الثلاثاء، يوليو 16، 2013

الإخوان.. تاريخ أسود مسكوت عنه (7)


الإخوان.. تاريخ أسود مسكوت عنه (7)
"السمع والطاعة" أسلوب الجماعة للسيطرة على أعضائها
خبير أمريكى: الجماعة تستخدم الجوع لفرض ديكتاتوريتها على الشعب المصرى
على عشماوي: هذه الصيحة كانت النداء الذي سيطر به الإخوان على شباب الأمة
مهدى عاكف: رفضت طلبات والدى تنفيذا لأوامر حسن البنا
عباس السيسى لوالده: لو طلب منى الملك ترك الجماعة فلن أطيعه!

كتب محمود خليل:
البنا
لكن ما سبب تلك البيعة ولماذا يعقدونها سرية وفى حجرة شبه مظلمة؟, للإجابة على هذا السؤال لابد من الرجوع إلى الأفكار والمعتقدات التي يؤمن بها الإخوان, وعليها يقسمون بالسمع والطاعة.
يؤمن الإخوان بالإسلام عقيدة تحكم توجهات المسلمين ومنهجاً شاملاً لكل جنبات الحياة وينادون بإقامة الدولة الإسلامية التي تسعى لإعلاء كلمة الله في الأرض, ويوضح حسن البنا هذا المعنى بقوله: "الإسلام عبادة وقيادة ودين ودولة وروحانية وعمل وصلاة وجهاد وطاعة وحكم ومصحف وسيف لا ينفك واحد من هؤلاء عن الآخر" .
وقد حرص الإخوان منذ نشأة الجماعة على توسيع دائرة عملهم حتى تكون حركتهم عالمية النطاق ويضمن لها الاستمرار بحكم تعدد المراكز, يقول حسن البنا عن هذه الدعوة: "إن الإخوان المسلمين دعوة سلفية، وطريقة سنّية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية وثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية, مؤكدا أن سمات حركة الإخوان تتلخص في البعد عن مواطن الخلاف, وعن هيمنة الأعيان والكبراء, وعن الأحزاب  والهيئات, والعناية بالتكوين, والتدرج في الخطوات, وإيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات, وشدة الإقبال من الشباب, وسرعة الانتشار في القرى والبلاد .
يذكر البنا أن أخص خصائص دعوة الإخوان تتمحور حول كونها حركة ربانية لأن الأساس الذي تدور عليه أهدافها أن يتقرب الناس إلى ربهم, وحركة عالمية  لأنها موجهة إلى الناس كافة لأن الناس في حكمها أخوة أصلهم واحد، لا يتفاضلون إلا بالتقوى وبما يقدم أحدهم للمجموع من خير سابغ وفضل شامل, وكونها إسلامية  لأنها تنتسب إلى الإسلام.
عاكف
يقرر البنا أن مراتب العمل المطلوبة ممن ينتسب إلى الجماعة تتطلب منه إصلاح نفسه حتى يكون قوي الجسم، و متين الخلق، ومثقف الفكر، قادراً على الكسب، سليم العقيدة، صحيح العبادة, وأن يعمل على تكوين البيت المسلم بأن يحمل أهله على احترام فكرته والمحافظة على آداب الإسلام في كل مظاهر الحياة المنزلية, وإرشاد المجتمع بنشر دعوة الخير فيه ومحاربة الرذائل والمنكرات, وتحرير الوطن بتخليصه من كل سلطان أجنبي غير إسلامي، سياسي أو اقتصادي أو روحي, وإصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق, وإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية بتحرير أوطانها وإحياء مجدها.
ويواصل البنا فيقول حول حلمه بأستاذية العالم أو السيطرة على العالم طبقا للمفاهيم الماسونية التى تسعى إلى ذلك من خلال عملاء ومنظمات عميلة لها فى كافة الدول: أستاذية العالم تكون بنشر دعوة الإسلام في ربوعه حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله "ويأبى الله إلا أن يتم نوره", مقسما مراحل الدعوة إلى ثلاث مراحل تبدأ بالتعريف, ثم بالتكوين وتنتهي بالتنفيذ.
وفي رسالة التعاليم يقول البنا: أركان بيعتنا عشرة فاحفظوها وهى "الفهم، والإخلاص، والعمل، والجهاد، والتضحية، والطاعة، والثبات، والتجرد، والأخوة، والثقة", ثم يشرح كل ركن من هذه الأركان, ليقول: أيها الأخ الصادق: هذا مجمل لدعوتك وبيان موجز لفكرتك، وتستطيع أن تجمع هذه المبادئ في خمس كلمات هى الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن شرعتنا، والجهاد سبيلنا، والشهادة أسمى أمانينا، وأن تجمع مظاهرها في خمس كلمات أخرى: البساطة، والتلاوة، والصلاة، والجندية، والخلق.
انتقلت الحركة إلى الأقطار العربية وصار لها وجود قوي في سوريا وفلسطين والأردن ولبنان والعراق واليمن والسودان وغيرها, كما وجد لها أتباعاً في معظم أنحاء العالم اليوم, فكيف يتم السيطرة على أفراد الجماعة التى انتشرت فى جميع أنحاء العالم بخلاف قسم البيعة للمرشد على المصحف والقرآن الكريم؟.
يقول على عشماوي القيادي السابق بالجماعة في مذكراته "التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين" الصادر عن مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية 2006: "لا رابطة أقوى من العقيدة ولا عقيدة أقوى من الإسلام", هذه الصيحة كانت كلمة حق أريد بها باطل، فقد كانت النداء الذي سيطر به الإخوان على شباب هذه الأمة، ثم قاموا بغسل أدمغتهم والسيطرة عليهم يوجهونهم إلى أي اتجاه يريدون, ومن هذا النداء انبثقت وسائل السيطرة وهى البيعة، والسمع والطاعة, ذلك أن الشباب حين يدخل إلى الجامعة لابد أن تكون له بيعة، والبيعة مع مجموعات النظام الخاص، وهو الجهاز السري للجماعة باستعمال المصحف والمسدس, أما "إخوان الأسر" وهو النظام المعمول به لربط الإخوان تنظيمياً فيكون باستعمال المصحف فقط، ولكن عم يبايع الأفراد؟, إنه شئ مهم يحكم سلوكهم باقي حياتهم , إنهم يبايعون على السمع والطاعة، وهذا هو مفتاح السيطرة والتحكم فى الأفراد.
السيسي
يضيف: يقولون إن النظام الخاص قد انتهى ولكن الواقع أنه موجود حتى الآن، فقد سيطر إخوان النظام الخاص على الجماعة، والقيادات أغلبهم من هذا النظام، ولقد نصبوا أفراد النظام فى القيادة بجميع مناطق العمل فى مصر لأنهم يرون أن هؤلاء هم الأقدر على الحركة فى الظروف الاستثنائية, وهم يستفيدون حالياً من حالات الزواج البيئي، حيث يتزوجون من بعضهم البعض، فتكون الاتصالات التي تتم فيما بينهم لها غطاء مهم جداً وهو النسب والقرابة، أما باقي الأفراد بالمنطقة فيتم الاتصال بهم فرادى، أي أن تزورهم مجموعة المسئولين في كل منطقة فرادى ويوزعون عليهم البرامج فرادى.
يتابع عشماوي قائلا: لكنهم ينتهزون الفرصة من آن لآخر فى المناسبات الدينية، فيتم عمل اجتماعات عامة في المساجد، خاصة في الريف واستحضار أحد دعاة الإخوان، وغالباً ما يكون من محافظة مجاورة، لتضليل رجال الأمن. ويتم تلقى الأوامر من القيادة العليا بالقاهرة عن طريق الاتصال  الشخصي بقادة المناطق وهم بدورهم يقومون بإبلاغها إلى المستويات الأدنى حتى تصل إلى جميع الأفراد بيسر وأمان.
وأهم ما يميز الإخوان الآن عن باقي الأحزاب الموجودة في الساحة، التي لا تعدو أن تكون جريدة ومجموعة أفراد يلتفون حولها، هو أنهم قاعدة منظمة تنظيماً جيدا, ويستخدمون أحدث وسائل الاتصال، ومن بينها أجهزة الكمبيوتر والموبايل لتيسير الاتصال فيما بينهم.
ينتقد الدكتور م ع ف أحد قيادات الإخوان السابقين, أسلوب البيعة والسمع والطاعة العمياء للمرشد قائلا: أن الشيء الذي يتعب شباب الإخوان هو تفكيرهم الدائم فى الجهاد، وكان من السهل قيادتهم حين تحدثهم في هذا الأمر, وهذا هو الضرر الفادح الذي يلحق بالساذجين الذين ينتمون إلى مثل تلك التنظيمات، فهم مخلصون وقادتهم عملاء يتصرفون فيهم بلا أمان ولا رقابة ودون أي تقوى من الله الذي يبايعون الأفراد على طاعته والالتزام بأمره، فيطيع الأفراد ويضل القادة، ويستعملون الأفراد في غير طاعة ولا خوف من الله, وحين يتصادف ويواجههم رجل واع يريد أن يناقش وأن يفهم يكـون مصيره الفصل من الجماعة.
جولدمان
يروى محمد مهدى عاكف المرشد السابق للجماعة موقفا له مغزى ويدل على كيفية سيطرة المرشد على أعضاء الجماعة, وهذا الموقف حدث له أيام حسن البنا قائلا: طلب والدي مني الذهاب مع أختي إلى دمنهور لتوصيل جهاز عرسها لكني كنت مكلفاً في ذلك اليوم برحلة مع الإخوان تنطلق عند الفجر، فاعتذرت لأبي, فغضب غضباً شديداً وصفعني على وجهي، وكانت تلك المرة الأولى في حياتي التي يصفعني فيها والدي رحمه الله, ولذا فقد أخذتني الدهشة, كيف حدث ذلك؟!, ودخلت إلى حجرتي, وقبل الفجر تناولت حقيبة سفري وانطلقت للرحلة، فذهب والدي إلى الأستاذ البنا في المركز العام وأخبره بما حدث، فبعث إلي الأستاذ البنا أحد الإخوان اسمه رفعت النجار رحمه الله طالباً مني قطع الرحلة والعودة فرفضت، وأكملت الرحلة, لكن عند العودة وجدت نفسي متحيراً لا أدري إلى أين أذهب؟, إلى مقر الإخوان أم إلى بيتي؟, فذهبت إلى بيت الأخ الحبيب إبراهيم الطيب رحمه الله، وكان أبي يحبه جداً، وبت ليلتي عنده، وفي الصباح ذهب إبراهيم إلى أبي فطيب خاطره، ثم أتى وأخذني إليه فقبلت يده وتصالحنا ولم يكلمني والدي في شيء, بعدها بدأت علاقته بالأستاذ البنا تتوطد، وتأكد ذلك بعد وفاة البنا ودخولي المعتقل، حيث صار أبي من خيرة الإخوان.
إلى هذا الحد بلغت سيطرة الجماعة على أعضائها, إلى الحد الذى يرفض الابن طاعة أبيه, ويفضل مصلحة الجماعة على مصالح أسرته!!.
يروى الحاج عباس السيسي -عم الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع الحالي- قصة أخرى تكشف كيف أن طاعة الجماعة مقدمة على طاعة الأب, قائلا:  لما برزت في رشيد باعتباري عضوا في جماعة الإخوان المسلمين, ناداني والدي رحمه الله: ولد يا عباس.
** أيوة يا بابا.
* أنت مين الجماعة الإخوان اللي أنت ماشي معاهم دول؟
** دول ناس طيبين يا بابا بيدعو للإسلام وبيقرأوا القرآن ومسلمين بحق وحقيقي!
* لكن دول باين عليهم شغالين في السياسة وقضية فلسطين.
 ** أيوة يا بابا ده واجب علينا
* ها يودوك في داهية !
استغلال الفقراء بدأ مع نشأة الجماعة
** أبدا يا بابا ده جهاد في سبيل الله وبعدين احنا ما بنعملش حاجة غلط؟
* أسمع يا عباس الجماعة دول ما تمشيش معاهم أنا خايف عليك.
** إزاي يا بابا؟.
* أنا قلت لك واعمل اللي يعجبك.
وبعد أيام بعد أن تم القبض علي في أثناء المظاهرة بخصوص فلسطين, ناداني والدي ثانية بعد خروجي من الحجز, وقال لي:
* أنت يا عباس ما بتسمعش الكلام ليه؟, موش قلت لك مالكش دعوة بالجماعة دول؟.
 ** أيوة يا بابا بس انا ما عملتش حاجة غلط!.
* آخر مرة أشوفك ماشي معاهم فاهم؟
** فاهم يا حاج.
وبعد أيام كنت أسير مع بعض الإخوان فناداني والدي, وقال لي:
* أنا موش قلت لك بلاش من المشوار ده؟.
** أيوة يا بابا لكن...
* لا لكن ولا حاجة ...أنت تسمع وبس فاهم ؟.
** بس يا بابا...
 * بس أيه؟
** الإخوان موش ممكن أسيبهم..
* أيه؟
** زي ما قلت لك كده.. الإخوان ها أمشي معاهم وكلامك على عيني وراسي, وإن جاء الملك شخصيا لا يمكن ها يخليني أسيبهم... خلاص اخترت طريقي !!!
رشاوى للفقراء أثناء الانتخابات
على جانب أخر يكشف اقتصادي أمريكي عن وسيلة أخرى يسيطر بها الإخوان على أعضاء الجماعة الذين أقسموا على السمع والطاعة, وعلى غير أعضاء الجماعة الذين استغلوا حاجتهم المادية وفقرهم فى السيطرة عليهم, وفرض رأيهم السياسي عليهم, بل وإشراكهم رغما عنهم في كل أحداث العنف ومهاجمة أقسام الشرطة وأفراد الأمن والسفارات الأجنبية والشخصيات والأشخاص الذين يختلفون معها, أو التصويت أثناء الانتخابات لمرشحهم مقابل مبلغ زهيد من المال, أو تلبية حاجاتهم من المواد التموينية أو الغذائية, والتي لا يتم توزيعها عليهم إلا أثناء الانتخابات.
يتهم ديفيد جولدمان، الخبير الاقتصادي الأمريكي, المدير السابق لقسم الأبحاث في بنك أوف أمريكا، الإخوان بـ"استغلال الجوع للوصول إلى الحكم وتأسيس ديكتاتوريتهم في الشوارع", مضيفا فى تصريحات له فى صحيفة "معاريف" الإسرائيلية:" "إن الإخوان يؤمنون بأن انتشار الجوع في مصر سيحسن وضعهم السياسي، حتى يتسلموا السلطة ويصبحوا هم المسؤولين عن توفير الغذاء، فيؤسسون الديكتاتورية في شوارع مصر".




نشرت هذه الحلقات أيضا بجريدة "السياسة" الكويتية.
يمنع النقل أو الاقتباس كليا وجزئيا دون الإشارة إلي المصدر, وبإذن من الكاتب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق