الخميس، يوليو 25، 2013

الترويج لـ "صاحب مصر"... خيانة و"أكل عيش"!


متشيعون لم يدرسوا التاريخ
الترويج لـ "صاحب مصر"... خيانة و"أكل عيش"!

كتب محمود خليل:
السيسي
قرأت كثيرا عمن يتحدثون عن من يسمى "صاحبى أو صاحب مصر", ومن يتحدث عن ذلك يخلط ولا يفرق بين "الصحابى" و"الصاحب"!.
المعروف تاريخيا أن أول من ولى أمر مصر بعد فتح المسلمين لمصر كان "الصحابى" عمرو بن العاص, ولهذا أطلق عليه تاريخيا عليه وعلى من ولى بعده من صحابة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, لقب "صحابى مصر", وكان هذا اللقب تشريفا بأن والى مصر كان من صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وكعادة المصريين فى التصغير والتفخيم والحذف والتخفيف والتكنى فى العبارات والأسماء, أطلقوا على والى مصر "صاحب مصر", هكذا يقول التاريخ.
الخومينى
أما متى ولماذا انتشرت تلك التسمية فى الفترة الأخيرة, فيعود إلى فترة ما بعد الانقلاب الخومينى على الشاه فى فترة نهاية السبعينيات, وإحياءا لرغبة شيعية قديمة ومتجذرة لدى شيعة إيران باحتلال مصر ضمن حلم الامبراطورية الفارسية القديمة أو "تشيعها", وانتقاما من الرئيس السادات الذى وقف وقفة مصرية وإنسانية رائعة مع شاه إيران واحتضنه فى مصر ودفنه فى المقابر العلوية بعدما رفضت جميع الدول استقباله أو إيواءه بما فيها أمريكا التى كانت تعتبره حليقا استراتيجيا لها, لكنها وياللعجب ساندت الخومينى الارهابى المتطرف فى الانقلاب عليه وتسليمه السلطة فى إيران ليتم تدمير القدرات العسكرية لإيران وهى الدولة التى كانت من أقوى دول أسيا بل العالم من الناحية العسكرية والاقتصادية, وتلك ديدنة أمريكا, فهى لا ترغب فى استقرار أية دولة ولا تقدمها حتى وإن كانت من حلفائها, وهو ذات الأمر الذى فعلته مع باكستان والاتحاد السوفيتى والعراق وسوريا ومن قبل فى مصر الملكية إذ كانت مصر فى أثناء حكم الملك فاروق ومن قبله من أزهى الدول العالمية رقيا وتحضرا وصناعة بل وقوة عسكرية, تعود إلى مؤسس الدولة العلوية محمد على باشا وبالطبع نعلم جميعا ما حدث من مؤامرات ضده حتى تم التكتل ضده وضرب أسطوله بالبحر المتوسط حينما دقت "بيادات" الجيش المصري باب الأستانة "الخلافة العثمانية", وكاد يستولى عليها ووقتها لم يكن ليقف أمام الجيش المصري عائقا ليعيد فتح أوروبا, ويعيد أمجاد المسلمين الأوائل, وهذا هو السبب الذى من أجله يحمل قادة تركيا اليوم كل هذا الحقد والغل تجاه مصر.
الشاه
على أية حال فإن موقف السادات من الشاه جعل ايران الخومينى تفكر فى كيفية أختراق الشعب المصري, فتحدث متشيعون عن "صاحب مصر" او "صحابى مصر" الذى سيبزغ من أرضها ليعيد أمجاد الإسلام من جديد, مستفيدين من قصة الإمام الأثنى عشر المختفى, والذى ينتظرونه حتى اليوم, وهو الإمام الذى كان يحكم إيران وتم إختطافه وقتله, ولكن لأن فكر الشيعة لا يقبل بتلك الحقيقة فقد اخترعوا فكرة "الإمام المختفى" لأنهم لم يروا الإمام وهو يختطف ويقتل, فظنوا أنه اختفى فى السرداب وأنه عائد لا محالة!!.
كان أول من روج لتلك المقولة المتشيع محمد عيسي داوود فى كتبه, وهو "الباحث" المتخصص فى عالم الأحداث المستقبلية والمهدى المنتظر وأحداث نهاية العالم, وكتب فى مقدمة إحدى كتبه, أن صاحب مصر هو "محمد حسن التهامى" عضو مجلس قيادة الثورة, الذى تقلد العديد من المناصب فى عهدى عبد الناصر والسادات, وفى نهاية حكم السادات ظهرت عليه أعراض "الدروشة", وصفه السادات بالخلل الفكرى, ولهذا جرده من كافة مناصبه بعدما إعتزل الحياة داخل ما أسماها "الروضة".
السادات
بعد ذلك قرأنا أن صاحب مصر يتكون إسمه من أربعة ميم, وإسمه فيه لقب أو صفة الحسن, وقالوا إنه محمد حسين طنطاوى, ورفضوا أن يكون محمد حسنى السيد مبارك, رغم أن إسمه يحتوى على الميم والحسن, والسيادة والبركة!! والغريب أن يخرج البعض ليقول أن المشير السيسي هو "صاحب مصر", رغم أن إسمه لا يضم حرف الميم ولا الحسن, ولكن "أكل العيش" و"التزلف" للحاكم جعل البعض يطلق عيه هذه الصفة, رغم انه لم يحكم مصر بعد!!. وحتى يضفوا شيئا من الصدق على كلامهم قالوا أن صحابى مصر سوف يأتى بعد السيسي الذى هو صاحب وليس صحابى!!..
تلاعب واضح فى الألقاب, وبعقول البسطاء الذين لم يقرأوا التاريخ, وليسوا على دراية بتاريخ بلدهم, والعالم, بل وبأبجديات دينهم!. وأخيرا قرأنا أن أحد المتشيعين ويدعى محمد الدرينى هو صاحب مصر, وقد زاملنا فترة شهور فى جريدة الأحرار, وتم سجنه بسبب تشيعه وأفكاره الشيعية, وتم استخدامه لضرب أو تخويف الإخوان, وأنه من سيتولى حكم مصر بعد أن يسقط الإخوان, لكنه لم يسقطهم فمن أسقطهم هو الشعب المصري, رغم أن إسمه ليس به صفة "الحسن"!!.
مبارك
إن من يردد تلك الأفكار –كما قلنا من قبل- شيعة إيران وأذيالهم من المتشيعيين فى مصر, لإعادة "تشيع" مصر, من خلال "صناعة إلهية" لعميل إيرانى فى مصر, مستغلين حب المصريين لآل البيت, وتدينهم الفطرى, وجهلهم المطبق بدينهم وتاريخهم, فى تنفيذ هذا النخطط الإجرامى الذى لا يقل إجراما وخيانة عن خطط أمريكا لـ "تمكين" الإخوان من حكم مصر. ويكفى أن نسترجع علامة النصر التى رفعها أحمدى نجاد الماسونى فى الأزهر ومسجد الحسين تدليلا على نجاح خطته فى تشيع مصر, ويجب أن نذكر أنه لا فرق "دينيا" بين الشيعة والإخوان, فمنبع "ديانتهم" واحد.
الدرينى
إن هذا الأمر – التمكين لصاحب إيران- فى مصر يعمل على بقاء الشعب المصري فى حالة من الخمول والارتكان إلى الراحة وعدم العمل انتظارا لـ "صاحب مصر" الذى سيظهر ليحول مصر والمصريين إلى دولة عظمى, بدون مجهود من المصريين, لأنه مدعوم من المولى سبحانه وتعالى!!, فهل يمكن الله تعالى لشعب من الشعوب دون عمل أو مجهود؟؟.

هناك تعليق واحد:

  1. مقال رائع جدا في الواقع , ملم بجميع نواحي الموضوع ومحيط بكل من تم نسبته إلى نبوءات صاحب مصر وصحابي مصر , لكن أحيلك أيضا لنبوءات بعض النصارى ونبوءات اليهود وربما الصوفية أيضا في هذا الشأن ستجد أنها تلتقي جميعها في أن من سيتولى مصر في الفترة القادمة سيكون له دور - بصرف النظر عن كونه ايجابيا ام سلبيا - ولكنه سيكون دورا مفصليا جدا يؤثر تأثيرا كبيرا على مجريات الأمور في مصر وخارج مصر.

    ردحذف