تأثير زوجات ناصر والسادات ومبارك فى الحكم
كتب محمود خليل:
فعلت خيرا لجنة تعديل الدستور حينما اشترطت فى مرشح الرئاسة الا يكون حاملا لجنسية أخرى غير الجنسية المصرية والا يكون متزوجا من سيدة تحمل جنسية غير مصرية, ولكن متظاهرى التحرير يرفضون تلك المادة ويعتبرونها شرطا غير مقبول متصورين أن اللجنة تعنى مرشحين بعينهم من تلك المادة لمنعهم من تولى منصب رئاسة الجمهورية, ويعنون محمد البرادعى على وجه الخصوص.
ولا ندرى وجه اعتراضهم على تلك المادة والتى تعد حماية للوطن والمواطن مما قد يكون ضارا فى حالة أن تكون زوجة رئيس الجمهورية ذات جنسية أجنبية أو من اصول غير مصرية, وقد عانى الوطن كثيرا من صاحبات الجنسيات الأجنبية وتحكمهن فى مصير الوطن والمواطنين.
يذكر أن زوجة جمال عبد الناصر –تحية- أجنبية من أصل ايرانى, وزوجة أنور السادات –جيهان- أجنبية من اصل مالطى, وزوجة حسنى مبارك –سوزان- أجنبية من اصل بريطانى.
وبالنظر إلى عبد الناصر فقد كانت زوجته لا تتدخل فى سياسة البلاد وكانت بعيدة تماما عن الحياة العامة وكانت ترعى زوجها وأولادهما فقط, ولكن هناك انباء عن أنها كانت شيعية وبالتالى تاثر بها ناصر أو أثرت عليه وهذا التأثير وضح فى علاقته بالإخوان المسلمين والذين شهدوا فى عهده مطاردات وسجن وقتل ومحاكمات عديدة ابرزها سيد قطب وعبد القادر عودة, بخلاف ما يتردد من أنباء عن أصوله اليهودية وحياته فى حارة اليهود بالموسكى والتى كان أبوه متزوجا من يهودية نتج عنه جمال عبد الناصر والذى قضى مطلع حياته فى حارة اليهود مختلطا بهم, وهى العلاقات التى توطدت معهم أثناء حرب 48 وأدار العديد من المفاوضات مع الصهاينة فى تلك الفترة وما بعدها.
أما جيهان زوجة السادات فكانت أول زوجة لحاكم مصرى تقوم بنشاط اجتماعى علنى وتظهر على وسائل الإعلام وتقف جنبا إلى جنب مع الرئيس فى الاستقبالات الرسمية, بل وتتدخل فى تعيينات وإقالات وزراء الحكومة, وكذلك فى سن القوانين مثل قانون "الأحوال الشخصية عام 77 والذى عرف إعلاميا وجماهيريا باسم قانون "الشقة من حق الزوجة" أو "قانون جيهان", ولا يخفى على أحد علاقتها أيضا بجمعيات الروتارى.
أما سوزان زوجة مبارك فقد سارت على نفس الطريق الذى رسمته جيهان, بل وفاقتها بتدخلها فى شئون الدولة بصورة سافرة خاصة فى السنوات العشرة الأخيرة من حكم مبارك حتى نسب إليها أنها كانت تسعى وبكل قوة منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضى لإعداد ابنها جمال مبارك لتولى حكم مصر من بعد والده رغم عدم أهليته وكفاءته لتولى المنصب ولذلك قامت بعمل "لوبى" من كثير من رجال الأعمال ورجال الحكم ليساندوه فى السيطرة على مقاليد الحكم, ولذلك تدخلت كثيرا فى إدارة البلاد بالتعاون مع نجلها جمال وقامت بتعيين عدد من الوزراء خاصة وزارة أحمد نظيف والتى وضح فيها جليا أنها تحتوى على تشكيلة من الوزراء فهؤلاء وزراء "الهانم", وهؤلاء من وزراء "البيه", وهؤلاء من وزراء "الراجل الكبير" ويقصد بع الرئيس مبارك, وهو ما يعنى أن مصر كانت تحكم عائليا بواسطة مبارك وسوزان وجمال!!.
كان من نتيجة تجكم سوزان فى الحكم وعلاقتها بالروتارى وبريطانيا التى تحمل جنسيتها هى وابنها وتنتمى إليها فى الأصل أن شهدت البلاد فى عهدها تغييرا كبيرا فى قانون الأحوال الشخصية وهو ما عرف بـ "قانون سوزان", كما شهدت مصر توترا كبيرا بين الدولة والإسلاميين بكافة اتجاهاتهم وإنتماءاتهم, حتى ان البعض ظن أن مصر لم تعد إسلامية بسبب مطاردات الأجهزة الحكومية خاصة الأجهزة الأمنية للنشطاء المسلمين او حتى المواظبين على العبادات والنشاطات الإسلامية.
ومما ينسب إلى سوزان مبارك تدخلها بشكل كبير فى هذا الملف حيث اصرت على بقاء الدكتور محمود زقزوق وزيرا للوقاف بسبب ارتباطه بالرؤية الغربية للإسلام كما ان زوجته تحمل جنسية اجنبية, وفى عهده تم تأميم المساجد وكتم صوت المشايخ والأئمة ذوى الشعبية ومنعهم من إعتلاء منابر الخطابة, كما منع بناء مساجد جديدة الا بموافقة أمن الدولة.
ينسب إليها ايضا أنها كانت راعية لأنس الفقى وزير الإعلام الذى كان ينفذ سياسة طمس الهوية الإسلامية للإعلام المصرى, ومن بين ذلك منع المذيعات المحجبات من الظهور على الشاشة, وتقليص وقت البرامج الدينية, وتقليص وقت الآذان, وترك الشاشة للترفيه والعرى, وذوى الميول اليسارية ومن يهاجم الإسلام, ومنع المشايخ وذوى الاتجاهات الإسلامية من الظهور على الشاشة, ثم كانت الطامة الكبرى بمنع القنوات الإسلامية من البث على قمر النايل سات.
أما الملف الأخطر فكان تدخلها فى الملف الطائفى بين المسلمين والمسيحيين, حيث كلفت زكريا عزمى بتسليم المسلمات الجدد للكنيسة, كما أيدت مطالبات المسيحيين بمزيد من الأراضى للأديرة وبناء مزيد من الكنائس حتى صارت مساحاتها أكبر من دول الخليج, ومن دول شمال أوروبا.
وهكذا فإن جنسية زوجة رئيس الجمهورية أمر مهم جدا بالنظر إلى موقعها كزوجة لرئيس الجمهورية واحتكاكها برجال الحكم, واطلاعها على مستندات الدولة المهمة, ومدى تأثر رئيس الجمهورية بها, وكذلك تأثيرها على رجال الحكم, مما يعنى تأثر الدولة والشعب بتدخلها فى شئون الدولة, كما لا ننسى أرتباط زوجة الرئيس ببلدها الأصلية عاطفيا وسياسيا فى حالة حدوث أى خلاف بين مصر وبين بلدها, ولذلك يجب ان تكون زوجة رئيس الجمهورية مصرية من والدين وجدين مصريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق