ادعت أن المرأة لا يمكن أن تتحرر بالدين
نوال السعداوى: مطلوب دستور علمانى بدون المادة الثانية
كتب محمود خليل:
أجرت صحيفة الباييس الإسبانية حوارا مع نوال السعداوي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة, مارست فيه هوايتها بإثارة القضايا المثيرة للجدل والخلاف, حيث طالبت بدستور علمانى بدون المادة الثانية التى تنص على أن الإسلام هو المصدر الرئيسى للتشريع, داعية إلى منع تعدد الزوجات, وادعت أن جماعة الأخوان المسلمين تؤيدها فى أفكارها, مشيرة إلى خوفها من أن يحكموا مصر, وقالت انهم اقلية, وأن أمريكا وإسرائيل يدعمون هذه الجماعة.
وهذا هو نص الحوار:
* ما هي دلالة أحداث ميدان التحرير بالنسبة للمراة المصرية؟
** كثيرة فلأول مرة يصبح النساء والرجال متساوين. فقد ظهر فى الميدان نساء من كل الأعمار والطبقات من بينهن نساء مع أطفالهن الرضع وكن يبتن في الميدان.
* هل ذهبت الى ميدان التحرير؟
** بالطبع، منذ البداية ولأيام عديدة. الآن سأكون خارج مصر بضعة أسابيع. ولكن عند عودتي سأذهب الى ميدان التحرير كل المرات التي ستكون ضرورية إلى أن ننتصر
* لماذا اندلعت الثورة فى رأيك؟
** بسبب تراكم القهر والفساد. النظام كان فاسدا حتى أصبح لا يطاق.
* وما هو الدور الذي لعبته المرأة ؟
** كل الأدوار بما فيه الموت. كنا هنا منذ البداية على استعداد متل الرجال.
* هل كنت تتوقعين شيئا كهذا؟
** حلمت بهذا وأنا لدي 10 سنوات، ما يعني اني خلال 70 عاما وأنا أنتظر هذا اليوم. لم يفاجئني لاني قضيت حياتي كلها في النضال من أجل ذلك. لكن ظهوره كان مفاجئا. وأنا سعيدة باني وصلت حية إلى الثورة
* وما هو شعار المسيرة التى تنوين تنظيمها؟
** أن تعتمد كل لجان ومؤسسات مصر الجديدة على النساء. لقد انتهى العهد الذي كان فيه الرجال هم من يقررون.
* كيف ستنظم المسيرة المليونية للمرأة؟
** في الحقيقة الفكرة جاءت من رجال وشباب تقدميين لديهم حسابات على تويتر، وفيسبوك ومواقع اجتماعية اخرى، اجتمعوا في منزلي ونحن فريق يعمل فيه رجال ونساء
* ستعودين إلى القاهرة للمشاركة في المسيرة؟
** ضروري، لدينا قيادة مشتركة والشباب خاصة هم من سيقودون المسيرة وأنا سأسير في الخلف. انا فقط داعمة لهم. يقولون بأني عرابة والأم الروحية للثورة.
* هل توافقين على الاصلاحات الدستورية التي قامت بها هذه اللجنة والتي ستعرض على التصويت يوم 19 المقبل؟
** كانت لجنة تقليدية. قامت فقط بتغييرات صغيرة. مسيرتنا هي من أجل المطالبة بتغيير راديكالي تحتاجه النساء المصريات؟
* ألن تكون هناك نتائج عكسية عند المطالبة بالكثير؟
** لن نقبل بالتمييز مرة اخرى بعد أن شاركنا في الثورة. علينا أن نتمرد ونكافح من أجل حقوقنا. ليس لدينا خوف من فقدان اي شيء، لأننا لا نملك سوى أرواحنا.
* تخافين من أنه بعد الثورة يبقى كل شيء كما كان في السابق؟
** لا، لقد تمكننا من إسقاط مبارك وبعض رجالاته. لكن مشكلة المرأة مزمنة ومتأصلة في النظام الأبوي وفي الدين، لذلك طالبنا بدستور علماني وقانون علماني للأسرة وبدولة علمانية منفصلة عن الدين. لقد ماتت النساء في ميدان التحرير مثل الرجال وعليهم أن يأخذن ذلك في الاعتبار.
* هل تعتقدين أن النساء المصريات كن نشيطات؟
** في منزلي بأتي شباب رجال ونساء ممن يهتمون بكتبي وهم تقدميون أناقش معم مواضيع مختلفة. لكن لا أحد منا اعتقد أن ملايين المصريين سيحتلون الشوارع. هم أزيد من ستة ملايين من وقت لآخر زاروا ميدان التحرير.
* تظنين ان ذلك أيقظ المرأة المصرية؟
** نعم، النساء والرجال لأننا لم نستطع أن ننفصل عن بعضنا البعض. المرأة لا تستطيع أن تتحرر إذا كان الرجل غير متحرر، وبنفس الشكل، الرجل لا يستطيع أن أن يتحرر إذا لم تتحرر المرأة وكلنا نحتاج الى بلد حر.
* ما هو وضع المرأة المصرية حاليا؟
** يوجد تمييز كبير ضدها. فمازال هناك تعدد الزوجات ونحن نريد إلغاؤه، فضلا عن أن الرجل بإمكانه تطليق الزوجة من دون استشارتها.
* هل الدستور المصري الحالي يدعم تعدد الزوجات؟
** نعم، لأنه يقول إن قانون الأسرة لا يمكن أن يتناقض مع الشريعة الإسلامية. والشريعة تسمح بتعدد الزوجات. ومصر لديها واحدة من قوانين الأسرة الأكثر تخلفا في العالم العربي.
* ماذا تنتظرين على وجه التحديد من الحكومة؟
** كان عليهم أن يضموننا كنساء في لجنة إصلاح الدستور. لقد تكونت اللجنة من ثمانية رجال دون امراة واحدة، ولذلك سننظم مسيرة مليونية للنساء بالقاهرة ونثق في أننا سنتلقى التأييد من النساء في إسبانيا وغيرها من دول أوروبا.
* لهذا السبب تريدين نساء في لجنة إصلاح الدستور؟
** بالطبع، نساء ورجال وشباب لأنهم ضموا فقط رجالا تقليديون ور جال دين.
* هل تعتقدين أن إعداد دستور جديد سيكون الإنجاز الأساسي للثورة؟
** نعم، إذا كان لدينا دستور علماني، ورجال ونساء ومسيحيون ومسلمون متساوون، سيكون بديلا للدولة التقليدية. العلمانية أساسية لأية ديمقراطية أصيلة. التغييرات المحدثة هذه الايام في الدستور الذي يريدون اعتماده يقول بند 2 إن الاسلام هو دين الدولة المصرية وهذا يجب أن يختفي.
* تعتقدين أن التمييز له أصل ديني؟
** نعم، الدين هو إيديولوجية سياسية وعلينا ان نفصله عن السياسة. المرأة لا يمكن ان تتحرر تحت أي دين لا المسيحية ولا اليهودية ولا الاسلام. النساء أقل درجة من الرجال في كل الاديان.
* ألا تعتقدين أن هذا النقاش راديكالي في مصر؟
** لا، عندما كنت في ميدان التحرير، التقيت عدة أناس يؤيدون نفس الرأي، وهم شباب تقدميون كثيرون ضمنهم رجال من الجيل الجديد في حركة "الاخوان المسلمين".
* تخافين أن تظل مصر تحت مراقبة الاخوان المسلمين؟
** لا، أخاف فقط من الولايات المتحدة واسرائيل لأنهما ستجلبان الاخوان المسلمين الى السلطة. ففى بداية الثورة الإيرانية عام 1979. كانت في انطلاقتها علمانية واشتراكية. لكن الولايات المتحدة شعرت انها مهددة بثورة اشتراكية ودفعت بإجهاضها. الخميني وصل الى إيران على يد فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة. هم فضلوا ثورة دينية على ثورة اشتراكية والاشتراكية هي العدو الأصلي للرأسمالية. في مصر حصل نفس الشيء، إذ فجأة جاؤوا برجل دين محترم (يوسف القرضاوي) الى ميدان التحرير. نحن ضد هذا. لكن لن نخاف من الإخوان المسلمين لأنهم أقلية.
* ماذا تطلبين من الحكومة الجديدة؟
** بعد إقالة احمد شفيق رئيس الوزراء الذى عينه مبارك قبل تنحيه والذى يعد إنجازا لثورة التحرير. نثق ان الرئيس الجديد للحكومة عصام شرف سوف يدعم تشكيل مجلس مشكل من رجال ونساء مستقيمين، وسوف يعمل على انتقال سلمى للسلطة، التي بحوزة الجيش حاليا وسوف يعمل على تشكيل أحزاب جديدة وإجراء انتخابات حرة واصدار دستور علماني جديد.
* تثقين بالإرادة الديمقراطية لمجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يسير مصر حاليا؟
** ليس مسألة ثقة وإنما مسألة سلطة. إذا انسحب المتظاهرون الى منازلهم الآن والشعب لم يعد يتكلم، الجنود سيفعلون مثلما فعل نظام حسني مبارك. إذا السلطة لم تمارس سلطتها، وليس هناك برلمان يقوم بالمساءلة، فمصر سوف تسقط في الديكتاتورية. الشعب عليه أن يمارس سلطته والجنود إذا لم يوفوا بالتزاماتهم مع الشعب سنعود الى ميدان التحرير. هذه هي الثورة.
* وأنت تعتقدين أن الثورة مازالت مشتعلة؟
** نعم، الثورة لم تنته بعد. سنستمر في ميدان التحرير الى أن يوفوا بالالتزامات.
* تعتقدين أن مصر الجديدة حققت بداية جديدة؟
** نعم، مليئة بالأمل والأمل هو القوة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق