكا والغرب لاحتلال مصر؟
ما يتردد عن هذا الأمر شىء هزلى وكوميدى, ولا يعقل, وأرى أن هذا الأمر لن يتم إلا فى حالة الإعتداء على قناة السويس من الداخل, وتعطيل حركة المرور فيها, باعتبارها ممر ملاحى عالمى, وفى هذه الحالة يمكن للدول الأجنبية أن تأتى لتحمى القناة وتعيد الملاحة فيها, خاصة أنها أهم مرفق ينقل غالبية البترول والتجارة من الخليج وأسيا إلى أوروبا وأمريكا.
ولكن الغرب يمول تلك التنظيمات بالفعل للقيام بذلك وقد تم ضبط عدة محاولات لضرب السفن فى القناة وتعطيل الملاحة بها؟
الغرب لا يستمع لهؤلاء ومصر ليست لعبة, كما أن القوات المسلحة المصرية قادرة على حماية القناة ومنع أى أعتداء عليها أو تعطيل الملاحة فيها.
كيف ترى تمويل أمريكا والغرب للتنظيمات والجمعيات لإسقاط النظم العربية القائمة ومنها مصر؟
هناك تغيير حدث ووقع وكل دولة تريد تحقيق مصالحها فى النظم الجديدة, لضمان ولاء القيادات الجديدة للغرب, وقد نرى هذا الأمر خطأ, ولكن هذه هى السياسة فكل دولة تريد تحقيق مصالحها بأى شكل, واللعب بكل الكروت  المتاحة أمامها وتمويل المنظمات أحد مظاهر تلك السياسة التى ترغب فى فرض الهيمنة أو النفوذ على دول المنطقة العربية أو الدول الأخرى بشكل عام.
قام المشير مؤخرا بزيارة ليبيا وكان من بين ما ناقشه مع رئيس المجلس الانتقالى مسألة القاعد الأمريكية على الحود مع مصر, مما يعنى أن هناك اصرار أمريكى على تهديد مصر ومحاصرتها؟
الزيارة كان لها عدة أهداف على رأسها الملف الاقتصادى إذ تم دراسة دور مصر فى إعمار ليبيا والاستعانة بالخبرات المصرية فى هذا الأمر خاصة فى مجال البنية الأساسية مثل القوى الكهربائية التى يحتاج بعضها إلى إصلاح وبعضها إلى بناء من جديد, بخلاف المقاولات والمعمار حيث تم تأسيس شركة مصرية ليبية – المقاولون العرب فى ليبيا- للعمل فى هذا المجال, وأيضا فى مجال البترول والتى تتميز فيه مصر فى كافة مجالاته,  وكذلك ضمان استمرار الاستثمارات الليبية فى مصر والتى تقدر حاليا بـ 20 مليار جنيه مصرى فى مختلف أنواع الاستثمارات, وزيادتها.
 وفى المجال الأمنى طلبت مصر ضرورة تحكم ليبيا فى حدودها والسيطرة على عمليات تهريب الأسلحة التى كثرت فى الفترة الأخيرة, وتم الاتفاق على زيادة الترتيبات الأمنية على الحدود من جانب البلدين, لايقاف عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات وغيرها.
أما القواعد العسكرية, فقيل فى البداية أنها قواعد للناتو ثم قيل مؤخرا أنها قواعد أمريكية, ومصر لا تقبل بناء قواعد أجنبية على أراضيها, وكذلك لا تقبل وجود قواعد اجنبية فى دول الجوار, وهذه هى السياسة المصرية فى السابق وفى الوقت الحالى, وقد اقتنع الجانب الليبى بخطورة وجود قواعد أجنبية بشكل عام على الأراضى الليبية وليس لدولة بعينها.
هذا الموقف المصرى يؤكد أنه لا توجد قواعد أمريكية فى مصر مثلما يردد البعض؟
عدم الموافقة على قبول قواعد عسكرية لأى قوة على أراضيها, سياسة مصرية ثابتة ومبدأ عام للسياسة المصرية منذ زمن طويل, كما أن أمريكا لم تعد تطلب هذا الأمر من مصر نهائيا.
ولكن الأخبار تؤكد وجود قوات أجنبية على الأراضى الليبية وهناك قوات انزلت عن طريق البحر؟
بالفعل منذ أيام الثورة توجد قوات أجنبية خاصة من دول الناتو وبعض الدول العربية مثل قطر والأمارات العربية وكان الهدف منها مساعدة الثوار على موادجهة قوات القذافى النظامية التى كانت تستخدم ضدهم كافة الأسلحة من طيران وأسلحة ثقيلة, بينما كان الثوار لا يملكون أى خبرة عسكرية أو أسلحة تؤهلهم لمواجهة هذه القوات فتم الاستعانة بخبراء عسكريين اجانب لتدريبهم ومساعدتهم على صد قوات القذافى حتى تم إسقاطه, واعتقد أنهم سوف يغادرون ليبيا ولكنى لا أستطيع الجزم بنزول قوات أمريكية او غيرها على الأراضى الليبية فى الفترة الماضية.
هل ترى أن ليبيا سوف توافق على إنشاء قواعد أمريكية أو للناتو؟
اعتقد أن الحكومة الانتقالية لن توافق على وجود قواعد عسكرية أمريكية وغيرها على الأراضى الليبية, ولكن الحكومة الدائمة هى التى سوف تنظر فى هذا الأمر, والرئيس المنتخب هو من يقرر الموافقة على وجود القواعد الأجنبية من عدمه.
تم الكشف منذ أواخر التسعينيات عن وجود خريطة أمريكية لتقسيم الدول العربية, فهل ترى أن تلك الخريطة يتم تنفيذها حاليا, وأن الأحداث التى تمر بها الدول العربية حاليا جزء من هذا المخطط؟
خطة التقسيم موجودة وبدأت أمريكا فى تنفيذها بالفعل على أرض الواقع وقد بدأت منذ عدة سنوات بتقسيم الصومال, ثم تقسيم الدولة الفلسطينية إلى الضفة وغزة, وكل منها له حكومة, والسودان قسم أيضا إلى شمال جنوب, بل تم تقسيم الجنوب, وهناك محاولات لسلخ دارفور من السوان الشمالى ليصبح دولة مستقلة, وبعض المحللين يؤكدون أن الاستقرار فى ليبيا لن
يدوم وسيتحول إلى حرب أهلية ويتم تقسيمها إلى دولة شرقية عاصمتها بنغازى ويسيطر عليها الإسلاميين, ودولة غربية عاصمتها طرابلس ويسيطر عليها الليبراليون.
أما اليمن فهى على شفا التقسيم بالفعل لتعود كما كانت قبل أن يوحدها على عبدالله صالح, لتكون شمال اليمن وعاصمتها صنعاء, وجنوب اليمن وعاصمتها عدن, وأرى أن اليمن سوف يقسم بالفعل فى القريب العاجل.
وأما العراق فهو معرض للتقسيم بالفعل وهو فى الطريق إلى ذلك ليصبح دولة للسنة وأخرى للشيعة, وثالثة للأكراد التى تتمتع بالحكم الذاتى حاليا.
أما سوريا فهى معرضة للتقسيم أيضا بإنشاء دولة للعلويين فى الشمال, ودول أخرى للأثنيات فى شرق سوريا.
وماذا عن مصر وهى الجائزة الكبرى كما يصفونها؟
هناك مبالغة بالنسبة لمصر بتقسيمها إلى دولة مسيحية ونوبية وإسلامية, لأن قيادات الكنيسة فى مصر ضد هذه الخطة تماما ويعترضون تماما على هذا الأمر أو تدويل القضية المسيحية.
ولكن شنودة والقساوسة وبعض الشخصيات المسيحية تزور أمريكا وأوروبا وتدعو إلى فرض الوصاية على مصر مما يعنى عمليا احتلالها؟
كل ذلك لن يرقى إلى التنفيذ على الأقل فى السنوات القادمة, أما فى الحقبة غير المنظورة المستقبلية فقد يحدث.
هناك أيضا إسرائيل التى دخلت فى الخطة وتحاول سلخ سيناء من مصر وإقامة إمارة فلسطينية لحماس عليها فى إطار ما اطلق عليه تبادل الأراضى؟
هذه الخطة إسرائيلية ولم تعرض على مصر, وتم تنفيذ شبيه لها مع الأردن ويريد الإسرائيليون تنفيذها مع مصر, ولكن مصر ترفض التفريط فى أى شبر من أراضيها, وقد رفضت مصر هذه الفكرة شكلا وموضوعا, وإسرائيل تريد تطبيق  تلك المبادلة مع لبنان وهو شأن لبنانى لا نتدخل فيه.
لكن أهالى غزة اقتحموا الحدود المصرية أكثر من مرة, وهناك قيادات من حماس تدعو صراحة إلى احتلال حماس لغزة وإقامة إمارة إسلامية عليها؟
الأراضى المصرية محرمة على الغير وغير مقبول التحدث فى هذا الشأن, والمساس بالأرض المصرية سوف يقابل بالقوة.
لكن الواقع يشير إلى أن الخطط التى تنفذ حاليا تؤدى إلى إسرائيل الكبرى؟
مسألة إسرائيل الكبرى ليست سوى مسلسلات درامية ولن تحدث فى عصورنا المنظورة, بل قد تحدث فى عصور مستقبلية, فلا يمكن لها أن تحتل سوريا والأردن والعراق ولبنان ومصر, من النيل إلى الفرات, حتى بمنطق الهيمنة, فلن يحدث وغير وارد حاليا.
ولكن هناك تصريحات إسرائيلية ودعوات لاحتلال سناء وتكرار سيناريو 1967؟
لم يصرح مسئول إسرائيلى حتى آلان بأنه سوف يحتل سيناء وكل تلك الأخبار أخبار إعلامية وصحفية أو محللين سياسيين, وهذا ليس دفاعا عن إسرائيل فلتذهب إلى الجحيم, ولكن الواقع إنه حتى ليبرمان الوزير المتطرف الذى يكره العرب, لم نسمعه يتحدث فى هذا الأمر, وهذه عادة إسرائيلية إذ يطلبون من أحد الصحفيين أو المحللين نشر تصريح وبعدها يدرسون ردود الأفعال على هذا التصريح.
طلب عمرو موسى من الغرب التدخل العسكرى فى ليبيا فما رأيك فى هذا الطلب, وكيف يطلب أمين عام الجامعة العربية السابق هذا الطلب؟
عمرو موسى لم يطالب الغرب بالتدخل فى ليبيا ولكنه جمد العضوية الليبية فى الجامعة العربية وأيد حماية المدنين فى ليبيا بأى شكل من الاشكال, ولا يوجد تصريح رسمى بذلك, ولكن تلك المداولات تمت داخل الجامعة العربية, وفهمت خطأ فى الغرب على أنه دعوة للتدخل الغربى فى ليبيا لحماية المدنيين, أو اتخاذ موقف ما, خاصة أن الذى استنفر الغرب تجاه ليبيا أن القذافى بدأ يستخدم الطائرات والأسلحة الثقيلة فى ضرب المدنيين, وكذا تدميره للآبار البترولية الليبية.
هددت إيران بغلق مضيق هرمز فكيف ترى هذا القرار فى ضوء التطورات السياسية العالمية, وأسباب هذا التهديد؟
إيران سوف تغلق مضيق هرمز إذا قررت أمريكا وأوروبا حظر تصدير البترول الإيرانى إلى الخارج مما يعنى إفلاس الخزينة الإيرانية, لأن 85 بالمائة  من دخل الاقتصاد الإيرانى يعتمد على تصدير البترول وبالتالى فغلق المضيق يعنى أن العالم سوف يغامر بحوالى 40 بالمائة من واردته من البترول الذى يمر عبر مضيق هرمز, وهذا أمر حياة أو موت للاقتصاد الأوروبى والأمريكى, كذلك فحوالى 88 من صادرات السعودية تمر عبر المضيق, وجميع صادرات قطر والبحرين والكويت تمر من هذا المضيق, فالعالم لن يقف مكتوف الأيدى فى حال أغلقت إيران المضيق, فهى سوف تلعب بالنار فى تلك الحالة, والعالم ينتظررد الفعل الإيرانى.
هل يمكن لإيران أن تغلق المضيق بالفعل؟
مضيق هرمز يمكن غلقه عسكريا بمنتهى السهولة عن طريق الألغام البحرية, ولا يحتاج إلى فن أو تكتيك عسكرى, وإذا تم تنظيف المضيق من الألغام يمكن للمدفعية الإيرانية ضرب السفن بسهولة, وإذا كان غلق المضيق سهل, فإن تنظيفه سهل أيضا رغم إنه قد يحتاج إلى بعض الوقت.
ما هو الهدف الإيرانى من التهديد بغلق المضيق؟
ايران تريد إثبات قوتها, و سوف تكمل برنامجها النووى مهما كلفها الأمر وإنها سوف ترد بقوة على أى دولة تهخددها أو توقف برنامجها النووى.
ما هو تأثير غلق المضيق على دول الخليج؟
إذا ما أغلق المضيق فإن صادرات الدول الخليجية سوف تتأثر, ولهذا فإن تلك الدول سوف تأخذ جانب الغرب وتمنع إيران من غلق المضيق, فهناك تلاقى فى الفكر والمبدأ فيما يخص تلك القضية بين الغرب ودول الخليج التى تدافع عن مصالحها الاقتصادية وأمنها القومى.
أمريكا انسحبت من العراق وتركته نهبا للميلشيات وايران, كيف ترى مستقبل العراق؟
المليشيات فى العراق مخيفة ولا أحد يهتم بمصلحة العراق والتفجيرات تسود المدن العراقية, وتحصد أرواح الآلاف من العراقيين يوميا, ومن يفعل ذلك لا يهمه مصلحة العراق.
هل تعتقد أن الوضع الأمنى فى العراق قد يمنع عقد القمة العربية أو تأجيلها؟
رغم تلك الأحداث سوف تعقد القمة فى بغداد بدون تأخير وبدون نقاش, وقد افتتحت معظم الدول قنصليات فى العراق مؤخرا ومنها مصر.
لماذا تساعد بعض الدول العربية "الثورات" فى الدول العربية الأخرى, بينما ترفضها بعض الدول العربية الأخرى؟
لا يوجد اجماع عربى على قضية ما أو موقف ما, بل لا يوجد إجماع غربى على أى موضوع أو أى قضية فهناك اختلاف بين الدول بسبب المصالح وهذا شىء طبيعى فى السياسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق