في ندوة عن دور الإعلام فى تغطية أحداث يناير وما بعدها
90 بالمائة مما تنشره الصحف مخالف للحقيقة
خيري رمضان يطالب بمحاكمة رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون
لميس جابر: نعيش حاليا صحافة انقلاب يوليو وأصحاب الصوت العالى
باسم يوسف: الصحف تستقى أخبارها من الفيس بوك وتويتر لترضية الشعب
كتب محمود خليل:
طالب خيري رمضان الصحفي بالأهرام ومقدم برنامج "مصر النهاردة" سابقا, بمحاكمة الدكتور سامي الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق بتهمة اهدار المال العام, مشيرا إلى أن الشريف أقام ديكورات جديدة لبرنامج "بتوقيت القاهرة" تكلفت ما يقرب من مليون ونصف المليون جنيه, وهو البرنامج البديل لبرنامج "مصر النهاردة" رغم أن ديكورات "مصر النهاردة" لم يمرعلي تنفيذها أكثر من ستة شهور وكانت بحالة ممتازة.
أضاف خيري في الندوة التي عقدها مركز "صحفيون متحدون" تحت عنوان "دور الإعلام في إدارة الأزمات" أن الإعلام قبل 25 يناير كان ردىء ومنافق للسلطة، مؤكداً أن كل الاعلاميين قبل يناير كانوا "كدابين وصوت يعبر عن النظام" ، مشيراً إلى أن من رفض ذلك تم استبعاده مثل سلامة أحمد سلامة وفهمي هويدي من جريدة الاهرام أو تم تحجيمه مثلما حدث مع محمود عوض.
أكد رمضان أن الصحف الحزبية قبل يناير كانت جزءً من النظام، وتعبر عن صفقات النظام مع الأحزاب في مصر، مشيرا إلى أن اختيار قيادات المؤسسات الصحفية والاعلامية الحكومية كان يتم بناءً على الولاء للنظام وتقارير أمن الدولة، حتى إنه لم يأت بعد موسى صبري رئيس تحرير مهنى إلى جريدة الأخبار، ونفس الأمر في جريدة الجمهورية وكان آخر رؤساء التحرير المهنييين هو محسن محمد.
يضيف خيرى إنه إذا كان من الممكن تفهم حالة الكبت والغضب الموجودة عند البعض، إلا أنه لا يمكن فهم تحول بعض الاعلاميين من الولاء التام للنظام السابق إلى العداء الشديد والرهان على عدم وجود ذاكرة للشعب، مشيرا إلى إنه لا يمكن أن يصدق أن من كان يكتب عن الرئيس السابق أنه أعظم شخص في مصر يقول حاليا أنه الرئيس الفاسد.
أشار خيرى إلى أن من يتولون المؤسسات الصحفية القومية الآن هم من كانوا يتملقون النظام في السابق، ومن كان مستشاراً لأحمد عز هو من يهاجمه الآن، ومن كان يجلس على مائدة جمال مبارك هو من يكشف اسراراه حالياً، ومن كان يتعامل مع أمن الدولة هو من يدعي الشرف الآن.
أكد خيرى أن الصحف المصرية أصبحت صحف حوادث تنشر كل ما أسود، وأن 90 بالمائة من الصحف المصرية بعيد تماما عن المهنية، حيث لم يتغير شىء في الصحف بعد يناير سوى أننا استبدلنا صورة المشير بصورة الرئيس وصورة الحزب الوطني بصورة التحرير.
عن كيفية إصلاح المؤسسات الإعلامية يقول رمضان إن الأمر يبدأ من ابعاد كل القيادات الحالية وتقديمهم اعتذار إلى الشعب، واعترافهم بالأخطاء التي ارتكبوها، قبل أن يشارك أياً منهم مرة أخرى في العمل الاعلامي من جديد.
من جانبه يعلق سعيد شعيب مدير مركز صحفيون متحدون على ما أثاره خيرى رمضان بقوله أن نمط ملكية الصحف في مصر قبل يناير لم يتغير عما بعد يناير، مشيرا إلى أن اتحاد الاذاعة والتليفزيون ما زال يحتكر البث التليفزيوني وطالب بأن يكون اصدار الصحف بالاخطار وليس بالترخيص كما هو الآن.
من جانبها أشارت الدكتورة لميس جابر أن فشل 25 يناير, تم بسبب الأداء الاعلام خلال المرحلة الحالية، مؤكدة أن حالة الفوضى التي تعيشها مصر يغذيها ويزيدها الاعلام, مشيرة إلى مصر تعيش حاليا حالة من التفكك والضبابية، وقالت: مصر الآن مثل قطعة الفسيفساء التي تتفكك أجزاءها وتوشك على الانهيار.
أضافت لميس أن الانفلات الحادث في الأمن حاليا كان أن له أثر في انفلات القلب واللسان بين الناس، مشيرة إلى أن اللغة التي يستخدمها الشباب على الفيس بوك والتويتر للتعبير عن آراءهم لا يمكن أن يقبل معها الحديث عن السياسة والشهداء, مشيرا إلى أن الصحافة الآن أصبحت بلا قانون، وما يحدث الآن فى الصحف يشبه المرحلة التى أعقبت أحداث انقلاب يوليو، حيث هاجمت الصحف الملك فاروق ونشرت أكاذيب عن فجوره وفساده، مشيرة إلى أن انقلاب الصحف بعد يناير فى غضون 24 ساعة فقط، فقد كانت تنادى قبل 11 فبراير، بالاستقرار إلى أن تنحى الرئيس السابق، فكان لابد أن يكون انقلابها ذكيا، حيث تملقت التحرير, وقامت بالتشهير بالرئيس مبالرك ونشرت أكاذيب عنه.
أشارت لميس إلى أن ذلك التحول تم لأننا لم "نرب" كوادر قادرة على الحكم على الأمور دون توجيهات، وما يحدث من فوضى إعلامية حاليا يقابلها فوضى فى الشارع لأنه عندما يتوجه الإعلام لتفاصيل تخص أشخاص بعينها، فهو يلهى الناس عن الأخطاء الحقيقية، التى يجب الالتفات إليها, وقالت: الإعلام خلى البرنس هو سبب إدانة العادلى، وترك جرائمه فى حق الكثير من الشباب.
أكدت لميس أن فوضى الإعلام، ساعد الكثير من أصحاب الصوت العالى على الظهور والمزايدة على الشعب، وبذلك فهم يتسببون فى ضرر كبير للبلاد وللشعب الذين يريدون الركوب فوق عقولهم وتوجيههم من منطلق "أنا أبوكم"، وتعدهم بإنشاء أحزاب تضمهم أو قنوات أو مشروعات للتواجد فى الصورة، مؤكدة أن القوى الموجودة مؤهلة للعمل السياسى ولكن ليس للحكم.
أضافت لميس أن تحولات هيكل معروفة منذ زمن فهو من وشى بالكاتب مصطفى أمين لدى عبد الناصر، ثم قام بزيارته في السجن تشفياً فيه رغم أن مصطفي أمين هو أستاذ هيكل في الصحافة.
يقول باسم يوسف مقدم برنامج "باسم شو" إن الصحف الآن تأخذ مانشيتاتها من "تويتر" و"فيس بوك" مما يشكل "فضيحة", ويعود ذلك إلي عدم المهنية من القائمين علي الصحافة المصرية، والتي أصبحت منقادة لترضية الرغبات الشعبية, مشيرا إلى أن الانترنت لا يمكن أن يكون وسيلة للتعرف على أى من التيارات السياسية، لأن من يدلى برأيه على الأنترنت شخص غير معروف, فهو مجرد شخص يختفى وراء "الكيبورد" في عالم افتراضي, فقد يكون مصرى أو غير ذلك, وقد يكون محرض, أو عدو, أو واحد من أجهزة المخابرات التى تعمل على إثارة الفوضى والشغب.
أضاف باسم أن الافكار التي تطرح من خلال المواقع الاجتماعية جديرة بالاهتمام والتفكير، وإن كان عرضها يتم بألفاظ يعتبرها البعض خارجه إلا أنها اللغة الطبيعية للانترنت، مشيرا إلى أن المواقع الاجتماعية استطاعت أن تجذب جماهير كبيرة بعد أن تخلت وسائل الاعلام القديمة عن الجمهور وأصبحت لسان حال الانظمة السياسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق