السبت، يوليو 05، 2014

هل يمهد "محلب" للإطاحة بـ "السيسي" وعودة "الإخوان"؟

هل يمهد "محلب" للإطاحة بـ "السيسي" وعودة "الإخوان"؟

كتب محمود خليل:
يذكر لنا التاريخ أن الصراع على الأرض منذ أسكن الله تعالى آدم فيها وحتى اليوم صراع من أجل الثروة والسلطة والشهرة, بين قوة العمل وسطوة رأس المال, بين الفقراء والأغنياء, بين الدولة كنظام حاكم وجماعات خارجة عن النظام, دينية أو فكرية, سياسية أو إجرامية, سواء كان هدفها لصالح القاعدة العريضة من الشعب أم لتحقيق مصالح لفئة معينة أو للإستيلاء على السلطة والحكم من جانب فرد أو مجموعة.
فى عام 1928 قامت المخابرات البريطانية بتكليف أحد أبناء طائفة يهود الدونمة المنتمين الى الحركة الصهيونية وهو حسن الساعاتى الذى سمى بعد ذلك "حسن البنا" نسبة إلى "البناؤون الماسون", بإنشاء جماعة "الإخوان المسلمون", عقب فشل نشر البهائية والقاديانية فى مصر لهدم الإسلام.
كان هدف إنشاء الجماعة هدم الاسلام وتشويهه وتفتيته إلى جماعات متناحرة متحاربة تكفر بعضها بعضا, وتنشر الفكر الماسونى من خلال المواعظ الدينية, وتكوين أجيالا تقتل وتنهب وتسرق وتحرق, بإسم الإسلام دون أن تعى شيئا عن هذا الدين العظيم, بهدف إجبار الناس على كراهية الإسلام, فكيف لدين يدعو أتباعه إلى الحرق والتدمير والقتل؟.
نجحت الماسونية فيما ذهبت وخططت إليه فانتشرت فى التاريخ المعاصر جماعة الإخوان وما تفرع منها مثل الجماعة الإسلامية’ السلفية’ السلفية الجهادية, القاعدة, وآخرها جماعة داعش الشيعية الماسونية, ولا ننسي أن الفكر الإسلامى السياسي اخترق العديد من الجماعات اليسارية والمسيحية فوجدنا حركات وشخصيات يسارية ومسيحية تدافع دفاع المستميت عن الإخوان فكرا واتجاها, وأعمال عنف, وطلبا للسلطة والحكم.
كان  أول اجتماع عقد لتلك الجماعة فى منزل الحاج أحمد عثمان, فى الإسماعيلية وهو والد المهندس عثمان أحمد عثمان, صاحب شركة "المقاولون العرب" فيما بعد, وهو أحد أصدقاء الرئيس السادات, وكان السادات عضوا بالجماعة قبل أن يكتشف حقيقتهم ويبتعد عنهم, وفى بداية حكمه طلب عثمان من السادات الإفراج عن الإخوان, وحصل على وعد منه بذلك ورتب لقاء بينه وبين مصطفى مشهور مرشد الإخوان فى ذلك الوقت, بحضور كمال أدهم مدير المخابرات السعودية, وقتئذ, وتم الاتفاق على خروج الإخوان من سجون عبد الناصر لمحاربة اليسار, وتم الاتفاق أيضا على إعادة تعيينهم فى شركة المقاولن العرب, بعد أن تم رفدهم من الشرطات التى يعملون بها, وإغلاق محلاتهم, وتم الاتفاق على تكون أفرع الشركة فى الخارج هى مكان العمل خاصة فى السعودية ودول الخليج, وكانت منطقة الخليج فى ذلك الوقت تشهد نهضة معمارية وتنموية كبيرة عقب انتصار حرب أكتوبر وتدفق الأموال بكثرة على خزائن تلك الدول مما أتاح للشركة إستيعابأعدادا كبيرة من الإخوان المفرج عنهم من السجون بقرار السادات, بل وتعيين اقاربهم, وكانوا ممنوعين من العمل والتعيين فى الحكومة وشركات القطاع العام, وهو أحد السباب التى جعلتهم يتجهون إلى التجارة وأن يبرعوا فيها, ويبدأون فى تكوين ثرواتهم الهائلة, التى نتج عنها بعد ذلك العديد من الشركات الغذائية وغيرها من الأنشطة التى تدر أرباحا سريعة وكبيرة مثل الأثاث, الأسمنت, والكمبيوتر, بخلاف سلاسل المحلات التجارية الكبرى, وهو ما يفسر بعدهم عن تكوين أو إنشاء شركات صناعية تساهم فى التنمية الوطنية, وهى الشركات التى تحتاج إلى عدة سنوات للحصول على الأرباح, وتحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة.
هذه الوقائع تطرح سؤالا مهما وهو هل كان عثمان أحمد عثمان إخوانيا؟, وإذا ربطنا ذلك بتكريم الجاسوس مرسي لأرملة السادات وهى حماة أحد أزواج بناتها نجل عثمان, فهل كان التكريم مصادفة؟, وما الهدف منه؟.
إذن فإن معظم من يعمل فى شركة المقاولون العرب من الإخوان, ومن بينهم بالتأكيد إبراهيم محلب, الذى التحق بشركة المقاولون عام 1972, ثم مديرا فنيا لفرع السعودية, منذ العام 1985 وحتى 1987, ثم مديرا لإدار ة الكبارى عام 1994, فعضوا بمجلس الإدارة 1996, فنائبا لرئيس الشركة عام 1997, فرئيسا للشركة, واختاره الببلاوى, تلميذ البرادعى, فى الحكومة التى شكلها عام 2013, ثم رئيسا للوزراء عام 2014, فى عهد عدلى منصور, وأبقاه السيسي عقب توليه رئاسة الجمهورية فى ذات العام.
من المعروف أن حركة ماسونية مثل تنظيم الإخوان تتغلغل فى كافة مؤسسات الدولة بشكل عنقودى, حتى يتم السيطرة على المؤسسة بداية من اصغر موظف إلى رأس الشركة وقد لا يعلم الموظفون أنهم ضمن شبكة واحدة وتنظيم واحد, فالتلسل فى الماسونية يعتمد على إخفاء الهوية, وبالتالى نتساءل عن هوية إبراهيم محلب, وهل هو إخوانى تم زرعه فى الحكومة المصرية, لينفذ أجندة الإخوان بعد الإطاحة بهم من السلطة, وإزاحة الجاسوس مرسي من سدة الحكم؟.
لقد أعجب الشعب بقدرة محلب على الذهاب إلى عمال غزل المحلة فى شركتهم وأثناء إعتصامهم وإضرابهم عن العمل, وتم فض الاعتصام والإضراب, ولم يعتصم ويضرب أى عامل فى أى شركة بعد ذلك, والمعروف أن مجالس إدارات الشركات يسيطر عليها تيار الإخوان بفروعه, فهل كان ذلك يعنى توجيها أنه قادر على إخماد أى إضراب, وأنه يسيطر تماما على العمال, وبالتالى فنحن نشك فى صلة محلب بإضراب العمال, فعملنا فى الصحافة ودراستنا للتاريخ تجعلنا نشك ونحلل أى أمر ولا نركن إلى الظاهر الذى يراه الآخرون فيصفقون له أو يهيلون عليه التراب, فهل يملك محلب مفاتيح "ثورة" العمال, ويمكنه فى اى وقت فتح الباب فيخرجون ضد السيسي يحرقون ويقتلون مثلما حدث من قبل؟.
يسترعى انتباهنا أيضا أن الإخوان لم يهاجموا محلب أبدا بإستثناء ما أشاعوه فى بداية ترشحه للوزارة بعد الببلاوى أنه من جد يهودى رغم أن جده بعد محلب اسمه محمد, لكنهم ركزوا مهاجمتهم وإشاعاتهم على السيسي, فلماذا لا يهاجم الإخوان محلب؟. سؤال محير, يمكن أن يجيب عليه محلب والإخوان.
ما يجبرنى على هذا التساؤل وهذا التحليل الذى قد يراه البعض تحليلا غير مقبول أو غير معقول هو القرارات الأخيرة لمحلب بزيادة أسعار المواد البترولية, والكهرباء, وقوله أنها لن تؤثر على محدودى الدخل, ولن تؤثر على أسعار الخضر والفاكهة والمواد الغذائية الأخرى مثل اللحوم والألبان, وأسعار النقل والموصلات, ولا ندرى على من يضحك إبراهيم محلب "الإخوانى"؟, وهل يكون محلب الشوكة التى زرعها الإخوان فى ظهر السيسي, والمسمار الذى يدق كرسيه ليسقط, وليعود الإخوان من جديد إلى الحكم؟.
أعود إلى مقال كتبته حينما بدأ الحديث عن مطالبة السيسي بالترشح لرئاسة الجمهورية, وطالبته وقتها بعدم الترشح لأن من أطاح بحكم الإخوان لا يصلح لحكم مصر, لأنهم سوف يفشلونه, ويطيحون به عن طريق خطط شيطانية تجبر الشعب على الخروج ضده والإطاحة به, تكرارا لسيناريو وكسة يناير 2011, وسوف يتم التحالف بين أمريكا ومعها إسرائيل وقطر وتركيا, والإخوان بتشكيلاتهم المختلفة من الحركات المختلفة مثل "سكس إبليس", الثوريين الاشتراكيين, كفاية, وجبهة التغيير, ومن يؤيدونهم من الإعلاميين والصحفيين المتحولين الممولين من الخارج,الذين سيثيرون الشعب ضد السيسي بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة, وعدم قدرتهم على الوفاء باحتياجاتهم ومستلزمات أولادهم.
لقد بدأت الخطة بزيادة أسعار المواد البترولية, ورفع الدعم جزئيا عن أصحاب البطاقات التموينية, رغم أن هناك كثيرا من الأساليب التى يمكن من خلالها تغطية عجز الموازنة وتحقيق فائض كبير ينقل جميع من تحت خط الفقر إلى ما فوقه وينقل محدودى الدخل إلى شريحة فوق المتوسطة, وهى أساليب تحتاج إلى رجل دولة قوى يطبق الخطة دون خوف, ولا يردعه سوى ضميره امام الله تعالى, ولا يخشي بأس "الكبار", بل يكون لديه قوة وشجاعة بوتن ويجبرهم على الرضوح لقوة الدولة, فهل يحقق السيسي ذلك, وينفذ ما قاله أنه لن تكون هناك قوة موازية للدولة, أو تكون رأسها برأس الدولة؟.
لماذا لا ترفع الحكومة الدعم عن الشركات كثيفة استهلاك الطاقة التى تقدم لها الدولة دعما بحوالى 50 مليار سنويا, والنتيجة أن شيكارة الأسمنت تتكلف فى حدود 150 جنيها وتبيعها الشركات بـ 600 جنيه, فأين تذهب الـ 400 جنيه زيادة والتى يتحملها المواطن محدود الدخل ومتوسط الدخل, ولماذا تدعم الحكومة شكرات الأسمنت, ولماذا لا تفرض عليها أسعار التكلفة مع هامش ربح معقول؟.
لماذا لا تسحب أراضى الدولة وأراضى الأوقاف التى أستولى عليها الكبار والصغار والتى تقدر قيمتها بأكثر من مائة مليار جنيه؟.
لماذا لا تضع الدولة يدها على مناجم الذهب التى استولى عليها البعض ويتم استخراج الذهب منها بعد استيرادهم معدات الحفر والتنقيب ونجاحهم فى نهب وسرقة أطنان من الذهب الخام؟.
لماذا لا يطبق الحد الأقصى على رؤساء الهيئات العامة "مترو الأنفاق, السكك الحديدية, البريد, التليفونات, المياه, وغيرها", رؤساء الجامعات, رؤساء المعاهد القومية "التخطيط, البحث العلمى, تعليم الكبار, وغيرها", رؤساء البنوك, رؤساء مجالس وتحرير الصحف القومية, رؤساء قنوات التليفزيون, ورؤساء شركات الكهرباء والبترول, والتى تتراوح مرتبات كل منهم شهريا بين 800 ألف جنيه ومليون ونصف المليون جنيه شهريا, بخلاف المرتبات المتغيرة والبدلات والمكافآت, ولا ندرى ماذا يفعل هؤلاء بكل تلك الملايين وما هى الكفاءة التى يملكونها حتى يحصلون على كل تلك الملايين من "شقا" الغلابة؟.
لقد سمعنا اعتراض هؤلاء الموظفين على تخفيض مرتباتهم, والتهديد بالاعتصام والإضراب, فلماذا لا يتم إجبارهم كل من يعترض على الاستقالة وإتاحة الفرصة لهم للعمل فى هيئات ومؤسسات خاصة, وليحصلوا منها على أضعاف ما يتقاضونه من الحكومة؟.
لماذا لا يتم إعفاء أصحاب الدخول الضعيفة من الضرائب وفرض ضرائب تصاعدية على الدخل بداية من 5 آلاف جنيه؟.
هذه بعض أفكار يمكن بها خفض عجز الموازنة دون اللجوء إلى زيادة الأسعار, خاصة ان اختيار التوقيت اختيار سىء جدا, فالشعب يعانى منذ 3 سنوات معاناة شديدة بسب الجشع والطمع لدى التجار وسائقى الميكروباص والجزارين ومنتجى السلع الغذائية وغيرها, الذين أستغلوا سيولة الدولة ورفعوا الأسعار على هواهم, وهم يعلمون أن لا محاسب لهم.
إذا كان محلب يريد الوقوف بجانب محدودى الدخل, ويثبت أنه يعمل لصالح الشعب وليس لصالح الإخوان فعليه تفعيل دور الرقابة فى كل كل شىء, وبالتأكيد فأنه يتذكر مدى رعب التجار وأصحاب الورش والشركات من مفتش التموين, مفتش القوى العاملة, مفتش الصحة, مفتش الرقابة الصناعية, ومفتش الضرائب, بخلاف مباحث النقل والمواصلات, وكان هؤلاء جميعا وحتى نهاية السبعينيات يمثلون رعبا لكل مخالف, ولكل تاجر جشع, ولكل سائق يخالف الأجرة المقررة.
فى النهاية نقول للسيسي, إذا كنت تريد النهوض بالشعب فابتعد عن زيادة الأسعار, واضرب بيد من حديد على كل مستغل لحاجة الشعب, ونفذ قرارات الضرائب والأجور بحسم وقوة, ومن يفسد ضعه فى السجن, وإن وصل الأمر إلى إعدامه فإعدمه, لأنه إذا تركت الأمر لمحلب وغيره, وتركت كل مسئول بداية من الوزير وحتى سائق الميكروباص يفعل بالشعب ما يريد فتأكد أنك تحفر نهايتك بيدك, وإنك لن تستمر فى منصبك طويلا, فسوف يخرج الشعب ضدك أو يخرجونه للإطاحة بك كما أطيح وأطحت بمن قبلك, فاحذر من الحفر التى تحفر لك فتقع فيها, ولن يكون لك يومها نجاة.
وأخبرا وقل الختام نسأل محلب, ولماذا لم تنفذ باقى قرارات الإزالة وتهدم كل المبانى التى أنشئت على الأراضى الزراعية, وعلى طرح النيل, والأبراج التى بنيت على أرض الدولة وعلى أرض الفيلات بعد هدمها, أم أن ما قمت به كان لأن "الغربال الجديد له شدة", أم تم التصالح مع المخربين, أم أن هيبة الدولة خلاص راحت؟!.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق