الأحد، يوليو 06، 2014

"دبرنا يا محلب .. كفاية مش قادرين نعيش"

"دبرنا يا محلب .. كفاية مش قادرين نعيش"

كتب محمود خليل:
كتبنا هذا المقال يوم 23 فبراير 2008, بجريدة الأحرار بعد الزيادات التى شهدتها مصر فى الأسعار فى ذلك الوقت وقد وجدتها فرصة لإعادة نشر المقال بعد الزيادة الرهيبة التى ستشهدها الأسعار بعد زيادة سعر البنزين, ونرفض وبشدة تصريحات إبراهيم محلب أن القرار لن يمس الفقراء أو الطبقات محدودة الدخل, ونقول له "أنت مخطىء يا محلب .. وكلامك غير صحيح".
إننا نرفض أن تكون الطبقات الفقيرة والمعدمة والمتوسطة وتحت المتوسطة هى التى تدفع دائما فاتورة الإصلاح الاقتصادى, وفى رسالتى لنظيف تفسير لذلك.
لن نتحدث كثيرا عن تأثير زيادة البنزين وما يستتبعه من رفع أسعار النقل للركاب والخضر والفواكه ومواد البناء والملابس وغيرها, بل سوف تزداد أسعار الخدمات والحرفيين مثل السباكين والكهربية وعمال البناء وغيرهم, حتى الحلاقين رفعوا سعر الحلاقة, يا محلب قلت الرقابة, ونحن نقول لك إن الرقابة تحتاج إلى رقابة.
نسألك سؤالا أخر, لماذا الطبقات الفقيرة والأقل فقرا مكتوبا عليها تحمل الأزمة والإصلاح؟, والدليل زيادة أسعار الكهرباء, والعهدة على مهندسى وكشافى ومحصلى الكهرباء, الذين أشاروا إلى أن احتساب الشريحتين الأولى والثانية تتم بطريقة تراكمية، وبذلك تكون نسبة الزيادة على محدودى الدخل 50بالمائة، بينما وصلت الزيادة في الشرائح الأخرى الثالثة وما بعدها إلى 10بالمائة فقط, فالمواطن الذي يستهلك كهرباء حتى 100 كيلو وات شهريا يتم حساب فاتورته وفقا لأسعار الشريحة الأولى والثانية بطريقة تراكمية، فالـ50 كيلو الأولى، سيتم حسابها بـ7.5 قرش، بينما الـ50 كيلو وات التالية بـ14.5 قرش، وإذا زاد الاستهلاك كيلو وات واحد على الـ100 كيلو، حتى وإن كان بسبب تأخر الكشاف، فسيتم احتسابه بـ 16 قرشا للكيلو وات لكل استهلاكه, أى إن الكيو وات سيتم احتسابه بـ 16 قرش!.
أى إن الوزارة تعمل لصالح الأغنياء والفئات الأكثر قدرة, فالمواطن الذى يستهلك 50 كيلو وات، وهى الشريحة الأولى تكفى فقط لتشغيل 3 لمبات موفرة لنصف يوم فقط، وثلاجة وتليفزيون ومروحة واحدة طوال 12 ساعة يوميا, لأن الثلاجة العادية تستهلك في المتوسط نحو 30 كيلووات تقريبا في الشهر، أما اللمبات الموفرة فبحسب قوتها، فاللمبة الـ25 وات تستهلك 2 كيلووات في الشهر تقريبا، بينما يستهلك التليفزيون 12 كيلووات في المتوسط. أما الشرائح الثالثة وما بعدها فسعرها موحد؟!.
لقد نشرنا قائمة باحتياجات المواطن المصري فى عهد حكومة نظيف, ويجب أن نحسبها فى عهد حكومة محلب ثلاثة أضعاف, بسبب التراكمات الاقتصاديات أو ما يسمى بزيادة التضخم.. ونسأل محلب مرة أخرى كيف يعيش المواطن بتلك الجنيهات القليلة وسط الزيادة الخلاافية فى الأسعار؟.. ونقول لك كما قلنا لنظيف "دبرنا يا محلب .. كفاية مش قادرين نعيش".

وهذا هو نص المقال الذى كتبناه, ليت محلب يقرأه جيدا, ويقرأ ما بين ثناياه, وياليت من يشجع الزيادة يقرأه أيضا بعناية.. ولن نزيد عن ذلك.

كفانا يا نظيف.. دبرنا يا بطرس

كتب محمود خليل:
اشتعلت الأسعار.. ونفدت النقود.. وخويت الجيوب.. وخربت الذمم.. وعم الفساد فى الأرض.. ولم يعد للحياة معنى!!.. فباع الأب أولاده؟!.. ودفعت الأم بناتها ليأكلن بثدييهن؟!.. وانتحر البعض ممن ليس لديه بعض الإيمان لعدم قدرته على الإنفاق على أسرته؟!.. أو لعدم حصوله على فرصة للعمل؟!.. واستمرأ الموظف الرشاوى؟!.. وسلك الكبار طريق الفساد والاحتكار؟!.. وأما من رحم ربى فإنه يأكل رغيف العيش الحاف ويحمد ربه رغم أنه حصل عليه بشق الأنفس.. وأصبحت البلاد على شفا جرف هاو لا يعلم مداه سوى الله سبحانه وتعالى.
وإذا امسكنا ورقة وقلم وقمنا بحساب ما ينفقه الفرد هذه الأيام –ساعة كتابة هذا المقال.. فالأسعار كل يوم تزيد بنسبة عشرة بالمائة على الأقل- لوجدنا أن المواطن العادى يتكلف مايلى:-
ثلاثة جنيهات إفطار و تشمل مايلى:- 50 قرش فول-50 قرش طعمية-25 قرش رغيف عيش-50 قرش لكوب الشاى-50 قرش مياه-25 قرش مسحوق الغسيل-50 قرش غاز-50 قرش كهرباء- 25 قرش طرشى.
ثلاثة جنيهات على الأقل قيمة الانتقالات للعمل.
جنيهان على الأقل قيمة فنجان من القهوة أو كوبين من الشاى الأسود سواد الأيام التى نعيشها حاليا.
سبعة جنيهات غداء و تشمل مايلى:- جنيهان طبق خضار- جنيه طبق أرز أو مكرونة- جنيهان لطبق السلاطة-25 قرش رغيف عيش-50 قرش لكوب الشاى-50 قرش مياه-25 قرش مسحوق الغسيل-50 قرش غاز-50 قرش كهرباء- 25 قرش طرشى.
أربعة جنيهات عشاء و تشمل مايلى:- جنيه قطعة جبنة-25 قرش رغيف عيش-50 قرش لكوب الشاى -50 قرش لنصف كوب من اللبن-50 قرش مياه-25 قرش مسحوق الغسيل-50 قرش غاز-50 قرش كهرباء- 25 قرش طرشى.
أى إن إجمالى ما ينفقه المواطن فى اليوم الواحد يصل إلى حوالى عشرين جنيها ويكون إجمالى ما ينفقه فى الشهر حوالى ستمائة جنيه فقط لاغير على بند واحد فقط هو الأكل والشرب فى أقصى حدوده الدنيا بدون لحوم أو اسماك أو فراخ بيضاء -لا تشفى ولا تغنى- وبدون بيض وبدون حلويات بل هناك بنود أخرى مثل الإيجار والملابس والعلاج والترفيه وقيمة حلاقة الذقن يوم بعد يوم وليس كل يوم وأجر حلاقة الشعر مرة فى الشهر..
أى أن الفرد الواحد فى حاجة إلى ما يقرب من الألف جنيه ليستطيع قضاء احتياجاته الأساسية فقط..!! وإذا ما علمنا أن أسرة مكونة من الأب والأم واثنين من الأبناء وأضفنا قيمة استهلاك الأكل والشرب والمواصلات ومصروف الجيب والدروس الخصوصية ومستلزمات المدارس من كتب وكراسات وأقلام وخلافه لعلمت يا وزير المالية كم تتعذب الأسر المصرية لتدبير احتياجاتها الأساسية.. فماذا يفعل رب الأسرة المكونة من أربعة افراد.. والأسر المكونة من خمسة افراد أو من سبعة.. وماذا يفعل رب الأسرة الذى يعول والده ووالدته.. ومن يعول شقيقاته مع أسرته؟؟
دبرنا يا وزير المالية.. هل تكفى المائتى جنيه أو الثلاثمائة جنيه التى يحصل عليها الموظفين فى الغالب على مستوى الجمهورية ليحيا المواطن حياة متقشفة؟ بل دعنا نقول أن البعض يحصل على خمسمائة جنيه نتيجة عمل آخر أو نتيجة عمله هو وزوجته فهل يكفى هذا المبلغ لإعالة أسرة مكونة من فردين ولن نقول أربعة افراد؟
تعال نحسبها سويا يا وزير المالية فالأسرة المكونة من أربعة افراد تحتاج كل شهر على ما يلى:- أربعة كيلوجرامات من السكر (14 جنيه تقريبا) وأربعة كيلوجرامات من الأرز أو المكرونة (16 جنيه تقريبا) أربعة كيلو جرامات من الزيت (32 جنيه تقريبا) علبة سمن وزن 2 كيلو جرام (18 جنيه تقريبا) أربعة كيلو جبن (70 جنيه تقريبا) أثنين كيلو حلاوة طحينية (20 جنيه تقريبا) عيش (25 جنيه تقريبا) عيش فينو (25 جنيه تقريبا) خضار (70 جنيه تقريبا) فاكهه (50 جنيه تقريبا) شاى وقهوة (25 جنيه تقريبا) مواصلات (200 جنيه تقريبا) استهلاك مياه (25 جنيه تقريبا) استهلاك كهرباء (35 جنيه تقريبا) ألبان (70 جنيه تقريبا) فول وطعمية (70 جنيه تقريبا) صابون ومساحيق غسيل وصابون وأمواس حلاقة ومعاجين اسنان وحلاقة ومصاريف نسرية للأطفال وخلافه (110 جنيه تقريبا) انبوبة بوتاجاز أو استهلاك غاز (10 جنيهات تقريبا) إيجار ( متوسط 400 جنيه شهريا) بخلاف الدروس الخصوصية والعلاج ومستلزمات المدارس الكساء والأحذية والترفيه والطوارىء أى أن الأسرة يلزمها مصاريف شهرية قدرها حوالى ألف وخمسمائة جنيه لتلبية الاحتياجات الضرورية جدا للحياة ... فماذا عن باقى الاحتياجات الأخرى التى صارت ضرورية ايضا حتى أن بند مثل بند الادخار لم يعد له مكان فى الأسرة الحالية رغم أهميته.. مع الوضع فى الاعتبار أن هذه الأسعار ساعة كتابة المقال أما ساعة قراءة المقال فهى تختلف بالطبع.
ماذا يفعل المواطن يا وزير المالية فى ظل الارتفاع المتتالى للأسعار والتى زادت بأكثر من ستمائة فى المائة خلال عام واحد؟.. هل يلجأ الموظف للرشوة؟.. لقد فعل الكثيرون ذلك تحت ضغط الحاجة وضيق اليد ولكن ما هى النتيجة؟.. لقد كانت النتيجة خراب ودمار على البلاد فالموظف يحصل على رشوة والصيدلى الذى دفع الرشوة تاجر فى الممنوعات والطبيب رفع قيمة الكشف والنجار والسباك والميكانيكى و.. .. و.. .. الخ كل منهم غالى فى أجره ورفع قيمة الخدمة التى يقدمها وأصبحت الرشاوى والفساد هى العرف السائد فى مصر وأصبح من المحال أن تقضى مصلحة دون دفع "المعلوم" فلمصلحة من يتم ذلك؟ بالتأكيد ليس فى صالح الوطن وليس فى مصلحة المواطن؟؟.. أليس كذلك أم لك رأى آخر؟
نعم لقد أحرزت نجاحا ملموسا فى جمع الضرائب ولكن هل حصلت الضرائب من جميع فئات المجتمع؟.. ونعنى هنا الشركات الكبرى مثل شركات المحمول والحديد والأسمنت وتجار الخردة وملاك الأراضى وتجار الفاكهة والخضر والسماسرة ولاعبى الكرة والممثلين والمغنيين وغيرهم كثير.. هل فعلت ذلك؟
إن الدخل القومى المصرى دخل متنوع ومتعدد فهل لنا –باعتبارنا سلطة رابعة- أن نسألك فيما انفقت الدخل القومى المصرى من قناة السويس والبترول والغاز وتحويلات العاملين بالخارج والصادرات المتنوعة والضرائب... وغيرها كثير؟
إن التعليم والطرق والنقل والعلاج والسكن والغذاء تعد من الخدمات التى يجب على الحكومة أن تقدمها للمواطنين بصورة جيدة فهل أنت راض عن الخدمات التى تقدمها الحكومة للمواطن فى هذا الشأن؟
نعتقد أنك فى حالة الصدق سوف تصرخ بأعلى صوتك وتقول إن هذه الخدمات التى تقدم للمواطن المصرى لا تتناسب والدخل القومى وإن هذا المواطن الذى تحمل تبعات الحروب ثم الفساد طوال خمسين عاما أو أكثر قليلا يحتاج إلى رعاية وعناية أكثر.. أليس كذلك.. أكاد أرى ضميرك يوافقنا على ذلك!!.. فلماذا تغل يديك عن الشعب الذى رفعك إلى ما أنت فيه حاليا؟.. لماذا تقف أمام الاعتصامات والاضرابات التى تسود البلاد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا مطالبة بزيادة الأجور؟.. إن المواطن المصرى لن يفعل ذلك إلا إذا فاض به الكيل وأصبح على شفا الانفجار فلماذا تدفعون الشعب إلى مرحلة الغليان التى سيعقبها لامحالة الانفجار الذى لا يعلم مداه غيره سبحانه وتعالى؟..
لماذا لا تدرسون وتقررون زيادة فى الأجور تتناسب والارتفاع المتتالى للأسعار؟.. أن المواطن المصرى لا يريد أموالا لينفقها على السفر إلى باريس أو لندن للفسحة أو للعلاج أو للتصييف فى الساحل الشمالى أو شرم الشيخ والغردقة!!.. بل يريد ما يسد به رمقه ورمق أولاده ودخل يمكنه من تعليم أولاده وعلاجهم وكسوتهم وتسكينهم فى مسكن صحى ولائق بكونه إنسانا؟..
أن المواطن ما كان ليخرج إلى الشارع لولا إن الحياة شقت عليه ولم يعد يستطيع تلبية احتياجاته واحتياجات أولاده وأصبحت أسعار السلع بعيدة المنال عنه!!.. وإن استطعت وقف ارتفاع الأسعار فلن يطالبك أحد بزيادة الأجور.. أما وأن الأسعار تقفز من يوم لآخر فلابد وأن تسير الأجور بمحاذاة الأسعار وألا فإننا نرى أن القادم لن يبقى ولن يذر فالحذر ثم الحذر ثم الحذر!!!            
     


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق