المزايدون.. على رأسهم عمرو موسى والقرضاوى
كتب محمود خليل:
"اللى هايدخل حدود مصر هانقطع رجله", كان هذا تصريح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية السابق تعليقا على ما شهدته مصر من إعتداء الفلسطينيين على حدود مصر اثناء العدوان الصهيونى على غزة فى 2007 , حيث حطموا بوابة رفح وفجروا الحدود بالقنابل واللودارات, واعتدوا على موظفى وضباط أمن البوابة المصريين, وقتلوا عددا من جنود حرس الحدود بالأسلحة النارية, وانسابوا داخل رفح المصرية والعريش, وهناك قاموا بشراء العديد من السلع ودخلوا بها إلى غزة, والغريب أنهم اشتروا جميع ما كان فى محلات غزة والعريش من سلع ودفعوا مقابلها دولارات مزيفة, اكتشفها المصريون بعد ذلك حينما ذهبوا لاستبدالها من البنوك لشراء سلع أخرى لمساعدة الفلسطينيين فى مواجهة العدوان الصهيونى.
الغريب أن نجد هذا التصريح من وزير خارجية مصر محل مزايدة من بعض المصريين الذين أخذوا على الوزير هذا التصريح فى معرض هجومهم عليه, وأحد أسباب مطالبتهم بتغييره ضمن المطالب العديدة التى طالبوا بها بمنع وزراء النظام "البائد" حسب تسميتهم لعهد مبارك, من تولى مناصب وزارية, وكأن الدفاع عن حدود مصر حتى لو كانت من الأشقاء محل رفض واعتراض!!.
قلت إذا كان الوزير يحافظ على الأمن القومى للبلاد, لأنه كان على علم بما يخطط له الكيان الصهيونى من الضغط على الفلسطينيين حتى يتحركوا فى اتجاه الأراضى المصرية لتكوين دولتهم على أرض سيناء, وكان هدف مصر بالطبع هو منع تنفيذ هذا المخطط لأن مصر لا تؤجر أرضها, ولا تقبل أن يقيم الأخرون دولتهم على أراضيها حتى لو كانوا اشقاء, كما أن قبول مصر –وهذا فرض لن يحدث- على أرض سيناء, فذلك ما لن يقبله الجيش المصرى, ولا الشعب المصرى, كما أن قبول هذا الأمر يعنى احتلال لجزء من الأرض المصرية بذل المصريون دمائهم وأموالهم وأرواحهم لتحريرها, فلماذا لا يبذل الفلسطينيون الدم والروح والمال لتحرير أراضيهم من الصهاينة, وهم لديهم الكثير من المال ولديهم الكثير من الرجال والشباب, كما أن موافقة مصر على إقامة دولة فلسطينية على أرض سيناء يعنى أن القضية الفلسطينية تكون قد ماتت, وهذه سوف تكون جريمة –إن تحققت- فى حق مصر والمصريين, كما تعنى أيضا أن القدس والمسجد الأقصى لن يعود نهائيا, وبذلك تكون القضية تم تصفيتها نهائيا, فهل يرضى المزايدون ذلك؟
هل يرضى الفلسطينون ذلك؟ نعتقد أنهم سوف يوافقون لأنهم فقدوا الرغبة والقدرة على تحرير أراضيهم وأنهم استمرأوا الوضع الذى يعيشون فيه حاليا من العيش على المعونات, والتعاون والعمل داخل أرض فلسطين المحتلة, واتذكر إحدى الفلسطينيات –كانت تقيم خارج فلسطين- حينما قلنا لها لماذا لاتشكلون جيشا من الفلسطينيين العاملين فى خارج فلسطين وتساعدون الفلسطينيين فى الداخل على تحرير أراضيهم؟.. إذا بها تنتفض رافضة ان تلحق أولادها السبعة بهذا الجيش رافضة أن تترك حتى البلد الذى تعيش فيه لتعيش داخل فلسطين فى إطار تسوية سياسية تسمح للفسطينيين فى الخارج بالعودة إلى الأرض الفلسطينية؟؟!!
يقول فلسطينى يدعى الدكتور فايز أبو شمالة فى مقال له بعنوان "مَا أجْمَلَ صَباحَكِ يا مِصْرُ!" فى صحيفة فلسطين:
"لن ننتظر عشرة أعوام يا مصر، الشرق في شوق إليك، فتعالي يا مصر، تعالي قبل أن تجف حناء النصر من يديك، تعالي يا مصر إلى أرض فلسطين، تعالي يا قُبلةَ الحنين، تعالي، وانثري بهاءك في باحة الأقصى، وزيني ضفافه ورداً وياسمين".
هذا هو رأى الفلسطينيين!!.. ومطالب الفلسطينيين!!.. أن تحارب مصر وتحر أراضيهم؟!!.. واين هم؟, أنهم يتاجرون ويعملون ويتمتعون بالمال والحرية والحياة فى كافة انحاء العالم متمتعين بالمعونات التى يحصلون عليها وبالمؤامرات التى تجرى هنا وهنا وبأيديهم ويكفى ما قاموا به فى العراق ايام صدام حسين.
نتذكر أيضا أنه وعقب هزيمة 67 انتشر الفلسطينيون فى الدول العربية والأجنبية, واستقبلت مصر فى عهد عبد الناصر عددا منهم حيث ساعدت فى تكوين منظمة فتح وتدريب عناصرها عسكريا وأمدتهم بالأسلحة وأقامكت لهم معسكرات, وبدلا من أن يحترم الفلسطينيون القانون المصرى والشعب المصرى, إذا بهم يعيثون فسادا فيها فكانت عناصر فتح تتصرف مع المصريين بإستعلاء!! واتذكر أن سائقا لإحدى سيارات جيش فتح –وكان هذا اسمه- أصاب طفلا مصريا بسيارته فبدلا من يحمله إلى المستشفى او يطيب خاطر أهله, إذا به يسب أهله ومصر والمصريين, ويقول لهم أنا فلسطينى!!, وكأنه حينما يقول ذلك فهذا كاف لكى يتقبلوا منه كل ما يفعله!!.
لم يضربه المصريون ولم يعتدوا عليه, ولم يسبوه, ولم يذكروه بأنه ضيف عليهم, ولكنهم استدعوا له الشرطة العسكرية التى طيبت خاطر المصريين, واقتادته والسيارة إلى معسكرا لها.
لم يتوقف الفلسطينون عند هذا الحد ولكن بعضهم تزوج من مصريات وبعد عدة شهور من الزواج يختفون ويتركون الزوجة المصرية بلا أموال تنفق منه على نفسها وعلى أولادها منه, وبلا وثيقة طلاق, وصارت كما يقول التعبير المصرى "بقت زى بيت الوقف", بخلاف عمليات النصب التى تعرض لها مصريون بعد مشاركة فلسطينيين لهم فى محلات تجارية أو تجارة.
كان عبد الناصر حاسما فى ردة فعله بعد تكرار حوادث الإعتداء على المصريين من جانب ضيوفهم الفلسطينيين, ولذلك اصدر قرار بترحيليهم من مصر, وانتقلوا إلى الأردن وكلنا يعرف أحداث أيلول الأسود, ومحاولة الفلسطينيين الانقلاب على الملك حسين, والحرب التى دارات بينهم وبين الجيش الأردنى, وتم بعدها خروجهم إلى لبنان وكلنا يعلم أيضا المشاكل التى يتسبب فيها الفلسطينيون لللبنانيين, ونعلم ايضا ماذا حدث بعد انتقالهم إلى تونس وطردها لهم فيما بعد.
هؤلاء هم الفلسطينيون الذين يزايد عليهم شخص لا يدرى قيمة مصر, ولا يعرف حجمها, ولا يعلم شيئا اسمه الأمن القومى للبلاد, وليته كان تحدث عن هجوم الفلسطينيين على السجون المصرية وقتلهم للضباط والجنود المصريين فى السجون لتهريب عملائهم, وليته كان تحدث عن الفلسطينيين الذين فجروا محطة الغاز على أرض سيناء, وليته تحدث عن تفجير الفلسطينيين لمعسكر الأمن المركزى فى سيناء, وليته تحدث عن تفجير الفلسطينيين عن ضرب مقر مباحث أمن الدولة فى العريش بالـ "أربى جى", وليته تحدث عن ضرب الفلسطينيين للمصريين فى رفح والعريش, وطردهم من منازلهم واحتلالهم لها تطبيقا لما يفعله الكيان الصهيونى معهم فى القدس وغيرها من أرض فلسطين المحتلة!!
ألم ير هذا المزايد أن ما تم على أرض سيناء يعد انتهاكا للسيادة المصرية, ويعد عدونا على الأرض المصرية, وهجوما سافرا على المواطن المصرى, وكان مقدمة لاحتلال فلسطينى لأرض سيناء, وتنفيذا للخطة الصهيونية بترحيل الفلسطينيين إلى سيناء لإقامة دولة "غزة الكبرى", على أرض سيناء, وهى الخطة التى رفضها النظام "البائد", بقيادة الرئيس "المخلوع" –حسب وصفه- محمد حسنى مبارك, وكان ذلك أحد أسباب عداء أمريكا له, ومساعدة من اطلق عليهم "الثوار", الذين اسقطوا النظام "البائد"؟؟؟
إذا كان ذلك جانبا فإننا نسأل هذا المزايد وكل من يزايد على الموقف المصرى من القضية الفسطينية ليظهر كأنه المدافع عن الفلسطينيين فى مزايدة فاضحة, هل من حق رعايا أى دولة ان أن يدخلوا حدود أى دولة بلا تاشيرة, والا يخضعوا للتفتيش والجمارك ومظاهر التأمين الأخرى؟
لن يرد أحد منهم ولكننا نقول لهم: إذا كان الأمر كذلك فلماذا انشئت قوات حرس الحدود؟, ولماذا انشئت الجمارك؟, وبوابات العبور؟, ولماذا طلب الكويتيون المعونة من أمريكا والغرب لتحرير أراضيهم من "المحتل" العراقى؟, رغم ان الكويت عربية والعراق عربية؟, ولماذا وصلت العلاقات بين الجزائر والمغرب إلى حد العداء بل والحرب بسبب الحدود؟, ولماذا قامت الحرب بين اليمنيين رغم أن الشمال يمن والجنوب يمن؟, ولماذا تم التكتل ضد سوريا حتى تخرج من لبنان رغم ان كلتا البلدين عربيتين؟
الغريب أن يدخل لعبة المزايدة شيخ مثل القرضاوى وفى ميدان التحرير وفى ما اطلق عليها جمعة النصر؟!, وفى موقف شبهه البعض بمقدم الخومينى إلى طهران, قال القرضاوى ان الخطوة القادمة هى الزحف إلى القدس لتحريرها!!, وواضح أن القرضاوى هو الأخر يزايد على فلسطين ويزايد بالمصريين, وهو ادرى الناس بان الفلسطينيين لا يريدون تحرير أراضيهم, وإن ارادوا التحرير فهم يريدونه تحريرا بالدم المصرى, والروح المصرية!!
الغريب أيضا أن يزايد القرضاوى على الموقف الليبى ويؤيد ضربات القوات الأمريكية لليبيبا و"يحل" اشتراك الدول العربية فى الهجوم على ليبيا, وهو الذى احل من قبل هجوم أمريكا على العراق, وأحل للجنود الأمريكيين ضرب العراقيين المسلمين بالقنابل!!, ولا ننسى ان القرضاوى يتحدث باسم "دولة" قطر التى يحمل جنسيتها, حيث توجد القواعد الجوية الأمريكية التى تنظلق منها الطائرات الأمريكية لضرب ليبيا, ومنها انطلقت من قبل لضرب العراق ومن قبلها أفغانستان!!.
أما المزايد الأخر فكان عمرو موسى الذى اطلق مبادرته بتجميد عضوية ليبيا فى جامعة الدول العربية عقب أحداث بنغازى,ثم طالب باسم الجامعة وفى موقف غريب بأن تقوم الدول الغربية وأمريكا تحت غطاء أممى, بفرض حظر جوى على ليبيا لمنع الطائرات الليبيبة التابعة للقذافى من ضرب المدنيين؟!!, وهذه هى المرة الثانية التى يأتى فيها الغرب إلى بلادنا بناء على طلب منا!!, وكانت المرة الأولى فى الكويت حيث استدعت الكويت ودول الخهليج أمريكا لتحرير الكويت, وتطور الوضع إلى تأمين الحدود, ثم فرض حظر جوى على العراق, ثم تأمين آبار البترول لضمان ضخه إلى الغرب, ثم حماية العراقيين المدنيين, ثم التخلص من صدام حسين, ثم احتلال العراق!!
هاهى المرة الثانية يتم استدعاء الغرب وامريكا لاحتلال بلد عربى أخر, تحت زعم حماية المدنيين وبطلب من أمين عام جامعة الدول العربية!!, وهو ذات الأمين الذى قام بجولات مكوكية لمنع القذافى من انسحاب ليبيا من الجامعة وتكوين الاتحاد الأفريقى, ووافق القذافى على مضض للعودة إلى الجامعة بعد تدخل العديد من رؤساء الدول العربية!!.
نسى المزايد عمرو موسى ان أمريكا لن تكتفى بفرض حظر جوى على ليبيا, ولن تكتفى بحماية آبار البترول, لضمان ضخه إلى الغرب, ولكنها سوف تستهدف القذافى لتخلص الشعب الليبى منه باعتباره ديكتاتورا مثل صدام حسين وحسنى مبارك وعلى صالح وبشار الأسد وعمر البشير, وغيره من ملوك ورؤساء البلاد العربية, وبعدها سوف يتم إنزال قوات برية للقبض عليه, وبعد القبض عليه سوف تستمر حتى تستقر الأوضاع, وتعيين "قرضاى" رئيسا على ليبيا, يأتمر بأمرها, وينفذ كل ما تطلبه منه, ولن يكون لـ "الثوار" كلمة او رأى بل ان من يعترض منهم سوف يكون القتل هو مصيره!!.
نسى عمرو موسى فى غمرة مزايداته للحصول على دعم أمريكا وإسرائيل للترشح على منصب الرئاسة المصرية, وفى مزايدة واضحة وفاضحة لـ "الثوار" فى مصر, وليبيا أيضا, أن دعوته سوف تأتى بالقوات الأمريكية إلى الحدود المصرية الغربية, ليصبح الأمن القومى لمصر فى غاية الخطورة, لتصبح مصر بين فكى الكماشة طرفها فى الشرق الكيان الصهيونى, والطرف الغربى القرات الأمريكية.
نسى عمرو موسى "السياسى" "الفذ" فى مزايداته لتحقيق طموحه أن يكون رئيسا لمصر, الخرائط الموضوعة للمنطقة العربية لتفتيتها إلى دويلات وكيانات صغيرة وضعيفة ومتناحرة, ونسى أيضا خطة الكيان الصهيونى, التى أعدت منذ سنوات بتحويل سيناء إلى دولة فلسطينية فى إطار ما اسموه "تبادل الأراضى", بين مصر وإسرائيل والسعودية والأردن وفلسطين.
للأسف فكثير من أفراد الشعب البسطاء وغير المثقفين سياسيا ينجرون عاطفيا خلف هؤلاء المزايدين, بلا وعى, ظنا منهم أن ما يقولونه صحيحا, وأن ما يتخذونه من قرارات هى عين الصواب, غير مدركين انهم مزايدون, لا يرغبون من مزايداتهم تلك سوى المصلحة الشخصية, سواء كانت مصلحة سياسية أو مادية او جماهيرية او تشجيعية.
لذك نقول للمزايدين, كل المزايدين: كفوا عن مزايداتكم, الأمن القومى لمصر فى خطر, الأمن القومى العربى فى خطر, أنتم تجلبون القوات الأجنبية إلى بلادنا.
ومن المزايدين ايضا الدكتور يحيى الجمل الذى يشغل حاليا منصب نائب رئيس الوزراء وكان قد كتب فى جريدة المصرى اليوم منذ سنوات وبالتحديد فى اعقاب ترشيح الرئيس مبارك نفسه عام 2005 لرئاسة الجمهورية وقال له "لقد بلغنا من العمر أرذله"ّّ, وطالبه فى المقال الا يرشح نفسه ويقدم استقالته, ويعطى فرصة للشباب!, والسؤال لماذا قبل الجمل منصب نائب رئيس الوزراء, وهو الذى تعدى عمره السبعين عاما, ولماذا لم يرفض المنصب ليعطى الفرصة للسباب؟, رغم انه منذ تولى المنصب فى حكومة احمد شفيق وحتى اليوم لم يقدم شيئا يذكر للبلاد؟!, ولذا نسأله لماذا طالبت باستقالة مبارك, ولم تطالب نفسك بذات الطلب؟؟!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق