السبت، ديسمبر 17، 2011

رسالة خاصة وعاجلة جدا إلى المشير


رسالة خاصة وعاجلة جدا إلى المشير

كتب محمود خليل:
السيد المشير/ محمد حسين طنطاوى
              رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة
باعتبارى مواطنا مصريا له حق فى كل ما على أرض مصر وما فى باطنها وما فى سمائها وبحارها وأنهارها وصحرائها ومنشآتها العامة الثابتة والمتحركة, احملكم مسئولية ما يحدث حاليا من تخريب متعمد فى تلك الممتلكات والمنشآت وما تتعرض له القوات المسلحة وقوات الشرطة والقضاء من إهانة واستهانة بأفرادها وممتلكاتها, بسبب التقاعس فى رد هجمات المخربين ضدها, وعدم تفعيل القانون فى مواجهتهم.
لقد بذل أجدادى وآبائى كل غال ونفيس فى سبيل بناء مجد مصر ممثلا فى كل ما على ارضها من معالم سياحية وعلمية وتعليمية وأمنية وغيرها, مثلما بذلت أنا من قوتى ومن أولادى, واحفادى, حتى ننعم بخيرات هذا البلد والعزيز والوطن الغالى علينا أجمعين, بينما يشذ عن ما عرف عن المصريين من حب لبلدهم مجموعة من الخونة والعملاء والمخربين والبلطجية –أولاد الحرام- الذين لا يهمهم من أمر البلد شيئا سوى الحصول على بضعة دولارات أو دينارات مقابل تخريب البلد, ونشر الفوضى والذعر بين أرجائه, وبين مواطنيه, حتى صرنا أضحوكة بين الأمم, ومثالا للشعب الهمجى البلطجى, وصارت صورة المصرى فى الخارج مرادفا لصورة الشخص الفوضوى الغجرى التتارى.
لقد قام المخربون منذ فترة بحرق وتخريب أقسام الشرطة والسجون والبنوك والمحاكم ومديريات الأمن ومبانى المحافظات, ثم حاولوا حرق وزارة الداخلية, ثم حرقوا المجمع العلمى المصرى –اقدم مجمع علمى فى التاريخ الحديث للأمم- مثلما خربوا من قبل مترو الانفاق وحاولوا تخريب وحرق مجالس الشعب والشورى والوزراء, ودون أن تتحرك الشرطة العسكرية او الشرطة المدنية أو قوات الجيش لاخماد تلك الحرائق, ولا ندرى السبب الذى منعهم من أداء واجبهم رغم أن البلطجية والمخربين, سبوهم بأقذع الألفاظ واتهموا الجيش بالخيانة وأشياء أخرى, بل وتجبروا فقتلوا واصابوا العديد من ضباطه وجنوده, الذين ما كان يجب أن تسيل دمائهم على أرض الوطن وبيد مواطنيهم بل كان يجب أن تدخر تلك الدماء فى مواجهة الأعداء المتربصين بمصر على الحدود جميعها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا, ورغم رؤيتهم للمخربين وهم يحرقون ممتلكات الشعب فإنهم لم يحركوا ساكنا!!!
إننا نحملك يا سيادة المشير مسئولية دماء هؤلاء الشهداء, بعد أن غلت ايديهم عن الدفاع عن أنفسهم وعن المنشآت والمركبات.
لقد غلت ايديهم يا سيادة المشير عن الدفاع عن الوطن والموطن, والسؤال لماذا ولمصلحة من؟ وخوفا ممن من؟ وممن ماذا؟
السيد/ المشير
دعكم من مسألة عدم مواجهة الجيش للشعب, أو اصداركم أوامر بمنع التعدى على أى متظاهر, أو محاولة فض الاعتصام بالقوة, فهذا كلام لا مجال للحديث فيه مع "شوية عيال بلطجية من لمامة الشوارع والحوارى والكبارى", وليس مجاله الحوار أو الحديث مع من يمسك بالخرطوش وأنانبيب البوتاجاز وزجاجات المولوتوف والخناجر والسكاكين, هؤلاء ليسوا بثائرين وليسوا بثوار, بل إنهم بلطجية ومخربين يجب اجتثاث شأفتهم ضربا بالرصاص, وقتلهم فى ميدان عام جزاء ما اقترفت أيديهم فى حقى وحقك وحق الشعب والوطن وممتلكاته وجيشه وحاضره ومستقبله, إنهم مفسدون فى الأرض, ويجب أن نطبق قول الله تعالى عليهم حينما قال سبحتنه وتعالى فى كتابه الحكيم: إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.
إنك يا سيادة المشير المسئول الأول عن ما يحدث فى مصر من خراب وتخريب باعتبارك صاحب السلطة الأولى فى مصر حاليا, ومن حقك استخدام كافة الوسائل والطرق فى الحفاظ على أمن مصر وطنا ومواطنا, أرضا ومنشآت, ممتلكات عامة وخاصة, والتاريخ لن ينصفك بسبب السلبية أو "الطبطبة" أو التخاذل أو التردد أو الخوف –سمها ما شئت- فى اتخاذ قرار يحفظ للوطن والجيش هيبته وأمنه, ويحفظ للمواطن أمنه وأمانه.
السيد/ المشير
التاريخ لن يشيد بك يا سيادة المشير لأنك لم تضرب أبناء وطنك حينما خربوا فى البلاد وعاثوا فيها فسادا, ولن يضع على صدرك يناشين لأنك حافظت على حقوق الإنسان, ولن يضع على كتفيك النجوم والسيوف لأنك استمعت لنصائح المخربين فى المجلس الشيطانى (الاستشارى) أو مستشارى السوء من المتصدرين للساحة السياسية حاليا, فكل هؤلاء منتفعين ومخربين, وعملاء لا يريدون للبلاد النهضة ولا التقدم ولا الاستقرار.
التاريخ يا سيادة المشير لا يعترف إلا بالأقوياء الذين يتخذون القرارات الصعبة فى وقتها, ونرجو أن تراجع سيرة الرئيس السادات, ولن يعترف إلا بمن يحافظ على استقرار الوطن والمواطن, ولتراجع سيرة مبارك, رغم ما قد يؤخذ عليه فقد كان صمام أمان وحافظ على استقرار الوطن والمواطن طوال فترة حكمه, ولن يعترف التاريخ بالحاكم الطيب ولكنه يعترف بالحاكم الذى يحقق الانجازات لشعبه, ويحافظ على مكتسباته وممتلكاته وأمنه وأمانه, ولتراجع سيرة جورج بوش الكبير والصغير, رغم اختلافنا معهما بسبب موقفهما من العرب والمسلمين, ولتراجع سير قادة العدو الصهيونى, والذين ناضلوا وحاربوا وقتلوا فى سبيل بناء كيانهم, والحفاظ على أمن وأمان بلدهم ومواطنيهم, رغم أختلافنا كلية معهم, إلا أنهم أنموذجا لرجال "الدولة" الذين يحافظون على وطنهم ومواطنيهم بكافة السبل.
راجع يا سيادة المشير سيرة محمد على باشا, وكيف قطع رقاب عدد من المماليك الذين كانوا يعيقون استقرار مصر, وكيف أصبحت مصر بعدما تخلصت منهم, لقد سارت فى طريق التقدم والنهضة وصارت دولة تناطح الدول الكبرى.
لا نريد منك يا سيادة المحافظ القمع ولا الظلم ولكننا نريد فقط تطبيق القانون بحزم وقوة وحسم.
نريد القبض على كل مخرب وبلطجى وتقديمه إلى القضاء المدنى أو العسكرى لا يهم ولكن المهم أن ينال جزاء ما اقترفت يداه.
نريد نشر نتائج التحقيقات التى اجرتها النيابة العامة والعسكرية مع المتهمين بأحداث الشغب والحرق والتخريب, على الرأى العام, وكشف المتآمرين والممولين من الدول والأفراد, لمخربين فى التحرير وغيره.
نريد عدم الافراج عن المخربين الذين يتم ضبطهم وبحوزتهم اسلحة أو من خرب الممتلكات العامة أو الخاصة أو قطع طريقا أو عطل مصالح الوطن والمواطنين.
نريد كشف رؤوس الفتنة من الشخصيات التى تتصل بالخارج وتعمل مع أجهزة ومؤسسات خارجية لضرب الوطن, وكلهم معروفين.
السيد/ المشير
البلد تضيع من بين أيدينا وستنهار إذا لم يتم اتخاذ موقف حازم وسريع تجاه كل المخربين والبلطجية والعملاء, فلا تخشى مجالس حقوق الإنسان, ولا الشخصيات الكارتونية التى تزايد على الوطن لصالح مصالحها الشخصية ولصالح دول أجنبية وعربية, لا تريد الخير لمصر ولا للمصريين.
لقد شاهدنا فى حادثة ماسبيرو زمحمد محمود وقصر العينى كيف خرج الصويون الشرفاء للدفاع عن الجيش والشرطة والممتلكات العامة, فلا تخش من العملاء والخونة فكلهم ممولين من الخارج وحينما تكشفهم ستجدهم يفرفون هربا إلى حيث أسيادهم, ولن يقف معك ويساندك سوى هؤلاء الذين خرجوا للدفاع عن مصر.
السيد/ المشير
عدم القبض على هؤلاء الخونة والمخربين والعملاء يضع ألف علامة استفهام حول موقفكم وموقف المجلس العسكرى, فى الشارع فلتسارعوا بكشف الضباب والغمام, قبل أن تفقدوا ثقة وحب واعتزاز الشعب الذى خرج لتأييدكم فى العباسية وكافة المحافظات, فلتحافظوا على هذه الثقة ولتعلنوا كافة أسماء المتآمرين والعملاء من المصريين والأجانب أفرادا ودولا, حتى نضع الشعب أمام مسئولياته, وساعتها سوف يتم تصفية كل هؤلاء الخونة والمخربين ذاتيا بعد أن تتكشف نواياهم وتمويلاتهم من الخارج.
إننا نريد حقوقنا التى ضاعت فى المجمع العلمى المصرى الذى حرقه المخربون, لقد حقوا تاريخنا وذاكرة امتنا.
لقد أحرقوا كتبا وأدوات نادرة ليس لها نظير ولا نسخ فى العالم كله.
لماذا لا يتم القبض على كل من حرض وحرق هذا الكنز الوطنى الذى لا يقدر بثمن, وتقديمهم للمحاكمة؟
إننا لا تريد محاكمة, إننا نريد حقنا من هؤلاء المخربين والبلطجية, وحقنا لن يتحقق ولن يشفى غليلنا إلا شنقهم فى ميدان التحرير, وتظل جثثهم معلقة لتكون عبرة لكل من تسول له نفسه حرق ممتلكاتنا وتاريخنا وذاكرتنا, ووطننا.
نريد أن نشفى غليلنا يا سيادة المشير من هؤلاء المخربين.  
السيد/ المشير
كما قلنا فى البداية لقد دفعت أنا وأجدادى وآبائى وأولادى واحفادى الكثير من قوتنا, مثلما دفعت أنت وغيرك من المصريين الشرفاء من قوت يومنا الكثير والكثير لبناء هذا البلد, فلتسلمه مرفوع الرأس عزيز الهامة, مثلما استلمته, ومثلما كان لك دورا فى حرب "المزرعة الصينية" فى 73 فليكن لك ايضا دورا فى "تنظيفه" من العملاء والمخربين والخونة.
وفقك الله تعالى إلى ما يحبه ويرضاه.
                                                                       مواطن مصرى





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق