يا "زمر".. السادات لم يكن كافرا؟؟
كتب محمود خليل:
خرج عبود الزمر قاتل الرئيس مبارك من السجن فى اعقاب نكسة 25 يناير, وتلقفته وسائل اإلام من صحف وفضائيات لتظهره بمظهر البطل الذى حرر مصر من "كفر" رئيسها السابق الزعيم أنور السادات, وبدأ هو بالتالى يزيد ويزايد على تلك الصورة متحدثا عن عمله "البطولى" بقتله رئيس دولته, وولى أمره, بغير حق, وبدون سند من الشرع ولا القانون.
فمن هو عبود الزمر ومن غيره حتى يكفر شخصا ويقيم عليه الحد ويقتله؟
من هو الذى فوضه ليقوم بهذا الأمر؟
أين هى تلك الفتوى التى استند عليها من علماء ثقاة افتوا له بكفر الرئيس وأباحوا له قتله؟
يذكر الزمر أن السادات صار "كافرا" لأنه وقع معاهدة سلام مع الصهاينة أو اليهود, وألم يقرأ أو ألم يدرى الزمر, وهو أميرا لجماعة إسلامية أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وقع اتفاقية سلام مع اليهود, رغم كل المعاناة التى شهدها منهم, فلماذا لم تكفر رسولك يا شيخ عبود؟!
أنك يا شيخ اقسمت على الولاء لرئيس الدولة والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقول: "آية المنافق ثلاث اذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا أؤتمن خان", وأنت عاهدت فغدرت وحدثت فكذبت وأؤتمنت فخنت, وعد إلى أحاديثك كلها وأسرد كم من املتناقضات كانت فيها!!
ألم تقرأ يا شيخ عبود ولقب شيخ لا تستحقه طالما لم تقرأ قول الله تعالى فى محكم تنزيله: "وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"؟!
هل نسيت يا شيخ الآية الكريمة التى تقول: " أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"؟!
يقول الله تعالى فى كتابه الكريم متوعدا كل من يقتل إنسانا مؤمنا: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا", فما بالك وأنت تفتخر بقتل رئيس اقسم أمام الله تعالى على حماية البلاد وشعبها وأوفى بعهده وأعاد كرامتها وانتصر على عدوها؟
ألم تقرأ يا عبود شهادة الدكتور صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب الأسبق والرئيس المؤقت لمصر عقب اغتيالك للرئيس السادات والذى قال فيها: أن الرئيس السادات طلب تعديل القوانين لتتفق مع الشريعة الإسلامية وقد تم إنجاز ما يزيد عن 95 بالمائة منها القوانين وإنها اختفت من درج مكتبه بعد اغتياله؟!.
ألم تعلم أو لم تقرأ أن الرئيس السادات رحمة الله عليه أضاف فى المادة الثانية من دستور 71 الألف واللام إلى كلمة أساسي لتكون الشريعة الإسلامية هي المصدر "الأساسي" للتشريع، وبسببها شن شنودة ومن خلفه أمريكا حربا لا هوداة فيها ضده!! فهل من يفعل ذلك يكون خارجاً عن الإسلام وتستحل دمه وتفتى بكفره؟!
ألم تعلم يا زمر أنه لا يوجد دولة عربية أو إسلامية تطبق شرع الله تعالى كما أنزله على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم منذ انتهاء عهد الخلفاء الراشدين إلا ما ندر, فلماذا لا تكفر جميع حكام المسلمين منذ عهد الخلفاء الراشدين وحتى يومنا هذا؟!
لماذا لم تدع إلى قتل جميع حكام المسلمين فى عصرنا الحالى وتفتى بكفرهم وبالتالى تباح دمائهم ويقتلهم أى فرد من شعوبهم مثلما قتلت رئيسك وقائدك السابق الرئيس السادات؟
للآسف فأنت وزمرتك وكثير ممن ينتمون للتيارات الإسلامية حاليا يفهمون الدين فهما سطحيا ويطبقون أحكامه بطريقة خاطئة, وبذلك يقترفون إثما وعدوانا على الإسلام وكتاب الإسلام ورسول الإسلام والمنتمين إلى الإسلام؟
غداً يا شيخ سوف تلقى ربك وستعرف ساعتها كم ظلمتم السادات, وسوف يحاجككم أمام المولى عز وجل, والذى يعلم من قبل من المخطىء ومن المصيب, وسيلقى كل منكم الجزاء الذى يستحقه.
كنت أتمنى يا شيخ أن تطبق شريعة الله تعالى على اسرتك الصغيرة, ثم عائلتك الكبيرة, ثم الشارع الذى تسكن فيه ثم الحى, وبطبيعة الحال بسلوكك وقدوتك الحسنة وليس بالترهيب أو الشدة, أو التكفير وإذا كنت فعلت ذلك وزمرتك معك فكان المجتمع المصرى كله سيكون مطبقا للشريعة, أما وأنك تطلب تطبيق الشريعة, من رأس الدولة فهذا مستحيل أن يتم, فالمجتمع يتغير من اسفل إلى أعلى وليس العكس, فالرئيس مهما اصدر قرارات وقوانين فقد تطبق لفترة وتطبق على بعض الناس, دون غيرهم أما وأن تطبق على المجتمع بأكمله فهذا مستحيل.
نصيحتى يا شيخ ابدأ بنفسك وبمن تحت وصايتك اولا لتصل إلى هدفك المنشود, وهذا ما ننصح به باقى التيارات الإسلامية سواء اخوان مسلمين أو سلفية او صوفية أو سنية, أو جماعات تقدمية أو وهابية, أو غيرها.
أرجوكم كفاكم حقدا باسم الإسلام على الإسلام, وراجعوا انفسكم, وطالعوا كتب التاريخ مع كتب التراث والفقهاء, فالأمة لن تنهض بالتراث فقط, ولكنها سوف تنهض بالعلم والطب والهندسة والفلك والتاريخ والجغرافيا والكيمياء والفيزياء وعلوم الذرة والطيران والفضاء.
هداكم الله ورحمكم, ونحن معكم..
قولوا آميييين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق