الاثنين، يونيو 24، 2013

ضابط شرطة ملتحى يطالب بتغيير النشيد الوطنى


أنه الهبل والحقد ولا شىء غيرذلك
ضابط شرطة ملتحى يطالب بتغيير النشيد الوطنى
فتوى سعودية: عبارة (أم الدنيا) لا مانع منها شرعاً
مصر لا تتشرف أن تعيش على أرضها أيها المتأسلم
القرآن الكريم ذكر مصر 4 مرات صراحة وأكثر من 34 مرة تلميحا

 كتب محمود خليل:
أقام ضابط شرطة ملتحي، يدعى محمد فضلي عبد الغني، دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري
 ب
مجلس الدولة لتعديل وتغيير النشيد الوطنى؟؟!!!.
واختصمت الدعوى التي حملت رقم 57283 لسنة 67 قضائية كلاً من رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، ووزير التعليم، وشيخ الأزهر ورئيس مجمع البحوث.
أكد المدعى فى دعواه أن النشيد الوطني يحتوى على عبارة ''مصر يا أم البلاد''، الأمر الذى يخالف الحقيقة لأن ''أم القرى'' ذُكرت في القرآن، في سورة الشورى "أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ" الآية (7), وسورة الأنعام "وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ" الآية (92 )، وقد فسرها العلماء أنها مكة المكرمة وليست مصر.
الذى لا يعلمه الضابط الهمام أن مصر هى بالفعل أم الدنيا, وهى حقيقة دينية لا يعرفها الكثيرون, بل بعضهم لا يؤمن بها, مثل هذا الضابط, ويسخروا من التسمية.
لقد سميت مصر بأم الدنيا نسبة للسيدة هاجر المصرية زوجة سيدنا إبراهيم, التى انتقلت معه للعيش فى الجزيرة العربية, التى تم تعميرها بعد ذلك, ولم يكن يسكن بها بشر من قبل, وتم رفع قواعد البيت العتيق, تلبية للأمر الإلهى.
إن السيدة هاجر هى أم العرب أجمعين, وهى أم سيدنا إسماعيل الذى تزوج من مصرية هو الآخر, ومثلما تزوج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من القبطية –أى المصرية- ماريا, التى لم تكن مسيحية, ولهذا فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم –أصوله مصرية من جهة الأم, لهذا السبب عرفت مصر تاريخيا بأم العرب وأم الدنيا, فالعرب من نسل مصريات, أى أن المصريين أخوال العرب, شاء من شاء وأبى من أبى.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها –أى سكانها وليس مسيحييها- خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا".
قال ابن كثير فى تفسيره: المراد بالرحم أنهم أخوال إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام أمه هاجر القبطية, وهو الذبيح على الصحيح, وهو والد عرب الحجاز الذين منهم النبي صلى الله عليه وسلم, وأخوال إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأمه مارية القبطية, من سنى كورة أنصنا, وقد وضع عنهم معاوية الجزية إكرامًا لإبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما يؤكد ذلك دعاء سيدنا نوح لابنه بيصر بن حام "أبو مصر" فقال: اللهم إنه قد أجاب دعوتى, فبارك فيه و فى ذريته و أسكنه الأرض الطيبة المباركة "أرض مصر" التى هى أم البلاد وغوث العباد.
جاء على عهد يوسف - عليه السلام - عندما دخل السجن ومعه فتيان، وحلما بحلمين، وفسر لهما يوسف الحلم، وعندما خرج أحد الفتيان من السجن، قال له يوسف: أذكرني عند ربك "الملك"، فنسي أحد الفتيان، ذكر يوسف - عليه السلام - عند الملك، فلبث في السجن بضع سنين، وحلم الملك، فتذكر الفتي، أن في السجن، فتى يقال له يوسف يفسر الأحلام، وفسر يوسف الحلم، فخرج من السجن ، و عينه الملك على كنوز الأرض، وأصاب الأرض حينها قحط شديد، أما مصر فكانت قد خزنت الحنطة والشعير في سنبله، كما فسر يوسف حلم الملك، فكان الناس يأتون من البلدان البعيدة و الأمصار البعيدة نحو مصر يتزودون لحاجتهم، ولم يكن لهم سواها ليتزودوا لمؤونتهم، ويأكلوا بعد أن أصاب الأرض حينها قحط وجدب شديد، فكانت مصر مثل الأم التي ترضع أولادها، ولو لم ترضعهم لماتوا، فكانت مصر أما للدنيا.
يقول ابن خلدون فى المقدمة: "ولا أوفر اليوم في الحضارة من مصر فهي أم العالم، وهذا يعني أن الوصف بأم الدنيا مخصوص بوفرة الحضارة أو بأسبقيتها, وكأن الوصف أصله: أم حضارات الدنيا, وقس على ذلك أي أفضلية كفضل العلم وفضل الشرف.
سأل سائل مركز الفتوى بالسعودية بإشراف د.عبدالله الفقيه : يقول بعض الناس "مصر أمّ الدنيا." هل يجوز هذا؟
وكان رد الفتوى رقم 30620 فى 10 صفر 1424 / 13-04-2003 , مايلى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه العبارة (أم الدنيا) لا مانع منها شرعاً -إن شاء الله تعالى- فقد ذكرها بعض العلماء والمؤرخين في وصف بعض المدن الكبرى، فذكرها صاحب (شذرات الذهب) في معرض الحديث عن اسطنبول وعمرانها وعلمائها.. فقال: فصارت اسطنبول أم الدنيا ومعدن الفخار والعلى واجتمع فيها أهل الكمال من كل فن..  كما ذكرها البلاذري في معجم البلدان عن بغداد فقال: بغداد أم الدنيا وسيدة البلاد.
وقد ورد مثل هذه العبارة عن ابن خلدون في مصر فقال في مقدمته: ولا أوفر اليوم في الحضارة من مصر فهي أم العالم، وإيوان الإسلام، وينبوع العلم والصنائع, عليه؛ فإن هذه العبارة لا شيء فيها من الناحية الشرعية. والله أعلم
لقد ذكرت مصر في القرآن تصريحًا أربع مرات في قوله تعالى "وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ", وفى قوله تعالى "وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ". وفى قوله تعالى "وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ", وقوله تعالى "وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ.."
ذكرت مصر أيضا تلميحًا وتعريضًا في أكثر من عشرين موضعًا في القرآن الكريم باسم الأرض منها قوله تعالى "قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ", وقوله تعالى "وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَوَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ", قال تعالى "والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين", وقال تعالى "فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى", والأرض فى الآيات هى مصر.
كما ذكرت مصر بأوصاف متعددة فى القرآن الكريم, منها, مصر مبوأ صدق قال تعالى "ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات", ومصر مصر مباركة بوجود نهر النيل, والذي أصله من الجنة, يقول النبي صلى الله عليه وسلم "سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة" رواه مسلم, أى أن أصل هذه الأنهار من الجنة, مثلما الحجر الأسود ياقوته من يواقيت الجنة.
يرتبط النشيد الوطني بالمراحل التاريخية التى تمر بها الشعوب. وقد عرفت مصر في تاريخها الحديث أول نشيد وطني في عهد الملكية، وكان يطلق عليه "السلام الملكي المصري" وكان عبارة عن مقطوعة موسيقية من تأليف الموسيقار الايطالي فيردى مؤلف أوبرا عايدة، واستمر العمل به حتي عام 1923، عندما ألف مصطفي صادق الرافعي نشيد "اسلمي يا مصر" ولحنه صفر على ليكون النشيد الوطني.
وبعد يوليو 1952 كتب الشاعر كامل الشناوي "نشيد الحرية" الذى لحنه الموسيقار محمد عبد الوهاب وظل نشيدا وطنيا حتى عام 1960، ثم استبدل بنشيد "والله زمان يا سلاحي" كلمات الشاعر صلاح جاهين, ولحن الموسيقار كمال الطويل، ونال شعبية كبيرة خلال العدوان الثلاثي على مصر 1956.
عُدل النشيد الوطني في عام 1979 إلى نشيد "بلادي بلادي" الذى كتبه الشيخ يونس القاضي متاثرا بخطبة للزعيم الوطني مصطفي كامل قال فيها "بلادي بلادي لك حبي وفؤادي .. لك حياتي ووجودي، لك دمي، لك عقلي ولساني، لك لُبي وجناني، فأنت أنت الحياة.. ولا حياة إلا بك يا مصر." وكان الموسيقار سيد درويش قد لحن هذا النشيد، ثم أعاد الموسيقار محمد عبد الوهاب توزيعه، ومنذ ذلك الحين أصبح النشيد الوطني الرسمي لمصر, وتقول كلماته:
بلادي بلادي بلادي              لك حبي وفؤادي
مصر يا أم البلاد               أنت غايتي والمراد
وعلي كل العباد                كم لنيلك من أيادي
مصر يا أرض النعيم           فزت بالمجد القديم
مقصدي دفع الغريم           وعلي الله اعتمادي
   مصر أنت أغلي درة           فوق جبين الدهر غرة
يا بلادي عيشي حرة         واسلمي رغم الأعادي
مصر أولادك كرام             أوفياء يرعوا الزمام
سوف نحظي بالمرام           باتحادهم واتحادي
بلادي بلادي بلادي           لك حبي وفؤادي
كنا نتمنى لو أن هذا الضابط الملتحى الذى ينتمى إلى التيار المتأسلم, الذى لا يعرف معنى كلمة "وطن", ولا يعرف معنى أن "الأرض هى العرض", عاد إلى عمله الأساسي لحفظ الأمن وتوفير الأمان للمصريين, وأن "يحلل" الراتب الذي يحصل عليه من دم وكد ودماء المصريين, وأن يقرأ التاريخ قبل أن يقدم على خطوة مثل تلك الدعوى التى تؤكد أنه لا ينتمى إلى تلك الأرض الطيبة المباركة, ولم يشرب من نيلها, ولم يأكل من طينها, ولم يقرأ شيئا من مؤلفات أبنائها, ولم يستمع يوما إلى قارىء للقرآن من أبناء أزهرها, ولم يستمع يوما إلى غناء أحد من مطربيها, ولم يشم نسيم ليالها, أنه بالتأكيد لا ينتمى إلى مصرنا, على الأقل فكرا وتفكيرا وعقيدة, أنه ينتمى إلى فكر آخر غير فكرنا المصري, ويرتبط بعقيدة أخرى بعيدة كل البعد عن عقيدتنا المصرية, ولهذا ندعوه وكل من يسير على خطاه, من الإخوانجية, والتيارات الارهابية المتأسلمة, التى لا تنتمى إلى ديننا الإسلامى الحنيف الذى دعا إلى حب الأوطان, وليس كرهها وتدميرها, ولو كان مسلما حقا لتأسي بالرسول الكريم حين هجرته حينما نظر إليها متأثر وقال: "والله إن إخرجونى منك ما خرجت, والله لأنت أحب البلاد إلى نفسي".
هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب بلده, ومن لا يحب بلده لا يستحق العيش على أرضها, وإذا كانت تلك البلاد لا تعجبك أيها الضابط الملتحى, التى أنفقت عليك مئآت الآلاف من الجنيهات حتى تصبح ضابطا, لتكون عونا على حفظ النظام بها, فأخلع زيك الميرى الذى لا يتشرف أن يرتديه أمثالك ممن يبغضون مصر والمصريين, ولتذهب حيث شئت من البلدان لتعيش بها, وأترك لنا بلدنا فأننا أولى بها, أذهب إلى أم البلاد التى تريدها, وأترك لنا مصرنا أم الدنيا رغما عنك وعن من تنتمى إليهم, وستظل أم الدنيا رغم الكائدين من أماثلك, ورغم الحاقدين عليها من أمثالك ايضا.
وأخيرا أقول لك كما قال أبو حاتم البستي فى كتابه "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء":
الواجب على العاقل أن يلزم الصمت الى أن يلزمه التكلم، فما أكثر من ندم إذا نطق وأقل من يندم إذا سكت. 
وقبل الختام نؤكد لك أن الدعوى سترفض, شكلا وموضوعا, ونقول لك: كفى هبلا وحقدا.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق