محذرا المصريين: من ينتظر إصلاحات من الإخوان.. واهم ولن يستمروا فى الحكم
مسعد أبو فجر الناشط السيناوي: الإخوان
نظام يميني ديني فاشي متطرف وفوضوي وهزيل جدا لدرجة تثير الشفقة
- الإخوان يحتاجون خمسين
مليار دولار وكاريزما وتحكم كامل في منظومة المعلومات ومنظومة قمعية
جبارة حتي يستمروا في الحكم وكلها
أسباب غير متوفرة
- وجود الإخوان في السلطة خطر كبير
علي مصر نتيجته فوضي اجتماعية في الداخل و"انبطاح" أمام الدول الخارجية
خاصة أمريكا
- الإخوان يهيئون الرأي العام المصري لقبول الفلسطينيين في سيناء والتنفيذ
خلال عامين
- المنطقة الحرة علي الحدود خطر كبير يؤدي إلي توطين الفلسطينيين في سيناء
- مرسي يحاول
التمكن من دولة أصبحت "هشة" وسيغرقها
وستغرق به
- المجسات الأمريكية لمراقبة تحركات الجيش والحدود وصلت إلي قاعدة
"الجورة" العسكرية
- التحالف المصري القطري التركي محاولات فاشلة لملأ فراغ الدور المصري
- أزمات البوتاجاز وضرب خطوط الغاز والمظاهرات الفئوية وتهريب البنزين
والسولار والمواد التموينية يقف خلفها الإخوان
- الإخوان اتفقوا مع عنان ليكون رئيسا للجمهورية لكنهم "زحلقوه"
بعد أن وجدوا أنه ليس له قوة في الجيش
- إذا استخدم الإخوان السلاح فسوف يستخدم الشعب السلاح في مواجهتهم
- الإخوان لا يخشون علي سيناء مثل المصريين والشاطر يستولي على المنطقة من
طابا حتي نويبع
- الإخوان "تجار خردة" يعتمدون على مبدأ "بيع واشتري"
فيدمرون المصانع والسياحة ومرافق الدولة حتي يشترونها
- على الشعب أن يخلق آليات جديدة ومبتكرة تحد من تزوير الإخوان للانتخابات
- إذا ألغيت اتفاقية "كامب ديفيد" فسوف يتعين علي الجيش توفير 250 ألف جندى فى سيناء لحمايتها
- حماس تطمع فى سيناء وتسعى إلى تكوين دولة تمتد حتى
وادى العريش طمعا في حقول الغاز لتكون أغنى من قطر
- خيرت الشاطر
يريد بناء جيشا موازيا للجيش المصري في سيناء مكونا من عناصر
القاعدة وحماس وميليشيات الإخوان والجهاد
كتب محمود خليل:
مسعد سليمان حسن,
الشهير بـ "مسعد أبو فجر"، روائي سيناوي, ناشط سياسي في حركة "ودنا
نعيش" المعنية بهموم ومشاكل السيناويين، ولد لأسرة بدوية في سيناء, تخرج من
كلية الآداب جامعة القاهرة, يهوي القراءة والكتابة وسماع الموسيقى ومشاهدة الأفلام
الوثائقية، ويكتب القصة والرواية والمقال, شارك في النضال من أجل حقوق أهل سيناء
السياسية والاجتماعية, ألقي القبض عليه في 26 ديسمبر 2007، بتهمة "إثارة
الشغب وإهدار المال العام", وقضت محكمة العريش الجزئية بإطلاق سراحه بعد
معركة سياسية طويلة، خاضتها القوى المدنية والحقوقية المحلية والعالمية، أجبرت الحكومة
على اتخاذ قرار الإفراج عنه يوم 13يوليو2010، بعد قضاء ثلاثين شهرا و18 يوما في
المعتقل.
تعلم كبدوي أن
الحياة لها سياق تمشي فيه, ودوره هو إدراك هذا السياق. ولكن بحس أبناء المدينة،
يطالب بالتغيير في مصر، لكنه التغيير الذي يؤدي إلي وطن ديمقراطي وحديث، علي أسس
التقدم والسلام والعدالة والحرية, لتكون نموذجا تحتذي به الدول المجاورة.
التقينا أبو فجر في حوار حول مشاكل سيناء وأهلها, وما يقع على
أرضها من أحداث, وتأثير الدستور وقرار الفريق أول عبد الفتاح السيسي بشأن تملك
أراضي سيناء, وحقيقة وجود أجهزة انذار أمريكية فى سيناء, وشراء الفلسطينيين لأراضي
سيناء, ورؤيته ليوم 25 يناير القادم, ورأيه فى حكم الإخوان لمصر, ويفتح النار
عليهم بسبب علاقتهم بحماس والولايات المتحدة.
- كيف تري حملة
الجيش وعملية
"نسر" في سيناء؟
** دخول الجيش فى
صراع مع الجماعات الارهابية كان أكبر خطيئة، فالجيش تقريباً بدا كأنه هزم، وهذا
أمر فى منتهى الخطورة. مسألة سقوط سيناء في حجر
المقاتلين "الجوالين"، ذوي العمائم والرايات السوداء، مسألة وقت، يحسب
بالأيام وليس بالشهور. علي مرسي أن يجيبني كمواطن، لماذا أدخل الجيوش إلى سيناء
ولماذا سحبها؟، وماذا فعلت الجيوش بالضبط منذ دخولها وحتي انسحابها؟. الجيش كان يحارب "كثبانا
رملية", ويعد الجيش من بقايا الدولة المصرية الذي تستطيع القبائل معه حماية
سيناء, والعكس –كما يريد الإخوان- يكون هزيمة. وقد انسحب الجيش بسبب الاتفاقيات مع
إسرائيل.
- ما رأيك في سحب القوات من مواجهة الجماعات الارهابية؟
** ينصب قرار عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع علي تأمين خط الحدود بعمق خمسة كيلومترات, وأري
أن القرار يأتي في إطار المماحكات بين الحليفين "الإخوان والجيش", فما
حدث في مصر يعد تقسيما للتورتة فقد حصل الإخوان علي السلطة, بينما حصل الجيش -بعد
أن سلم الوطن للإخوان- علي وضع خاص في الدستور, وأري أن الجيش ليس حريصا على الأرض
لأنه لم يحرص على ثورة المصريين. لقد ظهر الشاطر علي خريطة سيناء لاقتناص ثروات
ومشروعات موجودة علي أرض الواقع قيمتها اكثر من 200 مليار دولار, والجيش لن يتركه
يحصل عليها, لهذا كان قرار وزير الدفاع.
- تعني أن القرار لا قيمة له؟
** القرار لا قيمة فى إطار الاتفاق الذي تم بين الإخوان وأمريكا وإسرائيل
وحماس, وقد تأكد ذلك بعد وصول المجسات الأمريكية "الأف – أم - أو",
لمراقبة تحركات الجيش والحدود إلي قاعدة الجورة العسكرية.
جيش موازي
- هل القاعدة
موجودة في سيناء؟
** نعم, موجودة فى
سيناء, إنها أداة فى يد حماس والإخوان وأجهزة المخابرات في الخارج, أتصور أن
وجودها يخدم الإخوان لأن خيرت الشاطر أو تيار داخل الجماعة -وفقا للمخطط الإخوانى- يريد بناء جيشا موازيا للجيش
المصري, والإخوان لا يهمهم تنمية سيناء بقدر أن تكون قاعدة من المقاتلين لهم تساعدهم فى بناء دولتهم بعد هدم الدولة
المصرية بمؤسساتها.
- هل تعتقد أنهم
سوف ينجحون في ذلك؟
** هم يعتقدون أنهم
يبنون دولة, ولكن ما يفعلونه بعيد كل البعد عن مفهوم الدولة, إنه شيئ آخر.
- هل يستطيع الإخوان حل مشاكل السيناويين؟
**
لا أعتقد لأنهم لا يفكرون سوي في التمكين لحكمهم ويتشبثون بالسلطة, فهو يقيل مسئولا ويضع مكانه إخوانياً،
دون أن
يكون لديه مؤهلات تؤهله لمنصبه, هذه هى المشكلة، مشكلة الإخوان أنهم يرون
أنفسهم أكثر طهارة من غيرهم، وهذا غير صحيح.
- كيف تري
الحل إذن؟
** لقد بدأ المسئولون
بالحل الأمنى, وهو ما يشبه دخولهم حقلا للكثبان الرملية، وكان بدلا من ذلك التواصل
مع السيناويين وتلبية حاجاتهم الأساسية لأن المواطن السيناوى بالنسبة إليهم خارج
المعادلة.
- هل تري أن حماس تطمع في سيناء؟
** هناك
كثيرون يطمعون فى سيناء، التي صارت ملعبا للعديد من الدول وأجهزة المخابرات, وتمثل
حماس أحد اللاعبين فى سيناء، وتسعى إلى تكوين دولة تمتد حتى وادى العريش، طمعا في
حقول الغاز الموجودة في المنطقة والتي تحولها إلي دولة أغني من قطر.
- هل تم بيع أراضي
من سيناء لفلسطينيين؟
** نعم, تم بيع أراضى من سيناء لفلسطينيين.
- هل توافق
وأهالي سيناء علي ذلك؟
** لم يحدث
منذ بدأت القضية الفلسطينية أن خرج فلسطيني من غزة
ووصل رفح وعاد مرة أخري, نحن ضد ذلك لأننا ندعو الفلسطينيين للثبات علي أراضيهم
للحفاظ عليه, ونحن لسنا ضد وجود الفلسطينيين أو أى عربي علي أرض مصر, لكن علي
الفلسطينيين الدفاع عن أراضيهم والتمسك بها.
- هل هذا البيع
ضمن بنود اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس؟
** إسرائيل تريد حل
قضية غزة وفق مصلحتها, وهى تبحث عن الخلاص منها بتوطين الفلسطينيين في سيناء وهو
مخطط سيتم تنفيذه خلال عامين سواء برضا المصريين او رغما عنهم, وهذا اتفاق بين
الإخوان وأمريكا وحماس وإسرائيل, ولذلك يقوم المركز الإعلامى الذى يترأسه خيرت
الشاطر بالتمهيد لهذا الأمر وتهيئة الرأى العام المصري له, ولاستقبال اللفسطينيين
في سيناء.
أطماع حماس
- هل إنشاء منطقة
حرة على الحدود يساهم في غلق الانفاق ويخفف من معاناة الفلسطينيين في غزة ويمنع طمع حماس في
سيناء؟
** أهالي سيناء
يوافقون علي إنشاء المنطقة الحرة التي يسعي الإخوان إليها ولكن داخل غزة وليس علي
الأرض المصرية, لأن إنشاء هذه المنطقة الحرة علي الحدود يعني بداية التوطين
الفلسطيني علي أرض سيناء ومن ثم ضياعها إلي الأبد, لذا نرفض أية مشروعات من تلك
النوعية, وعلي الإخوان تقديم المساعدات للفلسطينيين داخل أراضيهم وليس علي الأرض
المصرية.
- كيف تقيم سياسة
الإخوان في سيناء؟
** خيرت الشاطر يخطط
لمصالحه فقط كى يعمل أهالي سيناء فى مزارعه, ويستولي على
ثروات سيناء, مبارك نفسه لم يفكر فى ذلك.
نظام الإخوان
أشد انحطاطا من نظام مبارك.
- كيف تري حل مشكلة فلسطين التي صارت مشكلة قطاع غزة؟
** لابد من حل لمشكلة قطاع غزة, وهناك اقتراحات ثلاثة للحل, الأول بفتح غزة
على سيناء, وفتح الضفة على الأردن, وهذا الحل هو الذى يسعى إليه الغرب الذي لم يعد
يحتمل مشاكل إسرائيل ويريد إنهاء تلك المشكلة, أما الحل الثاني فهو ربط من هذه المشكلات وهناك ثلاثة حلول وسيتم تنفيذ
ذلك خلال خلال سنتين أو ثلاث من اليوم, بعد تمهيد وتهيئة الإخوان للشعب المصري
لقبول هذا الحل.
- ماذا عن الحلين الآخرين؟
** الحل الثاني هو ربط الضفة بغزة عن طريق كوبري, والثالث بربط غزة والضفة
عن طريق نفق, وهذين الحلين لن توافق عليها إسرائيل لأنها تسمح للفلسطينيين بالعبور
خلالها "أراضيها".
- لكن هناك حل رابع طرح في إسرائيل ورفضه الرئيس مبارك؟
** نعم, لقد صرح رابين أنه يود لو استيقظ صباحا ولم يجدها علي الخريطة, ثم طرح
في التسعينيات, حلا بأن تتولي مصر مسئولية قطاع غزة, بينما يتولي الأردن مسئولية
الضفة الغربية, وهذا الحل أصبح على الأبواب, خاصة بالنسبة لقطاع غزة, فسوف يفتح
القطاع علي سيناء ويصل إلي العريش. وقد ذكر صحفي إسرائيلي مؤخرا بذلك فبعد أن
كانوا يطالبون بحل مشكلة الفلسطينيين علي حساب سيناء, صاروا يطالبون بإلحاق غزة
بمصر.
- لكن هذا الحل يعد تهديدا للأمن القومي المصري؟
** المصريون يرون هذا تهديدا بالفعل للأمن القومي المصري, لكن الإخوان لا
ينظرون إلي الأمر كذلك, ولايفكرون كما يفكر المصريون, ولا يخشون علي سيناء خشية
المصريين وأهلها عليها, كما أن الأمريكين والإسرائيليين يتفقون مع الإخوان في
نظرتهم إلي الأمن القومي المصري, ولا يرون تهديدا له في حال توسعة قطاع غزة علي
حساب أرض سيناء. ولايرون الصراع مع إسرائيل كما نراه, ويكفي أنهم طالبوا بعودة
اليهود إلي مصر.
- أين أهل سيناء من كل تلك المخططات؟
** أهل سيناء أضعف أطراف المعادلة فالإخوان والجيش من العناصر الفاعلة علي
الأرض فى مصر عامة وسيناء خاصة, فسيناء وحدها لا يمكن أن تمنع بناء طوبة على
أراضيهم, لذا يجب تقوية عناصر أخرى ودعم أهل سيناء بقوة الشعب المصري, فأهل سيناء
مدعومين بالشعب المصري يمكنهم من الوقوف فى وجه كل مشروعات التخريب ومنعها, وينقذ
مصر جنوبا وشمالا وجنوبا وغربا.
الشعب المصري
- ما المطلوب من الشعب المصري تحديدا؟
**عليه أن يدخل فى المعادلة ودائرة القرار, وجوده فى الميادين والضغط على
الإخوان سوف يدخله دائرة القرار, وبالتالي علي الأحزاب ومنظمات المجمتع المدني
دعمه حتي يستطيع الصمود في وجه الإخوان, وساعتها سوف ينقذ مصر وأراضيها من
التغييرات الدراماتيكية المقبلة.
- هل تعتقد أن الشارع المصري يمكنه دخول المعادلة؟
** إذا رفض المصريون هذا الحل ووقفوا بقوة ضده, وتمكنوا من تكوين معارضة
قوية داخل مجلس الشعب القادم وان يحصلوا علي أكثر من أربعين بالمائة من كراسي مجلس
الشعب, فسوف يشكلون قوة ضغط لا يستهان بها في مواجهة الإخوان, مما يشكل عقبة تمنع
تحميل غزة على مصر وفقا لتفكير وفلسفة الإخوان. مطلوب النضال في الميادين ضد
الدولة العميقة, والانتصار في الانتخابات. المطلوب من الشعب أن يحارب الموت.
- لكن الإخوان يهددون باستخدام السلاح ضد المصريين؟
** إذا استخدم الإخوان السلاح فسوف يستخدم الشعب السلاح, وسوف ينتصر الشعب
على النيار اليمني الفاشى المتطرف. التيار الفاشى اليمني في كل دول العالم يحصل
على 30 بالمائة من صنع القرار وفي الانتخابات, ويجب علي المصريين أن لا يسمحوا
لهذا التيار الحصول علي أكثر من تلك النسبة لأنه سيكون خطرا علي مصر حصوله علي
أكثر من تلك النسبة.
- لكنهم يستخدمون التزوير للاستحواذ علي القرار من خلال صناديق الانتخابات؟
** على الشعب أن يخلق آليات جديدة ومبتكرة تحد من التزوير إن لم تمنعه
نهائيا.
- كم من الوقت تراه حتي يصل الشعب إلي مبتغاه؟
** قريبا جدا, فهناك مجهودات كبيرة علي الأرض تبذل ليكون للشعب صوتا داخل
دوائر صنع القرار, وأعتقد أنه خلال خمس سنوات سوف يحصل الشعب على حقه فى صنع
القرار, لكن السؤال خلال تلك الفترة ما الأخطار التي سوف تتعرض له مصر علي يد
الإخوان؟.
مبارك وبشار
- هل تري أن الرئيس مبارك كان عليه أن يفعل ما فعله بشار أم أنه اتخذ
الموقف السليم؟
** مبارك لم يكن أمامه من خيارات سوف ما فعله. فكان يعتمد على الجيش
والشرطة والأمريكان والحزب الوطنى, والشرطة انكسرت يوم 28 يناير ولم تكن موقعة
الجمال هى ما كسرت الشرطة, وكانت موقعة الاتحادية نموذج بالكربون مما حدث يوم
موقعة الجمال, وفي اليوم التالي نجح الشعب فى إخراجهم واحتلال أماكنهم, ونالوا
منهم بأكثر مما نال الإخوان منهم.
- ما دور ميلشيات الإخوان في الفترة المقبلة من وجهة نظرك؟
** هذه الميليشيات لا يمكنها فعل
شيئ سوى ضرب شخص أو ناشط, أو القيام بتفجير هنا او هناك, أو القيام بعمليات نوعية,
أما أن تواجه الشعب المصري فلايمكنها ذلك, لأنها خارج قدراته, وأسلوبه وتدريباته
التي تعتمد علي الكر والفر.
- هل توافق
الإخوان علي مطالبهم بإلغاء
اتفاقية كامب ديفيد؟
** إذا ألغيت
الاتفاقية فسوف يتعين علي الجيش توفير 250 ألف جندى فى سيناء لحمايتها, بما يتطلبه
ذلك من توفير سبل الإعاشة الكاملة لهم في سيناء, فهل تتحمل ميزانية مصر تلك
النفقات؟, يجب تنمية سيناء حقيقة وتوفير مليارى دولار لأهل سيناء لإقامة مشروعات
لهم وهم قادرون علي حماية أراضيهم.
- هل تري أن
الإخوان سينجحون في تنفيذ مشروعهم؟
** الإخوان نظام يميني
ديني فاشي متطرف, وفوضوي هزيل جدا لدرجة تثير الشفقة, ومستحيل أن يستمر, ولا يمكن
أن يحكم مصر, ووجودهم في السلطة خطر كبير علي مصر لأنه سوف ينتج فوضي اجتماعية,
وكلما استمر أكثر ستكون فوضي أكبر, وما صرح به عصام العريان يدل على انبطاحهم أمام
الخارج, لأنهم لا يملكون أدوات الفاشية الألمانية والايطالية والإيرانية, فمصر
تعيش على موارد الخارج وليس مواردها الداخلية, وحاليا تعيش علي تحويلات المصريين
فى الخارج, كما أن اقتصادها مرتبط بالخارج, والقمح يأتي من الخارج, وبالتالي فلا
يمكن للإخوان بناء نظاما فاشيا كما يرغبون, وحتي يستمرون في الحكم فهم في حاجة إلي
أكثر من خمسين مليار دولار, ومصر لا يمكنها الحصول علي هذا المبلغ. إن مشروع شمولي للحكم -مثل مشروع الإخوان- حتي
ينجح يحتاج
إلي عناصر ثلاثة يفتقدها
الإخوان ولا يمكن تحقيقها في زماننا, وهي الكاريزما, التحكم الكامل في منظومة
المعلومات, ومنظومة قمعية جبارة.
- لكنهم
"يأخونون" كل شيئ
للسيطرة
علي الحكم؟
** الإخوان لن
يستمروا فى الحكم، بسبب مشروع التمكين الذى يقوده خيرت الشاطر، الذي يتعامل مع مصر كتاجر، والسياسة ليست تجارة خردة. أنهم يعتمدون على مبدأ "بيع واشتري",
دمر المصانع واشتريها, أوقف السياحة واشتري الفنادق, دمر السكة الحديد واشتريها,
ويريد شراء المنطقة من طابا حتي نويبع حسب ما يردده الإخوان, وقد اشتري مصانع في
سيناء. مأزق الإخوان هو الشاطر .كما أنهم غير قادرين على تقديم أنفسهم كحزب سياسي.
إسرائيل والإخوان
- ما دور إسرائيل في تمكين الإخوان؟
** لا يوجد نظام يخدم إسرائيل كما يخدمهم الإخوان في القاهرة, ونظام الأردن
ونظام الأسد, فهذا نظام ديني والثاني نظام طائفي, والآخر نظام فاشي, فالمطلوب
تحويل المنطقة إلي أثنيات طائفية ودينية حتي يمكن لإسرائيل أن تحكم المنطقة, وتقود
المنطقة, فقضية إسرائيل علي وشك التصفية, والدور المصري انتهي, ومن سيخلف مصر في
قيادة المنطقة ستكون إسرائيل.
- ما الحل لمنع هذا المخطط؟
** أن تكون مصر دولة مدنية ديمقراطية, تكون نموذجا لباقي دول المنطقة, لقد
قال بيريز فى الدار البيضاء "جربتوا مصر في قيادة المنطقة ثلاثين عاما, فلماذا
لا تجربوا قيادة إسرائيل للمنطقة؟", ولا يمكن لإسرائيل أن تقود المنطقة دون
تقسيمها إلي طوائف وعرقيات إثنية, بطبيعة تكوين إسرائيل. لهذا فالدولة المصرية
الديمقراطية المدنية هو الحل.
- لماذا لا يتم تدمير خطوط الغاز منذ تولي مرسي السلطة؟
** اتصور أن كل الحوادث منذ 11 فبراير وحتي اليوم من تدبير وصنع وتنفيذ
الإخوان, فقد أثاروا المشاكل ودبروا الحوادث لارهاق الجيش, فبعد خروج المشير اتضح
كم كان مرهقا وقد روي لي عزازى علي عزازي محافظ الشرقية السابق, كم أرهق الإخوان
المشير فكان يتصل بوزير التموين لإرسال حصص البوتاجاز إلي المحافظات فكان الإخوان
يعترضون طريق السيارات, ويستولون عليها, ويوزعونها بمعرفتهم أو يخزنوها بمعرفتهم
فلا تصل إلي المواطنين, وهو ما حدث مع المواد التموينية الأخري وكذلك البنزين والسولار,
فهم كانون يثيرون المشاكل ويفتعلون الأزمات لتشتيت المجلس العسكري وارهاقه, كما
كانوا يفتعلون الأزمات السياسية والأمنية والمظاهرات الفئوية لنفس السبب. لقد ارهقوا الدولة علي كل المستويات.
- كيف تري علاقة المجلس العسكري والإخوان؟
** لقد كان الفريق عنان جزءا من الصفقة مع الإخوان, وكان "يلعب"
ويعقد صفقات معهم من خلف ظهر طنطاوي, ولارهاق طنطاوي, وقد وعدوه بأن يأتوا به
رئيسا وتكون لهم رئاسة الوزراء لكنهم اكتشفوا أنه ليس له قوة داخل الجيش وغير
مقبول, فـ "زحلقوه". لكن الأكيد أن البلاء وما تعانيه مصر منذ يوم 28 يناير وحتي اليوم سببه الأساسي والرئيسي هم
جماعة الإخوان الفاشية اليمنية المتطرفة.
الإخوان والأمريكيين
- ما تقييمك للعلاقة بين الإخوان والأمريكيين؟
** أن يكون رئيس ونظام مفكره الاستراتيجى البلتاجي, الشاطر والعريان, وضع
يخرجني عن شعوري, فهم مجموعة من "العيال", لا ينفعون بـ
"بصلة", ولا يستطيعون إدارة محل بقالة فما بالنا بدولة في حجم مصر؟, وأنا
أسمعهم كلهم في الفضائيات وهم أناس في غاية "الرثاثة" علي المستوي
الفكري والسياسي, فهل يمكن أن يطلب مصريا من اليهود العودة إلي مصر؟, لقد كان
تصريحا "رث" يثير سخرية الجميع بما فيهم اليهود أنفسهم, وهو ما يجعلني أشبههم
بمن يطلب من شخص تلميع حذاءه مستخدما الصندوق الخشبي بينما هو اعتاد علي تلميع
حذائه بأدوات متقدمة, لقد فوجىء الأمريكيين أيضا بهذا المستوي الهزيل للإخوان, لقد
كانوا يريدون من الإخوان صنع حزبا شبيها لحزب أردوجان في تركيا, لكنهم فوجئوا بهم
يريدون تلميع أحذية الأمريكيين واليهود بالصندوق الخشبي.
- كيف تري التحالف المصري القطري التركي؟
** كلها محاولات فاشلة لملأ فراغ الدور المصري الذي لا يستطيع الإخوان ملأه
حتي اليوم, ولن يستطيعوا. إن كل ما يعنيني هو الشعب المصري, واعتقد أنه قادر علي
كسر الإخوان وقريبا جدا.
- ما تقييمك لأداء مرسي الفترة السابقة؟
** مرسي يحصل هو
و"البرتيتة" الذين عينهم حوله، علي رواتبهم من الضرائب التي أدفعها أنا
وباقي أفراد الشعب. كما ارتكب العديد من الأخطاء منذ توليه منصبه، أكبرها تشكيل
الجمعية التأسيسية للدستور من التيار الذي ينتمي إليه فكرا وتنظيما، وهو شخص لا
يصلح رئيسا بأي حال من الأحوال، ومن ينتظر منه أي إصلاحات واهم؛ لأنه خرج من تنظيم
تعود على العمل السري طوال حياته، وهذا التنظيم حينما يخرج للنور لا يعمل إلا
لحسابه فقط، خاصة حينما تكتشف أن الواقع أكبر من إمكانياتها.
أنه يحاول التمكن من دولة أصبحت هشة, وسيغرقها وستغرق به.
نشر هذا الحوار أيضا بجريدة "السياسة" الكويتية.
يمنع النقل أو الاقتباس كليا وجزئيا دون الإشارة إلي المصدر, وبإذن من
الكاتب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق