رسالة من القلب أتمنى أن تصل إلى القلب
عزيزى الرئيس.. أخلع نظارتك السوداء
الشعب يريد من يجفف دموعه وليس من يبكى عليه
الشعب يريد من يجفف دموعه وليس من يبكى عليه
كتب محمود خليل:
السيد الرئيس
لقد أستمعت إلى كلماتك التى تقول فيها أنك منا, أخ لنا, وهى كلمات مريحة,
أتمنى أن تكون صادقة حتى يمكنك أن "تتحمل" كلماتى إليك, ويتحملها من
يؤيدك, وأنا منهم..
لقد انتخبت بأغلبية كبيرة رئيسا للبلاد, ومن هذا المنطلق عليك أن تتحمل كل
مآسى البلد ولا تمل من مشاكلها طالما رضيت المسئولية, وتحملتها, وقد سبق وحذرناك
منها, وأخبرناك أن المصريين لن يقفوا معك, ولن يتحملوا العمل الجاد والمضنى, إلا
فى حالات بسيطة, وبشروط معينة.
ودعنى أكون صريح معك إلى ابعد الحدود, فلقد اعتدت مخاطبة من سبقوك على
الكرسي بنفس الصراحة التى تنم عن عشقى لمصر, خوفى على مستقبلها, مستقبل أبنائى وأحفادى,
وكانت مقالاتى المعارضة والناقدة لمن سبقوك صادرة من معارضة حقيقية صادقة, تستهدف
المصلحة العامة, التى كرست من أجلها قلمى, وهذا لا يعنى عدائي لشخصك أو شخص من
سبقوك, لكننى باعتبارى صاحب قلم, أكتب ما يمليه علي ضميرى, ومهنيتى البعيدة كل
البعد عن الممالأة أو الخصومة أو المعارضة لغرض ما, فلقد سخرت قلمى دوما وأبدا
للدفاع عن مصر ومصالحها, ولهذا كانت الإستجابة ممن سبقوك لكل ما طرحت من قضايا
ومخالفات والتحقيق فيها.
هذا أولا..



إن المصريين فى حاجة إلى فهم ما جرى فى تلك النكسة السوداء التى جرت على
مصر مشاكل كثيرة على المستويات كافة, اقتصادية وسياسية وتعليمية وأخلاقية وأمنية, فكيف
اقتحم ارهابيو غزة من حماس وحزب الله اللبنانى سيناء وعبروا نفق الشهيد أحمد حمدى
ووصلوا إلى القاهرة واقتحموا السجون وقتلوا من قتلوا واستولوا على الأسلحة وفكوا
قيود أسراهم, وعادوا من نفس الطريق, وقتلوا أكثر من 800 ضابط وجندى مصري فى
طريقهم, ودون أن تعترضهم طائرة أو دبابة؟!.
يريد المصريون الكشف عن كل من تورط فى وكسة يناير وحصل على تمويل أجنبي
لتخريب مصر ولماذا لم يتم فتح التحقيقات حتى اليوم فى القضية 250 أمن دولة, ولماذا
تم الإفراج عن بعض العناصر التخريبية رغم أنهم خرجوا يسبوك شخصيا ويسبون الجيش
ويتوعدون بالانتقام, ولماذا لم يتم القبض على العناصر الممولة من الخارج والتى سبت
المجلس العسكرى وعلى الهواء مباشرة, ومازالت تسبه على صفحاتها على موقع الفيس بوك
وتويتر, ودون أن بتخذ ضدها أى إجراء؟!.

يتساءل المصريون أيضا بعد إعتراف مصطفى
بكرى إنه خطط للانقلاب على مبارك وإسقاط نظامه, لماذا لم يتم التحقيق معه ليعرف
الشعب كيف خطط للانقلاب على السلطة الشرعية للبلاد وعرض أمن البلاد للخطر والحرب
الهلية بل والاحتلال من جانب الأعداء, ومن هؤلاء الذين خطط معهم, وطالما إعترف أن
مبارك رئيس وطنى وحافظ على أمن مصر, فلماذا خطط الانقلاب عليه وإسقاطه, ولماذا قدم
ضده بلاغات للنائب العام حبس بسببها أحد ابطال مصر الشرفاء الذى أعاد بناء مصر على
مدى ثلاثين عاما, بينما أعاد القوات الجوية من الصفر بعد هزيمة 67, وتمكن من تحقيق
أغلى وأهم انتصار على قوات الصهاينة مع باقى أفرع القوات المسلحة فى عام 73,
ولماذا لم يتم التحقيق معه عن ما ذكره من أن الدبابات خرجت من المعسكرات تهتف ومكتوب
عليها "يسقط مبارك", ألا يعد ذلك إشارة إلى أن ما حدث فى يناير كان
انقلابا؟!.


االسيد الرئيس
لقد كررت كثيرا عبارة إعلام عبد الناصر وإعلام الستينيات, وأنك تريد هذا
الإعلام!!.. والعجيب أن تتمنى عودة إعلام كان سببا فى تغييب وعى المصريين عن عمد,
وتأليه الحاكم حتى وصل الأمر بالشعب ان قدسوه وكانت أجهزة الأمن وقتها تترك من يسب
الله –حاشا لله – وتقبض على من يسب أو شتم أو ينتقد ناصر, بل كان هذا الإعلام سببا
فى هزيمة يونيو والصمت على كثير من إنتهاكات أجهزة الأمن, والتى أنتجت شعبا خائفا,
خانعا, وشرطة متجبرة, وظهرت نتيجة هذه الحقبة فى العداء الشعبي ضد الشرطة حتى وإن
كان مستهجنا من معظم أفراد الشعب, حتى وإن كان مفتعلا من جانب الخونة والطابور
الخامس.
لقد خرج ياسر رزق يقول وعلى لسانك أنك ترتدى النظارة السوداء لأنك تبكى على
حال الفقراء, وللأسف لم تكذب الرئاسة هذه الأقوال, مما يعنى أنك قلت ذلك, ولما كان
ذلك كذلك فأننى والشعب المصرى نطالبك بخلع النظارة السوداء, حتى ترى أحوال الشعب
المتدهورة, وتحاول إصلاحها, وانتشاله من الفقر وحياة "العدم" التى
يعيشها, ومما يقاسيه بسبب الغلاء والفساد الذى ازداد ويضرب كل جوانب الحياة فى
مصر, ولا أريدك ان تبكى على حال الشعب الذى يبكى على حاله وعلى مصر قبل وكسة يناير
وعلى رئيس أهانه ولم يعرف "قيمته" إلا بعد أن ذاق مرارة العيش بعده.

إن المعركة ليست سهلة أيها الرئيس
والسلطة والحكم ليس أمرا سهلا عزيزى الرئيس
إن اهتمامك بتسليح الجيش المصري وهو أمر فى غاية الأهمية لا يجب أن ينسيك
أن تلك الأسلحة لا يمكن أن يتعامل معها المصري ولا يحافظ عليها وعلى الطرق
والمصانع والمنشآت الأخرى إلا بتربية الإنسان, وإعادة بناء الإنسان المصري, بل لا
أبالغ إن قلت إنه يجب تربية المصريين من جديد, لحثهم على العمل وحب الوطن
والإنتماء والحفاظ على كل حبة رمل من تراب الوطن, ولا أخفيك سرا ان المصريين حاليا
عادوا إلى سيرتهم الأولى من المقاومة السلبية للحكومة وعدم اللامبالاة, واستباحة
الرشوة والفساد والسرقة لأنهم لم يشعروا أن ما يطلق عليها "ثورة" يناير,
والتخلص من حكم مبارك, عاد عليهم بفائدة, بل العكس هو الصحيح, فقد تدهورت حياتهم
أكثر, ويعانون أكثر, من الغلاء والفساد والرشاوى, ولهذا فكل ما تفعله من بناء
مؤسسات او طرق ومصانع وغيرها لن يكون سوى حرث فى البحر طالما لم يتم القضاء على
الفساد والرشوة, وما لم يتم إصلاح منظومة التعليم, حتى منظومة الخبز التى تفاءل
بها المصريون, انهارت بسبب جشع أصحاب المخابز وعدم وجود رقابة فعالة على الأفران,
وصار الرغيف أسوأ مما كان عليه قبل تطبيق المنظومة.

السيد الرئيس

إن الشعي يا سيدى يريد من يجفف دموعه وليس من يبكى عليه..
السيد الرئيس
الشعب لا يريد ولا يطيق إعلام الستينيات ولا يريد العودة إلى سنوات
استينيات, فاحذر من المنافقين والطبالين وكذابى الزفة من الإعلاميين الذين كشفتهم
الأيام وعرتهم أمام الشعب, وبالتالى لفظهم, فلا تعطى الفرصة لظهور هيكل جديد,
يضيعك ويضيع مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق