فلتسقط غزة ... وليذهب الفلسطينيون إلى الجحيم (3)
كتب محمود خليل:
تتضح مؤامرة حماس مع إسرائيل فى محاولة جر مصر إلى حرب غير مستعدة لها ولا
تخدم أمنها القومى, منذ العام 2006, فكل ما جرى كان الهدف منه الضغط على
الفلسطينيين لدفعهم فى اتجاه الحدود المصرية مثلما حدث فى عام 2008 بصورة كبيرة حيث
دخل مصر فى تلك الفترة أكثر من 300 ألف فلسطينى, عاثوا فى سيناء فسادا, بخلاف من
قتلوهم من الضباط المصريين والجنود على الحدود, كما قاموا بسرقة المصريين, وحملوا
معهم كل ما طالته ايديهم حتى أن المحلات فى رفح والعريش والشيخ زويد أصبحت خاوية
من كافة السلع, وكذلك محطات البنزين التى افرغت من محتوياتها من البنزين والسولار
والمنتجات البترولية!!.
هذه التصرفات العدوانية من عصابة حماس تجاه مصر والمصريين, كان يمكن أن
تنتهى نهاية درامية لولا حكمة ورحمة وصبر مبارك عليهم, والذى طلب تركهم يتسوقون
ويعودون إلى غزة, وتغاضى عن الأنفاق لأنها كانت تخدم الفلسطينيين, قبل أن يستولى
عليها ارهابيو حماس ويستغلونها فى تهريب السيارات والحيوانات وكافة ما طالته
أيديهم وقت "وكسة يناير", بل وتهريب أعضاء القاعدة وأعضاء من حماس وحزب
الله وباقى الجماعات الارهابية التى نشرت الخراب فى مصر.
سمح الجاسوس المجرم مرسي فتحية للارهابيين الفلسطينيين, بالتوطن فى سيناء
وشراء الأراضى, واستخرج بطاقات هوية لهم, وأمدهم بالأسلحة, وجلب الارهابيين من
الخارج, وافرج عن الارهابيين فى السجون المصرية التى لم تقتحم, لتتحول سيناء إلى
قاعدة للارهابيين تهدد ليس الجيش المصري فقط, بل تهدد حياة المصريين فى الوادى, إذ
منها كانت تنتشر مجموعات الارهابيين إلى الوادى لتشن عمليات التفجيرات والقتل
والحرق, والتى وقع بسببها العديد من الأبرياء المصريين.
لم يعجب الارهابيين الفلسطينيين ما قام به الجيش المصري, فكانت الغارات على
غزة, واستنجاد الارهابيان هنية ومشعل بالجيش المصري للتصدى للصهاينة, وفتح معبر
رفح على مصراعيه, وهو ما رفضته القيادة المصرية وطلبت دخول المصابين فقط, وهو ما
لم يعجب الارهابيين فى غزة وخارجها وشنوا حربا شعواء على مصر ورئيسها, مثلما فعلوا
مع مبارك عام 2008, وحينما أرسل الجيش المصري مساعدات لأهل غزة رفضوها, كما رفضوا
إرسال المصابين الفلسطينيين إلى مصر, ورفضوا الوساطة المصرية, وطالبوا بوساطة
قطرية تركية!!!.. وزادوا على ذلك بوصف الجيش المصري بأنه عميل للصهاينة وخائن
للقضية الفلسطينيية, وكان هنية قد استعرض بقواته الارهابية أمام معبر رفح محذرا
الجيش المصري من أن 25 ألف من ارهابيي حماس يمكنهم احتلال القاهرة خلال ست ساعات!!..
كان أحد القادة الارهابيين فى حماس صرح فى 2008 أن المصريين "هبلان
ولا يعرفون تدوير حالهم".. وأن الفلسطينيين سوف يحكمونهم ويديرون مصر!!!..
فيما أشتعلت صفحات التواصل الاجتماعى بالهجوم على جيش مصر, وسبه وشتمه, مثلما تم
سب المصريين وشتمهم بأقذع الألفاظ, واشترك مع الارهابيين الفلسطينيين فى ذلك
الإخوانجية داخل مصر وخارجها,ومن بينهم فلسطينيون يعيشون داخل مصر ويحملون الجنسية
الفلسطينية!!..
أما الهدف من كل تلك الحرب الشعواء على الجيش المصرى والشعب المصري فهو
تنفيذ مخطط الموساد وأمريكا لدفع الجيش المصري للأشتباك مع الصهاينة, وبالتالى تكون
فرصة لاصطياده فى معركة طويلة على الجبهة الشرقية بينما يتم دخول ارهابيي القاعدة
و"دامل" بمساعدة القوات الأمريكية من الغرب, ودخول عناصر أخرى من
القاعدة وداعش وبيت المقدس من الجنوب ليصبح الجيش المصري محاصرا على ثلاث جبهات,
وبالتالى تشتيته, وتدميره لتسقط مصر وبالتالى يتم تنفيذ مخطط "الفوضى الخلاقة"
فى المنطقة العربية بعد تدمير جيوشها, وسقوط مصر بعد تدمير جيشها, فيتم تنفيذ
المؤامرة بتوطين الفلسطينيين فى سيناء وإقامة "دولة" تضم كل عناصر
التطرف والارهاب, ولتكون حارسا على إسرائيل وأمنها, وتبعد الارهاب عن أمريكا
وأوروبا, وتصبح شوكة فى ظهر الشعوب العربية.
الغريب أن بان كى مون يتصل بالسيسي طالبا منه التدخل لحل الأزمة بين حماس
وإسرائيل!, فما فائدة منظمة الأمم المتحدة التى يترأسها إذن؟, ومن بعده يصل بلير
رئيس الرباعية الدولية طالبا نفس الطلب من السيسي!, ومرة أخرى وما فائدة الرباعية
الدولية هى والأمم المتحدة إذا كان لا يمكنها التدخل أو حل الأزمة؟.
يجب ان نعود قليلا بالذاكرة حيث وعد الملك عبد الله ملك السعودية بالدعوة إلى مؤتمر
للدول المانحة لمصر أو أصدقاء مصر لمساعدتها فى تخطى أزمتها الاقتصادية, والذى لم
يتم حتى اليوم, بل سحبت الدول الخليجية يديها من تقديم المساعدات التى قررت منحها
لمصر, والمؤكد أن مصر رفضت ضغوطا أمريكية وخليجية للدخول فى بيت الطاعة الأمريكى
مرة أخرى, كما رفضت الإلتزام بما وقع عليه الجاسوس مرسي من ضمان أمن إسرائيل,
وتنفيذ الاتفاق بتوطين الفلسطينيين فى 40 بالمائة من أرض سيناء التى باعها مرسي
والشاطر للأمريكيين مقابل 25 مليار دولار.
كان الأمريكيون بمساعدة دول خليجية وبضغوط من قطر حاولت توريط الجيش المصري
فى حرب مع ليبيا, حيث قام العميل الأمريكى "خفتر" بعمليات عسكرية
استعراضية بحجة أنه يقاوم الجماعات المسلحة وطلب تدخل الجيش المصري لمساعدته غير
إن مصر رفضت الطلب الخفترى, كما رفضت مصر التورط فى الحرب بالعراق للقضاء على
"داعش", وحينما فشلت المحاولتان كان لابد من نقل الخطر إلى الحدود
المصرية الشرقية, فكان الاتفاق الأمريكى الإسرائيلى القطرى الحمساوى على تصعيد
التوتر على الحدود المصرية, تكرارا لأحداث 2008, وبالتالى شن نفس الحرب الإعلامية
التى تمت ضد مصر مبارك, ولكن هذه المرة ضد السيسي, لتوريط الجيش المصري فى حرب فى
غير الزمان والمكان الذى تحدده مصر, وتكون مستعدة لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق