نشطاء
"الغبرة" بين "عواجيز" دولة مبارك و"عواجيز" لا
دولة الإخوان
الشباب
"السيس" والعيال "الملاحيس" ودولة "العواجيز"
كتب محمود خليل:
استمعت إلى واحد
ممن يسمون أنفسهم إعلاميين يهنىء المصريين بدولة العواجيز... وهى العبارة التى كان
يرددها الشباب السيس, والعيال الملاحيس, نشطاء الغبرة, فى التحرير, أيام وكسة 25
خساير 2011, وأثناء الانتخابات عام 2012.. واليوم عادت ذات النغمة يرددها
الإخوانجية ومن يواليهم من المغيبين, ومن يردد "أحنا مش إخوانجية بس بنحترمهم",
وتكررت ذات النغمة من أنصار حمدين صباحى مرشح التيار الناصرى اليسارى الشيعى الإخوانى
السلفى الاشتراكى الثورى الديمقراطى.
نسى كل من يردد
هذه النغمة الفاسدة أن حمدين, بديع, مرسي, أبو الفتوح, شرف, حسان, برهامى,
والقرضاوى فوق الستين, ولا ندرى هل عميت أبصار هؤلاء عن أعمار من يؤيدونهم أو
يعبدونهم, وأبصرت فقط أن رجال مصر, مبارك, شفيق, طنطاوى, محلب, السيسي, الجنزوى, هم
العواجيز.
نسي هؤلاء السيس
أنه لولا هؤلاء العواجيز ما كانوا يعيشون تلك الرفاهية التى يحيونها الآن.
نسي هؤلاء أن
العواجيز هم من ربوهم وعلموهم, ومن حرروا البلاد وحافظوا عليها.
نسي هؤلاء أن
قدوتهم التى تربوا على أيديهم ويتخذونهم مثلا مثل حمدين صباحى وعبد المنعم أبو
الفتوح, ويطلقون عليهم صفة "المناضلين" لمجرد أنهم "بجحوا"
و"بوأو" فى الرئيس السادات, وتحدثوا بشكل غير لائق أمام رئيس الدولة,
واعتبروا ذلك "نضالا" ونحن نعتبره "قلة أدب" و"عدم
تربية", ولو كان هؤلاء تربوا فى بيوتهم تربية إسلامية سليمة, أو حتى تربية
عادية, لعلموا أن احترام الكبير, القائد, والمعلم واجب, لكن الهدف كان تحطيم صورة
القائد, الرمز, الكبير, والمعلم, فى نفوس الشباب والشعب, فبعد واقعة حمدين وأبو
الفتوح فى جامعة القاهرة, ظهرت افلام ومسرحيات كثيرة تهدم صورة الرمز والقدوة ومن
أشهرها "مدرسة المشاغبين", و"العيال كبرت", فالأولى هدمت صورة
المعلم, والثانية هدمت صورة الأب, وهو ما يعيد إلينا صورة أحد نشطاء الغبرة وهو
يرفض تعامل الشعب مع الرئيس مبارك على أنه اب المصريين, ويقول إنه "مجرد
موظف" عند المصريين!!!.
نسي هؤلاء أن معظم دول العالم يحكمها رؤساء وملوك تعدوا سن الستين.
لم يحاول هؤلاء السيس دراسة تجربة الجزائر ولماذا اختاروا رئيسا تعدى الثمانين من عمره ويجلس قعيدا على كرسي متحرك؟, لقد اختاروه لأنه تمكن بحكمته وحسن إدارته للبلاد من تجنيبها صراعات وحرب أهليه, وقضى على جذور الارهاب, ولم نسمع مواطنا واحدا يدعى أنه "عجوز", أو طالب بإسقاط "دولة العواجيز", أن أمن بلادهم أهم من كل شىء.
وطالما ان هؤلاء
يتحدثون بإسم الإسلام فلنر كيف يتعامل الإسلام مع كبار السن, ونذكرهم أن الأجيال
تتعاقب وسوف تنال منهم السنون, وسوف يأتى جيل يسخر منهم ويطلق عليهم لقب العواجيز,
فالدنيا دوارة وكما تدين تدان.
يقول الله سبحانه
,وتعالى فى كتابه العزيز, "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ
ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا
يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ".
ويقول أيضا
"وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى
أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَي لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ
عَلِيمٌ قَدِيرٌ".
لقد أكد الإسلام
ودعا إلى توقير كبار السن, وعلى احترام المسن, الشيخ, وذي الشَّيبة من باب التعظيم
والتبجيل. وخصَّ
من هؤلاء الوالدَيْن عندما يكبران, "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا
إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ
الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ
تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا".
أما رسولنا
الكريم فيقول, "بجِّلوا المشايخ فإنَّ من إجلال الله تبجيل المشايخ".
ويقول أيضا, "من
البر أن تصل صديق أبيك".
ويقول أيضا "ليس
منَّا من لم يوقِّر كبيرنا ويرحم صغيرنا".
ويقول"
إنَّ من إجلالي
توقير الشيخ من أمّتي".
ويقول"
ما أكرم شاب
شيخاً لسنّه إلاّ قيّض الله له مَن يكرمه عند سنّه".
ويقول
البركة مع
أكابركم".
ويقول
الخير مع
أكابركم".
ويقول"ليس منَّا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا".
ويقول
"ليس منَّا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه."
ويقول
"البركة في أكابرنا فمن لم يرحم صغيرنا ويجلُّ كبيرنا فليس
منَّا."
ويقول "أمرني
جبريل أن أقدم الأكابر".
وأما من يستخف بكبار
السن فله عقاب في الدُّنيا، فمن إجلال الله عزَّ وجلَّ إجلال المؤمن ذي الشيبة ومن أكرم مؤمناً
فبكرامة الله بدأ ومن استخف بمؤمن ذي شيبة أرسل الله إليه من يستخف به قبل موته".
علينا أن نعلم، أنَّ
هناك أُمور في الدُّنيا يُمكن تعويضها ولو جزئياً, لكنَّ بركة الكبار في بيوتنا لا
عودة لها أبداً.
والمثل الشعبى
المصري يقول "اللى مالوش كبير يشترى له كبير".
وإذا كان هؤلاء السيس
والملاحيس لا يتعرفون بالإسلام, ولا بالتقاليد المصرية, فنذكرهم بإعلان الجمعية
العامة للأُمم المتحدة عام 1982 الذى دعا إلى ضرورة الاهتمام ورعاية المسنِّين,
ومن ثم وضع مؤتمر عام 2002 في مدريد خطة لمعالجة مشاكلهم في العالم.
يتقولون على
مبارك أنه فاسد, ولا يدرون أن الصهاينة ينتقمون منه بسبب دوره فى حرب أكتوبر, وهم
أناس لا ينسون ثأرهم, ولذلك انتهزوا الفرص ودبروا الخطط لينتقموا منهم بأيدى
أبنائه من شعبه, مثلما انتقموا من السادات وقتلوه بأيدى بعض من ابناء وطنه ويوم
انتصاره.
نسى هؤلاء السيس
أن الرئيس مبارك تكالبت عليه أمريكا وإسرائيل وأوروبا وتركيا وقطر انتقاما منه
لأنه رفض إقامة قواعد عسكرية أمريكية على البحر الأحمر, ورفض إرسال قوات مصرية إلى
العراق لتحل محل القوات الأمريكية بعد انسحابها من العراق, ورفض تقسيم السودان
واستبدال ذلك باتحاد كونفيدرالى أو فيدرالى؛ حرصاً على أمن السودان ووحدة شعبه
وأراضيه وخوفاً من تقسيم مصر بعد ذلك, ورفض مطالب أمريكا بالضغط على محمود عباس للتفاوض
مع إسرائيل دون شروط, ورفض خطة أمريكية لحماية دولية فى قناة السويس حال تعرضها
لأية مخاطر من تنظيم القاعدة, ورفض إدانة إيران منفردة لنشاطها النووى فى المحافل
الدولية وإصراره على إخلاء الشرق الأوسط بأسره من أسلحة الدمار الشامل بما فيها إسرائيل, ورفض خطة توسيع قطاع غزة ومنح الفلسطينيين 720 كم من أراضى سيناء
لإقامة دولة فلسطينية عليها، كما رفض عام 2008 بعد ضرب إسرائيل لغزة أن تتولى مصر مسئولية
غزة.
هذا هو حسنى
مبارك "العجوز" الذى لا يعجب الشباب السيس, العيال الملاحيس, ونشطاء
الغبرة, ويعجبهم الجاسوس العجوز المجرم مرسي فتحية, وباقى عصابة الإخوان
"العجائز" لأنهم نفذوا خطة أمريكا بتقسيم السودان, ومن ثم تقسيم مصر,
وتفتيت الجيش المصري, وبيع سيناء للفلسطينيين, وإدارة مصر لغزة, وتحويل الجيش
المصري إلى ضامن لأمن إسرائيل, وتحويل سيناء إلى إمارة "إسلامية"
لارهابيي القاعدة وحماس والإخوان, وتدمير الاقتصاد المصري, وتفكيك الشرطة المصرية.
هذا هو الفرق
بين عواجيز دولة مبارك, وعواجيز لا دولة الإخوان والجاسوس مرسي فتحية.
لقد رفض عواجيز
دولة مبارك بما فيهم العجوز مبارك نفسه مغادرة مصر, ووقف بجسارة يواجه كافة
الاتهامات الباطلة أمام القضاء المصري, بينما هرب عواجيز مرسي فتحية والإخوان إلى
خارج مصر كاللصوص والمهربين, أنهم غير مصريين, ولا ينتمون إلى أرض مصر الطيبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق