قصة مقال رفضت "الأحرار" نشره
قبلة سوزان مبارك التى لن نراها مرة اخرى؟
كتب محمود خليل:
هذا المقال كتبناه عام 2007 عقب فوز المنتخب القومى ببطولة إفريقيا, وكان عنوانه " قبلة سوزان لمبارك .. نتمنى لو نراها مرات ومرات ؟!", كان العنوان صادما للمسئولين عن الجريدة, فإذا بهم يرفضون نشره خاصة وإننى رفضت تغيير عنوانه, أو رفع اسم "سوزان مبارك", من العنوان والمتن.
لقد كانت فرائص الجميع ترتعد من مجرد وجود اسم أحد من عائلة الرئيس, ليس هذا فحسب بل ورموزه الكبار, مثل أحمد سرور, وصفوت الشريف, واحمد عز, وكمال الشاذلى, بل تعدى الأمر ليشمل أى وزير له حيثية أو تأثير, قد يؤثر على المسئولين بالجريدة.
رغم إن المقال اتخذ من قبلة سوزان مبارك لزوجها الرئيس مبارك على الملأ مدخلا ليكون نقدا للنظام, وقدحا فى سلوكيات مسئوليه, ومطالبة بإصلاح الأمور, فإن ذلك كله لم يشفع للمقال أن ينشر لأنه تطرق إلى اسم من المنتمين إلى عائلة مبارك.
هذا المقال نشرته فى مدونتى "abnmasr", لأن صاحب القلم لا يجب ان يتخلى عن شجاعته وأن يقول قولة الحق, فى وجه كل ذى سلطان, طالما لديه الحق, فاللحق دائما سلطة وسلطانا, أقوى من كل صاحب سلطان.
ونحن نعيد نشر هذا المقال لنؤكد أن قلمنا كان مسخرا للدفاع عن حقوق الشعب, وعن مصلحة البلاد, فى أوج سلطان السلطان, ولم نهب شيئا, ولنؤكد ايضا أن قلمنا حينما يتهم من قام بأحداث يناير ليسوا –أو على الأقل الغالبية التى "سيقت" للمشاركة فيها- ليسوا فوق شبهات العمالة للخارج, وخاصة أمريكا, وإنهم ينفذون خطة مشبوهة, أعدتها المخابرات الأمريكية لإحداث اضطرابات فى مصر, لا يكون تابعا لمن بيده السلطة والسلطان, ولن يكون كذلك, مع أى سلطة, فسوف يظل قلمنا قلم حر, ينتقد, ويجرس كل من يخطىء فى حق مصر والشعب المصرى.
والغريب إننا طالبنا فى المقال بشنق المسئولين الفاسدين فى ميدان التحرير, قبل سنوات من أحداث الميدان الأخيرة, فهل يشهد الميدان ما طالبنا به, منذ أعوام مضت؟!
وهذا هو نص المقال الذى نشرناه بتاريخ: 9 ديسمبر 2007
قبلة سوزان لمبارك .. نتمنى لو نراها مرات ومرات ؟!
كتب محمود خليل:
عقب فوز مصر ببطولة أفريقيا لكرة القدم قامت السيدة سوزان مبارك بطبع قبلتين على وجنتى الرئيس مبارك, فى حركة عفوية, وبسيطة, ابتهاجا بالفوز الكبير, فى مشهد نادر, ودون أن تضع حسابا للرسميات, وما شابه, ومن ناحيتنا فلقد سعدنا بتلك القبلة, فهى إن دلت على شىء, فهى تدل على الوطنية, وحب الوطن, والفرحة الغامرة بالفوز, وما أحلى الفوز.
لقد جاء الفوز فى موعده ليبتهج الشعب بعد عدة كوارث ولتضرب مصر بهذا الفوز عدة عصافير بحجر واحد, فلقد جاء ردا على عدم فوزنا بتنظيم كأس العالم عام 2010 وعدم تأهلنا لكأس العالم القادمة, وعلى بعض المغرضين والكارهين فى بعض الدول العربية الذين كانوا يتمنون عدم فوز مصر بالبطولة, وعلى الكيان الصهيونى الذى أظهر شماتة بالغة فى مصر بسبب حادث العبارة السلام 98 وليثبت أن مصر تنهض بسرعة رغم أحزانها, وليقدم فرصا كبيرة للاعبى مصر فى أندية الكرة العالمية للاحتراف بها, ويؤكد على أن المدرب الوطنى أفضل كثيرا من المدرب الخبير الأجنبى أن أعطيت له الفرصة والصلاحيات, وذللت العقبات التى تواجهه, ولهذا نطالب جميع الإتحادات الرياضية والأندية بتمصير المدربين والمديرين الفنيين لديها وكفى أهدارا للمال العام ولفرص الفوز, وما تحقق بالأمس القريب رغم أن المنتخب الوطنى لم يكن على المستوى الفنى الذى يؤهله للفوز ألا أن روح الفوز والإصرار على إحراز الكأس عوضت هذا المستوى, ولعبت الجماهير دورا هاما بجانب القيادة السياسة فى تحفيز الجهاز الفنى واللاعبين لإحراز الكأس والفوز بالبطولة وما حدث فى هذه الدورة أشبه بالمشروع القومى الذى التف حوله الجميع لتحقيقه, ويؤكد أن هذا الشعب الذى أعتز أن أكون منه إذا صمم على أنجاز شىء أنجزه ولكنه يحتاج إلى القائد الذى يوجه ويشجع ويمسح العرق ويكافىء المجد والمجتهد وهو ما يفعله مبارك والذى سيكتب فى تاريخه أنه لأول مرة تحرز مصر الكأس ثلاث دورات خلال ولايته, ويفوز فى عهده أيضا ثلاثة من المصريين بجوائز نوبل ( محفوظ, زويل, البرادعى), ولأول مرة يتولى عربى أكبر مؤسسة دولية, وهو المصرى بطرس غالى الذى تولى الأمانة العامة للأمم المتحدة, واشتركت القوات المصرية فى مهمات عديدة لحفظ الأمن من خلال الأمم المتحدة بدول متعددة, كما شهد عهد مبارك نجاحات عديدة على المستوى المحلى فلأول مرة يتم إنجاز مشروعات عديدة فى مختلف المجالات خلال فترة زمنية قياسية بينما كنا نبنى على سبيل المثال فى الستينات كوبرى لا يتجاوز طوله الكيلومترين فى عشرين عاما!!
كما تم أعادة بناء مكتبة الإسكندرية لتحيى ذكرى المكتبة القديمة التى يتهم الغرب وبعض مريديه فى مصر, المسلمين بحرقها بينما من أحرقها هم الرومان بقيادة أكتافيوس فى اطار صراعه مع انطونيو الذى تزوج من كليوباترا ملكة مصر والتى كانت ستصبح ملكة مصر وروما ولهذا سارع الرومان بغزو مصر وحرق مكتبتها وتدمير كافة مظاهر الحضارة والعلم فى مصر ليأتى العرب إليها بالإسلام ويعيدوا إليها مكانتها الحضارية والعلمية ويحرروا أهلها من الوثن الرومانى وعبودية الإمبراطور الرومانى.
نعود إلى قبلة سوزان مبارك للرئيس والتى نتمنى أن نراها مرات ومرات بعد تحقيق نجاحات مصرية فى المجالات المختلفة, وليس فى كرة القدم فقط فبالأمس القريب وزع الرئيس مبارك شهادات التقدير فى عيد العلم, على علماء مصر, وأوائل الجامعات المصرية, وقد لفت نظرنا إن الفتيات الفائزات, كن مسلمات محجبات وفى الفروع العلمية, وهو ما يرد على الجماعة العلمانية التى تقول إن الحجاب غطاء للعقل, وليس غطاء للرأس, وطالبن المسلمات بخلعه!! وجاء فوز هؤلاء ردا عمليا يؤكد أن الحجاب نور للعقل والرأس.
نقول إن السيدة سوزان مبارك تقود حركة واعية داخل المجتمع المصرى مثل مشروع مكتبة الأسرة والقضاء على الأمية وشلل الأطفال وعمالة الأطفال وغيرها ولاشك أن المشروعات كثيرة لاحصر لها فعهد مبارك يمثل لمصر نهضة حضارية جديدة تكاد تشبه عهد محمد على بنهضته التى شملها برعايته, ولكن نقول أن الثوب الأبيض مازال به بعض البقع السوداء التى تحتاج إلى نظافة ليصبح الثوب ناصع البياض, وهذه البقع السوداء تتمثل فى انتشار الرشوة والفساد فى كافة مناحى أجهزة الدولة وأيضا الإهمال والعشوائية التى تضرب النظام العام للدولة والواسطة التى تعتمل سلبيا داخل النفوس فتؤثر على أداء المواطن لعمله وتميت الإنتماء للوطن, ومن مظاهر كل ذلك العمارات التى سقطت على رؤوس ساكنيها سواء كانت تلك العمارات جديدة او قديمة ومن بينها الكوارث البحرية للعبارات وكوارث القطارات والأتوبيسات وأزمات المرور ومواد التموين وارتفاع الأسعار والخضر والفاكهة الملوثة بالمبيدات المسرطنة وأزمة لبن الأطفال المميت والحرائق والأمطار وحوادث أخطاء الأطباء والممرضات والمدرسين والطرق والكبارى والمسارح.. وغيرها مما يجعلنا نطالب بأن يكون أصلاح كل عرض من هذه الأعراض مشروع قومى يلتف حوله الشعب لإنجازه.
وعلى سبيل المثال ليكن هناك مشروع قومى لتحسين رغيف الخبز الذى تعاف من تناوله الحيوانات, ومشروع لإصلاح الطرق والكبارى وفقا للأساليب العلمية والمواصفات الدولية ومشروع لمنع أخطاء الأطباء ومشروع لمحاربة الدروس الخصوصية وتهذيب السلوك المعوج لبعض المدرسين, ومشروع للتخلص من كافة المبيدات المسرطنة ومنع استخدامها فى الزراعة, ومشروع لزراعة مدن الجمهورية بالأشجار والنباتات ونشر الخضرة فى كافة شوارع وميادين وحوارى وأزقة الجمهورية, ومشروع لمحو الأمية (الكتابة والقراءة والكمبيوتر), ومشروع لنظافة المبانى العامة والخاصة والكبارى والشوارع والميادين, ومشروع آخر لتجميل المدن والشوارع, ومشروع لبناء مليون شقة آدمية أو أكثر للشباب المقبل على الزواج, ومشروع للتيسير عن الشباب للزواج, ومشروع إحياء ممارسة الرياضة لدى النشء والشباب والكبار, ومشروع لمحاربة الرشوة والواسطة, ومشروع لزيادة الإنتاج لمحاربة البطالة والإدمان ولزيادة الدخل, ومشروع للانضباط فى الشارع وعودة الأخلاق الى شوارعنا وبيوتنا ومؤسساتنا ومدارسنا, ومشروع للقضاء على كافة مظاهر الفساد الفنى ممثلة فى أفلام الجنس والمخدرات والهلس وأغانى البورنو كليب والتى قضت على أخلاق جيل كامل أو جيلين.
المشروعات كثيرة ومهمة ولكن أهمها على الإطلاق من وجهة نظرنا هى الوقوف فى وجه التحديات التى تجابه مصر وعالمنا العربى والإسلامى وعلى سبيل المثال الهجمة الشرسة التى تعرض لها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مؤخرا فكان على مؤسسات الدولة وقياداتها تنظيم مظاهرات سلمية فى حراسة الشرطة تضم كبار المسئولين استنكارا لما يقوم به الغرب من تدنيس لمقدساتنا التى بدأت بتدنيس القرآن الكريم فى الكيان الصهيونى وأفغانستان والعراق ومعتقل جوانتنامو ثم السخرية من رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام فالهدف فى رأينا هو قياس لرد الفعل لدى المسلمين هو الإهانات التى توجه لدينهم ورموزه (القرآن, النبى, الحجاب, المسجد, الأذان, المسبحة, الجلباب, اللحية), وبقدر رد فعلنا سيكون ردهم وهذا الرد وضح فى تصريحات خرجت من ايطاليا يطالب أحد وزرائها بشن حرب صليبية على المسلمين لأنهم اعترضوا على إهانة دينهم, ورد من رئيس أمريكا يتضامن مع الدنمارك, ورد من الإتحاد الأوروبى بالوقوف صفا واحدا فى وجه المسلمين.
إذا فالموقف جد خطير ولهذا كان لابد من السماح للشعب المصرى بالخروج للتعبير عن غضبه واستنكاره لإهانة نبيه, فإذا كنا سمحنا بغلق الشوارع لعدة ساعات للجماهير احتفاء بفوز كأس الأمم الأفريقية, ألا يستحق نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أن نغلق من أجله الشوارع ثلاث ساعات أو أكثر لنصرته؟
ونحن لا نريد تعطيل المصالح أو غلق الشوارع بل نطلب حراسة الشرطة لمنع التجاوزات وللتنظيم, فما أروع أن يتفق الشعب والحكومة على هدف واحد وما أنبله من هدف نصرة الإسلام دين الله الحق, ونبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
نتمنى أن نرى كل من استولى على المال العام اختلاسا أو رشوة او بأية طريقة كانت, وكل من أدخل آلة او جهازا غير مطابق للمواصفات, أو استورد مبيدات مسرطنة, أو أغذية فاسدة, أو أضر بمصلحة الوطن, أو المواطنين بأى شكل من الأشكال, وقد شنق فى ميدان التحرير على مرأى من العالم, فلقد كان اللص أو الزانى أو الخائن أو الغشاش أو المرتشى قديما يركب حمارا بالمقلوب, وفى رقبته جرسا, ومعه شرطى يتلو الجرم الذى ارتكبه, ويلف به فى شوارع المحروسة عقابا على فعلته الشائنة, فى عملية تسمى التجريس –أى الفضيحة- ثم بعد ذلك يتم جلده أو تعزيره أو توسيطه أو خوزقته أو شنقه, أى جلده أمام المواطنين أو ضربه بالسيف من وسط جسده أو شنقه أو وضعه على خازوق حتى يخرج الخازوق من أسفله إلى رأسه, ولذلك امتنع الجميع عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى, وكان الجميع يعمل وينتج هو راض لأنه يعيش فى أمان وعدل.
نقول إننا يجب أن نستغل هذه الفرح وهذا الإنتماء الذى ظهر أثناء البطولة استغلالا صحيا وسليما لصالح الوطن, فالإنتماء لا يكون للوطن بفوز فريق كرة قدم, ولكنه بتحقيق هدف قومى للبلاد, فقضاء مصر على الأمية, والفساد, والغش, والرشوة, والبطالة, والإدمان, والدروس الخصوصية, والسرطان, والتهاب الأسعار وتوفير المسكن الصحى, والوظيفة, والغذاء الصحى ووسيلة المواصلات النظيفة, والآمنة معتدلة السعر, يعد هدفا قوميا يسعد المواطنين, ويحقق للشعب ذاته, وأمله فى مستقبل آمن للأجيال القادمة, وحينما يتحقق ذلك سنجد تحقيق البطولات سهلا ميسرا وبدلا من قبلة واحدة من السيدة سوزان مبارك, ستكون قبلات 75 مليون مصرى على وجنتى الرئيس, أنه أمل وحلم وكم من الأحلام تحققت, ولكن هل نعيش لنرى اليوم الذى تصبح فيه مصر كما نحلم بها ولها.
اللهم أعطنا القوة والصبر والعزيمة والإصرار والإخلاص والقدوة الصالحة واليقين والإيمان لتحقيق ما نصبو أليه.
اللهم أعطنا الصحة والعمر لنرى بأعيننا هذا الأمل يتحقق.