الأربعاء، يونيو 08، 2011

"لغز" يحير العلماء: النساء معظم ضحايا بكتيريا "اشريشيا كولاي"؟!


اكتشفت عام  1885 
"لغز" يحير العلماء: النساء معظم ضحايا بكتيريا "اشريشيا كولاي"؟!
تتسبب فى الفشل الكلوي وفقر الدم والموت المفاجىء
نقع الخضروات في ماء مع الملح والخل الأبيض يقضى على الجراثيم

كتب محمود خليل:
أثارت أزمة الخضر الأوروبية الملوثة بنوع جديد من البكتيريا المميتة والمعروفة باسم "اشريشيا كولاي" المخاوف من إنتقال البكتيريا إلى مناطق أخرى من العالم, خاصة بعد أن بلغت حالات الوفيات جراء هذه البكتيريا، إلى 22 حالة وإصابة اكثر من 2020 في ألمانيا، وحالة وفاة واحدة في السويد, خلال أسبوعين من ظهورها, كما تم تسجيل أكثر من 40 حالة إصابة بالبكتيريا في سبع دول أوروبية أخرى هي النمسا وبريطانيا والدنمارك وفرنسا وهولندا والسويد وسويسرا، بينما تم تسجيل ثلاث حالات أخرى في الولايات المتحدة.
كما حذر داسيان سيولوس مفوض الشئون الزراعية في الاتحاد الأوروبي من انتشار حالة الذعر، مشيرا إلى وجود "أزمة ثقة" بين المستهلكين تهدد المزارعين في الكتلة الأوروبية, مشيرا إلى أن قطاع تصدير الخضروات الأسباني يتكبد حاليا خسائر بقيمة 200 مليون يورو(286 مليون دولار) أسبوعيا ، بعد امتناع عدة دول وتجار عن شراء الخضروات الأسبانية.
كانت روزا جويلار وزيرة الزراعة الأسبانية، - بعد حظر دول عديدة دخول الخضر من ألمانيا وأسبانيا خشية انتقال العدوى -  قالت في اجتماع لنظرائها في الاتحاد الأوروبي بالمجر، إنه يجب التوقف عن النظر إلى أسبانيا باعتبارها مصدرا للخضر الملوثة وقالت: ثبت الآن أن الخيار الأسباني لم يكن هو المسبب للاصابة ببكتيريا "اشريكيا كولاي".
أكد علماء أوروبيون أن مصدر البكتيريا لا زال غير معروف, وتعتبر "لغزا", مشيرين إلى أن بكتيريا "اشريشيا كولاي" أربعة أنواع, تنتج بسبب  تلّوث الخضار من الفضلات الآدمية والحيوانية ومياه الصرف الصحي, وتتسبب فى حدوث إصابة مفاجئة بالفشل الكلوي, وفقر الدم بسبب تدميرها لكرات الدم الحمراء في الدم ونقص الصفائح الدموية.
يضيف العلماء إنه من الأمور الغريبة المحيطة بوباء النوع القاتل من بكتريا إي كولاي المنتشر في المانيا حاليا أن معظم ضحاياه هم من النساء, فى حين إن معظم الأوبئة المماثلة يكون الضحايا من الاطفال لأنهم لم يكتسبوا بعد مناعة ضد التسمم الغذائي، إلا إنه في حالة المانيا كانت الغالبية من البالغين والنساء البالغات تحديدا, ولا يعرف العلماء السبب حتى الآن. ومن المثير أيضا أن وباء مماثلا بسبب هذا النوع من البكتريا انتشر في الولايات المتحدة عام 1994 وكان أغلب الضحايا أيضا من النساء بمتوسط عمر 36 عاما. وإذا ثبت أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من بكتريا إي كولاي فإن ذلك ينفي نظرية "الغذاء الصحي".
يقول أولف جوبل من مستشفى شاريت الجامعي في برلين إن هذا النوع من البكتريا ربما يعمل في أجساد النساء أكثر من الرجال (مثلما تعمل بعض أنواع البكتريا في أجساد مجموعات عرقية دون غيرها.(
طالب العلماء بضرورة اتباع وسائل التعقيم الصحيحة للخضر, والحرص من تناول الخضراوات المكشوفة تجنبا للتعرض لمخاطر هذه البكتيريا.
ينصح العلماء بغسل الخضر عن طريق:
نقع الخضروات مثل الخس في ماء لمدة ساعتين أو أكثر مع إضافة الملح0
نقع الخضروات بالخل الأبيض لفوائدة على القضاء الجراثيم والحشرات.
يمكن استخدام الطريقتين وترك الخضروات لمدة ساعتين أو اكثر للقضاء على هذه البكتيريا الخطرة, على الكبد والمعدة والبنكرياس والمرارة والدم.
من جانبها قالت كارولينا بروفر شتوركس وزيرة الصحة بمدينة هامبورج حيث أجريت اختبارات معملية على مجموعتين من العينات للفحص أن مصدر العدوى لازال مجهولا, مطلقة تحذيرات لمواطني بلادها بتجنب تناول الخضار حتى تتضح الرؤية حول مصدر البكتيريا, وتفاعلت عدة دول مع هذه التحذيرات لمنع استيراد الخضار من عدة عدة دول تتقدمها اسبانيا وهولندا.
تعتبر السعودية من أكبر الأسواق العربية التى تستود احتياجاتها من  الخضر والفواكه من أوروبا, مما يجعلها إحدى البلدان المرشحة لانتقال العدوى إليها, خاصة وأن هذه البكتيريا منتشرة في المملكة منذ وقت طويل وهي أحد الأسباب الرئيسية لأمراض الفشل الكلوي المنتشر بكثافة في السعودية وبعض حالات الوفاة الفجائية.
كان الطبيب الألمانى ثيودور إشرش اكتشف هذه البكتيريا عام 1885 وتسمى الإشريشيا المعوية، أو العصية القولونية، أو الإشكريكية القولونية أو إشريشيا كولاي، إي كولاى,  كما تعرف أيضا باسم جرثومة الأمعاء الغليظة, وهي من أهم أنواع الجراثيم السلبية التى تعيش فى امعاء الثدييات حيث تعمل الإشريشيا المعوية على معالجة المخلفات وانتاج فيتامين ك وامتصاص الغذاء.
تتواجد الإشريشيا المعوية بوفرة، حيث يبلغ متوسط عدد أفراد هذه البكتريا في براز الفرد يومياً بين 100 بليون  و 10 بليون  وحدة, كما تتواجد أيضا على حافة الينابيع الساخنة.
تسبب الإشريشيا المعوية إسهالات مختلفة الشدة والأعراض، وتنقسم هذه البكتيريا إلى عدة فئات منها-:
* بكتيريا منزفة للأمعاء عُرَفَتْ عام 1982، حينما حدثت حالات وبائية من التهاب القولون النـزفي في الولايات المتحدة، وتمتد الإصابة بها من إسهال خفيف غير مدمى إلى براز مدمى دون وجود كريات بيضاء. ويمكن لهذا النوع أن تتضاعف أعراضها بظهور انحلال دموي وارتفاع في البول الدموي وتراوح فترة حضانته بين ثلاثة أيام وثمانية بعد تناول كمية قليلة من الطعام الملوث بها، والأطفال دون الخامسة أكثر تعرضاً للإصابة.
ذكر العلماء ان هذا النوع انتشر فى أمريكا بسبب الهامبورجر ناقص الطبخ، والحليب غير المبستر والتفاح الذى تم تسميده بسماد روث البقر، والسباحة في حوض ماء مزدحم، وشرب ماء لم يُضف إليه الكلور.
* بكتيريا تسبب الإسهال المعوى وتعد من أهم أسباب الإسهال الذي ينجم عنه جفاف الرُّضَّع والأطفال في البلاد الحارة، ذات المستوى الصحي السيئ. كما تعدُّ أحد مسببات إسهال المسافرين الذي يصيب القادمين من البلاد الصناعية إلى المناطق الحارة. وتلتصق جراثيم هذا النوع بخلايا الأمعاء الدقيقة، وتتكاثر على سطحها، وتسبب خللاً شديداً في آليتي الإفراغ والامتصاص.
تقُدِّر فترة حضانة المرض بأقل من 10 ساعات إلى 12 ساعة، لكنها وصلت إلى 24 ساعة حتى 72 في بعض الحالات الفردية. تسبب الإصابة بها إسهالاً مائياً غزيراً من دون دَمٍ أو موادَّ مُخاطية؛ وقد يصاب المريض بمغص بطني وإعياء وجفاف، ويحدث أحياناً ارتفاع بسيط في درجة الحرارة. وتستمر الأعراض عادة أقل من 5 أيام.
* بكتيريا تسبب التهاباً في مخاطية الأمعاء حيث تستولي على بطانة الأمعاء الغليظة وتحدث فيها تفاعلات التهابية تنجم عنها تقرحات. حيث تبدأ الأعراض بمغص بطني شديد ووعكة وبراز مائي وحمى، ويتطور في أقل من 10بالمائة من الحالات إلى براز متكرر ضئيل وسائل يحوي دماً ومخاطاً، ويضم كمية وافرة من الكريات البيض. وتستمر حضانة الإصابة بعد تناول الغذاء الملوث مدة لا تزيد على 18 ساعة.
*  بكتيريا تسبب مرضا للأمعاء حيث انتشرت في مراكز الرضع وحضانة الأطفال ودور الولادة بين عامي 1940 و 1950، وتنجم عن الإصابة بهذا النوع إسهالات مختلفة الشدة تسبب التهاب الأمعاء، وانحلال الخلايا المعوية المعدية.
تلاشت جراثيم هذا النوع في أواخر الستينيات من شمالي أمريكا وأوربا، لكنها ما تزال باقية في جنوبيّ أمريكا وجنوبي إفريقيا وآسيا. وتقتصر إسهالات هذه الفئة على الرُّضَّع الذين لم يتجاوزو السنة من العمر، حيث تحدث عندهم إسهالات مائية مع مخاط وحمى وتجفاف. ويمكن لهذه الإسهالات أن تكون شديدة وطويلة المدة وتسبب نسبة عالية من الوفيات. وتقدر فترة الحضانة بأقل من 9 ساعات إلى 12، وتتم العدوى عن طريق أغذية الرضاع والفطام الملوثة.
* بكتيريا تسبب إسهالا مستديما عند الرضع ومن خصائص جراثيمها أنها تلتصق بالخلايا المعوية، حيث تشكل طبقة رقيقة من الجراثيم المتراصة ومن المخاط. وظهرت في أواخر الثمانينات فى تشيلى ثم في الهند. ويعرّف الإسهال المستديم بأنه إسهال لا يمكن التحكم به قبل مرور أسبوعين على الأقل، ثم انتشرت  فيما بعد في البرازيل والمكسيك وبنجلادش والكونغو، ثم المملكة المتحدة وألمانيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق