"حكايات مبارك" فى الرئاسة (3)
أسرار أسره فى "حرب الرمال" وعودته إلى مصر
السادات: مبارك ذكي ووطني و"سمعته زي البرلنت" و"مالوش فى الطمع"
التقارير العسكرية: مبارك ضابط ممتاز عملا وخلقا ويمتاز بالضبط والربط
مبارك: عندما كان السادات يمدحني كنت أشعر بالخجل
أهالى كفر مصيلحة: "مبارك عاش عيشة الطيار.. دايما كان في العالي"!
كتب محمود خليل:
لا يجب أن نصدق كل ما يشاع عن الرئيس مبارك, ونحن نحاول رصد كل "الحكايات" عنه لعلنا نصل إلى حقيقة تاريخ هذا الرجل الذى حكم مصر 30 عاما.يؤكد أهالي "كفر مصيلحة"، مسقط رأس الرئيس مبارك -حسب تقرير لموقع بى بى سى البريطانية- أنه ولد سنة 1928 وأنه كان يكره مسقط رأسه، فكل أهالي المنطقة يتفقون على أن "الريس" كان يتبرأ من قريته ولم يشعر يوما بالانتماء إليها، وليست له أي جذور فيها، بدليل أنه منذ أن غادرها صوب الكلية الحربية سنة 1949، لم يعد إليها سوى مرة واحدة ليشارك في عزاء عمه، ومرة واحدة مر بقربها ولم يحضر لزيارتها، وكان ذلك عام 2005 عندما أعلن عن ترشحه لولاية خامسة من مدينة "شبين الكوم" المجاورة.
أكد سكان كفر مصيلحة أن مبارك يختلف كثيرا عن سلفه الرئيس الراحل أنور السادات، الذي كان شديد الفخر بقريته "ميت أبو الكوم"، في المحافظة نفسها، التي بنى فيها منزلا في حديقة كبيرة كان يتردد عليه بانتظام.
أوضحوا أن علاقة مبارك بقريته كانت من خلال صورة جدارية كبيرة تُزيّن قاعة بلدية ومدرسة وشارع تحمل جميعها اسمه. وقالوا إن مبارك عاش عيشة الطيار.. دائما كان في العالي، بعيدا عن الناس اللي تحت، ربما لم يكن ليحدث له كل ذلك لو لم يكن بعيدا إلى هذا الحد عن الناس...
تقول الحكايات أن كل التقارير السرية التي كتبت عن الرئيس مبارك تأتى في صفه بصورة كاملة، ومن بين هذه التقارير ثلاثة تقارير تشير إلى أن حياة مبارك كانت حياة عسكرية وكان يعطى عمله كل وقته وحياته:
التقرير الأول:
عن الفترة من أول يوليو 1958 إلى يونيو 1959 وجاء فيه: "يقوم بواجبه على أكمل وجه، كأركان حرب الكلية الجوية، وكقائد سرب في الوقت نفسه، وله دراية تامة بالأعمال الإدارية وقدرته على الإشراف كبيرة، ويمتاز بالضبط والربط، وهو ضابط ممتاز من جميع الوجوه.
التقرير الثاني:
عن الفترة من أول يوليو 1962 حتى نهاية يونيو 1963 وجاء فيه: حسني مبارك ضابط ممتاز عملا وخلقا ويبشر بمستقبل عظيم.
التقرير الثالث:
عن الفترة من أول يوليو 1965 حتى نهاية يونيو 1966، وكان مبارك وقتها يقود لواءا جويا ويقود بالنيابة قاعدة غرب القاهرة الجوية معا، وجاء فيه: حسني مبارك يبذل مجهودا استثنائيا في الطيران والإدارة معا، وهو ضابط ممتاز من جميع الوجوه.
ما لا يعرفه الكثيرون عن حسني مبارك أنه تم أُسِره وعدد من الضباط المصريين سنة 1963 في المغرب، بعد نزولهم اضطراريا على متن مروحية خلال "حرب الرمال"، التي نشبت بين المغرب والجزائر. حيث كان قائدا لسرب في القوات الجوية أرسله عبد الناصر إلى الجزائر ليعرف متطلبات الجيش الجزائري من السلاح في حربه ضد المملكة المغربية -في حرب الرمال- وتم أسره مع ضباط مصريين وجزائريين في منطقة "عين الشواطر" في الصحراء المغربية، التي هبطوا فيها على أنها منطقة جزائرية.
تسببت تلك الحادثة فى توتر العلاقات بين مصر والمغرب حيث اعتبر الملك الحسن الثاني ما حدث تدخلا مصريا في صراعه مع نظام بن بلة في الجزائر، واستدعى سفير المملكة في مصر وطرد حوالي 350 معلما مصريا من المغرب ومنع كل ما يمت بصلة لمصر من التداول في المغرب، بما في ذلك الغناء والتمثيل المصرى.
عاد مبارك من المغرب بعد انتصاره في "حرب الرمال" حيث تدخلت الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية ودول صديقة لعقد صلح بين الجزائر والمغرب، وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار في "باماكو" بمالي يوم 29 أكتوبر 1963، وعادت المياه إلى مجاريها بين المغرب ومصر، حيث قبِل الراحل الحسن الثاني الدعوة الرسمية التي وجهت له لزيارة الجمهورية العربية المتحدة آنذاك، وفي تلك الزيارة، أعاد الملك الراحل الحسن الثاني الضباط المصريين الأسرى بزيهم العسكري وكان من ضمنهم حسني مبارك...
تشير الحكايات إلى واقعة في الكلية الجوية حدثت عام 1956، حين تقدم حسين عبد الناصر شقيق الرئيس للالتحاق بالكلية الجوية، وكان المفروض أن يدفع مصروفات الكلية في أول يوم للدخول, ولكن حسني مبارك فوجئ بحسين يطلب مقابلته في مكتبه، وقدم له نفسه على أنه شقيق الرئيس، وطلب منه السماح له بالدخول إلى الكلية على أن يأتى بالمصروفات في اليوم التالى، فقال له مبارك: النظام لا يسمح لطالب بدخول الكلية دون دفع المصروفات، وهناك 40 طالبا منعنا دخولهم اليوم لعدم دفعهم المصروفات، وأنت مثلهم، والذي يسرى عليهم يسرى عليك أنت أيضا، ولا مجال لأى استثناءات، فاذهب إلى بيتك وعد بالمصروفات.
وقال له: الرئيس لا يوافق على استثناء شقيقه... ولا أعتقد أنه يرضى بذلك.
يقول مبارك عن لقائه مع عبد الناصر لأول مرة في أواخر 1968 حينما كان الرئيس عبد الناصر في زيارة لمطار بلبيس: قدمت له نفسي قائلا: عقيد طيار محمد حسني مبارك مدير الكلية الجوية... وفوجئت بجمال عبد الناصر يقول لي: أنت بتعمل أيه هنا يا مبارك؟ ثم رقاه عبد الناصر من رتبة عقيد إلى عميد في 22 يونيو 1969، وتم تعيينه رئيسا لأركان حرب القوات الجوية، وفي شهر أبريل 1972 أخبره وزير الدفاع بأن الرئيس السادات أصدر قرارا بتعيينه قائدا للقوات الجوية.
وكلف عبد الناصر مبارك بالسفر إلى السودان مع بعض قادة القوات المسلحة في عهد جعفر نميري ليقدم المشورة لقائد القوات الجوية السودانية في أزمة جزيرة (أبا) وهي الأزمة التي نشبت بين أنصار المهدي ونميري.
يقول مبارك أنه تعرف أثناء هذه المهمة على الرئيس السادات أكثر ويتعرف على شخصيته عن قرب، بعد أن كان قابله مرات عابرة قبل ذلك ويضيف: قابلت الرئيس السادات أيام حكاية جزيرة (أبا) في الخرطوم، هو جاء في طائرة بتكليف من الرئيس عبد الناصر لمعرفة الحكاية دون اللجوء إلى الضرب أو استخدام قواتنا لقذف أي مكان، وهناك وجدته يتحدث بمنطقية ويقول يا حسني ماذا فعلتم؟ فأخبرناه، وبدأت أعرف السادات.
يقول السادات عن هذا اللقاء: في هذه الرحلة دوّنت السادات اسم حسني مبارك في مفكرتى وكنت دونت نفس الاسم عندما التقيت به في مطار العريش عام 1950، وقتها كتبت: التقيت بضابط طيار ملازم ثان محمد حسني مبارك، إنه شاب ذكي .. نشيط.. وطني... أرجو أن أرى مثله في كل مكان أذهب إليه.
عن اختيار الرئيس السادات له رئيسا لأركان حرب القوات الجوية، ثم نائبا له، دار هذا الحوار بين الرئيس مبارك وعماد الدين أديب قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2005، سأله عماد: "عمرك ما سألت الرئيس السادات انت اخترتني ليه"؟
يجيب مبارك: لا... هو قالها في الصحف.
أديب: جزء منها دورك في حرب أكتوبر 1973، وقدراتك وتوافر صفات القيادة فيك.
مبارك: هو كان يتكلم وكنت أتحاشى الدخول في هذا الموضوع أو الحديث فيه.
أديب: عمركم ما كنت وأنت معاه في غرفة مغلقة تفتح هذا الموضوع؟
مبارك: لم أكن اتحدث في هذا، وكنت اتحاشى هذا لأنه سيقول إنك كنت كويس، وأنا لا أحب أن يقول أحد إني كويس، أنا مرة قلت له عندما تم تصعيد الجمسي ومحمد علي فهمي من قيادة القوات المسلحة إلى مستشارين، قلت له: يا ريس لا تنفخ فينا أكثر من اللازم، وأولهم أنا، لأنه كان بيحب هذا، وعندما كان يمدحني كنت أشعر بالخجل.
قال السادات في إحدى زيارات للقوات المسلحة: لقد اخترت مبارك نائبا لي ليس لكونه طيارا أو قائدا للقوات الجوية أو أحد قادة أكتوبر، وكل هذه الاعتبارات لم تغب على بالي، ولكن اخترته قبل هذه الاعتبارات لأنه يمثل جوهر الإنسان في وطننا، وهو المقاتل المصري بأصالته وقدراته وخبرته، وفي كل حياته كان يواجه الموت، بل يقتحم الموت ليحمي لنا الحياة، وباختصار اخترته لأنه يمثل جيل أكتوبر الذي أريد له أن يتقدم نحو مواقع القيادة العليا للدولة، وحتى يصبح هذا الجيل ممثلا ومعبرا عن روح وبيئة ومناخ السادس من أكتوبر يوم تخطت قواتنا المسلحة باسم الشعب والأمة كل عوائق وأسوار المستحيل.
يقول الكاتب الصحفي عبد الستار الطويلة، فى إحدى حواراته مع السادات والتى جمعها فى كتاب اسماه "السادات الذي عرفته" وحول سؤاله للرئيس السادات: لماذا اخترت حسني مبارك نائبا للرئيس؟
يجيب السادات: سأقول لك، أنا برضه كان يتخيل لي أنك ستسألني هذا السؤال، شوف.. حسني عمل بنجاح كبير جدا في الحرب، صحيح قوات الدفاع الجوي هي التي لعبت الدور الرئيسي في إسقاط الطائرات في الأيام الأولى للمعركة، لكن هو الذي قاد كل المعارك الحربية اللي دخل فيها الطيران المصري مع الطيران الإسرائيلي، كان الطيران المصري قبل كده والطيارون المصريون بيخافوا ساعة ما كانوا يشوفوا الطيارة الإسرائيلية قادمة عليهم، حسني عرف كيف يربي سلاح الطيران، بحيث إنه يخلق كل يوم عند كل طيار شعورا بالاعتزاز بنفسه وبالثورة والقدرة على قهر العدو الإسرائيلي، وبعدين هو شاب، وشاب ذكي، وعارف شغله كويس ومستقيم أخلاقيا جدا، إنت عارف كثير من الطيارين بيعملوا إيه؟ إنت ما تعرفوش يا عبد الستار.. حسني دا سمعته زي البرلنت، في الجيش أخلاقه ممتازة جدا، ودائما زي ما أنت قلت عاوز يعرف ويتعلم، ومحبوب بين زملائه، ومالوش في الطمع، وأنا لازم يكون لي نائب رئيس.. ماحدش عارف، الأعمار بيد الله.
الطويلة: بصراحة كده يا ريس.. لكن حسني مبارك البعض بيقول إنه مالوش أي تاريخ سياسي.. وظروف السياسة حرجة الآن.
السادات: ما هو علشان كده.. مالوش تاريخ سياسي، هذه تمثل ميزة عظيمة، أنا جبته علشان يشرب نوعية الحكم الجديد، تؤخذ إزاي، يبقى فيه مرحلة المعرفة في الأول، يعرف القرارات دي تتعمل إزاي، وبعد كدة يشارك في صنع القرارات، ويصدر القرارات لوحده، ومايبقاش متأثر بحكم الأحزاب القديمة، وفساد العهد الذي مضى وفات.. هو راجل نظيف وطاهر وشريف.
على فكرة، أنا عايز أقول لك حاجة، إيده نظيفة جدا، لا يلعب قمارا زي كتير من ضباط الطيران، ضابط الطيران يبقى قاعد في القاعدة، لا يعمل شيء وفي الانتظار، وراجل عايش على أعصابه لتلبية نداء الخطر، وممكن يموت في طلعة، فبيلعب دور كوتشينة للتسلية وتمشي معاه بقى بعد كده، أو يتسلى بحاجة زى الأفلام السينمائية، حسني لا يلعب ولا يسكر، متماسك، من شغله لبيته، ومستقيم جدا، وليس له متعة في حياته غير إنه بياكل كويس، وبيلعب رياضة وكمان منوفي.
الطويلة: وهل حكاية إن حسني مبارك منوفي تكون داخلة في قرارك بتعيينه؟
السادات: أنتم ستسمونها الجمهورية المنوفية المتحدة، أنا صحيح باحب المنوفيين، وباحب قريتي.. وباحب أهل بلدي قوي.. لكن أنا لا أعين واحدا من الشارع في منصب معين علشان هو منوفي.
الطويلة: ومتى يجيد حسني مبارك يا ريس فن الحكم إذن؟
السادات: بيتعلم، هو فيه حد يجيد فن الحكم من الأول، إنت كنت بتفهم حاجة في الصحافة، وأنا قبل الجيش كنت أعرف إيه عن فن الحكم؟ وعبد الناصر.. ولينين بتاعكم؟ دا حسني مبارك يستحق المنصب، لأنه عمل أولا كثيرا من أجل الشعب في إعداد سلاح الطيران وانتصاره، طول عمره كان ضابط كويس ومجيد وربى أجيال.
يقول مبارك أنه ذات مساء من عام 1975، كان الرئيس مبارك معزوما هو وزوجته على العشاء لدى أسرة صديقة، وقبل أن يذهب أخطرته رئاسة الجمهورية بأن الرئيس يطلب مقابلته في استراحة القناطر، سألته زوجته عما يريده الرئيس؟
قال لها إن المقابلة في الغالب لن تزيد عن ساعة، وبعدها يمكن أن يذهبا معًا إلى عزومة العشاء.
يقول مبارك: ذهبت إلى القناطر الخيرية وأخذ الرئيس السادات يتحدث في أشياء كثيرة، قديمة وحديثة، وعن ذكرياته، وعن الثورة، وعن الحرب، وعن جيل أكتوبر، وكان الوقت يمضي بسرعة، وطلب الرئيس العشاء، ودعاني لتناوله معه، وأكلت لقمة، ولم أقل إنني معزوم على العشاء، وبعد العشاء استمر الرئيس في حديثه، مع تزايد حيرتي، فحتى الساعة العاشرة والنصف مساء لم أستطع أن أعرف ماذا يريد مني الرئيس بالضبط
فجأة قال السادات: لقد قررت أن أختار نائبا لي من جيل أكتوبر، من قادة حرب أكتوبر، لم يخطر على بالى أن السادات كان يقصده، فما أكثر قادة حرب أكتوبر الذين يسبقونه في الخدمة وفي الأقدمية أيضا، لكنى فوجئت بالسادات يقول لى: لقد اخترتك يا حسني نائبا لي.
يضيف مبارك: لم أستطع النطق، ولم أعرف ماذا أقول ولم يظهر على وجهي أي أثر لفرحة أو لسعادة بالقرار غير المتوقع، وقام الرئيس بعد ذلك لينزل السلم معي حتى مكان السيارة، ثم سألني قبل أن يصافحني: تختار مين بعدك في القوات الجوية؟
قلت: تقصد سيادتك بعد سنة أو سنتين؟
رد الرئيس: سنة إيه ولا سنتين، قرار تعيينك سيصدر هذا الأسبوع.
ركبت السيارة وأنا في حالة يرثى لها من الوجوم، ووصلت منزلي وأبدلت ملابسي، وخرجت مع زوجتي لزيارة الأصدقاء الذين كانوا في انتظارنا، ولم أقل أي شيء لزوجتي عن قرار الرئيس.
يضيف: عندما صدر قرار التعيين رسميا، زاد قلقى وضيقى، فقد كانت زوجتي وأولادي هم فقط من شاركوني قلقي وضيقي، فعلى الفور قدروا أنهم سوف يفتقدون وجودي معهم أكثر فأكثر، فعندما كنت قائدا للقوات الجوية كنت أذهب نادرا إلى منزلي، فكيف سيكون الحال الآن، بعد اختياري لمنصب أعلى ولمسؤوليات أكبر، وكما فعلت في كل مرة أتولى فيها مسؤولية جديدة عكفت على عملي الجديد، الذي لم أتصور لحظة واحدة أنني سأتولاه يوما ما، تماما كما أنني لم أتصور أنه سيأتي اليوم الذي سأتولى فيه رئاسة الجمهورية خلفا للرئيس السادات، وكثيرا ما حدثني الرئيس عن رغبته في ترك الرئاسة لي، وفي كل مرة كنت أعارضه، وأؤكد له أنني سأترك موقعي إذا ترك هو موقعه.
سأله صحفي أجنبى بعد توليه الرئاسة: هل أنت امتداد للسادات أم عبد الناصر في ثوب جديد؟الرئيس: اسمي حسني مبارك، كانت الإجابة سريعة وعفوية وبسيطة، لكن الإجابة الأهم منها كانت عندما سألته بعثة الوكالة الفرنسية: الرأي العام يتساءل من هو حسني مبارك، فقال بثقة: غدا يراني.
يقول مبارك عن أول قرار وقعه: بعد موضوع الاعتقالات تحدثت في إحدى المرات مع الرئيس السادات، وكان ذلك في الرابع من سبتمبر عام 81، على ما أتذكر، فقلت له إنه يوجد بين من تم اعتقالهم من ليست لهم علاقة بشيء، يمكن أن يكون معارضا، فكان رده أنه يفكر في لجنة سوف أترأسها أنا، تبحث في كل الموضوع ونفرج عن الناس، فقلت له: إن اللجنة لا بد أن تكون قانونية، لأنني لن أكون رئيس لجنة وأفرج عن هذا وأترك ذاك، واستمر البحث في الأمر، ولكننا لم ننته لشيء، وعندما توليت الحكم وجدت بالفعل أن كثيرا ممن اعتقلوا ليس لهم ذنب، فأفرجت عنهم.
كانت أول كلمة قالها مبارك للمعتقلين بعد أن أفرج عنهم، واستقبلهم في قصر الرئاسة: متأسفين على ما حدث. وإذا كان من بينكم من ظلم، لكن نحن نريد أن نتعاون لمصلحة البلد.
لقد أثبت مبارك بالفعل – رغم حرصه على تقدير رؤساء مصر السابقين وذكرهم بخير طوال الوقت – أنه لا يسير على طريق أحد منهم، بل هو نمط وحده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق