الأربعاء، ديسمبر 10، 2014

بعد غلق السفارات .. هل تستقر الأحوال السياسية فى مصر؟

بعد غلق السفارات .. هل تستقر الأحوال السياسية فى مصر؟
                              
كتب محمود خليل:

سفير بريطانيا فى الشارع
هل تترك أمريكا وإسرائيل وباقى قائمة الأعداء التى تضم حماس وتركيا وقطر والدولة الأوروبية التى تدور فى فلك السياسة الأمريكية وتأتمر بأمرها مصر لتستقر وتستعيد عافيتها؟ السياسية والاقتصادية وتوفر للشعب المصرى حياة كريمة ينعم فيها بالأمن والأمان؟.
الحقيقة يذكرها التاريخ ويؤكدها الواقع إذ يؤكد التاريخ أن الدول الاستعمارية لن تترك مصر تهنأ وتستقر وتعمل دائما أن تكون دولة عائمة شبه مستقرة وشبه ديمقراطية..
التاريخ يثبت ذلك منذ الاحتلال الفارسي فالتتار والمغول والرومان والصليبيين فالفرنسيين ثم الإنجليز وأخيرا الصهاينة.. الدجميع يعمل على ألا تتقدم مصر أو تقوى أو تستقر أو يكون لديها جيش قوى ويجب أن تغرق فى مشاكلها الداخلية وإلا اصبحت قوة عظمى تناطح الكبار فى قرارهم واستراتيجيهم وتغلق الباب فى وجه أطماعهم فى المنطقة وتفرض سيطرتها على المنطقة .. هذا هو التاريخ الذى تؤكده الأحداث..
سفير بريطانيا يشترى الخضار بنفسه
أما اليوم وكما ذكرت فى مقال سابق بعنوان "مصر وقطر .. أمريكا وداعش .. قراءة فى المستقبل" وذكرت فيه أن تحركات السيسي وزياراته خارج مصر وزيارات المسئولين الأجانب ومن دول بعينها تؤسس لمرحلة جديدة تقوم فيها مصر بدور قيادى ويصنع تحالفا جديدا يقف فى وجه الأطماع الأمركية التى تعمل على فرض سيطرتها وثقافتها وأسلوب حياتها ليس السياسي فقط بل والاجتماعى أيضا على كل دول العالم وليس هذا فحسب بل وتحاول فرض سيطرتها على مخازن الطاقة فى كل دول العالم ولعل حروبها فى المنطقة العربية تؤيد ذلك فهى تريد استنزاف مخزون المنطقة من الطاقة إلى أخر رمق ومن ثم تبدأ فى استغلال مخزونها من الطاقة والذى ظهر فى أراضيها فى فرض قراراها وسياستها على العالم, فبعد وصول سعر برميل البترول إلى اكثر من مائة دولار ضخت فى الأسواق بترول من إنتاجها فهبط السعر إلى حوالى 60 دولار للبرميل مما أثر على اقتصاديات وخطط تنمية العديد من الدول المنتجة للبترول والتى اضطرت لضخ المزيد من البترول لتويض خسائرها والمضى فى الخطط التنموية.
نجاحات الجيش فى القضاء على الارهاب فى سيناء 
أما إذا انتقلنا إلى مصر وتحديدا ما قامت به بعض الدول الأوروبية من غلق سفاراتها بحجة عدم الأمان فى مصر وتحذير رعاياها من السفر والسياحة فى مصر ف‘ن هذا الغلق وهذا التحذير يأتى فى إطار الحرب المخابراتية التى صارت علنية بين مصر من جانب وأمريكا ودول الأعداء من جانب أخر بعد نجاح السيسي فى فرض الأمن على أرض مصر بنسبة كبيرة, والقرارات السياسية والاقتصادية التى أصدرها والتى حدت كثيرا من خطر الإرهاب الإخوانجى الداعشي, كما كان للقرارات التى اصدرها دورا فى إنتعاش الحركة السياحية إلى مصر والتى أهلتها للعودة مرة أخرى بقوة إلى احتلال مكانتها اللائقة بها إلى خريطة السياحة العالمية, كما كان للحرب التى تشنها على الفساد والقرارات والقوانين التى صدرت فى هذا الشأن دورا فى تقدم مصر فى قائمة الدول الأكثر فسادا خمسة مراكز وهو الأمر الذى يسبب حرجا للدول الأجنبية والتى تسهم بشكل فعال فى نشر الفساد فى مصر والدول الأخرى للنفاذ منه إلى الداخل والضغط عليها من جانب آخر لتنفيذ قرارات اقتصادية أو سياسية صعبة.
عودة السياحة الى مصر يثير هجوم الأعداء عليها
أما قناة السويس الجديدة والمخطط لإنشاء منطقة لوجستية للغلال والمواد الغذائية والبترولية فإن ذلك من شأنه أن يوفر لمصر استقلالية اقتصادية وبالتالى لن تكون هناك وسيلة للضغط عليها لأنها ستوفر احتياجاتها من الغذاء والطاقة وبأسعار مناسبة بل ستيصبح قبلة العالم الاقتصادية, وبالتالى سوف تتحكم فى جزء كبير من التجارة العالمية وهو ما لا ترغب فيه الدول الأعداء لمصر, كما ستقطع القناة الجديدة الحياة عن المشروع الصهيونى بشق قناة أو مد خط سكة حديد من إيلات إلى البحر المتوسط مما اثر على فرص ازدهار الاقتصاد الصهيونى.
أما ما يتعلق بالشأن الداخلى فإن غلق السفارات جاء بحجة تهديدات أمنية لتلك السفارات فى حين ان الهدف المخفى هو الضغط على الحكومة المصرية للإفراج عن قيادات الإخوان ومنع تنفيذ أحكام الإعدام على من صدر حكم بإعدامهم, وإجبار الداخلية المصرية على غلق الشوارع المؤدية إلى تلك السفارات مع صعوبة تنفيذ هذا الغلق الذى صدر ضد حكم قضائى واحجب التنفيذ والاحترام بفتح كل الشوارع المحيطة بتلك السفارات أمام المشاه والسيارات لما يسببه الغلق من مضار كثيرة للسكان فى تلك المناطق.
يأتى هذا الغلق أيضا لتحذير السائحين من زيارة مصر ولذلك تعود مصر إلى نقطة الصفر بشان الوفود السياحية التى تفد إليها فتفقد مصر جزء مهما من دخلها القومى وتصوير مصر على أنها ما زالت تعالى من الارهاب فى حين أنها لم تغلق سفاراتها فى ليبيا واليمن والعراق وسوريا وتونس وايران وهى دول تعانى كثيرا من الاضطرابات وعدم الاستقرار السياسيى!!..
إن النجاحات المصرية فى محاربة الارهاب ودحره فى سيناء وعلى الحدود الغربية وتأمين الحدود بالقوانين التى أصدرها السيسي أفشل مخطط أخر بدخول الارهابيين وداعش الأمريكية إلى الأراضى المصرية وبالتالى تحويلها إلى بؤرة ارهابية تمكن أمريكا ومريديها من تحطيم وإسقاط الدولة المصرية لصالح المخطط الصهيونى الماسونى العالمى بالسيطرة على المنطقة العربية وخاصة مصر والانطلاق منها إلى فرض سيطرتها على العالم كله.. فمصر هى حجر الزاوية فى هذا المخطط.
الأعداء هدفهم سيناء بلا جيش ولا تنمية 
إذن فالهدف من غلق السفارات ليس بسبب الارهاب كما تدعى تلك الدول ولكنه لهدف سياسي للضغط على الحكومة المصرية لصالح إسرائيل والإخوان والجماعات الارهابية وحتى تعدل مصر من سياساتها تجاه روسيا والصين والخليج وهى السياسة التى يتبعها السيسي حاليا لتوفير مناخ سياسي واقتصادى آمن لمصر.

إذن فالحرب ليست عسكرية فقط ولكنها حروب متنوعة ما بين سياسية واقتصادية وإعلامية وارهابية ومخابراتية ونحن مطمئنون إلى أن السيسي ومعه أجهزة المخابرات المصرية بأنواعها قادرة على وقف تلك الحروب واللعب المخابراتى ليس العلنى فقط بل والسري أيضا.. خاصة وأن أوباما ومن قبله أردوجان اتهما مصر بأنها تقف خلف "ثورات" الشعب التركى والأمريكى .ز وهو إتهام مضحك لأنه ليس عليه دليل مادى وإلا فأنه كان عليهما تقديمه بل وفضح مصر ولذلك فكل تلك اللاتهامات تقع تحت بند الهراء السياسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق