الخميس، يونيو 12، 2014

أوباما يختبر "مسافة السكة"

أوباما يختبر "مسافة السكة"
                                          
كتب محمود خليل:
اتصل الارهابى الماسونى باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة بالرئيس السيسي بعد 48 ساعة للتهنئة بانتخابه رئيسا لجمهورية مصر العربية, بعدما أرسل مبعوثا خاصا لأمريكا للمشاركة فى تنصيب السيسي رئيسا, والذى احتل مقاعده فى الصف الثالث للمهنئين بعد الصف الأول الذى شغله الملوك والرؤساء والأمراء العرب وممثلى الحكام العرب, بينما جلس كبار المدعوين المصريين فى الصف الثانى فى أشارة ذكية إلى أن التوجه المصري المقبل سيكون عربيا وفى ذات الوقت تقديرا للدول العربية التى وقفت وساندت مصر أثناء ثورة 30 يوينو, وتعبيرا عن عدم الرضا المصري لردود الأفعال الأمريكية تجاه مصر عقب ثورة 30 يونيو, وتأييدها لانقلاب 25 يناير 2011, وحكم الإخوان الارهابيين.
لم يكن هذا الموقف المصري الوحيد تجاه أمريكا الذى تعبر فيه عن الغضب المصري تجاهها فقد سبق أن ترك الرئيس مبارك والوفد المصري أماكنهم أثناء انعقاد مؤتمر شرم الشيخ للسلام حينما بدأ جورج بوش الصغير إلقاء كلمته ردا على عدم حضوره كلمة الرئيس مبارك, كما التقى الرئيس مبارك أوباما عند زيارته لمصر أعلى سلم قصر القبة بينما صعد إليه أوباما وصافحه, وهذا التعامل من جانب الرئيس مبارك ينفى عنه أنه كان مستسلما لأمريكا وأنه يسير على هواها, أو انه فرط فى كرامة مصر, بل العكس تماما حافظ مبارك على صورة وكرامة مصر على المستويين العربى والدولى بكل قوة, وكان الجميع يخشي غضب مصر أو ردود أفعالها وإن كان ذلك لا يظهر للعلن لأن مبارك كان يرد "من تحت لتحت", أو كما وصفته إسرائيل بالحية التى تلدغ فجأة دون أن يراها أحد أو يستعد لها.
نعود إلى السيسي الذى حذر فى أكثر من مناسبة من التعدى أو مهاجمة دول الخليج وأرسل قوات مصرية إلى الأمارات والبحرين لعمل مناورات مع الجيش الأماراتى والبحرينى وليكون بمثابة تحذير أن مصر تدافع عن دول الخليج وتقف بجانبها ولن تسمح بتهديدها, وقال إن تهديد أية دولة من دول الخليج يعنى تهديدا لمصر وأن القوات المصرية ستكون هناك "مسافة السكة", وقد التقطت أمريكا والدول الأوروبية هذا التصريح على مأخذ الجد خاصة بعد المواقف القوية للجيش فى مواجهة الإخوانجية الارهابيين, وإفشال مخطط الفوضى الخلاقة "الهدامة" التى روجت لها كونداليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا ووقفت مصر مبارك ضدها بكل قوة وكانت أحد أسباب تدخل أمريكا ضده وإشعال الثورة ضده, وكانت تمنى نفسها أن يكون رد مبارك عنيفا مثل رد بشار الأسد غير أن حكمة مبارك فوتت الفرصة عليهم وعلى الإخوانجية الارهابيين بعدما قام بتفويض القوات المسلحة لإدارة شئون مصر, وبالتالى كان مبارك أول من وضع حجر أساس خطة إفساد المخططات الأمريكية الارهابية التى كانت ترمى لتفتيت مصر ومن ثم العالم العربى.
ظلت القوات المسلحة ومعها المخابرات العامة تدرس وتخطط كيفية إفساد تلك الخطط رغم وصول الإخوانجية للحكم عن طريق التزوير, حتى وصلنا إلى ثورة 30 يونيو والتخلص من هؤلاء الارهابيين, وإجبار العالم على الإعتراف بتلك الثورة ووصول السيسي إلى الحكم.
المعروف أن إسرائيل والغرب وأمريكا لا يعترفون أبدا بالهزيمة ويحاولون التخلص من كل من ألحق بهم الهزيمة ويكفى دليلا التخلص من الملك فيصل بيد فرد من العائلة المالكة, والتخلص من السادات بيد جنود من الجيش المصري, والتخلص من الرئيس مبارك على يد مصريين –ملحوظة: هؤلاء يحملون الجنسية المصرية فى هوياتهم فقط لكنهم ليسوا مصريين إنتماء وعقيدة ووطنية- وكان لابد من التخلص من السيسي بعد فشل عدة محاولات لاغتياله خاصة وأنه صار بطلا قوميا لدى المصريين وحديثه عن حماية مصر للبلاد العربية خاصة دول الخليج يستدعى لديهم صورة عبد الناصر والقومية العربية, وتجربته فى اليمن, ويحاولون استنساخها بشكل جديد لتوريط مصر فى حروب تقضى عليها.
يجب أن نتذكر هنا أن السادات وعى الدرس تماما ولم يشارك بأية قوات مصرية خارج مصر, وقال قلته المشهورة "انتهى زمن الحرب حتى أخر جندى مصري", وكذلك مبارك الذى سار أيضا على الدرب ورفض مشاركة أية قوات مصرية فى حروب خارج مصر, وحافظ على مصر ولأول مرة فى التاريخ لمدة 30 عاما بلا حروب وفى نفس الوقت جهز جيشا مصريا على أحدث النظم العالمية ليحتل به المركز العاشر عالميا.
أكمل السيسي ما بدأه مبارك وأنشأ قوات التدخل السريع لأول مرة فى مصر والشرق الأوسط, ورفع من كفاءة القتال لدى أفراد الجيش ومعنوياتهم وسلح الجيش بأحدث المعدات الروسية التى دفع بعض تكاليفها بعض دول الخليج خاصة الأمارات والسعودية, بعد ان تداركت تلك الدول خطورة إضعاف مصر وسقوطها فى أيدى عصابة الإخوان الارهابية.
أما رد الارهابى أوباما على "مسافة السكة" فتمثل فى تسليح "داعش" الشيعية بمعاونة ايرانية وتركية وتمويل قطرى ودعم لوجستى صهيونى لاحتلال العراق, ومن ثم سيتم تهديد الكويت وربما احتلالها, تكرارا لما فعله صدام حسين بإبعاز من أمريكا لتوريطه ثم القضاء عليه, أما حاليا فالهدف توريط جيش مصر واستنزاف قواه, وقواته وقدراته, فالسيسي سيكون فى موقف ضعيف إن لم يقف فى مواجهة داعش المدعومة أمريكيا إن تقاعس عن رد العدوان عن الكويت أو أية دولة خليجية والتى يحتمل إحداث قلاقل بها عن طريق خلايا الإخوان وقوات داعش النائمة والتى تنتظر الأوامر لشن الحرب ضد تلك الدول.
إن الخطة الموضوعة هى مناوشة أو مهاجمة أو احتلال الكويت أو شمال السعودية أو البحرين التى تتحكم فيها الميليشيات الشيعية وبالتالى تتدخل القوات المصرية فى بادىء الأمر بقوات التدخل السريع وتمتد المعارك إلى مناطق أخرى حيث تطلب مددا من القاهرة التى ترسل قوات أكبر وأكثر عددا مما يؤثر على القوات الأساسية داخل حدود الوطن وتكون فرصة لمناوشة حماس الارهابية بل والقوات الصهيونية لمصر شرقا, وقوات "دامل" –التى تعنى الدولة الإسلامية فى مصر وليبيا- على الحدود الغربية والإخوانجية من الجنوب, فهل يعطى السيسي الفرصة لأمريكا لتنفيذ مخططها وتدمير الجيش المصري ومن ثم تطبق خطة "برنارد لويس" باحتلال مصر العام القادم؟.
إننا نرى أنه لا يجب التخلى عن أى بلد عربى لأن تلك البلاد تمثل العمق الاستراتيجى لمصر ولذا يجب أن يكون بين مصر وتلك الدول تحالف وتبادل مخابراتى معلوماتى واستراتيجى يضع خططا لمواجهة كل الاحتمالات, وأن يكون لمصر مستشارين عسكريين لدى دول الخليج يضعون خطط المواجهة ويشرفون على تدريب قوات تلك الدول لمواجهة كافة الاحتمالات لتكون تلك القوات هى الأساس فى المعركة وليست القوات المصرية التى يجب أن تكون مهمتها الدفاع فى العمق المصري, ولا مانع من مشاركة قوات من النخبة مع قوات دول الخليج فيما قد ينشأ من حروب مستقبلية.

هذا التصور بالتأكيد لدى المسئولين المصريين ولن يغيب عنهم, لكننا نخشي تأثير الثورجية الذين سيخرجون مدفوعين من أمريكا وقطر للتأثير على القرار المصري لدفع القوات المصرية للحرب خارج أراضيها, كما نخشي استفزاز عربى مثل قناة الجزيرة التى سيتم تسخيرها للنيل من الجيش المصري ودفعه لخوض تلك الحروب, أو إجبار أمريكا وأوروبا للقيادة السياسية على قرار الحرب –دون استعداد- عن طريق الضعط العسكرى على دول الخليج العربى.




السادات 
فيصل


بوش الصغير 
كونداليزا رايس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق