الاثنين، أبريل 20، 2015

دعوة لخلع البنطلونات يوم 24 إبريل

هل تقتصر دعوة "خلع الحجاب" على المسلمات فقط أم تشمل "خادمات الأديرة"؟

دعوة لخلع البنطلونات يوم 24 إبريل

من أين جاء صاحب "الـ 99 بالمائة ممن يعملن بالدعارة محجبات" بهذه النسبة؟

مواجهة العنف والتطرف وحرية المرأة لا ترتبط بحجابها وملابسها  

كتب محمود خليل:
فكرت كيف يكون الرد عمليا على هذه الدعوة المتخلفة, وأن يكون الرد بنفس المنطق, دعوة مقابلها دعوة, لكن هل من دعا أو يؤيد دعوة خلع الحجاب سيرفض دعوة خلع البنطلون؟
الحقيقة أننى لم أتوقع هذا الرد العنيف من جانب دعاة خلع الحجاب ومن يؤيدها, ويدافع عنها, ولا أدري ما السبب؟,  أليس كله خلع!!, وما الفرق بين الدعوتين؟, هذا خلع من فوق والثانية خلع من تحت!, لكن فى النهاية كلها دعوة للخلع ولن تفرق كتيرا فى النهاية لمن يريد تعرية جسد المرأة, ثم أن تلك الدعوة تطبيقا للغرب العلمانى الذى ينقلون عنه ومنه, فلماذا يغضبون من "خلع البنطلون" والغربيون "خلعوه من قبل, ويخلعونه كل عام؟!.
إن دعوة خلع الحجاب أراها دعوة متخلفة, حتى بقدمها, فقد تم الدعوة إلى خلع الحجاب منذ القرن السابع عشر على يد مستعربين ومستشرقين, ووجدوا ضالتهم فى بعض من صدق أن خلع الحجاب يعنى تقدم المرأة وبالتالى تقدم الوطن, واستمرت الدعوات تتوالى وتتلاحق منذ الاحتلال الفرنسي لمصر مرورا بالاحتلال البريطانى, وصولا إلى العصر الحديث, فالعصر الحالى الذي نعيشه.
نحن لسنا ضد من يخلع الحجاب, ولا ضد من يرتدى الفيزون والمكشوف, أو حتى البكينى, فكل إمرىء بما يفعل رهين وسيحاسب عليه, فلست مطالبا بفرض الحجاب أو خلعه, ولست مطالبا بفرض زى معين على المرأة, فكل فتاة وكل سيدة لديها ولى أمرها, وعقلها, ومن حقها أن ترتدى ما تشاء, ولكن المطالب به توعية الفتيات والسيدات بأحكام الإسلام بخصوص سترة المرأة وإحتشامها, ولها بعد ذلك أن تختار ما تشاء, الحجاب, الحشمة, أو التعري, هكذا تعلمت من إسلامى, الدعوة إلى الحق بالحسنى, ولا شأن لى بعد ذلك هل أخذ من قرأ بدعوتى أم لا؟, فعلى البلاغ وليس على إدراك النتيجة فهى لله تعالى.
من هذا الفهم لإسلامى أرفض فرض الحجاب على المرأة بالقوة, مثلما أرفض أن تخلعه بالقوة, فهذا تطرف وهذا تطرف, وفى النهاية فالمرأة إنسان له عقل يفكر به وتختار, ولا يوجد إنسان وصيا عليها سوى أبيها وزوحها, ودون إجبار أيضا, فليس من حق الأب أو الزوج مثلا أن يجبر بناته أو زوجته على إرتداء أو خلع الحجاب بالقوة, ولكن له النصيحة بالحسنى وتبيان فوائد وخطورة الأمرين.
من هذا المنطلق تعجبت من دعوة البعض إلى "خلع المجبات", ولأن –حسب قوله-  أن 99 بالمائة ممن يعملن فى الدعارة محجبات؟!!..
والسؤال الذى نود أن يجيبنا عليه, هل هذه النسبة بناء على دراسة؟, أم مجرد اجتهاد شخصي؟, أم مجرد تهويل لتقليب الناس على الحجاب, وتخويف للمحجبات حتى يخلعن حجابهن إتقاء نظرة الآخرين أو إتهامهم لها بأنه من بين الـ 99 بالمائة اللاتى يعملن بالدعارة,  ولهذا فإنه يجب محاسبة قائل هذه النسبة قانونا, وعليه أن يأتى بمصدرها.
أما إذا كانت هذه النسبة صحيحة –ولها مصدر وإحصائية من جهة معتمدة وبناء على بحث ودراسة جادة- فكيف يتم مواجهة هؤلاء؟, هل خلعهن للحجاب سوف يمنعهن من الدعارة؟, أم إنه يخاف على الحجاب لأنه يتلوث بسلوك هؤلاء؟, ومنذ متى كان الإسلام يضار بتصرفات من ينتمون إليه؟, فالإسلام حجة على المسلمين وغير المسلمين وليس المسلم حجة على الإسلام.
نطرح سؤالا آخرا, ما مسئولية الكاتب أو الإعلامى أو من يتصدى للشأن العام فى قضية مثل تلك القضية؟.
من ناحيتى كرجل مسلم, وكاتب, وصحفى, إذا تصديت لمشكلة مثل هذه سوف أطالب الحكومة بتوفير عمل لهؤلاء ينتشلهن مما هن فيه, وحل مشاكلهن الاقتصادية, وتوفير عالم دين وطبيب ومتخصصين اجتماع وعلم نفس لإعادة تقويم سلوكهن, وتبصيرهن بحرمة الدعارة وضررها عليهن, والقيام بحملة للتوعية بخطورة الدعارة أو الجنس غير المشروع, والتوعية بأن يكون سلوك من تضع الحجاب على رأسها متفقا مع تعاليم الإسلام.
أما من يحصر المشكلة فى الحجاب وإنه إذا خلعت النساء الحجاب فسوف يتبن إلى الله تعالى ويندمن على ما فعلن فهذه دعوة شيطانية ودس للسم فى العسل, وبداية لمطالبة السارقين بترك الصلاة, والكذاب للصوم, والمختلس للحج, وبعدها يطالبون بتحريم الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ومن ثم يطالبون بعدم قراءة القرآن الكريم, وفى مرحلة متقدمة بترك الإسلام, هذا ما تعلمته من دروس التاريخ, ومن تلك الحركات والدعوات التكفيرية التى تتخفى خلف رداء العلمانية والتنوير, وهى فى حقيقتها دعوات إلحادية متكررة عبر القرون قام بها كثيرون على مر التاريخ وتم كشفهم, لكنهم لا يقرأون التاريخ ولا يفهمون عقيدة الإسلام, والواضح أن إغراء العري والأجساد المكشوفة تغري كثيرين بأفكار غير منطقية بل دعوات متخلفة.
وبناء عليه أطالب كل من يحضر "حفل خلع الحجاب فى التحرير", بالتوجه فورا إلى ميدان الجيزة يوم 24 إبريل لحضور اليوم المصري لـ "خلع البنطلونات", وهى دعوة للرجال والنساء والفتيات وأسر وأقرباء الداعين لخلع الحجاب ومن يؤيدهم, وعقب نجاح هذا اليوم سيتم تنظيم يوم لخلع البلوزات, القمصان, الجاكتات, ونتمنى –بالطبع- نجاح هذين اليومين لتنظيم المهرجان الكبير لـ "خلع الملابس الخارجية والحياة بالملابس الداخلية", وهذه الدعوة هدفها إنسانى بحت, فهى لتحرير الإنسان من ملابسه التى تقيد حريته, وتعوق حركته الحياتية وتقدمه وتحضره, والعودة إلى الطبيعة, كما أطالب المحجبات, المحتشمات, المؤدبات, ذوات الأخلاق, وذوات الحياء, أن لا يمررن عبر الميدان فى هذا اليوم منعا لخدش حيائهن.
الغريب أن من يدعون إلى خلع الحجاب يدعون أنهم علمانيون, رغم أن العلمانية لها تفسيران, الأول بالفتح مشتقة من لفظة "العالم", والثاني بالكسر مشتق من "العلم" وكلاهما تفسير صحيح أو ترجمة صحيحة لأن العربية ذات مترادفات كثيرة, بينما الإنجليزية نادرة المترادفات, ولذلك ظن البعض أن العلمانية تعنى الأخذ بالفكر العالمى, الاهتمام بالعالم, الأخذ بما يأخذ به العالم, توحيد العالم كقرية صغيرة دون تمييز لأى من مكونات الشخصيات الوطنية والقومية للشعوب, أى النظام العالمى الجديد الذى تسيطر عليه قوة واحدة "أمريكا", أى الصهيونية الماسونية, أى الدجال.
أما التفسير الثاني وهو ما يركز عليه بعض المصريين ويدعو إليها فهى ربط كل شىء بالعلم, وفصل الدين عن الدولة, أى عن حياة الناس, والتفسيران مضران بمصر كدولة ووطن له حضارته وشخصيته منذ فجر التاريخ, كما إنه لا يمكن فصل الدين عن مكونات الشخصية المصرية, خاصة المسلمة, ومن ناحية فالعمل بالعلم يجب أن يكون لخدمة المجتمع, لكنهم أخذوا النصف الثانى فقط, ويرديون تطبيقه, وهو فصل الدين عن الدولة, على اعتبار أن أوروبا فصلت الدولة عن الكنيسة, ولا يعلمون أن الإسلام يختلف عن المسيحية لأن الإسلام هو الحياة, فالإسلام يكمن فى ضمير وعقل ومكونات شخصية ومعاملات المسلم, وفى كل تصرفاته, ولا يعلمون أيضا أنه لا يمكن فصل الإسلام عن حياة المسلم, لأن الإسلام متغلغل فى كل تفاصيل حياة المسلم وخلاياه.
إن ظن العلمانيين أنهم بمجرد أن يكونوا كذلك أصبحوا متقدمين, أوروبيين, متحضرين, ومتمدينين تفكير خاطىء وفهم معوج لمفهوم العلمانية, لأن الإنسان بلا دين, إنسان بلا ضمير, كالزرع بلا ماء, كالطير بلا أجنحة , كالآلة بلا مصدر للطاقة تحركها.
أما السؤال الأهم الذى نطرحه والذي لم يفكر أحد فيه ليعرف الإجابة؟, فهو من يصنع التطرف الدينى والعنف و... الدواعش؟
أما الأجابة فهى من التاريخ, فهل يتذكر أحد رواية "أعشاب البحر" التى نشرتها وزارة الثقافة, وكيف استقبلتها جريدة الشعب الشعب الإخوانجية, وكيف أشعلت "ثورة" شباب الأزهر ضد الوزارة والحكومة وقتها, والمظاهرات التى اندلعت داخل الجامعة والشوارع المحيطة بها؟.
هل يتذكر أحد سلسلة توفيق الحكيم التى كتبها فى الأهرام وكتب فيها رسائل إلى الله وكيف استغلها المتأسلمون لإشعال الشارع المصري, وتكفير الحكيم, وكيف تترك الحكومة هذا التكفيري يكتب فى أهم صحيفة مصرية؟.
هل يتذكر أحد رواية نجيب محفوظ "أولاد حارتنا" وكيف استغلها المتأسلمون الإخوانجية لتأليب الرأى العام ضده وتكفيره, وخروج احد الجهلة ليطعنه بسكين فى رقبته طلبا لرأسه بناء على فتوى أحد المستيشخين.
هل يتذكر أحد من خرج يكفر فاروق حسنى بسبب لوحاته, ومن أشار إلى تلك اللوحات.
هل يتذكر أحد شخص يدعى صلاح الدين محسن كتب عدة كتب إلحادية كانت سببا فى محاكمته وسجنه, وبعدها هرب إلى كندا ليعلن إلحاده ويهاجم الإسلام؟.
إن كثيرا ممن كتب كتبا إلحادية أو أطلق صيحات ودعوات تنال من الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم, كان يعقبها دائما دعوات تكفير ومظاهرات من جانب المتأسلمين الذين يغذون الرأى العام بافكارهم المتطرفة, إذن فنحن أمام اتجاهين كل منهما يغذى الآخر, اتجاه علمانى إلحادى يريد تشويه الإسلام وكل ما ومن ينتمى إليه فيلتقط الدعوة طرف متأسلم يميني يغذى الفكر التكفيرى الداعشي, وكلما هدأ الشارع المصري خرج أحد الملحدين والمتطرفين من العلمانين بكتاب, رأى, فكرة, أو دعوة ليثير الشارع مرة أخرى.
تذكروا كل الدعوات الإلحادية التى تهاجم الإسلام ستجدونها سببا فيما تمر به مصر من أعمال عنف.
الطرفان متطرفان, داعشيان, لا يريدان الخير لمصر ولا المصريين, وكلاهما يجب القضاء عليه  لتعود مصر إلى الوسطية والاعتدال المعروفة بهما.
عودة مصر إلى زمن السلم والأمن والأمان مرهون بمواجهة الطرفين مواجهة حازمة قوية حاسمة.
إن الدعوة إلى خلع الحجاب دعوة ماكرة متخلفة هدفها إثارة الشارع المصري بعد هدوء, ونقول لمن أطلقوها أن الحجاب لم يكن يوما من الأيام عائقا أمام المرأة, للعلم, للعمل, لترقى اعلى المناصب, وبالتالى فمن يطلق تلك الدعوات وما شابهها مما يظن أنها تنال من الإسلام ورموزه يحتاجون إلى رفع الحجاب عن عقولهم أولا.
إن حرية المرأة لا ترتبط بحجابها ولا ملابسها, ومواجهة العنف والتطرف غير مرتبط بحجاب وملبس المرأة, فلا أحد اعترض على من يرتدين ملابس مكشوفة وفيزون وبكينى, فلماذا يعترضون على الحجاب؟, وهل الدعوة تشمل خادمات الأديرة المسيحية ممن يرتدين الحجاب؟, وهل يستطيع من أطلق الدعوة للمسلمات أن يطالب بها خادمات الأديرة؟.
أخيرا فلا ولاية على المرأة من أى نوع من أى شخص أو جماعة, متأسلمة كانت أو من تدعى أنها علمانية.
دعوا المرأة فى حالها وكفى وصاية عليها. مرة من اليمين ومرة من اليسار.
اتركوا المرأة وشأنها, وكل من يريد خلع الحجاب يطبقه على أهل بيته, ومن يريد ارتداء الحجاب يطبقه على أهل بيته.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق