السبت، نوفمبر 22، 2014

الهوية الضائعة فى "هوجة" إنجليزية "غادة عبد الرازق"

الهوية الضائعة فى "هوجة" إنجليزية  "غادة عبد الرازق"

كتب محمود خليل:
المتغربون والمستغربون الذين انتقدوا إنجليزية  الممثلة غادة عبد الرازق فى ختام مهرجان القاهرة السينمائي نسوا أو تناسوا إن غادة مصرية ولغتها العربية هى لغتها الأم .. والمهرجان يقام على أرض مصر أى أنها يجب أن تتحدث العربية وأن يكون هناك مترجم  لما تقوله -حتى وإن كانت تجيد الإنجليزية - فلا يوجد أجنبي يتحدث العربية فى أى من المهرجانات الفنية وغير الفنية فى حال وجود وفود عربية.. حتى وإن كانوا يتحدثون العربية فأنهم يلقون كلماتهم بالإنجليزية  لأنهم يعتزون بلغتهم وهى أحد المظاهر التى تدل على الهوية والوطنية.
إن من انتقد الممثلة غادة عبد الرازق لا يجيدون اللغة العربية قراءة وكتابة رغم أنهم مصريون بل ويسيئون إلى العربية بكتابة حروفها باللغة الأجنبية حتى اسم الله أو كلمات مثل الحمد لله وسبحان الله وغيرها بل إمعانا فى الإساءة إليها ادخلوا إليها الأرقام فتجد الكلمات العربية مكتوبة بالإنجليزية  مخلوطة بالأرقام الإنجليزية  فى امتهان واضح للغة العربية ليس فقط لأنها لغة القرآن الكريم والدين والعبادة بل لأنها المفروض اللغة الأم والتى يجب أن يجيدونها قبل إجادتهم للغة الإنجليزية  أو الفرنسية وغيرها.
لهذا نطالب جميع المسئولين التحدث باللغة العربية مع وسائل الإعلام وفى المهرجانات والمؤتمرات باللغة العربية مثلما فعل الرئيس السيسي فى أحاديثه مع وسائل الإعلام والذى يتحدث بالعربية ردا على الأسئلة التى توجه له باللغة الإنجليزية  وهو بذلك يعبر عن إعتزازه باللغة العربية وبوطنيته فلماذا يجب علينا أن نتحدث مع الأجانب باللغة الإنجليزية  ولا يتحدثون هم باللغة العربية؟
إنه التحدى الثقافى وفرض الهوية الثقافية على الآخرين.
فإذا كان الغرب يرتبط بالعديد من الروابط الاقتصادية بالغرب فكان يجب عليهم التحدث بالعربية وليس الإنجليزية  لكنهم يفرضون على العرب التحدث باللغة الإنجليزية  أو توفير مترجم لهم!!. أنهم في الغرب يعتزون بلغتهم ومن المستحيل أن يستخدموا اللغة العربية في كلامهم مع العرب خاصة في ألمانيا وفرنسا حتى لو كانوا يتقنونها فلماذا يشعر المتغربون والمستغربين بالعار من التحدث بالعربية ليس فى بلاد الغرب بل وداخل مصر؟!.
ما لا يعلمه المصريون المستغربون والمتغربون أن اللغة العربية كانت تسيطر على العالم على مدى 500 قرنا من الزمان لأنها كانت لغة العلوم والثقافة والطب والأدب وكان الأروبيون يتعلمون العربية ليدرسوا فى مصر وعواصم الحضارة العربية الإسلامية لكنهم أبدا لم يتحدثوا العربية عند عودتهم إلى بلدانهم.
لذلك على المتغربين والمستغربين -الذين يعتبرون التحدث بهذه اللغات أحد مظاهر التحضر- أن يعودوا إلى أصولهم ويتحدثوا بالعربية ويكتبوا بها بدلا من التباهى بعدم معرفتهم باللغة العربية ويتباهون بكونهم يتحدثون الإنجليزية  بطلاقة ويكتبون أسماؤهم على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى بالإنجليزية  ويكتبون التعليقات بالإنجليزية !!.. وهو ما يأتى ضمن خطة تذويب الهوية العربية فى الهوية الغربية وهو بالمفهوم الوطنى والثقافى إستعمار لفكر وعقول المصريين والعرب.
إن دراسة اللغات الأخرى لتحقيق التميز العلمي والوظيفي يجب ألا يجعل هؤلاء يتخلون عن هويتهم وأن  يدركوا أن لغتهم هي احدى ركائز هويتهم التي يجيب أن يفتخروا بها.
إن اللغة هي الأساس الذي تقوم عليه الأمم وأمة بلا لغة هي أمة بلا هوية والهوية لا يكتمل مدلولها إلا في جوهر اللغة وكيفية تعلمها والإصرار على استخدامها مع الآخرين, وهى بمثابة حبوب مناعة تقف في وجه العولمة والذوبان والإستعمار الثقافى وبالتالى الإستعمار الذهنى والفكرى ثم الوطنى, ولذلك كان الإستعمار حريصا على الحط من اللغة العربية واللغات المحلية للدول التى إستعمروها والقضاء عليها وفرض اللغة الأجنبية على أبناء البلاد المستعمرة مثل دول المغرب العربي والدول الأفريقية التى استبدلت لغاتها ولهجاتها باللغة الأجنبية إنجليزية  وفرنسية وبرتغالية وأسبانية وغيرها.
إن اللغة تصون وتحمي الهوية فقد أكد ابن خلدون "أن غلبة اللغة العربية بغلبة أهلها، وأن منزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم".  وما نشاهده حاليا من المستغربين والمتغربين يدل على أنهم تخلوا عن هويتهم العربية والتحقوا بهوية غريبة عن هوية البلد وصاروا أذنابا ومقدمات ووكلاء للدول التى يتحدثون لغتها وقد ذابت هويتهم فى تلك الهوية.
إن الهوية العربية تتكون من لغة وثقافة ووعاء حضاري تتقاطع مع الجغرافيا والتاريخ فتشكل مفهوم الهوية والقومية، ولذلك كانت اللغة العربية روح الثقافة العربية وحامل إبداعها قديماً وحديثاً والأداة التي توفر للأجيال الحالية والقادمة القدرة على مواجهة تحديات المستقبل ولا يمكن مواجهة هذه التحديات إلا بالتمسك بالهوية وأولى مظاهر الهوية هى اللغة.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق