الجمعة، أكتوبر 14، 2011

شنودة يريد حرق مصر وهذا هو تاريخه الأرهابى والتآمرى على المسلمين


تمكن من تحويل الكنيسة إلى مؤسسة عنصرية لتنفيذ مخططه العنصرى  
شنودة يريد حرق مصر وهذا هو تاريخه الأرهابى والتآمرى على المسلمين
شنودة يكتب عام 1952: المسيحيون في مصر لا يمنعون من بناء الكنائس فحسب بل تحرق كنائسهم ويحرقون في الشوارع أحيانًا..!!
حركة مناهضة لأقباط المهجر تطالب بعزل شنودة لتأييده مخططات "التخريب" في مصر وتصف مسيحيي المهجر بأهم "قلة موتورة"
ماكسيموس: تصرفات شنودة كمن يصب الزيت علي النار وهو يحرض المسيحيين علي حمل السلاح والثأر من المسلمين!!
محمد عمارة: القضية ليست وفاء قسطنطين ولا ماري عبد الله ولا الحوادث الأخرى لكننا أمام مشروع سياسي له أركانه وقيادته
مجلس الدولة: شنودة حول الكنيسة إلى حزب سياسي وأخل بالأمن وسعى إلى إثارة الأقباط لحشدهم حوله واستعدى الرأي العام العالمي على الحكومة المصرية وأضر بسمعة البلاد وصور له الطموح السياسي أن تقيم الكنيسة من نفسها دولة داخل الدولة وخرج بالكنيسة عن دورها

كتب محمود خليل:
بسم الله الرحمن الرحيم "هُوَ الّذِيَ أَخْرَجَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأوّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ وَظَنّوَاْ أَنّهُمْ مّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مّنَ اللّهِ فَأَتَاهُمُ اللّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُواْ يَأُوْلِي الأبْصَارِ" صدق الله العظيم
عُرف عن شنودة كبير المسيحيين فى مصر ميله إلى الحزبية وعمل التنظيمات سواء في مصر أو خارج مصر، وبدا في أكثر من محفل حرصه على التدخل في السياسة خلافاً لما تعلنه الكنيسة عن فصل الكنيسة عن القيام بأدوار سياسية, حتى إنه قد تكلم بلسان كل المسيحيين عن أنهم يقفون مع الرئيس حسني مبارك مرشح الحزب الوطني في الانتخابات الأخيرة، ومع اعتلاء شنودة كرسي الباباوية ظهر ما يسمى بـ (أقباط المهجر)، حيث تدل شواهد عديدة على أنهم يتحركون بمباركته شخصيا وتؤكد معلومات كنسية أنهم يحظون برعايته ونسب إليه كثيراً افتخاره بهم وبتحركاتهم ضد مصر ورئيسها ومسلميها وبالمظاهرات التى يقومون بها ضد مصر فى الدول الأوروبية وأمريكا واستراليا!!
كانت الكنائس (القبطية) المصرية بدأت تتكاثر في أمريكا وأوربا على نحو غير مسبوق، وبرز على الساحة الدولية مايسمى بـ (أقباط مصر) وصُوَّر المسيحيين على أنهم أقلية مضطهدة من قبل الإسلام والمسلمين الذين يحكمون مصر!
بدأت أطراف أخرى تستغل هذا التطور الجديد الذي قام به المسيحيون لصالحها وأهم هذه الأطراف هي أمريكا التي كانت تستغل المسيحيون المتواجدون على أراضيها من وقت لآخر للضغط على الحكومة المصرية ولعلنا نذكر ما حدث في أواخر العقد الأخير من القرن الماضي وكيف ضغطت أمريكا بورقة مسيحيى المهجر على ـ حكومة الجنزوري ـ يومها حيث بدأت بوادر الإصلاح الاقتصادي ومحاولة الانفلات من الهيمنة الأمريكية.
والشاهد أن المسيحيين المصريين بدأوا يتحركون في أكثر من اتجاه، فبعد نجاحهم في تكوين لوبي لهم في أمريكا، بدأوا بممارسة نشاط تنصيري في مصر بين طلاب الجامعة والتعليم المتوسط، وجاء على لسان أحد كبار المسئولين في الكنيسة -في حوار مع مراسل صحيفة المصريون الإلكترونية ونشره موقع المسلم- عن أن النشاط التنصيري في مصر في العام الماضي (2004) مرضي للغاية، وأنه لا توجد أي عوائق مادية أو اقتصادية أو سياسية تحول دون النشاط التنصيري في مصر!!
يعد البالتوك هو المنبر العالي الذي يتكلم من خلاله مسيحيو المهجر، إذ إن هناك ما يقرب من 15 غرفة مسيحية بين كبيرة ومتوسطة وصغيرة تمارس النشاط التنصيري، ويوجد في هذه الغرف ـ النصرانية ـ مالا يقل عن ألف مسيحى على مدار الساعة يستمعون إلى ما يلقيه المسيحيون المصريون على أسماعهم.. ومن يتابع ما يطرح في هذه الغرف التنصيرية يجد أنها تتخذ لهجة شديدة جداً وبذيئة إلى أحط درجة ضد الإسلام عموما ورسول الإسلام خصوصا، فهم يرمون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بافتراءات واتهامات أخلاقية وسلوكية ذميمة وغير ذلك مما يُستحى ذكره، فضلا عن السخرية من شرائع الإسلام وشعائره و يتعمدون استفزاز المصريين بلهجتهم المتشددة ضدهم كشعب مسلم وضد نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودينهم الإسلامي. .
من أشهر هؤلاء الذين يرتادون البالتوك المدعو زكريا بطرس الذى يتعمد دوما سب المسلمين ودينهم, وله غرفه مستقلة في البالتوك بخلاف برامجه على الفضائيات. وفي هذه الغرف يتحدث المسيحيون عما يزعمون أنه اضطهاد، بل أفصحوا عن رغبتهم الدفينة وبصراحة عن سعيهم لحكم مصر والتخلص من (حكم العرب) كما يدعون!! ولا يمكن أن يقال أبداً أن هذا الأمر يعد تحركا فرديا بعيدا عن الكنيسة المصرية، وأنه فقط نزوة أب مشلوح ـ مطرود ـ من الكنيسة فكل الغرف على نسق واحد في أساليب السب وفي الموضوعات المطروحة، حتى أنك تستطيع أن تلحظ متى تتغير التعليمات وبما تتغير!! كما تلاحظ أن شنودة حريص على أن يتدخل من وقت لآخر بمحاضرة في كاتدرائيته ليجيب عن الأدلة المنطقية التي يثيرها الشباب المسلم في البالتوك و أن جميع المسيحيين في البالتوك يعظمون شنودة ويعلنون ولاءهم له, فما يتم فى الخارج وعلى الفضائيات وفى البالتوك وشبكة الإنترنت ليس إذن عمل ارتجالي، أو فردي بل يتضح أن هناك تنسيق وخطة محكمة تشرف عليها الكنيسة -برئاسة ورعاية شنودة نفسه- التى تمسك بيدها جميع خيوط اللعبة القذرة التى يمارسونها ضد مصر.. فهل ينجح مسيحيو البالتوك ومن يحركهم فى أشعال نار الفتنة الطائفية في مصر؟
نحن لا ندعى على شنودة ولكن هناك من شيعته من يتهمه بالتآمر على البلاد ومنهم راعي كنيسة المقطم الذي اطلق علي نفسه اسم الأنبا مكسيموس الأول الذى أعلن في حديث صحفي انشقاقه عن كنيسة شنودة معتبرا أن عهد شنودة، رئيس هذه الكنيسة منذ أكثر من ثلاثين عاما، هو الاسوأ في تاريخ الاقباط، وقال لا أمل في اصلاح كنيسة شنودة فكان من الضروري اللجوء للخارج لإنقاذ (الأقباط) -يقصد المصريين المسيحيين في مصر- الذين عانوا من تسلط هذه الكنيسة وأضاف أن عهد شنودة يعتبر الأسوأ علي الاطلاق في تاريخ كنيستنا واتهمه بالتحريض الطائفي وقال: أن تصرفات شنودة كمن يصب الزيت علي النار فقد كان يحرض الاقباط علي الثأر من المسلمين وحمل السلاح.
دعونا نقرأ بيان جماعة أطلقت على نفسها اسم "حركة مناهضة لأقباط المهجر" والتى وجهت انتقادات قاسية بحق من وصفتم بأنهم "قلة موتورة" من مسيحيي المهجر، وطالبت في ذات الوقت بعزل شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس بعدما اتهمته بتأييد ما وصفته بمخططات "التخريب" في مصر.. ويصف أعضاء الحركة، أنفسهم بأنهم "مجموعة من الشباب الأقباط لم نرتض على أنفسنا كل ما يحدث لنا، بسبب قلة موتورة تدعى أقباط المهجر، تحاول تخريب المسيحية وهدم مصر؛ وللأسف يتبعها شنودة الذي نطالب بعزله مع عزل كافة أعضاء المجمع المقدس عدا الأنبا موسى أسقف الشباب الرجل الوطني النزيه" على حد تعبير البيان.
حض البيان -الذى نشرته جريدة "المصريون" الأقباط المسيحيين على التحلي بالشجاعة في مواجهة هذه "القلة" المتواجدة بالخارج التي دأبت على توجيه الاتهامات لبلدها، والترويج لمزاعم لا أساس لها من الصحة في المحافل العالمية، وهو ما برز بوضوح في القرار الصادر أخيرًا عن البرلمان الأوروبي، الذي يطالب مصر بالكف عن "تهميش الأقليات الدينية في مصر".
جاء فى البيان أيضًا "ونحن نطالب الأقباط المسيحيين باسم كل ما هو مقدس، ونستحلفهم بالوصايا العشر وبالكتاب المقدس من سفر التكوين لسفر يوحنا اللاهوتي، أن يكون لهم موقف شجاع، وألا يتنازلوا عن وطنهم لصالح تلك القلة الموتورة التي تهاجم مصر وأننا لندلل على ما يفعله أقباط المهجر ضد مصر".. وحمل البيان، مجموعات "الأقباط المتحدين" في إنجلترا وفرنسا وألمانيا، المسئولية عن توصيات البرلمان الأوروبي التي طالبت بفرض عقوبات على مصر، بسبب سجلها في "انتهاكات" حقوق الإنسان.. كما ناشد البيان، الأغلبية المسلمة في مصر بـ "إنقاذ القلة القليلة الشاردة من أقباط الداخل التي تعمل على إثارة البلبلة في ربوع مصر، مما يأتي تأثيره بالسلب على الأقباط"، وطالب الآباء الكهنة في الكنائس المصرية عدم ذكر اسم البابا والأساقفة في أسماء الصلوات، "لأنهم محرومون حسب وصايا الآباء لاستعدائهم الخارج على مصر"، حسب قوله.
هذا إذن هو موقف الغالبية المسيحية فى مصر من شنودة وزمرته فى الداخل والخارج ولادخل للمسلمين فى مطالبة المسيحيين بعزل شنودة وزمرته عن الكنيسة المصرية أو وصف مسيحيى الخارج بـ"القلة الموتورة"؟!!.. ولكن لأن لكل شىء تاريخ ولكل حدث أصل فدعونا ندخل إلى سراديب التاريخ بحثا عن أصل شنودة وفصله لنبرهن أنه ومنذ بداياته وهو يسعى إلى الفتنة بين المسلمين والمسيحيين ويسعى إلى تسبيس الكنيسة جريا وراء منصب زائل أو تكرار لتجربة الأندلس أو فلسطين على حد زعمه وأمنياته التى لم يخفها يوما من الأيام رغم ظهوره بالمظهر الكاذب المخادع عن أنه مصرى قلبا وقالبا وأنه يحب المسلمين ويدافع على مصالح الأمة ولا علاقة له بالكيان الصهيونى فدعونا نعود إلى ملفات التاريخ لعل المسيحيين يفوقون وقبلهم يفيق المسلمون المخدوعون فى شنودة وأذانبه.
يقول القرآن الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم "وَقَالَ الّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنّكُمْ مّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنّ فِي مِلّتِنَا فَأَوْحَىَ إِلَيْهِمْ رَبّهُمْ لَنُهْلِكَنّ الظّالِمِينَ*وَلَنُسْكِنَنّكُمُ الأرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيد" صدق الله العظيم
يحتفظ لنا التاريخ بكتاب عنوانه (الأقباط عبر التاريخ) كتبه الدكتور سلم نجيب وهو قاض مسيحى هاجر من مصر سنة 1965م إلى كندا وهو رئيس الهيئة القبطية في كندا، والكتاب عبارة عن رسالة دكتوراه بالفرنسية حصل عليها من باريس، ثم ترجم هذا الكتاب، وقدم له مجدي خليل ونشر في القاهرة في “دار الخيال”..
 ينشر الكتاب مقالا كتبه شنودة في العدد الأول من مجلة “مدارس الأحد” ونشر على الصفحات من 1 إلى 5 من المجلة في يناير 1952م، أي قبل ثورة يوليو و أثناء الكفاح المسلح ضد الإنجليز في قناة السويس، فحين أراد الإنجليز بث الفتنة بين المسلمين والأقباط أحرقوا كنيسة في السويس حيث الكفاح المسلح ضدهم وأدرك الشعب المصرى مسلمين ومسيحيين هذه اللعبة الاستعمارية، إلا أن شنودة يلقي بالمسئولية في مقاله على المسلمين ويقول في المقال بالحرف الواحد: "لعل العالم قد عرف الآن أن المسيحيين في مصر لا يمنعون من بناء الكنائس فحسب، بل تحرق كنائسهم الموجودة أيضًا ولا يعرقل فقط نظام معيشتهم من حيث التعيينات والتنقلات والترقيات والبعثات، إنما أكثر من ذلك يحرقون في الشوارع أحيانًا".
كان شنودة في ذلك التاريخ اسمه (نظير جيد) مجرد مسيحي مدني لم يدخل بعد في الدير كتب هذا المقال المثير الداعى إلى التدخل الأجنبى فى شئون مصر بعنوان: “حول جريمة السويس.. أبهتي أيتها السماوات واقشعري من هذا أيتها الأرض”. ووضع عبارة لافتة للنظر فى المقال تقول: "إن المسلمين أتوا وسكنوا معنا في مصر"! فهو يرى أن المسلمين غزاة وجاءوا وسكنوا في مصر، وليسوا مصريين قد أسلموا.
الأخطر في هذا المقال أن نظير جيد الذي تخرج في كلية الآداب سنة 1947م أشار إلى موقف له حدث في سنة 1948م يؤكد على أننا أمام مشروع له زعيم، والزعيم له تاريخ في هذا المشروع؛ وخلفية الموقف أن الإنجليز مرة أخري أحرقوا كنيسة في الزقازيق بعد بدء حرب فلسطين، ودخول الفدائيين قبل الجيوش العربية، وذهب إبراهيم فرج (مسيحي) سكرتير حزب الوفد واتفق مع البابا فى ذلك الوقت على تسوية الموضوع مع مدير المديرية في الزقازيق، لكن شنودة (نظير جيد) في المقال الذي نتحدث عنه لم تعجبه هذه التسوية، بل رفضها واتهم المسلمين والإخوان المسلمين بالأخص بحرق كنيسة الزقازيق!!.
الخطير أن نظير جيد يتحدث في المقال، ويذكر أن وزير الصحة نجيب باشا إسكندر (مسيحي) في حكومة النقراشي باشا سنة 1948م ذهب إليه عندما حرقت كنيسة الزقازيق، وجاء نص كلامه هكذا: "لقد زارنا نجيب باشا وقتذاك فقال لنا: (لاحظ صيغة الجمع) لحساب من تعملون؟ لقد اصطلح المدير مع المطران وانتهى الأمر وأنتم تهددون وحدة العنصرين".
إذًا هناك جماعة مع نظير جيد ذهب إليهم وزير الصحة –المسيحى- نجيب إسكندر باشا، ويعلق نظير جيد بعد ذلك فيقول: "وإبراهيم فرج باشا –المسيحى- جاهد كثيرا ليقنع غبطة البطريرك لمقابلة رئيس الوزراء قائلاً: "إن من الواجب أن نفسد على الإنجليز دسائسهم في تقويض هذا الاتحاد المقدس بين عنصري الأمة".. بينما كان نظير جيد (شنودة) وجماعته ضده.. وهذا هو البعد التاريخي لموقف شنودة قبل أن يدخل الدير.
يذكر أيضا كتاب (الأقباط عبر التاريخ) أنه عقب قيام ثورة يوليو، و في 11 سبتمبر 1952م حيث أقيمت جمعية الأمة القبطية برئاسة محام اسمه إبراهيم هلال، وتعمدوا إعلانها في أول شهر توت ـ عيد الشهداء عند الكنيسة القبطية ـ وتكونت الجمعية ودخل فيها خلال عام واحد 92 ألفا من شباب الأقباط وظلت قائمة حتى 24 من أبريل 1954م وكانت مطالبها هي نفس مطالب شنودة (نظير جيد) بعد أن تحول إلى الدير وأصبح بطريركًا للأرثوذكس.. .
يقول الكتاب: "إنها –أى الجمعية- تؤكد على أن الأقباط (المسيحيون) يشكلون أمة، ويطلبون ألا ينص في الدستور على أن الإسلام دين الدولة، وأن يكون نائب رئيس الجمهورية قبطيا، ويطلبون أن يكون الدستور وطنيا، وليس دينيا مصريا، وليس عربيا، وبإزالة كل صور وأشكال التمييز ضد الأقباط، وكان لهذه الجماعة علمها وزيها الخاصان بها وكان العلم يمثل صليبا مصريا (مفتاح توت عنخ أمون) منصوبا في الإنجيل؛ وتعليق تحت هذا الشعار يقول: (وسيأتي اليوم)!!، وبالإضافة إلى ذلك كان لهذه الجماعة نشيد وطني قبطي كان ينشد في جميع احتفالاتهم وكان شعار هذا الجماعة هو: "مصر كلها أرضنا التي سلبت منا بواسطة العرب المسلمين منذ 14 قرنا.. إن أرضنا هي مصر ونحن سلالة الفراعنة وديانتنا هي المسيحية.. وسيكون دستورنا هو الإنجيل وتكون لغتنا الرسمية هي اللغة القبطية".
اختطف أعضاء هذه الجمعية البابا يوساب بطريرك الأرثوذوكس وقتذاك، وذهبت به إلى دير في الصحراء، وأرغموه على التنازل عن البابوية، لكن ضباط الثورة قبضوا عليهم، وحل عبد الناصر الجماعة وأدخل قيادتها السجن، وبعد حل الجماعة وفشل الآلية التي تريد إرجاع مصر قبطية بلغة قبطية، والنظر إلى المسلمين باعتبارهم غزاة، بعد حل هذه الجماعة وسجن قيادتها دخل نظير جيد إلى الدير ليصبح في 14 من نوفمبر سنة 1971م بطريركا وبابا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وليحاول بواسطة الكنيسة ومنصبه تنفيذ المشروع الذي تبناه منذ عام 1948م والذي تبنته جماعة الأمة القبطية سنة 1952م.. إذًا نحن أمام تطور في الكنيسة المصرية لا يقف عند فرد هو نظير جيد الذي أصبح البابا شنودة الثالث، وإنما فريق واتجاه يتبنى أني يكون عموم لولاية الكنيسة، مما يعني أن الكنيسة التي رسالتها التاريخية أن تقف عند ما لله هذا الاتجاه يريد أن يجعلها تتولي ما لله وما لقيصر (أي السياسة والدولة).
 يقارن الدكتور محمد عمارة مايقوم به شنودة حاليا ومنذ ترأس الكنيسة الأرثوذكسية بما قام به الإمام الخوميني في الفكر الشيعي يقول الدكتور عمارة:- "الفكر الشيعي منذ غيبة الإمام الثاني عشر وقف الفقهاء عند الفروع والعبادات، وتركوا شئون السياسة والدولة إلى أن يعود الإمام الغائب، والأمر الذي أحدثه الإمام الخوميني هو ما يسمى في فكر الثورة الإيرانية (عموم ولاية الفقيه)؛ أي أن الفقيه أصبحت ولايته عامة تشكل إقامة الدولة والحكومة كنائب عن الإمام الغائب، وأما في الكنيسة المصرية فنحن أمام تيار يتبنى عموم ولاية الكنيسة، ولا أريد أن أقول إن كل رجال الكهنوت في الكنيسة الأرثوذكسية يتبنون هذا الذي تبناه شنودة، إنما هناك اتجاهًا للأب متى المسكين، وله كتب كثيرة، وأنا في مكتبتي أكثر من 25 كتابا له لكنه مقموع وكان من المؤيدين لموقف الدولة أيام السادات في مواجهة هذا التيار(تيار عموم ولاية الكنيسة)؛ فشنودة عندما جاء إلى رئاسة الكنيسة في 14 من نوفمبر 1971م، وكانت الدولة في ذلك التاريخ في مأزق وتعد لحرب أكتوبر، وتواجه كذلك مراكز القوى (التيار الناصري واليساري)، انتهز فرصة هذا الوضع الذي تعانى منه الدولة، وبدأ أحداث الفتنة الطائفية، ولذا أنا أركز على سؤال لا أرى أحد يطرحه وهو لماذا لم تعرف مصر فتنة طائفية إلا بعد مجيء شنودة ؟
يضيف الدكتور عمارة:- "أقول رغم ما بذله كرومر والاستعمار الإنجليزي فلم يستطيعوا أن يوجدوا فتنة طائفية في مصر، والذي حدث فقط هو مؤتمر قبطي، ثم حدث مؤتمر مصري وعولجت المشكلة، وعندما قامت ثورة 1919م، انتهت هذه الصفحة تماما لكن مصر لم تعرف فتنة طائفية، وحوادث القلق والعنف، إلا بعد مجيء البابا شنودة على رأس الكنيسة القبطية وبدأت بحادثة الخانكة في 1972م.
هناك من يلقي اللوم على السادات، والحقيقة أنه لا يمكن لرجل مثل السادات وفي وضعه أن يحدث قلقا في المجتمع وهو يعد لحرب أكتوبر، الأمر الثاني: لو كانت الفتنة الطائفية صانعها هو السادات.. وكان من المفروض أن تموت بموت السادات لكنها استمرت بعده وبعضهم يقول إن السبب فيها هو الجماعات الإسلامية، لكن الفتنة الطائفية بدأت في 1972م قبل أن تفرج الدولة عن "الإخوان المسلمين" وقبل ظهور الجماعات الإسلامية، ثم أن الجماعات الإسلامية وجماعات العنف ضربت، لكن الفتنة الطائفية استمرت.
إذًا تغيرت رئاسة الدولة واستمرت الفتنة الطائفية، وتغيرت أوضاع الجماعات الإسلامية واستمرت الفتنة، بينما المستمر هو وجود شنودة ووجود هذا التيار تيار عموم ولاية الكنيسة وشمولها السياسة والدولة".
يعود الدكتور عمارة إلى التاريخ مشيرا إلى أن "شنودة لما عزله السادات في مارس 1981م وأعاده مبارك في سنة 1982م وبعد اغتيال السادات، رفع شنودة قضية أمام مجلس الدولة لإلغاء قرار السادات، فجاء حكم مجلس الدولة بتاريخ 12/4/1983 في القضية رقم 934 لسنة 36 قضائية ضد البابا شنودة، وجاء في حيثيات الحكم (وأنا نشرت هذا الكلام في كتابي (في المسألة القبطية حقائق وأوهام) ونص الحكم وهو: "إن البابا شنودة حول الكنيسة إلى حزب سياسي وإلى مشروع دولة وإنه قام بما يخل بالأمن وقد حرك أقباط المهجر في مظاهرات ضد الرئيس السادات عند زيارته لأمريكا، وأنه سعى إلى إثارة شعور الأقباط لحشدهم حوله، واستغل ذلك في الضغط على سلطات الدولة، واستعدى الرأي العام العالمي على الحكومة المصرية، وأضر بسمعة البلاد ولقد صور له الطموح السياسي أن تقيم الكنيسة من نفسها دولة داخل الدولة تستأثر بأمور المسيحيين الدنيوية، وخرجوا بالكنيسة عن دورها السامي الذي حدده لها المسيح عليه السلام في قوله: "ردوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، ويعلق الدكتور عمارة على الحكم بقوله:- "إذًا أقول: إن القضية ليست وفاء قسطنطين ولا ماري عبد الله ولا غير تلك الحوادث التي نأخذها بالقطاعي لكننا أمام مشروع سياسي له أركانه وله قيادته، وبعد أن فشلت الآلية المدنية (المتمثلة في جمعية الأمة القبطية) في تحقيقه أصبح أمام البابا شنودة طريق واحد هو طريق الكهنوت وجعل الكنيسة والسلطة الدينية في خدمة هذا المشروع".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق