الشرعية "الثورية" تحولت إلى شرعية شيطانية
المصريون وقعوا فى حب الفوضى والبلطجة!!
نصيحة إسرائيلية لـ "مخربى" التحرير:
الاحتجاجات الكثيرة المتكررة ليس لها علاقة بالديمقراطية الحقيقية
كتب محمود خليل:
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية إن المصريين والعرب بوجه عام يحبون الفوضى، مؤكدة أن المصريين فشلوا في إدراك أن احتجاجات ميدان التحرير بالقاهرة ليست نظاما ديمقراطيا حقيقيا، ولكن ما يحدث الآن في مصر هو أن الشعب المصري وقع في حب الفوضى!!
أشارت الصحيفة أن الشيء نفسه حدث عند المصريين عندما وقعوا في حب الثورة العسكرية المدمرة التي عاشوها في عام 1952 مشيرة إلى أن الاحتجاجات الحالية في ميدان التحرير ليست هي المرة الأولى في العالم العربي التي يقع فيها العرب في حب الصورة السلبية التي تُبتكر، مشيرة إلى أن العرب وقعوا في حب ظاهرة "الشهيد" على مدى العقدين الماضيين، حيث كتب الشعراء أغاني مدح للانتحاريين الذين يفجرون أنفسهم في إسرائيل وتحدثت عنهم وسائل الإعلام العربية ببسالة وبحماس، ولكن بدأت ظاهرة الشهداء تنفجر أيضا في شوارع العالم العربي.
أضافت الصحيفة أن "المليونيات" التي تجتمع في ساحة ميدان التحرير تحولت إلى مصطلح مقدس لدى الشعب المصري كما أصبح الميدان قيمة وليس مجرد وسيلة، وتحول ليكون رمزا تاريخيا رائعا دون أن يدرك الشعب المصري أن الاحتجاجات الكثيرة المتكررة ليس لها علاقة بالديمقراطية الحقيقية، بل أنها في حقيقة الأمر خطوة عدوانية ومتحاربة ومدمرة لمجتمعهم.
وبالنظر إلى الواقع، فإن مصر هي موطن لـ 87 مليون مواطن، وبالفعل تم وضع حوالي مليون رضيع في مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد حسني مبارك، وبهذا ومع مرور الوقت يمكنك الحصول على مئات الآلاف بل والملايين من الناس ليخرجوا إلى الشوارع للتظاهر بعدما فشل المصريون في إدراك أن التقديس خطوة عدوانية وعنيفة في حد ذاتها، ومن الآن فصاعدًا سوف تهدد الاحتجاجات أي نوع من النظام سينشأ في مصر.
إن أفضل شهادة تأتى من العدو ولهذا يجب أن نصغى جيدا لهذه الشهادة والرؤية الصهيونية للأحداث فى مصر, ونرى مدى مطابقتها على الواقع.
لقد ظن المصريون أن "ثورة" يناير سوف تعنى النظام والعدل والحرية ولكن ما يحدث فى مصر بعد 25 يناير ليس سوى تقهقر إلى الخلف لسنوات عديدة من التحضر والمدنية, ولنبدا من ميدان التحرير الذى تم تشويهه وتجريدة من كل نقطة خضراء, وقطع أشجاره وازهاره, وتحول إلى "مزبلة", وصار نموذجا على الفوضى بعد ان أمتلأ بالأحجار التى تم تكسيرها من الأرصفة بل نقل البعض إليه سيرات القت بحمولتها من الحجارة فى الميدان لضرب الشرطة والجيش بها!!
صار الميدان ايضا سوقا كبيرا للباعة الجائلين ومرتعا لحوادث السرقة التحرش الجنسى وممارسة الدعارة وتدخين الحشيش والمخدرات!!.
إذا انتقلنا إلى الشارع فإن الوضع لا يختلف كثيرا فقد تحولت إلى مرتعا للقطط والكلاب التى التفت حول أكوام القمامة والتى لم تفرق بين شارع فى حى راق وحى شعبى فالكل سواء فى انتشار القمامة على جوانبها!!
صار شيئا عاديا أيضا أن ترى "التوتوك" يسير متبخترا فى أرقى الشوارع واوسعها, بعد ان كان ممنوعا فى عهد النظام السابق!!
صار شيئا عاديا أن تجد عربات الكارو التى تجرها الحمير والبغال والأحصنة تشير أيضا فى كل الشوارع بلا رادع وكان هذا ممنوعا فى عهد النظام السابق!!
صار شيئا عاديا أن تفاجأ بالسيارات تسير عكس الاتجاه كما صار شيئا عاديا أن تركن صف ثالث ورابع ولا يستطيع احد أن يتحدث مع المخالف وكان هذا شيئا ممنوعا فى عهد النظام السابق!!
صار شيئا عاديا أن ترى الباعة الجائلين يحتلون الأرصفة ومداخل ومخارج محطات المتور والأتوبيس والقطارات ويعيقون سير المشاه والعربات وكان هذا شيئا ممنوعا فى عهد النظام السابق!!
صار شيئا عاديا أن تستيقظ فى الصباح لتجد أسوار حدائق الشوارع وقد اختفت وسرقت وتحولت الحدائق إلى صحراء جرداء بعد أن اختفت الخضرة بفعل احتلال الباعة الجائلين لها وتحولها إلى أماكن لعرض بضائعهم وكان هذا شيئا ممنوعا فى عهد النظام السابق!!
صار شيئا عاديا أن تستيقظ صباحا لتجد شارعك وقد أمتلأ بالتعديات والأكشاك والتى احتلت الأرصفة بل الشوارع وكان هذا شيئا ممنوعا فى عهد النظام السابق!!
صار شيئا عاديا ان تستيقظ لتجد فيلات وعمارات متعددة الأدوار مهدومة ويبنى مكانها أبراجا تطال عنان السماء وكان هذا شيئا ممنوعا فى عهد النظام السابق!!
صار شيئا عاديا ان تجد سيارات ودراجات نارية تسير بحرية فى الشارع وهى لا تحمل أى أرقام مرورية وكان هذا شيئا ممنوعا فى عهد النظام السابق!!
صار شيئا عاديا أن تذهب لشراء رغيف خبز فتجده نصف حجمه ووزنه ولا تستطيع ان تعترض لأن مصر تعيش مرحلة الشرعية الثورية!!
صار شيئا عاديا أن تذهب لشراء خضر وفاكهة فتجد الأسعار وقد ارتفعت إلى الضعف وبلا مبرر ولا تستطيع ان تعترض لأن مصر تعيش مرحلة الشرعية الثورية!!
صار شيئا عاديا أن تجد مشاجرة بين فردين تتحول إلى مشاجرة بالأسلحة النارية والأسلحة البيضاء والخراطيش وزجاجات المولوتوف مما يذكرنا بما كان يحدث سابقا فى عصر الفتوات!!
صار شيئا عاديا ان تقع سرقات وحوادث اغتصاب وقتل فى وضح النهار وبالأكراه باستخدام كافة أنواع الأسلحة النارية والبيضاء ولا أحد يستطيع الاعتراض وإلا كان الجزاء طلقة رصاص أو ضربة بالسيف أوقتله بالمولوتوف!!
صار كل شخص فى مصر يعمل ويفعل ما يريد بدعوى الحرية و"الشرعية الثورية" ويالها من شرعية شيطانية قضت على كل ملامح الحياة فى مصر حولت صورة المصريين فى الخارج إلى صورة شعب فوضوى وهمجى وبلطجى.
فهل أخطأت الصحيفة الصهيونية؟
بالتأكيد لا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق