أوباما
يختبر "مسافة السكة"
كتب محمود خليل:

لم يكن هذا
الموقف المصري الوحيد تجاه أمريكا الذى تعبر فيه عن الغضب المصري تجاهها فقد سبق
أن ترك الرئيس مبارك والوفد المصري أماكنهم أثناء انعقاد مؤتمر شرم الشيخ للسلام
حينما بدأ جورج بوش الصغير إلقاء كلمته ردا على عدم حضوره كلمة الرئيس مبارك, كما
التقى الرئيس مبارك أوباما عند زيارته لمصر أعلى سلم قصر القبة بينما صعد إليه
أوباما وصافحه, وهذا التعامل من جانب الرئيس مبارك ينفى عنه أنه كان مستسلما
لأمريكا وأنه يسير على هواها, أو انه فرط فى كرامة مصر, بل العكس تماما حافظ مبارك
على صورة وكرامة مصر على المستويين العربى والدولى بكل قوة, وكان الجميع يخشي غضب
مصر أو ردود أفعالها وإن كان ذلك لا يظهر للعلن لأن مبارك كان يرد "من تحت
لتحت", أو كما وصفته إسرائيل بالحية التى تلدغ فجأة دون أن يراها أحد أو
يستعد لها.


المعروف أن
إسرائيل والغرب وأمريكا لا يعترفون أبدا بالهزيمة ويحاولون التخلص من كل من ألحق
بهم الهزيمة ويكفى دليلا التخلص من الملك فيصل بيد فرد من العائلة المالكة,
والتخلص من السادات بيد جنود من الجيش المصري, والتخلص من الرئيس مبارك على يد
مصريين –ملحوظة: هؤلاء يحملون الجنسية المصرية فى هوياتهم فقط لكنهم ليسوا مصريين
إنتماء وعقيدة ووطنية- وكان لابد من التخلص من السيسي بعد فشل عدة محاولات
لاغتياله خاصة وأنه صار بطلا قوميا لدى المصريين وحديثه عن حماية مصر للبلاد
العربية خاصة دول الخليج يستدعى لديهم صورة عبد الناصر والقومية العربية, وتجربته
فى اليمن, ويحاولون استنساخها بشكل جديد لتوريط مصر فى حروب تقضى عليها.
يجب أن نتذكر
هنا أن السادات وعى الدرس تماما ولم يشارك بأية قوات مصرية خارج مصر, وقال قلته
المشهورة "انتهى زمن الحرب حتى أخر جندى مصري", وكذلك مبارك الذى سار
أيضا على الدرب ورفض مشاركة أية قوات مصرية فى حروب خارج مصر, وحافظ على مصر ولأول
مرة فى التاريخ لمدة 30 عاما بلا حروب وفى نفس الوقت جهز جيشا مصريا على أحدث
النظم العالمية ليحتل به المركز العاشر عالميا.
أكمل السيسي ما
بدأه مبارك وأنشأ قوات التدخل السريع لأول مرة فى مصر والشرق الأوسط, ورفع من
كفاءة القتال لدى أفراد الجيش ومعنوياتهم وسلح الجيش بأحدث المعدات الروسية التى
دفع بعض تكاليفها بعض دول الخليج خاصة الأمارات والسعودية, بعد ان تداركت تلك
الدول خطورة إضعاف مصر وسقوطها فى أيدى عصابة الإخوان الارهابية.

إن الخطة
الموضوعة هى مناوشة أو مهاجمة أو احتلال الكويت أو شمال السعودية أو البحرين التى
تتحكم فيها الميليشيات الشيعية وبالتالى تتدخل القوات المصرية فى بادىء الأمر
بقوات التدخل السريع وتمتد المعارك إلى مناطق أخرى حيث تطلب مددا من القاهرة التى
ترسل قوات أكبر وأكثر عددا مما يؤثر على القوات الأساسية داخل حدود الوطن وتكون
فرصة لمناوشة حماس الارهابية بل والقوات الصهيونية لمصر شرقا, وقوات
"دامل" –التى تعنى الدولة الإسلامية فى مصر وليبيا- على الحدود الغربية
والإخوانجية من الجنوب, فهل يعطى السيسي الفرصة لأمريكا لتنفيذ مخططها وتدمير
الجيش المصري ومن ثم تطبق خطة "برنارد لويس" باحتلال مصر العام القادم؟.

هذا التصور
بالتأكيد لدى المسئولين المصريين ولن يغيب عنهم, لكننا نخشي تأثير الثورجية الذين
سيخرجون مدفوعين من أمريكا وقطر للتأثير على القرار المصري لدفع القوات المصرية
للحرب خارج أراضيها, كما نخشي استفزاز عربى مثل قناة الجزيرة التى سيتم تسخيرها
للنيل من الجيش المصري ودفعه لخوض تلك الحروب, أو إجبار أمريكا وأوروبا للقيادة
السياسية على قرار الحرب –دون استعداد- عن طريق الضعط العسكرى على دول الخليج
العربى.
![]() |
السادات
![]() |
فيصل |
بوش الصغير
![]() |
كونداليزا رايس |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق