ماذا أعد المشير لمواجهة مؤامرة السادس من أكتوبر؟!
كتب محمود خليل:
كشف مرتزقة 25 يناير انهم تدربوا سنوات طويلة على كيفية قلب نظام الحكم واحتلال الميدان وحرق المؤسسات واستفزاز القوات النظامية من خلال تدريبات مكثفة لهم على أيدى خبراء صهاينة وأمريكيين فى عدد من الدول منها السويد والمغرب وقطر وإسرائيل وبولندا وامريكا وغزة بخلاف دول أخرى فى أوروبا وأمريكا الجنوبية.
كشف المرتزقة ايضا عن أسباب اختيار يوم 25 يناير للقيام بمظاهراتهم مشيرين إلى انهم اختاروه عن عمد لكسر شوكة وهيبة الشرطة, من خلال تكيتكات شبه حربية وأساليب نفسية بالتظاهر ورفع شعار سلمية سلمية ثم الهجوم على افراد الشرطة الذين استجابوا لعدم تفريقهم بعد رفعهم هذا الشعار مؤكدين ان حرق سيارت وأقسام الشرطة لم يكن عشوائيا ولكنه كان مخططا له بصورة جيدة بحيث لا يصبح فى الجمهورية شرطى أو ضابط فى أى موضع شرطى وتكون جميع الأسلحة الموجودة بتلك الأقسام قد انتقلت إلى أيديهم ليواجهوا بها اى فرد شرطة يحاول فرض سيطرة الأمن على البلاد وهو ماتم مع اقتحام السجون أيضا والأستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة وتهريب أعداد كبيرة من المساجين ساهمت فى نشر الذعر بين المواطنين وساهمت إلى حد كبير فى نشر الفوضى الأمنية التى لا تزال تعانى منها البلاد حتى اليوم.
إذا كانت الجهات التى تمول هؤلاء المرتزقة والخونة تخطط لهم وتدعمهم ماليا وإداريا وتدريبا وتخطيطا فهى تبحث أولا وأخيرا عن مكامن القوة فى الجسد المصرى لضربه وإهانته والانتقام منه فى آن واحد, ويكفى أن نذكر أن يوم 25 يناير هو يوم الفخار للمصريين الذين تمكنوا بقوات قليلة وأسلحة بدائية التصدى للاحتلال البريطانى بدباباته ومدرعاته وطائراته يوم 25 يناير 1952 ولم تستطع تلك القوات اقتحام مركز شرطة الاسماعيلية رغم كثافة النيران, مما افقد الامبراطورية البريطانية هيبتها وكان لابد من الانتقام ولو بعد 60 عاما بكسر تلك القوات وافقادها هيبتها, وللأسف تم ذلك بأيدى مصرية ومصر لا تتشرف أن يكون هؤلاء من الحاملين جنسيتها.
وإذا كان الشىء بالشىء يذكر فقد تم الانتقام من الرئيس الراحل أنور السادات بسب انتصاره على إسرائيل والغرب وامريكا مرتين الأولى فى حرب 1973 والثانية فى السلام عام 1977 وللأسف تم اغتياله بأيدى قذرة تنتمى إلى مصر ومصر منهم براء.
وهانحن أمام انتقام اخر تمثل فى النيل من الرئيس مبارك الذى قاد الحرب الجوية ضد الصهيونية وأمريكا والغرب وتفوق عليهم جميعا بالتخطيط الجيد للمعركة الجوية والإعداد الجيد للطيارين مما الحق خسائر فادحة بالطيران الصهيونى وبسمعة الطيران الأمريكى والغربى, ولم ينس الغرب أو أمريكا وإسرائيل ذلك لمبارك, مثلما لم ينسوا له عدم زيارته لإسرائيل, وعدم موافقته على مشروع الشرق الوسط الكبير, ورفضه الهيمنة الأمريكية على المنطقة العربية من خلال ما يسمى بعملية الفوضى الخلاقة, التى عرضتها عليه كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة, كما رفض كثيرا الضغوط الأمريكية بشأن السودان وليبيا والفلسطينيين وسوريا, ورفض إنشاء أية قواعد فى أمريكية فى مصر, ولذا كان لابد من الانتقام منه وكانت اضطربات 25 يناير هى الأعنف ضده والتى أدت إلى تنحيته.
لابد أن نذكر هنا للرجل أنه لو كان عميلا لأمريكا لوافق على كل ما طلبته أمريكا, لأنقذته أمريكا وعاونته على القضاء على اضطرابات يناير, لغادر البلاد فور الأحداث مثل بن على الرئيس التونسى, لترك الحكم دون أن يكون هناك مسئولا ولكنه فوض الجيش فى إدارة البلاد وهو ما يعنى أنه حتى أخر يوم له فى سلطته كان يحافظ على مقدرات هذا البلد, ورغم ذلك رفض ايضا مغادرة البلاد رغم الوساطات والدعوات التى تلقاها ليغادر مصر, وكان سيعيش مكرما فى أى دولة دعى إليها.
نعود إلى يوم السادس من اكتوبر والدعوات المتتالية التى تطالب الجيش بالعودة إلى ثكناته, وتنحى المشير أو رحيله, وهى الدعوات التى بدأت مبكرا جدا فى التحرير عقب نزول الجيش إلى الشوارع يوم 28 يناير وتنحية مبارك يوم 11 فبراير إذ بدات تلك الدعوات تتردد فى التحرير وبدا حرق دبابات الجيش وقتل أفراده منذ أول يوم لنزوله إلى الشارع, ورغم ذلك تمسك الجيش بعقلانيته, ولم يستفز ولم يسقط فى الفخ الذى سقطت فيه الشرطة, وحافظ على البلاد والمنشآت رغم هجوم الجهلة والخونة والعملاء والمتزقة عليه وعلى منشآته مثلما حدث فى القاهرة والأسكندرية, وبحمد الله تعالى اكتشف الشعب المصرى بفطرته المؤامرة التى تحاك ضد جيشه فدافع باستماتة ضد المرتزقة الذين هاجموا الثكنات العسكرية ووقفوا حائط صد ضد المؤارمة الدنيئة التى خطط لها فى الخارج وينفذها شرذمة من المصريين يجب تقديمهم للمحاكمة وإعدامهم فى ميدان التحرير جزاء خيانتهم للوطن.
وها نحن لم يعد بيننا وبين يوم السادس من اكتوبر سوى أيام معدودة فهل استعد الجيش لمواجهة كافة الاحتمالات التى قد تحدث فى هذا اليوم مثل الهجوم على وزارة الدفاع أو المجلس العسكرى, أو حرق ثكناته, فتعم الفوضى أرجاء البلاد ويصعد المجلس الرئاسى المدنى المدعوم من أمريكا ويستولى على السلطة, أو ضرب الملاحة فى قناة السويس, فتتدخل أمريكا والغرب لحماية الملاحة فى القناة وتحتل جانبى القناة لتأمين سفنهم, أو افتعال أزمة على الحدود مع الصهاينة فيحدث اشتباك وتعيد إسرائيل احتلال سيناء, أو يتم اقتحام مبنى الإذاعة والتليفزيون ومجلسى الوزراء والشعب وتدميرهم, أو الأعتداء على خطوط مترو الأنفاق والسكك الحديدية .. الخ من المنشآت الضخمة لإحداث أكبر قدر من الخسائر يصبح بعده وجود الجيش فى الحكم أمرا صعبا, وتحتاج البلاد إلى تمويل ضخم فعادة الأمور إلى ماكانت عليه من قبل مثلما حدث فى ليبيا, وتكون نهاية استقلال مصر, ويبدأ عهد القواعد الأمريكية فى مصر؟
كل تلك الاحتمالات واردة خاصة فى ظل ما حدث خلال السنوات الماضية خاصة فى سيناء من تفجير المنشآت السياحية أثناء احتفال مصر بيوم 23 يوليو أو 25 أبريل, وبذلك يتحول يوم 6 أكتوبر من يوم فخار لمصر والمصريين إلى يوم هدم مصر وإسقاطها.
نتمنى أن يكون المشير والمجلس العسكرى والمخابرات العامة والأمن القومى والوطنى على أهبة الاستعداد لمواجهة أحداث يوم 6 أكتوبر المقبل.
حفظ الله مصر
حفظ الله لمصر رجالها المخلصين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق